تحالف رباعي بقيادة واشنطن يتحرك لتأمين المعادن النادرة
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
أعلن وزراء خارجية التحالف الرباعي، الذي يضم الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، الثلاثاء في واشنطن، إطلاق مبادرة مشتركة لضمان استقرار وتنويع إمدادات المعادن النادرة، التي تُعد عنصراً أساسياً في الصناعات التكنولوجية الحديثة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد المخاوف من الاعتماد المفرط على الصين، التي تهيمن على عمليات استخراج وتكرير هذه المعادن على مستوى العالم.
وقال الوزراء في بيان مشترك إن المبادرة الجديدة تأتي ضمن "توسعة طموحة لشراكتنا (...) تهدف إلى ضمان أمن وتنويع سلاسل التوريد"، مع تأكيدهم على أهمية تقليل الاعتماد على جهة واحدة فقط في هذا المجال.
ورغم عدم ذكر الصين بالاسم، شدد البيان على أن تركيز معالجة وتكرير المعادن في دولة واحدة يُعرّض الصناعات العالمية لخطر الابتزاز الاقتصادي، والتلاعب بالأسعار، والاضطرابات المحتملة في سلاسل الإمداد.
تركيز جديد على آسيااستضاف وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الاجتماع الرباعي في العاصمة واشنطن، في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى إعادة تركيز سياستها الخارجية على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بعد سنوات من الانشغال بالحرب في أوكرانيا والأزمات المتلاحقة في الشرق الأوسط.
وتُعد هذه المبادرة جزءاً من التوجه الاستراتيجي الأميركي لتعزيز الأمن الاقتصادي في المنطقة، وتخفيف الاعتماد على الخصوم الاستراتيجيين في قطاعات حساسة، خصوصاً تلك المرتبطة بصناعة البطاريات، والتقنيات الدفاعية، والطاقة المتجددة.
مواقف موحدة تجاه الصينالبيان الرباعي لم يكتفِ بالحديث عن سلاسل التوريد، بل أعرب الوزراء عن "قلقهم البالغ إزاء الأعمال الخطرة والاستفزازية" في بحري الصين الجنوبي والشرقي، في إشارة غير مباشرة إلى التوسّع العسكري الصيني في هذه المياه المتنازع عليها.
كما شددوا على أن هذه التصرفات تُهدد السلام والاستقرار الإقليمي.
ومن المنتظر أن يسافر الرئيس ترامب إلى الهند في وقت لاحق من هذا العام لحضور قمة قادة "الرباعية"، في وقت يتبنى فيه خطاباً متقلباً تجاه بكين، إذ سبق أن وصف العلاقات مع الصين بأنها "ممتازة"، رغم تأكيده في حملته الانتخابية على تبنّي موقف أكثر صرامة ضدها.
وكان أكبر اقتصادين في العالم قد توصلا مطلع يونيو إلى اتفاق إطاري لتخفيف حدة التوترات التجارية، فيما استمرت إدارة ترامب في تصوير الصين كخصم استراتيجي، دون إغلاق الباب أمام التعاون في بعض الملفات.
وتواصل بكين معارضتها العلنية للتحالف الرباعي، متهمةً إياه بمحاولة تطويقها سياسياً واقتصادياً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الصين ماركو روبيو واشنطن دونالد ترامب أوكرانيا الشرق الأوسط الهند المعادن النادرة أميركا تحالف رباعي الولايات المتحدة الصين الصين ماركو روبيو واشنطن دونالد ترامب أوكرانيا الشرق الأوسط الهند أخبار أميركا
إقرأ أيضاً:
الصين تطلق «ريح الشرق».. صاروخ نووي قادر على ضرب أي مكان في العالم
تتسارع وتيرة التحديث العسكري في الصين بوتيرة غير مسبوقة، مع ظهور صاروخ DF-41 الباليستي العابر للقارات، المعروف باسم “ريح الشرق”، والذي بات يمثل نقطة تحوّل في موازين الردع الاستراتيجي العالمي.
ووفقاً لصور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، ظهر الصاروخ مغطى بغطاء مموه في إحدى القواعد، في وقت تؤكد فيه تقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) أن بكين تمضي بخطى متسارعة نحو توسيع ترسانتها النووية بمعدل يفوق أي دولة أخرى.
قدرات عابرة للقارات ومدى يتخطى 15 ألف كلم
صاروخ DF-41، الذي طورته “قوة الصواريخ” التابعة للجيش الصيني، يتمتع بمدى يتراوح بين 12 و15 ألف كيلومتر، ما يمنحه القدرة على ضرب أهداف في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا من عمق الأراضي الصينية، هذا المدى يتجاوز بكثير ما كانت توفره الصواريخ القديمة من طراز DF-5 العاملة بالوقود السائل.
ويعمل الصاروخ الجديد بالوقود الصلب، وهو ما يمنحه سرعة استجابة أعلى واستقلالية تشغيلية أكبر، مع إمكانيات حركة برية تسمح بإطلاقه من منصات متحركة، ما يصعّب رصده واستهدافه من قبل أنظمة الإنذار المبكر.
10 رؤوس نووية قابلة للاستهداف المستقل
من أبرز ميزات الصاروخ DF-41 اعتماده على تكنولوجيا المركبات متعددة الرؤوس القابلة للاستهداف المستقل (MIRV)، حيث يمكنه حمل ما يصل إلى 10 رؤوس نووية، كل منها قادر على ضرب هدف مختلف بدقة عالية، مع قوة تفجيرية تتراوح بين 150 كيلوطن و1 ميجاطن، ما يجعله واحداً من أكثر الأسلحة النووية فتكاً في العالم.
وإلى جانب الرؤوس الحربية، يمكن للصاروخ حمل طعوم وصواريخ وهمية ومركبات مناورة، ما يعزز قدرته على اختراق أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة، على غرار نظام الدفاع الأرضي الأميركي GMD، ويعقد مهام الاعتراض أمام أنظمة الإنذار المبكر والبنية الدفاعية الأميركية.
ورغم أن الصين تؤكد التزامها بسياسة “عدم البدء باستخدام السلاح النووي”، فإن إدخال DF-41 إلى الخدمة يعكس تحوّلاً في فلسفة الردع النووي، عبر التركيز على القدرة الانتقامية المحققة، حتى بعد ضربة نووية أولى. ويمثل الصاروخ الجديد “رادعاً مرناً وقادراً على النجاة”، يضمن بقاء الرد الصيني حياً في حال اندلاع صراع واسع النطاق.
كما يمنح مدى الصاروخ الواسع القدرة على تهديد مدن أميركية رئيسية وقواعد عسكرية حيوية، مثل تلك المنتشرة في غوام واليابان، ما يزيد الضغط على واشنطن في أي سيناريو تصعيد محتمل في تايوان أو بحر الصين الجنوبي.
كما يشكل الصاروخ DF-41 تحدياً مباشراً للهيمنة النووية الأميركية، ويفرض على البنتاغون إعادة تقييم استراتيجيته الدفاعية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إذ يفرض على واشنطن تعزيز منظومات الدفاع الصاروخي، واستثمار مليارات الدولارات لتطوير أنظمة اعتراض أكثر كفاءة قادرة على التعامل مع تهديدات MIRV والصواريخ الفرط صوتية المستقبلية.
وتُبرز هذه الديناميكية ملامح سباق تسلح جديد في تكنولوجيا الصواريخ، حيث يتسابق الطرفان– واشنطن وبكين– للحفاظ على “تكافؤ الرعب” في بيئة استراتيجية تتسم بتعقيد متزايد.
وفي حال اندلاع صراع عسكري حول تايوان، يمنح DF-41 الصين ورقة ردع قوية ضد تدخل أميركي مباشر، عبر إيصال رسالة مفادها أن التصعيد قد يُفضي إلى مواجهة نووية مباشرة، ومع كل اختبار أو استعراض لقدرات الصاروخ، تزداد تعقيدات التخطيط العسكري الأميركي، وتتعزز مكانة الصين كقوة نووية عالمية لا يُستهان بها.