فِكر وتفكر
د. عمر محجوب محمد الحسين
خلال حملته الانتخابية تعهد الرئيس دونالد ترامب، بأن سياساته سوف تقضى على التضخم، إذا عاد إلى البيت الأبيض. وتعاني الولايات المتحدة الامريكية منذ ثلاث سنوات والنصف من ارتفاع كبير في الأسعار مما استدعى تدخل بنك الاحتياطي الفيدرالي لإدارة سياسة نقدية عن طريق التحكم في التضخم من خلال التأثير على أسعار الفائدة.
توفر السلع المعمرة سلسلة من الخدمات أو المنفعة بمرور الوقت. وعلى النقيض من ذلك، تميل السلع والخدمات غير المعمرة إلى الاستهلاك الفوري. وفي حالة المستهلكين، فإن أمثلة السلع المعمرة هي المركبات الآلية ومفروشات المنزل؛ وتشمل أمثلة السلع والخدمات غير المعمرة خدمات الغذاء والنقل.[2] ونظرًا لأن الخدمات التي يتم تلقيها من الحيازات الحالية للسلع المعمرة تميل إلى الاستمرار حتى في غياب أي مشتريات جديدة، يمكن تأجيل الإنفاق على السلع المعمرة بسهولة أكبر. على سبيل المثال، قد تقرر الأسرة التي تعاني من انخفاض في الدخل عدم شراء سيارة جديدة لأنها تستطيع الاستمرار في استخدام سيارتها الحالية. بالإضافة إلى إمكانية تأجيلها، يمكن اعتبار العديد من السلع المعمرة تقديرية مقارنة بالإنفاق الأكثر أهمية مثل الغذاء. ونتيجة لهاتين الخاصيتين، فإن إنفاق المستهلك على السلع المعمرة أكثر تقلبًا من الإنفاق على السلع والخدمات غير المعمرة، ويميل إلى أن يكون أكثر ارتباطًا بالدورة الاقتصادية.
يعد الاستثمار التجاري مثالاً آخر على الإنفاق المؤجل على السلع المعمرة والذي يرتبط أيضًا بدورة الأعمال. في حالة البناء، من المرجح أن تؤجل الشركات أي مشاريع جديدة تدخل في تباطؤ، ولكنها تستكمل المشاريع التي بدأت بالفعل. في حالة الاستثمار في الآلات والمعدات (مثل المركبات الآلية وأجهزة الكمبيوتر)، من المرجح أن تتمكن الشركات من تغيير خططها الاستثمارية بسرعة استجابة للتغيرات في الظروف الاقتصادية. تشير الأبحاث إلى أن الإنفاق على السلع الاستهلاكية المعمرة والاستثمار في الآلات والمعدات مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بنمو الناتج المحلي الإجمالي.
جاء في ورقة معهد بيترسون للاقتصاد الدولي أن انفجار التضخم في 2021-2022 كان مدفوعا بتكامل ثلاث تطورات وهي وفرة من اضطرابات العرض والطلب المرتبطة بالجائحة والتي دفعت أسعار السلع المعمرة إلى الارتفاع، وصدمة أسعار السلع الأساسية العالمية الناجمة عن غزو روسيا لأوكرانيا، والتي كانت مهمة بشكل خاص للسلع غير المعمرة، وأسواق العمل الضيقة، والتي تعمل بشكل أساسي من خلال أسعار الخدمات.
إن سياسات ترامب وخطته لخلق "نهضة" تصنيعية ودعمها في أميركا من خلال خفض الضرائب واللوائح التنظيمية للشركات وزيادة التعريفات الجمركية بنسبة تصل إلى 200 %. هي مقترحات ليست ذات جدوى ومن الصعب تنفيذ بعضها. وتشير تقارير عدة إلى أنه إذا تم أخذ هذه السياسات مجتمعة، فإنها ستلحق أضرارًا كبيرة بالاقتصاد الأمريكي وليس الدول التي تأتى منها واردات الولايات المتحدة الامريكية. ذكر واريك جيه (Warwick J.) وماكيبين (McKibbin) وميجان هوجان (Megan Hogan) وماركوس نولاند (Marcus Noland) في تقرير لهما "بينما يعد ترامب بـ"جعل الأجانب يدفعون"، فإن تحليلنا يظهر أن سياساته ستؤدي في النهاية إلى جعل الأمريكيين يدفعون أكثر من غيرهم".
omarmahjoub@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: بنک الاحتیاطی الفیدرالی على السلع المعمرة الإنفاق على السلع أسعار الفائدة فی حالة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تفاصيل تطبيق رادار الأسعار لمنع التلاعب في الأسواق.. «فيديو»
قال الكاتب الصحفي رضا المسلمي، المتخصص في الشأن الاقتصادي، إن رادار الأسعار جاء لمنع التلاعب في أسعار بعض السلع، موضحا أن الحكومة اتخذت إجراءات مستمرة لضبط الأسعار وتخفيف الأعباء على المواطن المصري من خلال رفع الأجور وتوفير حزم اجتماعية.
وتابع الكاتب الصحفي رضا المسلمي، خلال لقائه مع الإعلاميتين نهاد سمير وعبيدة أمير ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أنه تم إطلاق فكرة رادار الأسعار منذ قرابة شهر واحد، وهي أداة تكنولوجية لمشاركة المواطن في الرقابة على أسعار السلع الغذائية، لمنع التلاعب واستغلال المواطنين.
وأردف أن رادار الأسعار هو تطبيق يتم تنزيله بالهواتف المحمولة، وتسجيل البيانات عليه كالاسم والعنوان والمنطقة التابعة، موضحا أن التطبيق يشمل 7 سلع غذائية استراتيجية، وتضم السكر الزيوت والألبان والفول والأرز والمكرونة.
كما أوضح المسلمي: "لو في حالة الكشف عن مغالاة في الأسعار، يتم تصوير المنتج وتحديد اسم المتجر والإبلاغ عن المتجر، ويتم التحرك بشكل عاجل من قبل الجهات الرقابية لاتخاذ الإجراءات القانونية، وكان الإعداد للتطبيق منذ فترة لضبط الأسعار".
اقرأ أيضاًصرف 80% من المقررات التموينية خلال مايو 2025.. قائمة بأسعار السلع على بطاقات التموين
أسعار السلع التموينية لشهر مايو 2025.. قائمة بجميع المنتجات لأصحاب البطاقات
«الوزراء» يرصد آراء المواطنين بشأن أسعار السلع ومدى توافرها في الأسواق