"عيد الفوانيس".. تقليد صيني يمتد لأكثر من ألفي عام
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
تشو شيوان
يُحتفل بـ"عيد الفوانيس" في اليوم الخامس عشر من الشهر الأول في التقويم القمري الصيني، وهو من أهم الأعياد التقليدية في الصين، حيث يُمثل نهاية الاحتفالات بالسنة القمرية الجديدة ويعكس قيم الفرح والتآلف العائلي.
ويعود تاريخ هذا العيد إلى أكثر من ألفي عام؛ حيث تم تحديده لأول مرة خلال عهد أسرة هان الملكية، ثم توسع نطاق الاحتفال به عبر العصور.
أما بالحديث عن التقاليد والعادات الاحتفالية، فيرتبط "عيد الفوانيس" بمجموعة من العادات والتقاليد المبهجة التي تعبر عن الأمل والنور. من أبرز هذه التقاليد تعليق الفوانيس حيث تُضاء فوانيس بأشكال وألوان زاهية، تُرمز إلى النور والسعادة والتمنيات بعام مزدهر، وأيضا حل ألغاز الفوانيس: تُكتب ألغاز على الفوانيس، ويشارك الناس في حلها كجزء من الاحتفال، بالإضافة لتناول كرات التانغ يوان وهي كرات أرز محشوة بحشوات مختلفة، وترمز إلى لمّ شمل العائلة والوفاء، كما تقام المواكب والعروض الفنية لتشمل العروض رقصات الأسد والتنين، بالإضافة إلى عروض الألعاب النارية.
وفي العصر الحديث، يُحتفل بعيد الفوانيس في الصين وبعض الدول الآسيوية التي تتبع التقاليد الصينية، مثل تايوان، وهونج كونج، وسنغافورة، وماليزيا. كما أصبحت المهرجانات الكبرى جزءًا من المشهد الثقافي العالمي، حيث تقام احتفالات في مدن كبرى مثل نيويورك، ولندن، وسيدني، مما يعكس تأثير الثقافة الصينية على العالم، ويبقى عيد الفوانيس مناسبة تجمع الناس تحت ضوء الفوانيس المضيئة، محتفلين بالأمل والسعادة، وناقلين تقاليدهم من جيل إلى آخر.
وبالعودة لتاريخ الاحتفالات، فقد ظهرت عادة تعليق الفوانيس خلال عيد الفوانيس في عهد أسرة هان الملكية، حيث دعا الإمبراطور في أسرة هان بقوة إلى البوذية وأمر في الليلة الخامسة عشرة من الشهر القمري الأول "بإشعال المصابيح لعبادة بوذا" في القصر والمعابد. وفي وقت لاحق، انتقلت عادة تعليق الفوانيس في هذا العيد إلى المواطنين من البلاط الإمبراطوري. وكلما يحل عيد الفوانيس، تعلق كل أسرة فوانيس ملونة أمام منزلها؛ سواء كانت من طبقة النبلاء أو عامة الناس، وتكون الشوارع والأزقة مضاءة بشكل ساطع.
ويُطلق على لعبة فوانيس التنين اسم "رقصة التنين"، ولها تاريخ يزيد عن ألفي عام، ونشأت لعبة فوانيس التنين من عبادة الناس للتنين، وفي نظر الصينيين القدماء، يتمتع التنين بقدرة على استدعاء الرياح والمطر، وهو أمر ذو أهمية كبيرة للطقس والإنتاج والحياة، وكلما يحل عيد الفوانيس، يُمارس الناس لعبة فوانيس التنين للتضرع من أجل نعمة التنين، وحتى يكون هناك طقس جيد وحصاد وافر في العام المقبل، كما ازدهرت وتطورت ممارسة تقاليد رقصة التنين بين الصينيين المغتربين، وفي كل عيد صيني تقليدي أو احتفال كبير، يؤدون رقصة الأسد ويمارسون لعبة فوانيس التنين، مما يخلق أجواء احتفالية شرقية.
وتعد رقصة الأسد فنًا شعبيًا مُميزًا في الصين، وكلما يحل عيد الفوانيس أو الاحتفالات الأخرى، يؤدي الناس رقصة الأسد للاحتفال بالعيد، ونشأت هذه العادة في فترة الممالك الثلاث واشتهرت في الأسر الجنوبية والشمالية، ولها تاريخ يزيد عن ألف عام.
وإضافة إلى ذلك، يتعين على كل أسرة أن تأكل "اليوانشياو" بمناسبة عيد الفوانيس، ونظرا لأن لفظ هذا الاسم يشبه كلمة "لم شمل" في اللغة الصينية، فإنه يعبر عن أمل الناس في لم شمل الأسرة بأكملها، والتناغم والسعادة في عيد الفوانيس.
وجدير بالذكر أن سهرة عيد الفوانيس التي تنتجها مجموعة الصين للإعلام منذ عام 1985، واحدة من أبرز الفعاليات التلفزيونية التي تُعرض خلال الاحتفالات بعيد الفوانيس، وتُبث هذه السهرة السنوية مباشرة على القناة المركزية الصينية، وتجذب ملايين المشاهدين من جميع أنحاء الصين والعالم، وتتميز السهرة بعرض مجموعة متنوعة من الفقرات الفنية، تشمل الأغاني التقليدية والعصرية، والرقصات الإيقاعية، والعروض المسرحية التي تعكس الثقافة الصينية الغنية وتاريخها العريق.
وتُقدّم السهرة بأسلوب احتفالي مبهر، مع إضاءات ملونة وفوانيس ضخمة تزيّن الخلفية، مما يعكس جو العيد الساحر، كما تُشارك فيها نخبة من الفنانين والمشاهير الصينيين، الذين يقدمون فقرات تتراوح بين الأغاني الشعبية والكلاسيكيات الصينية الحديثة، بالإضافة إلى الرقصات الجماعية التي تعبر عن روح الوحدة والفرح. وتُعتبر هذه السهرة ليست فقط وسيلة للترفيه؛ بل أيضًا فرصة للتعريف بالتراث الثقافي الصيني وتعزيز قيم التواصل الأسري والاجتماعي التي يتميز بها عيد الفوانيس.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بعد جراحة لأكثر من 15 ساعة.. نجاح فصل التوأم الإريتري "أسماء وسمية"
تمكن الفريق الطبي والجراحي للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة أمس، من فصل التوأم الملتصق الإريتري "أسماء وسمية" وذلك بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، بعد عملية جراحية دقيقة استغرقت 15 ساعة ونصفًا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بعد جراحة لأكثر من 15 ساعة.. نجاح فصل التوأم الإريتري "أسماء وسمية" - إكسدعم القيادةوأكد معالي المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، رئيس الفريق الطبي والجراحي التابع للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أنه إنفاذًا للتوجيهات السامية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله -، قام الفريق الطبي والجراحي بفصل التوأم "أسماء وسمية" من جمهورية إرتيريا اللتين تبلغان سنتين من العمر وتلتصقان بالرأس.الطاقم الطبي المشاركوأشار الدكتور عبدالله الربيعة إلى أنه شارك بالعملية 36 من الاستشاريين والإخصائيين من تخصصات التخدير وجراحة الأعصاب وجراحة التجميل والكوادر الفنية التمريضية، واُستخدمت تقنية الملاحة الجراحية العصبية والميكروسكوب الجراحي لضمان التخطيط الدقيق والوصول لأعلى درجات السلامة.البرنامج السعودي للتوائم الملتصقةوأفاد معاليه أن هذه العملية تعد رقم 64 ضمن البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة التي شملت 27 دولة حول العالم، واعتنت بأكثر من 149 توأمًا خلال 35 عامًا، مبينًا أن البرنامج يحظى بدعم كبير واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، وأثبت طيلة عقود نجاحاته الطبية المتلاحقة وإنجازاته التي تكتب بمداد من ذهب، وتدل على المستوى المهني الرفيع الذي وصل لها لقطاع الطبي السعودي وكفاءة الأطقم الطبية المحلية.
أخبار متعلقة "الأرصاد" ينبه من رياح شديدة السرعة على محافظتي الليث وبحرةعلى 8 مناطق.. استمرار الرياح المثيرة للأتربة والغبار اليوم الخميسورفع معالي الدكتور عبدالله الربيعة باسمه وباسم جميع أعضاء الفريق الطبي والجراحي أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله-، على الدعم غير المحدود والمتابعة المستمرة التي يلقاها البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، مقدمًا الشكر لأعضاء الفريق الطبي والجراحي الذين قدموا عصارة تجربتهم المهنية والطبية من أجل تهيئة الظروف الأمثل لنجاح العملية وسلامة التوأم.حالة التوأم وتفاصيل الجراحةمن جهته أوضح استشاري جراحة المخ والأعصاب للأطفال، رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب للأطفال الدكتور معتصم الزعبي، أن التوأم خضع لتقييم دقيق شمل فحوصات متعددة أظهرت اشتراك التوأم في عظام الجمجمة وأغشية المخ والأوردة وبعض الشرايين، مما استوجب إجراء عملية الفصل على عدة مراحل الأولى جراحية تلاها ثلاث عمليات عن طريق الأشعة التداخلية لسد الشرايين والأوردة المشتركة، كما وضع فريق جراحة تجميل الأطفال بالونات تحت الجلد؛ بهدف تمديد الجلد على مدى أشهر ليتسنى إمكانية تغطية الفراغ بعد الفصل.
وأعرب ذوو التوأم من جهتهم عن شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، على قيام الفريق الطبي المختص بإجراء عملية فصل التوأم وتقديم العلاج اللازم لهما، مشيدين بما تقوم به المملكة من عمل إنساني كبير، مقدرين حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة خلال إقامتهما في المملكة.