سمة مميزة وكنز وطني يستحق الاحتفاء به
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
يستعدُّ عشّاق الموسيقى في مسقط لقضاء أمسية استثنائية يوم الخميس الموافق 13 فبراير الجاري في حفل موسيقي مبهر تقيمه دار الأوبرا السلطانية مسقط للاحتفاء بآلة الأرغن، حيث أعدّت برنامجا مليئا بالمعزوفات الموسيقيّة الآسرة التي يقدّمها كل من كلاوديو أسترونيو، وجيانلوكا مارسيانو، وجوقة بيكولي كانتوري دي تورينو للأطفال.
تعدُّ آلة الأرغن في دار الأوبرا السلطانية مسقط واحدة من أكبر آلات الأرغن الأنبوبي في الشرق الأوسط، حيث يضمّ أكثر من 4000 أنبوب. صُنع هذا الصرح الموسيقي الفريد على يد شركة كلايس أورغلبو الألمانية الشهيرة، ليمثل تحفة هندسية وتصميمية.
إن وجودها داخل دار الأوبرا يكمل بشكل مثالي الهندسة المعمارية المذهلة للمكان، مما يجعله ليس مجرد آلة موسيقية، بل سمة مميّزة للمساحة. ومن الجدير بالذكر أن أحد أنابيب الأرغن تم تصميمه تكريمًا لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظّم- طيّب الله ثراه-، مما يعزّز الارتباط العميق بين دار الأوبرا والموروثات الثقافيّة العمانيّة.
ما يميز الأرغن الأنبوبي هو نطاق الصوت المذهل. من الهمسات الأثيرية الناعمة إلى النغمات القوية الرنّانة التي تضيف عمقًا فريدًا إلى أيّ أداء.
إنّ الحجم الهائل للآلة يسمح له بخلق جوٍّ ديناميكي وعميق ، سواء كان ذلك في سياق الموسيقى الكلاسيكية، أو الأوبرا، أو المؤلفات المعاصرة.
في هذا الحفل، سيتم عرض الأرغن بكلّ فخامته، حيث يؤدي عازف الأرغن الشهير كلاوديو أسترونيو مقطوعات تُظهر قدراته الرائعة.
وعلى مرّ السنين، اجتذب الأرغن الأنبوبي في دار الأوبرا السلطانية مسقط بعضًا من أشهر عازفي الأرغن في العالم. من بين العمالقة الذين عزفوا على هذه الآلة الرائعة أوليفييه لاتري، عازف الأرغن الفرنسي والعازف الفخري في كاتدرائية نوتردام في باريس، الذي عزف عليه في عام 2014، وديفيد بريجز، عازف الأرغن البريطاني الشهير المعروف بتقنياته البارعة، الذي قدم عرضًا في عام 2013. ومن بين عازفي الأرغن المشهورين الآخرين جيامباولو دي روزا (2016) وهانسيورغ ألبريشت (2017)، الذين ساهمت عروضهم جميعًا في شهرة دار الأوبرا كمكان رئيسي لموسيقى الأرغن ذات المستوى العالمي.
إنّ البراعة الفنية للأرغن في دار الأوبرا السلطانية مسقط مثيرة للإعجاب تمامًا مثل صوته. وقد تم تصميم الأرغن بمرونة كبيرة، حيث يمكن تحريكه على نظام هيدروليكي يسمح بتعديل مساحة الأداء حسب حجم المجموعة أو نوع الحدث. تضمن هذه الميزة المبتكرة إمكانية التحكّم بالأرغن للحصول على صوتيات مثالية في مجموعة متنوعة من الإعدادات، مما يجعله أداة متعدّدة الاستخدامات بشكل لا يصدق يمكنها التكيّف مع كلّ من الأعمال الأوركسترالية الكبيرة والعروض الأكثر تشويقية.
إن قدرته على تحويل صوتيات الغرفة تضيف إلى مكانتها لتكون واحدة من أكثر الأجهزة إثارة للإعجاب في العالم.
يقدّم برنامج الحفل الموسيقي مجموعة متنوّعة من الأعمال الكورالية والأوركسترالية. ستقوم جوقة بيكولي كانتوري دي تورينو للأطفال، بقيادة إليسا دال كورسو، بأداء مقطوعات تتراوح بين مقطوعة (أشعر بالجمال) المبهجة من (قصة الجانب الغربي) إلى مقطوعة (صوت البحر) لفرانشيسكو كوريا. وسيعزّز من الأداء جوقة تشلتنهام مسقط وجوقة داون هاوس مسقط، اللتان ستضيفان عمقًا إلى العزف الموسيقي، وستضفي أصواتهم المشتركة حيوية فريدة على مقطوعات هنري بورسيل، وجوزيبي فيردي، وجاك أوفنباخ، بما في ذلك مقطوعة باركارول الشهيرة من فرقة كونتيس دوفمان، ومع ذلك، فإن الأرغن هو الذي يحتل مركز الصدارة في الجزء الثاني من الحفل. سيقدّم أسترونيو مجموعة متنوعة من معزوفات على الأرغن على امتداد قرون، بدءًا من الأناقة الباروكية في أعمال نيكولاوس برونز وحتى الحيوية الحديثة في الأداء السريع لفيليب جلاس. سيكون من أبرز ما في الأمسية كونشيرتو الأرغن لهاندل في (جي مينور)، وهي مقطوعة تعرض بشكل مثالي قوّة الأرغن وجماله. سيُظهر أداء أسترونيو المنفرد لأغنية (جنون راش) تنوّع الأرغن، والانتقال من النغمات الرقيقة والأثيرية إلى الأصوات العالية والرنانة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: دار الأوبرا السلطانیة مسقط
إقرأ أيضاً:
الأوبرا تحتفى بأسطورة فن الباليه عبد المنعم كامل
ضمن فعاليات وزارة الثقافة تقيم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام حفلين (جالا) تخليداً لذكرى الفنان الراحل الدكتور عبد المنعم كامل رئيس الأوبرا الأسبق بعنوان "أسطورة فن الباليه" لفرقة باليه أوبرا القاهرة إشراف المدير الفنى أرمينيا كامل بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو محمد سعد باشا ، جرافيك محمد عبد الرازق ، تصميم إضاءة ياسر شعلان وذلك فى التاسعة مساء يومى الخميس والجمعة ١٩ و٢٠ يونيو على المسرح الكبير .
يضم البرنامج مشاهد من عروض الباليه العالمية والمصرية التى أخرجها الراحل الدكتور عبد المنعم كامل ويظهر خلالها تاثيره الإبداعى بإعتباره من نجوم ورواد هذا الفن منها القرصان لـ أدولف آدم، النيل لـ عمر خيرت ، دون كيشوت لـ لودفيج مينكوس ، خطوات شرقية (مصرية ) لـ عطية شرارة ، بحيرة البجع لـ تشايكوفسكى إلى جانب باليهات شارك فى تصميمها منها لوركيانا لـ إدوارد ماركس وماركينا وجيزيل لـ أدولف آدم .
جدير بالذكر أن اسم الدكتور عبد المنعم كامل يبقى محفورًا باعتباره أحد أبرز رموز فن الباليه ومؤسس نهضته الحديثة في مصر ، وُلد فى 21 فبراير 1949 بالقاهرة، ودرس الباليه في المعهد العالى للباليه، حيث تخرج عام 1969، كما حصل في العام ذاته على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة ، واصل مشواره الأكاديمى والفنى فنال درجة الدكتوراه فى الفنون من موسكو عام 1979، إلى جانب شهادة تخصصية من مسرح لاسكالا بميلانو عام 1980، وأتقن 4 لغات أجنبية ساعدته فى إنفتاحه على ثقافات العالم ، بدأ مشواره عارضاً محترفًا للباليه على أرقى المسارح العالمية منها البولشوى وكيروف فى روسيا، لاسكالا فى إيطاليا، ماراكايبو وكراكاس في فنزويلا، وطاف بعدة دول بأداءه وتصميمه للعروض، محققًا شهرة فنية واسعة ، عاد إلى مصر بعد حريق الأوبرا الملكية ليقود مع مجموعة من زملائه حلم إعادة تأسيس فرقة باليه أوبرا القاهرة والذى تحقق بدعم من الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق ومع تدشين دار الأوبرا المصرية الجديدة قُدمت العروض بمصاحبة أوركسترا الأوبرا لأول مرة وإنضمت لها الفرقة رسمياً عام ١٩٩١، مثّل مصر في مسابقات دولية كبرى للباليه فى مختلف أرجاء العالم منها موسكو ،طوكيو ونيويورك ونال أرفع الجوائز.
كما شغل عدة مناصب قيادية منها مدير فرقة باليه أوبرا القاهرة (1983-2005)، رئيس البيت الفني للموسيقى والأوبرا والباليه ثم رئيسًا لدار الأوبرا المصرية من عام 2004 وحتى 2012 ، ترأس قسم التصميم والإخراج بالمعهد العالى للباليه، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه مساهماً في تخريج أجيال من الفنانين ، قدم كامل برنامج "فن الباليه" كأول نافذة إعلامية متخصصة فى هذا المجال ، وصمم وأخرج أكثر من 30 عملًا فنيًا ضخما بين الباليه والأوبرا، أبرزها "أوبرا عايدة" عند سفح الهرم وفى بكين، وأوبريت "الليلة الكبيرة" برؤية جديدة وصمم العديد من الباليهات أهمها الصمود، الوطن، عيون بهية ، أزوريس، النيل، فى ذكرى أم كلثوم ، روميو وجوليت، ألف ليلة وليلة ، نال العشرات من التكريمات والأوسمة على الصعيدين المحلى والدولى ومن أهمها نوط الإستحقاق من الطبقة الأولى فى الفنون من الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة الإحتفال بتأسيس فرقة الباليه المصرية ، لقب "فارس" من إيطاليا تقديراً للتعاون الثقافى بين دار الأوبرا المصرية وإيطاليا ، تكريم من إدارة أوبرا المتروبوليتان الأمريكية وغيرها ، رحل في 25 فبراير 2013 تاركًا إرثًا فنيًا خالدًا ومسيرة عنوانها التفانى والريادة.