موقع النيلين:
2025-06-19@16:23:00 GMT

إعاة تدوير القذارة في حاويات جديدة`

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

• يقول المهاتما غاندي: كلما قام شعب الهند بالاتحاد ضد الاستعمار الانجليزي ، يقوم الانجليز بذبح بقرة ورميها بالطريق بين الهندوس والمسلمين ، فينشغلون بالصراع بينهم ويتركون الاستعمار ، وهي نفس قصة الصراع القديم المُتجدِّد بين الحق والباطل التي ما فتِئنا نُذَكِّر بها ، فمنذ ٢٠١٩م وتحالف الباطل (الإمارات وقحت والجنجويد والمندسين في الصف الوطني) لم يدَّخروا وُسعاً من كيدٍ ومكرٍ للوقيعة بين الجيش والقوات النظامية الأخرى من جانب وبين التيار الإسلامي في السودان والذي كانوا يرمزون له كثيراً بمصطلح الطرف الثالث من جانبٍ آخر ، وقد نجحوا بعد تصحيح أكتوبر ٢٠٢١م في إعادة الوضع إلى أغسطس ٢٠١٩م ، وزادوا عليه في الاتفاق الإطاري بإشراك المؤلفة قلوبهم من غمار الصف الإسلامي بدراهم الإمارات لاستكمال تفكيك القوات النظامية التي استعصى عليهم استدراجها لمخططاتهم ، وبعد الحرب أرادوا تفكيك القوات النظامية وبقية السودان بالنيران بعد أن فشلوا في السيطرة بالانقلاب ، ثم لم تلبث غرفة التحكم والسيطرة في الإمارات أن تبيَّن لها في الأسابيع الأولى للحرب أن نهاية الجنجويد محتومةٌ بسحقهم ومرتزقتهم ومشروعهم في هذه الحرب .

. ففعلوا كل المُمكن وبعض المستحيل من أجل تأخير الهزيمة ، واستجلبوا كل الضغوط والأسباب للوصول إلى تحقيق أهدافهم من خلال صفقةٍ خاطئةٍ بعد أن عجزوا عن تحقيقها بالوحشية.
• المتغيرات الدولية والإقليمية وإسقاطاتها على الإمارات ، والتصريحات الأخيرة للسيد القائد العام ، وبيان وزارة الخارجية ، ومجريات الميدان ، والتدهور المتفاقم وسط قوات الجنجويد ، والكوميديا المُبتَذلة وسط قحت/تقدم ، وإستعادة بعث مومياء أحزاب العائلات ، والاحتفاء الرسمي بكوادر قحت الأخرى ، وما يدور في الإعلام ، والتسريبات التي بدأت تأخذ طريقها للعلن … كلها ربما تشير إلى الآتي:-
١. جاري التخلص من قيادة عائلة دقلو للمليشيا ، وغير مُستَبعد الإعلان رسمياً عن هلاك حميدتي ، وغالباً اختيار قيادة ذات كاريزما وثِقَل مجتمعي يُمكِّنها من جمع فلول المليشيا المُندَحِرة ، وقد تكون هذه القيادة لم تتورَّط في التمرد مع آل دقلو مما يُسهِّل قبولها لدى الآخرين.
٢. ولادة مليشيا الدعم السريع مجدداً ، بِمُسمَّى جديد ، وقيادة جديدة .. من خلال عملية إنشقاقات تجري فعلاً على الأرض ، لِيُعاد انتاجها وطنياً من خلال أحداث مصنوعة (كما حدث بالفعل في عملية تحرير الجزيرة) ، فتتحول من مليشيا جنجويد مجرمة إلى قوات وطنية ذات بطولات وأفضال كانت مخفية فيجري كشف السرية عنها!!
٣. انبعاث قحت/تقدم باسم جديد بعد تمثيلية انشقاقات ومراجعات ، وربما بقيادات كانت منزوية أو بخطاب جديد لقيادة قديمة.
٤. إغراق الفضاء بسيلٍ من الوعود الإماراتية (وغيرها) التي ستعوض السودان بتريليونات الدولارات لإعادة البناء (حنبنيهو) ، وتعويض المتضررين (ثمرات) ، والاستثمارات ، وحضن المجتمع الدولي وربما الانضمام لمجلس التعاون الخليجي.
٥. استعادة الإتفاق الإطاري بعد تعديله ، وتغيير اسمه ، واستبعاد نصوص هيكلة وإصلاح القوات النظامية بترتيبات أمنية لدمج القوات المشتركة والجنجويد وربما قليلٌ من المقاومة الشعبية ، وإغداق الوعود لهذه القوات بهدف استقطابهم لقبول ودعم السردية الجديدة للحرب التي ستنتُج عن الاتفاق ، وتهيأتهم للحرب المقبلة ضد الإرهاب!! ، وتعزيز الاتفاق هذه المرة بانضمام قياداتٍ بارزةٍ وربما مقبولة لبعض التيار الإسلامي .. إضفاءً للشمول.
٦. طرح سردية جديدة لحرب الثالث عشر من أبريل ٢٠٢٣م يكون فيها الإسلاميون (الطرف الثالث) هم الذين أطلقوا رصاصة الحرب ، وأوقعوا الفتنة بين أبناء السودان ليعودوا إلى السلطة على أشلاء السودانيين.
٧. استعادة اليونيتامس بقوات الاتحاد الإفريقي وتمويل الجامعة العربية ، للإعانة في بسط الأمن ، ودعم السردية الجديدة للحرب بجهودهم في التحقيق وتقاريرهم لتتم إدانة الإسلاميين وطنياً ودولياً بالقانون ، لتطاردهم العدالة الوطنية والدولية.
• كل عناصر كتائب الأسلاميين المقاتلة في مهمة إسناد القوات المسلحة وتحت إمرتها منذ بداية الحرب وحتى اليوم .. كانوا موجودين يوم ١١ أبريل ٢٠١٩م وبأكثر مما هم عليه اليوم ، وكل الأموال التي أنفقها الإسلاميون سِرَّاً وجهراً لإسناد المقاومة الشعبية كانت موفورةً يوم ١١ أبريل ٢٠١٩م ، وكل الإسناد الإعلامي (وغيره) الذي قدَّمه الإسلاميون في حرب الكرامة كان متاحاً في ١١ أبريل ٢٠١٩م .. وبأكثر مما هو عليه عند اندلاع الحرب ، ولكنهم لم يستخدموه لاستعادة كراسي السلطة ، ولا حتى لردِّ الأذى عنهم ، وآثروا القبول بالإرادة السودانية يومها .. رغم عِلمهم اليقيني بخفايا المخطط ، وذلك لتفويت الفرصة على أعداء السودان الذين يريدون ضرب أبنائها ببعض وإعمال الفوضى الخلَّاقة.
• فعلت الحرب فِعلها ، وميَّزت الخبيث من الطيب حتى رأينا بعض قادة الأسلاميين في صفوف المليشيا ، ولا عجب إن انضم أو تحالف بعض قادة الإسلاميين مع قحت ، والحمدلله الذي أذهب عن السودانيين والإسلاميين كثيراً من الخَبَث ، والذين كانوا مرجوِّين قبل هذا ، وقد انكشف لعامة السودانيين كثيراً مما كان خافياً ، وتبيَّن للناس من بكى ممن تباكى ، ولعمري فإن هذا بعضُ الخير الذي تستبطِنهُ مكاره القتال ، ومن نكث فإنما ينكثُ على نفسه.
• إن هذه الحرب قد نكبت كل عائلةٍ سودانيةٍ في الأرواح والأعراض والأموال والتاريخ والمستقبل ، فالسودانيون أمةٌ واحدة ، ومُصابُ بعضهم هو مُصابُ كلهم ، وإن بيعة السودانيين في هذه الحرب لقواتهم المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمقاومة الشعبية ، والشرعية لهذه المؤسسات لا لغيرها ، ووظائف الأمر الواقع لا تمنح شرعيةً لعقد الصفقات أو تقسيم الصف الوطني شِيَعاً تحت أي ذربعة ، والأمانة والمسئولية معقودةٌ أمام الله لمؤسسات الشعب وقد عمَّدتها شلَّالات الدِّماء الزكية التي مازالت تهدر ، والشعب نفسه بات اليوم مُصطفَّاً بروحه وسلاحه وماله خلف مؤسساته النظامية حتى لا يطمَع الذي في قلبه مرض ، ويدُ الله فوق أيدي قواتنا وشعبنا المتواثقة على المحافظة على وِحدة الصف الوطني ، وتطهير البلاد من الخُبْثِ والخبائِث ، واستشراف فجرٍ جديد ، ومن أوفي بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً.

اللواء (م) مازن محمد اسماعيل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القوات النظامیة

إقرأ أيضاً:

حكاية عجيبة من قصص الحرب في السودان

من أحاجي الحرب ( ١٩٥٤٥ ):
○ منقول:
□□ من قصص الحرب
□ مصادفة عجيبة
(حكاية رواها عادل عوض)
▪️عندما اندلعت الحرب في الخرطوم، بدت المدينة وكأنها لفظت أبناءها دفعة واحدة. وجدتُ نفسي، مثل كثيرين، مضطراً للرحيل بحثاً عن ملاذٍ آمن.
قادني القدر إلى مدينة “سنجة” بولاية سنار، مدينة لم أزرها من قبل، ولم أعرف عنها سوى اسم عابر في أطلس جغرافي قديم.
عند وصولي، لم يكن أمامي من خيار سوى البدء فوراً في رحلة البحث عن مأوى يأويني وأسرتي الصغيرة. تنقلت بين الأحياء أطرق الأبواب، دون جدوى. كانت الشمس قد بلغت كبد السماء، جسدي منهك، وروحي أثقل من قدمي. وعندما أُذِّن لصلاة الجمعة، دخلتُ أحد المساجد، أبحث في الصلاة عن سكينة تعيد إليّ أنفاسي.
بعد الصلاة، خرجت أجرّ خلفي خيبتي، أتمايل في شارع غارق في حرّ الشمس وخذلان الظروف.
لمحته من بعيد… رجل تجاوز الخمسين، تكسو وجهه ملامح وقار وطمأنينة. خالجني نحوه شعور غريب، كأن بيننا معرفة قديمة.
تقدمت منه وسألته مباشرة:
ــ “السلام عليكم يا حاج، ما في بيت للإيجار في الحتة دي؟”
توقف، التفت إليّ بتأنٍ، كأنه يتفحص غربتي. ثم سأل:
ــ “معاك أسرتك؟”
ــ “أيوة، معاي أولادي.”
ابتسم ابتسامة خفيفة، وقال:
ــ “تعال… أرح معاي.”
رافقته، متعلّقاً بخيط أملٍ واهن. قادني إلى منزلٍ واسع، بابه الخشبي العتيق وسوره المحاط بالأشجار يوحيان بعراقة وطمأنينة. نظرتُ إليه بشك وهمست:
ــ “لكن البيت ده شكله إيجارو غالي شديد.”
ابتسم كأنما يهبني حياة جديدة، وقال:
ــ “يا زول، هسه في زول سألك من الإيجار؟”
عجبت لقوله. لوهلة…لم ادر ماذا أقول. :
-“والله يا حاج ما عارف اقول ليك شنو؟”
“اتفضل يا ابن عمي أقعد في الجزو ده لحدي ما ربك يفرجها.”
ثم أدخلني إلى البيت وأخذ يريني مداخله وغرفه وهو يقول:
ــ “معليش، البيت داير شوية نضافة. أنا حأجيب زول ينضفو بعد شوية.”
أصررتُ أنني من سيتولى الأمر بنفسي.
قال وهو يناولني مفتاحاً:
ــ “الجزء التاني ساكنين فيهو أقاربي… وأنا ساكن بعد شارعين من هنا. اتفضل ده المفتاح.”
كانت كلماته مفاجئة، كأنها وحي نزل عليّ.
شكرته بحرارة، وعدتُ إلى أولادي الذين كانوا ينتظرونني في العربة تحت ظل شجرة. امتزج في قلبي امتنانٌ عظيم، عجز لساني عن التعبير عنه.
سكنتُ ذلك المنزل شهوراً، كانت، رغم قساوة الظرف، من أكثر فصول حياتي دفئاً واستقراراً.
لكن السكينة لم تدم…
جاءت “كتمة” سنجة — لحظة انفجر فيها الهلع من كل زاوية.
كانت ظهيرة مشؤومة، انقلبت فيها المدينة رأساً على عقب: صراخ، إطلاق نار، جموع تهرع في اتجاه واحد، أطفال يتعثرون في الركض، ووجوه تائهة وسط زحام الذعر.
كنت وقتها أعمل بسيارتي “الهايس”، أتنقل بين القرى المجاورة بحثاً عن الرزق. أسرعت عائداً إلى البيت، فركب الأولاد وأمهم في عجالة، وانطلقنا فارّين من سنجة، وسط طوفان بشري يجري لا يلوي على شيء.
في خضم الزحام، لمحتُ فتاة تحمل رضيعاً، يرافقها شقيقان صغيران يمسكان بطرف ثوبها الذي تمزق من أثر الجري وتعلق الصغيرين به. كانت تبكي بحرقة، وتلهث بأنفاس متقطعة. فتحتُ لهم باب السيارة دون تردّد.
ركبوا ومعهم آخرون، غير مصدقين أن في العربة متّسعاً.
انطلقتُ بين الطرقات، أتفادى الذعر، وأعبر شوارع تتساقط فيها القذائف، وكأننا في مشهد من فيلم يعجّ بمشاهد الخراب. المنازل هجرت في لحظات، وتُركت أبوابها مشرعة على المجهول.
وصلنا إلى منطقة تُدعى “أم بنين”، وهناك نزل معظم الركاب. ظننت أن دوري انتهى، إلى أن وقعت المفاجأة التي زلزلت وجداني.
في لحظة هدوء نادرة، وأثناء تبادلنا كسرة أمان، عرفتُ أن الفتاة تُدعى ريماز…
وما إن سمعتُ اسم والدها حتى قفزت من مقعدي غير مصدّق لأذني:
ــ “محمد آدم…”
يا الله… إنه هو!
الرجل الذي منحني المأوى يوم وصلت سنجة، دون سابق معرفة، ودون أن يسألني شيئاً.
الدهشة عقدت لساني، وامتلأت عيناي بدموعٍ لا أدري إن كانت حزناً أم فرحاً أم ماذا؟. لم تكن “ريماز” تملك هاتفاً، ولا تعرف عنواناً. كانت تهرب فحسب… كما فعلتُ أنا يوماً ما.
لكن القصف امتد إلى “أم بنين”، فواصلنا الفرار نحو “الدمازين”، وأخذناها معنا.
حاولتُ الاتصال بوالدها مراراً… الهاتف مغلق.
مكثت ريماز وأخواها معنا أكثر من سبعة أشهر، أصبحوا خلالها أبناء لنا. كنت أبحث عن خيط يقودني إلى محمد آدم دون جدوى.
وفي إحدى المصادفات، التقت ريماز بقريبة لها، فأوصتها أن تُبلّغ والدها بمكانها.
وبعد سلسلة من الاتصالات والمعارف، وصلت الرسالة.
كان والدها قد فقد الأمل… اعتقد أنهم قد فارقوا الحياة.
وبعد انتظارٍ طويل، جاء.
كان لقاءً أكبر من الكلمات، أعمق من كل الحكايات.
عناقٌ طويل… ودموع متدفقة…
يدٌ بيضاء صافحت يداً غريبة في يومٍ غريب، بمكان أغرب…
كان جميلاً ذلك المعروف الذي زرعه العم “محمد آدم”.
لم يضع…
ولا ينبغي له أن يضيع،
ما دام زارعه يحمل هذا القلب النقي وتلك الروح المعطاءة.
( منقول)

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مفوضية الانتخابات تنفي تأجيل موعد انتخابات تدوير نفس الوجوه الكالحة
  • السودان والحرب
  • مداهمة وكر للهجرة غير النظامية بالجبل الأخضر
  • بعثة الحج العسكرية تكرم القنصل العام للسودان وأمين مجلس الحج والعمرة
  • حكاية عجيبة من قصص الحرب في السودان
  • حالة الجمود التي يعاني منها خريجي مدرسة الحركات المسلحة في فهم وتفسير الأحداث
  • المعجزة التي يحق لكل سوداني أن يفتخر بها
  • محافظ مطروح يشارك احتفال جامعة الأحفاد للبنات بالسودان بتخرج دفعة جديدة
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم
  • إيران تستهدف الكيان الصهيوني بموجة جديدة من الصواريخ