يمانيون:
2025-06-23@10:00:45 GMT

صنعاء: الوجود الأمريكي في باب المندب عملا عدائياً

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

صنعاء: الوجود الأمريكي في باب المندب عملا عدائياً

يمانيون../
تلعب الولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود دوراً بارزاً ومؤثراً في الشؤون اليمنية، حيث سعت أمريكا منذ الحرب الباردة إلى الحفاظ على نفوذها في شبه الجزيرة العربية في مواجهة الاتحاد السوفييتي السابق، وازداد هذا الدور بشكل كبير بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وإعلان ما تسمى الحرب على الإرهاب، والتي اتخذت منها أمريكا سبباً للتدخل في شؤون الدول بشكل مباشر، إذ تبنت أمريكا سياسة تدخل أكبر في شؤون المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب.

وفيما يخص اليمن، فقد استخدمت الولايات المتحدة طائرات مسيرة دون طيار بحجة استهداف تنظيم القاعدة وانتهكت السيادة اليمنية بشكل كبير حيث راح ضحية الهجمات الأمريكية العديد من الأبرياء المدنيين، ومع بداية العدوان على اليمن والذي أعلن بشكل مباشر من واشنطن ، انحازت أمريكا إلى جانب قوات التحالف بقيادة السعودية ودعمت تحالف العدوان على اليمن بجميع أنواع الأسلحة.

أما في منطقة باب المندب الاستراتيجية، فقد عززت أمريكا وجودها العسكري هناك تحت مسمى ضمان حرية الملاحة، ولكن في الحقيقة الهدف الأساسي لوجود تلك القوات هو حماية مصالح كيان “إسرائيل” حليفتها الرئيسية، فالولايات المتحدة تحرص على تأمين حركة السفن والناقلات الصهيونية في البحر الأحمر، لذلك، ينظر اليمنيون بقلق للدور الأمريكي المتعاظم في المنطقة، ويرون فيه تهديداً لمصالحهم وسيادتهم الوطنية، إلا أن واشنطن ماضية في تعزيز وجودها هناك، مدعومة بحلفائها الإقليميين.

إن موضوع التدخل الأمريكي في منطقة باب المندب يعتبر من القضايا الشائكة والمعقدة في المنطقة، وقد أثار تصريح وزير الدفاع بشأنه الكثير من الجدل، فمن ناحية، ترى الولايات المتحدة أن وجودها العسكري في المنطقة يهدف بالدرجة الأولى إلى مكافحة الإرهاب وحماية حرية الملاحة في مضيق باب المندب الاستراتيجي، إلا أن اليمن يرى أن هناك أهدافاً أخرى لهذا الوجود، وتصرح القيادات اليمنية دائماً أن أمريكا تحاول السيطرة على هذه المنطقة الحيوية لمصلحة “إسرائيل”، والواقع أن هناك تاريخاً طويلاً من التدخل الأمريكي في الشؤون اليمنية، كما أن أمريكا حليفة رئيسية لـ كيان “إسرائيل” في المنطقة، لذلك، فمن الطبيعي أن تنظر أطراف مثل اليمن بعين الريبة لوجود عسكري أمريكي قرب أراضيها.

في هذا السياق قال وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني خلال رحلته إلى محافظة تعز أثناء زيارته للوحدات في المنطقة العسكرية السادسة بالبلاد ، إن وجود الولايات المتحدة في باب المندب والبحر الأحمر ليس بسبب الإرهاب ، ولكن بسبب الكيان الصهيوني.

وحسب ما نقلته وكالة الأنباء ، فقد قام وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ الوطني بزيارة للوحدات في المنطقة العسكرية السادسة وقال أثناء زيارته للمنطقة ولقائه مع القوات اليمنية في جبهة تعز سنحرر كل أراضي اليمن من أيدي المحتلين.

وقال وزير الدفاع اليمني “إذا كان العدو يسعى للسلام فنحن نرحب بالسلام وإذا سعى لتصعيد التوتر فنحن جاهزون للمواجهة”، وأكد وزير الدفاع أن “القوات المسلحة جهزت نفسها وستكشف القيادة عن أسلحة جديدة في الوقت المناسب… هناك أراض وجزر يمنية محتلة في المياه الإقليمية للبحر الأحمر وخليج عدن والمياه الإقليمية حول المحيط الهندي، كل هذه المناطق ستتحرر “، وأضاف: “أتت دول كثيرة من جميع أنحاء العالم إلى باب المندب ومياه اليمن بسفنها بحجة محاربة الإرهاب، لكن في الحقيقة جاؤوا بسبب العدو الصهيوني ودعم مصالحه واحتلال الأراضي اليمنية ونهب الثروات “.

التداعيات

يرى اليمنيون أن التدخل الأمريكي في اليمن وخاصة في منطقة باب المندب يحمل العديد من الآثار السلبية، حيث يعتبر وجود القوات الأمريكية في القرب من اليمن وفي بعض المناطق في المحافظات الجنوبية المحتلة انتهاك واضح لسيادة اليمن وتدخل سافر في شؤونها الداخلية من قبل قوة أجنبية، وهذا يهدد أمن واستقرار اليمن، فدعم القوات الأمريكية للمجموعات المسلحة التابعة لتحالف العدوان يعمل على تصعيد التوتر في الداخل اليمني في ظل الهدنة.

وفي السياق نفسه لا يمكن فصل التصعيد الأمريكي، عن تصاعد حالة الغليان الشعبية المتقدة ضد قوى التحالف وما تسمى حكومة المرتزقة في المحافظات الجنوبية اليمنية المحتلة، وخصوصاً مع موجة الاحتجاجات الغاضبة رفضاً لانهيار الوضع المعيشي واستمرار ما تسمى حكومة المرتزق معين و ما يسمى مجلسها الرئاسي في تصدير الوهم للمواطنين، الأمر الذي ينذر بانفجار انتفاضة شاملة، يرى الأمريكي أنها ستطاله في المقام الأول باعتباره الراعي الأول والرئيسي للتحالف السعودي الإماراتي وفصائله.

الأهم من ذلك، أن التصعيد الأمريكي يعكس مخاوف عميقة تعيشها الإمبراطورية العجوز من تنامي وتعاظم القدرات العسكرية والحربية لقوات صنعاء، والإحساس الأمريكي بالعجز عن مواجهة صنعاء، في حال آلت الأمور إلى استئناف الحرب، حيث يرجح أن تكون المعركة بحرية، باعتبار التحشيدات العسكرية الأمريكية الغربية المستمرة في مياه البحرين العربي والأحمر، وتأكيد صنعاء على حقها المشروع في طرد القوات الأجنبية من سواحلها الاستراتيجية.

على كل حال، فإن التصعيد الأمريكي المستمر في اليمن، ستكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الحرب وبالتأكيد على مستقبل قوى التحالف السعودي الإماراتي وفصائلها، حيث يؤكد مراقبون أن التصعيد سيؤدي في نهاية المطاف إلى استئناف الحرب، وخصوصاً مع استمرار قائدة التحالف، بالتنصل من تنفيذ التزاماتها في الملف الإنساني، وهي الحرب التي تؤكد مجمل المؤشرات، أن نتائجها ستكون لمصلحة صنعاء، إذا ما أدركنا مختلف التطورات والمعطيات والحقائق على الواقع.

الأطماع الأمريكية في اليمن

تولي الولايات المتحدة الأمريكية اهتماماً كبيراً باليمن نظراً لموقعه الاستراتيجي على باب المندب، وتسعى من خلال تدخلها في الشؤون اليمنية لتحقيق مجموعة من الأهداف والمصالح الأمريكية في المنطقة، فمن الناحية الجيوسياسية، ترى الولايات المتحدة أن اليمن يمثل عمقاً استراتيجياً لها، كما أن سيطرتها على باب المندب ستمكنها من التحكم بحركة النفط والتجارة العالمية، كذلك تسعى أمريكا لحماية حليفتها كيان “إسرائيل” ودعم أمنها من خلال وجودها في اليمن.

أما اقتصادياً، فاليمن يمتلك احتياطيات نفطية وغازية هائلة غير مستغلة بعد، ما يشكل جاذبية كبيرة للشركات الأمريكية للاستثمار في هذا المجال، كما تتطلع الولايات المتحدة للسيطرة على الموانئ اليمنية الحيوية مثل عدن .

وعلى صعيد الأمن، تبرر أمريكا تدخلها بمحاربة الإرهاب والقاعدة، إلا أنها تواجه اتهامات بممارسة أجندة خفية لتعزيز نفوذها وسيطرتها على المنطقة على حساب السيادة اليمنية.

إجمالاً، تستغل أمريكا حالة الفوضى في اليمن لترسيخ وجودها وتحقيق مكاسب جيوسياسية واقتصادية، مستفيدة من ضعف الدولة اليمنية، ما يثير مخاوف اليمنيين من الأطماع الأمريكية تجاه بلادهم.

موقع الوقت التحليلي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکی فی وزیر الدفاع باب المندب فی المنطقة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

بيانات دول عربية على الضربة الأمريكية بإيران فجر الأحد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تفاوتت ردود الفعل الرسمية التي أتت تعقيبا على إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توجيه ضربة "دمرت تماما" أبرز المنشآت النووية الإيرانية، في حين تتوجه الأنظار إلى احتمال شن إيران ضربات انتقامية ضد مصالح أمريكية في المنطقة مع استمرار الدعوات الداخلية للانتقام وكان من أبرزها دعوة مستشار المرشد الأعلى بإيران، إلى استهداف السفن البحرية الأمريكية وقاعدة الاسطول الخامس الأمريكية في البحرية وإغلاق مضيق هرمز وغيرها.

ووسط هذه الدعوات والتطورات المتسارعة أصدرت بعض الدول العربية بيانات تعقيبا على الضربة الأمريكية، نستعرض لكم فيما يلي نصوص بعض منها:

نقلت وكالة الأنباء السعودية، بيانا ورد فيه: "تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.. وإذ تؤكد المملكة على المضامين الواردة في بيانها الصادر بتاريخ 13 / 6 / 2025م التي أكدت فيه إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتعرب عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد.. كما تدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

قالت خارجية مصر في بيان: "تعرب جمهورية مصر العربية عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وتدين التصعيد المتسارع الذي ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وتؤكد مصر رفضها لأي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتشدد على ضرورة احترام سيادة الدول.. وتجدد مصر تحذيرها من مخاطر اتساع التوترات، التي من شأنها أن تُفضي إلى المزيد من الفوضى والتوتر، وتؤكد على أن الحلول السلمية والتفاوضية تظل السبيل الأمثل لتفادي الانزلاق نحو التصعيد العسكري، والذي لا يُجدي سوى في الخروج من الأزمة وتعقيد التسوية المنشودة.. كما تجدد مصر دعوتها إلى ضرورة وقف التصعيد وضبط النفس وتغليب لغة الحوار، حفاظًا على أرواح المدنيين وصونًا لأمن واستقرار المنطقة".

قالت خارجية الإمارات: "أعربت الإمارات العربية المتحدة عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة واستهداف المنشآت النووية الإيرانية، وطالبت بضرورة الوقف الفوري للتصعيد لتجنّب التداعيات الخطيرة وانزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.. وأكدت على ضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات، وضمن مقاربات شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة، وجددت مطالبتها المجتمع الدولي لحشد الجهود للوصول إلى معالجة شاملة لهذه التطورات الحساسة والخطيرة تحفظ المنطقة وشعوبها من ويلات الصراعات.. وتحث الوزارة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على الاضطلاع بمسؤولياتهما من خلال العمل الجاد على حل القضايا المزمنة في المنطقة التي باتت على المحك وتُشكّل تهديدًا متزايدًا للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.. كما شددت الوزارة على إيمان دولة الإمارات بأن الحكمة والمسؤولية في هذه الظروف تقتضيان الانخراط الجاد في معالجة القضايا المصيرية عبر التفاوض، مؤكدة ضرورة الاستفادة من تجارب المنطقة التاريخية وحروبها، وما تحمله من دروس وعبر".

وورد ببيان وزارة خارجية قطر: "تأسف دولة قطر للتدهور الذي بلغته الأمور بقصف المنشآت النووية الإيرانية وتتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث إثر الهجمات الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة من خلال استهداف منشآتها النووية وتشدّد في هذا السياق على ضرورة وقف كافة العمليات العسكرية، والعودة فوراً إلى الحوار والمسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة.. تحذّر وزارة الخارجية، من أن التوتر الخطير الذي تشهده المنطقة حالياً سيقود إلى تداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي، وتأمل في هذا الوقت من كافة الأطراف التحلّي بالحكمة وضبط النفس وتجنّب التصعيد الذي لا تتحمله شعوب المنطقة المثقلة بالصراعات وتأثيراتها الإنسانية المأساوية.. كما تؤكّد الوزارة، دعم دولة قطر الكامل لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تسوية الخلافات ونزع فتيل الأزمات بالوسائل السلميّة لتوطيد السلام والاستقرار في المنطقة".

وذكرت خارجية الكويت في بيان: "تتابع دولة الكويت وبقلقٍ بالغ، تطورات الأحداث المتعاقبة التي تشهدها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة، لاسيما تلك الأخيرة التي شملت استهدافاً لعددٍ من المنشآت النووية، في تطورٍ خطير يُهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.. وتجدد دولة الكويت التأكيد على ما جاء في بيانها الصادر بتاريخ 13 يونيو 2025، الذي أدان الاعتداء على السيادة الإيرانية وانتهاك القوانين والمواثيق الدولية، ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياتهما نحو وقف تلك الانتهاكات بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وعلى ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، كما تدعو إلى الوقف التام والفوري لكافة أوجه التصعيد، والوقف التام للأعمال العسكرية، وإلى تحكيم لُغة الحوار، وضبط النفس، ومضاعفة الجهود الهادفة لإيجاد حلول سياسية من شأنها تحقيق أمن واستقرار المنطقة.."

وقالت خارجية سلطنة عُمان قالت في بيان: "أعرب ناطق بوزارة الخارجية عن بالغ القلق والاستنكار إزاء التصعيد الناجم عن القصف الجوي المباشر الذي شنته الولايات المتحدة على مواقع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإدانة سلطنة عمان لهذا العدوان غير القانوني ودعوتها إلى خفض التصعيد الفوري والشامل.. مضيفا بأن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة يهدد بتوسيع رقعة الحرب ويشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام القوة وانتهاك السيادة الوطنية للدول وحقها المشروع في تطوير برامجها النووية للاستخدامات السلمية والتي تخضع لإشراف ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب البروتوكولات الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المنشآت النووية بسبب مخاطر التلوث والإشعاع".

مقالات مشابهة

  • بن سلمان يبحث مع سلطنة عمان وفرنسا وإيطاليا العدوان الأمريكي الإسرائيلي على إيران
  • عودة الجيش الأمريكي إلى حروب الشرق الأوسط
  • وصول 86 مهاجراً إفريقياً غير شرعي إلى سواحل شبوة شرقي اليمن
  • السعودية تعيد تفعيل ملف المفاوضات اليمنية خشية من تداعيات التصعيد في المنطقة
  • بيانات دول عربية على الضربة الأمريكية بإيران فجر الأحد
  • القوات المسلحة اليمنية توجه تحذيراً نارياً للولايات المتحدة الأمريكية (تفاصيل)
  • القوات المسلحة: سنستهدف السفن والبوارج الأمريكية في حال تورط الأمريكي في العدوان على إيران
  • القوات المسلحة تؤكد أنها ستستهدف السفن والبوارج الأمريكية في حال تورط الأمريكي في العدوان على إيران
  • رئيس المخابرات الأمريكية الأسبق: أمريكا ستغرق إذا ضربت إيران
  • ارتفاعات قياسية لأسعار الذهب في اليمن.. قائمة الأسعار بين صنعاء وعدن