ميديا بارت: هكذا تقصي إدارة ترامب النساء والأقليات في الجامعات
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
قال موقع ميديا بارت إن الإدارة الجديدة التي شكلها الرئيس دونالد ترامب بدأت بعد مدة قصيرة من وصولها إلى السلطة في تنفيذ تدابير صادمة ضد الأقليات تحت ذريعة مكافحة "الأيديولوجية المستيقظة" والدفاع عن القيم الأميركية التقليدية، وبهدف إقصاء النساء والأقليات والأشخاص المحرومين من الدوائر الأكاديمية.
وأوضح الموقع -في تقرير بقلم بنيامين يونغ- أن وثيقة صادرة عن مؤسسة "الولايات المتحدة للتهذيب" المسؤولة عن الطلاب الأجانب، تظهر كيف تسعى إدارة ترامب إلى إقصاء الأقليات الجامعية والنساء، وقال المؤرخ الأميركي رومان هوريه إن هذا الإقصاء يضرب العالم الأكاديمي والعلمي الذي يعاني من "أقوى وأعنف وأضخم هجوم منذ المكارثية" بقوة.
وقد حصل الموقع على وثيقة داخلية من المؤسسة المسؤولة عن الطلاب الأجانب، خاطبت فيها المديرة المسؤولة وكلاء المؤسسة في نحو 20 دولة، وكتبت فيها إشارة إلى الوثيقة المؤرخة بتاريخ 3 فبراير/شباط الجاري، بعنوان "توجيه الاتصالات في مؤسسة الولايات المتحدة للتهذيب: أميركا أولا"، "يرجى الرجوع بشكل نشط إلى الملف المرفق في أنشطتك الاستشارية والتواصلية".
ويقدم هذا الدليل للموظفين إرشادات لغوية لاستخدامها في عملهم وعند التواصل مع الشركاء، وجاء في الإجراء الأول "بالنسبة للتقارير المقدمة إلى موظفي وزارة الخارجية، شددوا على أن أنشطة مركزكم تجعل أميركا أكثر أمانا وقوة وازدهارا"، وهو ما علق عليه رومان هوريه بأنه التعبير الملموس عن رغبة ترامب في "جعل الجامعة مكانا للتدريب على الوطنية".
إعلان مصطلحات وعبارات يجب تجنبهاتأمر المذكرة مسؤولي المؤسسة بحظر "المصطلحات الوصفية التي تحدد الوضع الاقتصادي الشخصي للطالب كدينه وعرقه وتوجهه الجنسي"، وعبارات مثل "التنوع والمساواة والإدماج والهوية والجنس والهوية الجنسية وتأكيد الجنس ومجتمع الميم والتربية الجنسية والنساء والفتيات والأقليات والأقل تمثيلا والمحرومين والمضطهدين والمتميزين والضعفاء والفئات السكانية الهشة".
ويرى هوريه أن السرعة التي يتم بها تنفيذ هذا النظام مثيرة للقلق للغاية، وقد عبرت أليس (لم يذكر سوى اسمها الأول) -وهي موظفة في المؤسسة المسؤولة عن الطلاب الأجانب- عن صدمتها عند اكتشاف هذه الوثيقة، وقالت "من الآن فصاعدا، علينا أن نخاف باستمرار من قول الشيء الخطأ. ومن المحبط للغاية أن نرى أن كلمات مثل "الإدماج" و"التنوع" وحتى "المرأة" تعتبر الآن كلمات إشكالية".
وأضافت أليس "أنا نسوية وأنا جزء من مجتمع الميم وقضيت جزءا كبيرا من حياتي في الدفاع عن حقوق الإنسان، واليوم قيل لي إنني لا أستطيع حتى الاعتراف بهويتي علنا أثناء ممارستي مهام عملي. هذا يجعلني غاضبة. كيف يمكنني العمل في منظمة تحظر هذا؟ أشعر وكأنني أخون نفسي ومبادئي. لا أستطيع أن أتظاهر بأن هذا مقبول".
ويوضح مسؤول دعم الطلاب الأجانب كيف تم توجيه إحدى فرق المؤسسة بتحرير أو حذف جميع منشورات وسائل التواصل الاجتماعي "التي تذكر النسوية"، وهو إجراء شبيه بتوجيه الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) الأخير "لتنظيف الإشارات إلى السكان الأصليين والنساء من مواقعها على الإنترنت".
منعطف استبدادي خطيروتصف أليس الخوف الذي ساد المؤسسة منذ تطبيق هذه التدابير الجديدة، قائلة إن زملاءها يخافون على مستقبلهم، وتتساءل "ما التنازلات التي يتعين علينا قبولها للحفاظ على وظائفنا؟"، مشيرة إلى أن الكثير من الموظفين يؤمنون بمهمة المؤسسة في مساعدة الشباب في الحصول على تعليم جيد، وأنهم لا يريدون أن يفقدوا فرصة التأثير لمجرد أنهم يعبرون عن عدم موافقتهم.
إعلانويشعر العديد من العلماء بالقلق، ويشير رومان هوريه إلى أن هناك صدمة حقيقية لوحشية هذا النهج، خاصة أن الولايات المتحدة مدينة بجزء من ثروتها ونجاحها لهجرة الأدمغة الأوروبية التي استقرت فيها أثناء الحروب.
وتلاحظ صوفي فوليرتون الباحثة بجامعة نيويورك هذا القلق بشكل يومي، وتقول للموقع "إن هذه الحرب الأيديولوجية محسوبة للغاية وهي إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة تنزلق بسرعة نحو الحكم الاستبدادي. هذه الأنظمة تصل إلى السلطة من خلال صدمة الشعوب وتطبيع الغضب ودفن المعارضة حتى الخضوع".
وختم الموقع بقول الباحثة إن "الولايات المتحدة كانت منارة ديمقراطية ألهمت بلدانا أخرى، وأخشى أن تصبح اليوم منارة للاستبداد الذي قد يجد صدى له في بلدان أخرى، وخاصة في أوروبا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة الطلاب الأجانب
إقرأ أيضاً:
المملكة المتحدة تفرض عقوبات على كبار القيادات المسؤولة عن الفظائع في السودان
أعلنت المملكة المتحدة، اليوم، فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع المشتبه بأنهم ارتكبوا أعمال عنف بشعة، بما فيها عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي ممنهج، وتعمّد الاعتداء على مدنيين.
وقالت المملكة المتحدة إن من بين المستهدفين بهذه العقوبات عبد الرحيم حمدان دقلو، أخو ونائب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتي، إلى جانب 3 آخرين من القيادات الذين يُشتبه بضلوعهم في هذه الجرائم – وجميعهم الآن يواجهون تجميد أرصدتهم ومنع قدومهم إلى المملكة المتحدة.
وأكدت المملكة المتحدة على أن أفعال قوات الدعم السريع في الفاشر ليست عشوائية: بل هي جزء من استراتيجية متعمدة لترهيب السكان وبسط السيطرة عن طريق الخوف والعنف، وآثار أفعالهم يمكن مشاهدتها من الفضاء، حيث تُظهر صور الفاشر التي التقطت من الفضاء الرمال مخضّبة بالدماء، وأكوام جثث، وما يدل على وجود قبور جماعية دفنت بها جثث الضحايا بعد حرقها.
وأشارت المملكة المتحدة إلى أن فرض عقوبات على قيادات قوات الدعم السريع الذين يُشتبه بضلوعهم في أعمال القتل الجماعي والعنف الجنسي في الفاشر يرسل رسالة واضحة بأن كل من يرتكب فظائع سوف يُحاسَب عن أفعاله. وذلك يجسد التزام المملكة المتحدة بمنع ارتكاب مزيد من الفظائع.
وتابعت أنه سيتم رصد مبلغا إضافيا لتقديم حزمة من الدعم العاجل لمساعدة المجتمعات التي باتت على حافة الهاوية، لتوفير المواد الغذائية والماء النظيف والرعاية الصحية، وكذلك الحماية للنساء والأطفال في المناطق الأكثر تضررا بسبب العنف.
وقالت وزيرة الخارجية، إيفيت كوبر إن الفظائع التي تقع في السودان مروعة للغاية وتُعدّ وصمة في ضمير العالم. والدليل القاطع على الجرائم البشعة – عمليات إعدام جماعي، وتجويع، واستخدام الاغتصاب بشكل ممنهج ومحسوب كسلاح حرب – لن، ولا يمكن، مرورها دون عقاب، مشيرة إلى أن لعقوبات المفروضة اليوم على قيادات قوات الدعم السريع تستهدف مباشرة من لُطخت أياديهم بالدماء، في حين أن حزمة المساعدات المعززة التي نقدمها سوف توفر دعما منقذا لحياة من يعانون.
الجدير بالذكر أن المملكة المتحدة تضغط على جميع الأطراف لإنهاء الحرب وحماية المدنيين، وأدانت مرارا وتكرارا العنف الذي ترتكبه قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، تبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قرارا مقدما بقيادة المملكة المتحدة أدان الفظائع، وحشد الإجماع الدولي حول التكليف بإجراء تحقيق عاجل في الفظائع التي ارتُكبت في الفاشر.
وتقدم المملكة المتحدة الدعم الفني لآليات العدالة الدولية والمحاسبة، كما استثمرنا هذه السنة 1.5 مليون جنيه إسترليني في مشروع "شاهد السودان" لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها الاعتداءات على المدنيين، والتحقق منها وتوثيقها. كما تبحث إمكانية فرض مزيد من العقوبات في سياق جهودنا لإنهاء الحصانة من العقاب، ومحاسبة من يرتكبون هذه الفظائع.
أخبار السعوديةالمملكة المتحدةالحرب فى السودانالقتل الجماعي فى السودانقد يعجبك أيضاًNo stories found.