أحمد يحيى الديلمي
في الزمن الذي تألقت فيه كوكبة من أبناء أمتنا العربية والإسلامية وصنعت ما يشبه المعجزات خلال المواجهة مع دويلة الكيان الصهيوني، لا شك أن المتربصين بهذه الأمة انزعجوا كثيراً عندما حدث هذا الاصطفاف بين المؤمنين بالقضايا الاستراتيجية وبين المتاجرين بالأخلاق والقيم والمبادئ، بين من امنوا بالله حق الإيمان وتعاظمت تضحياتهم إلى حد البذل بالنفس واسترخاص الدماء مقابل الذين استسلموا للعار وجعلوا أمريكا هي الخيار والسيد الأوحد بلا مُنازع وهم كُثر، اتضح أمرهم كثيراً بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة عقب طوفان الأقصى، وتلك الملاحم البطولية التي خاضها أبناء الشعب الفلسطيني مؤيدين بجبهات الإسناد في اليمن ولبنان وإيران والعراق .
هذه المواقف لا شك أنها أذهلت دويلة الكيان مُعززة بالموقف الصلف لأمريكا في زمن ترامب المتوحش، فلم يجد بُداً من الانتصار للذات المسحوقة عبر تطويع أصحاب النفوس المهترئة والإرادات المهزوزة بأن أصدرت التصريحات النارية التي تتعلق بتهجير أبناء غزة من وطنهم الحقيقي، إرضاءً لغرور الصهاينة المحتلين، وحينما قيل له إن مصر والأردن يرفضان هذا التوجه قال بنفس الصلافة والغرور هم سيوافقون، يعني أنا أعرف من هم وكيف أقنعهم بما أريد فعله، وأخيراً ها هي دويلة نتنياهو تتوعد بإقامة دولة للفلسطينيين فيما يُسمى بالمملكة العربية السعودية، وهذا هو الحلم الأزلي بالنسبة للصهاينة الذي أفصح عنه صليبيا قبل عقود من الزمن في كتاب خاص تحدث فيه عن الهجرات اليهودية وحدد موقع فلسطين بأنه في نجد والحجاز ورغم الاعتذارات التي صدرت آنذاك من مسؤولين صهاينة ومحاولة تصحيح المعلومة إلا أن الجميع سكت عن الأمر واعتبروها تخريفات كاتب، وها هي الأيام تُثبت أن ما كان في عداد التخريفات يمكن أن يتحول إلى حقيقة ما إن وصل إلى سدة الحكم في أمريكا رجل بجنون وغرور ترامب.
الشيء الذي يبعث الأسى في النفوس أن هناك دولاً تدعي أنها عربية وإسلامية تعمل من تحت الطاولة لتحقيق هذه الغاية وإن كانت إعلاناتها الواضحة تخالف ما تقوم به على أرض الواقع، إلا أنها في الكثير من الحالات تفصح عن مكنونات النفس وكأنها على موعد مع الخيانة الساحقة، كما يعمل بعض الأفاكين ممن يدعون الانتماء إلى حركة الإخوان المسلمين في كل الدول العربية بما في ذلك اليمن، فمن يستمع إلى قنوات الزيف مثل بلقيس و يمن شباب و سهيل وهي تتباهى بالأنظمة التي وجدت في كل من سوريا والسودان، تتعاظم الحسرة في نفسه ويحس فعلاً أننا وصلنا إلى مرحلة الانكسار السحيق، لأنهم يتباهون بشيء لا وجود له إلا في أذهانهم خاصة عند الاحتفاء بما يسمى بـ11فبراير ثورة الربيع العبري، فلقد قالوا بالحرف الواضح إن هذه الثورة لو قدر لها البقاء في اليمن لكانت وصلت إلى ما وصل إليه النظامان في سوريا والسودان، وكأن الهم واضح ويتعلق فقط بكيفية إظهار ما يعتمل في النفوس من رغبات شيطانية خفية وأهمها الإعلان عن التطبيع مع دويلة الكيان الصهيوني، وهي اتجاهات واضحة تقول إن هذه الثورة المزعومة لو قدر لها البقاء لكانت قد بادرت إلى التطبيع مع دويلة الكيان الصهيوني لكي تضمن الاستمرار تحت مظلة الحماية الأمريكية، وهذا بالضبط ما حدث في السودان وسوريا وكلها مؤشرات خطيرة كما قلنا تكشف عن حالة الانكسار والانسحاق الذي وصلت إليه الأوضاع في وطننا العربي، وبالذات بعض القوى السياسية التي كثيراً ما زايدت ورفعت معدلات الاعتزاز بالذات، ثم هوت من أعلى قمة لتتحول إلى نمل تدوسها النعال بلا رحمة، وهذا هو حال أبناء جلدتنا من الإخوان المسلمين والمنتمين إلى بعض الأحزاب السياسية، كلهم باعوا بلا ثمن وبلا فائدة وأصبحوا الآن يتلذذون بالخيانة ويعتبرونها هي المدخل الوحيد للبقاء في الحياة بلا كرامة ولا عزة ولا سيادة للأوطان .
ألستم معي أن الأمور قد وصلت إلى مرحلة صعبة جداً وتحتاج إلى ثورات وخيارات حاسمة وشباب أقوياء يعيدون المجد إلى هذه الأمة؟! وسيحدث ذلك إن شاء الله طالما أن هناك دماء أبية تنبض في العروق، وهذا ما تتحدث عنه الأعمال الأسطورية التي قامت بها جبهات الإسناد وفي المقدمة اليمن، وستظل الأصابع على الزناد حتى تستعيد الأمة مجدها وكرامتها إن شاء الله، والله من وراء القصد …
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
في الصافية بصنعاء.. وقفات ومسيرات طلابية تبارك ضربات اليمن على كيان الاحتلال
يمانيون../
شهدت مديرية الصافية في أمانة العاصمة، اليوم الأحد، فعاليات شعبية حاشدة ومسيراً طلابياً حافلاً، عبّر فيه أبناء المديرية وطلاب المدارس الصيفية عن موقفهم الثابت والمناصر للشعب الفلسطيني، وتأييدهم الكامل للعمليات العسكرية اليمنية في عمق الكيان الصهيوني.
حيث نُظّمت وقفات جماهيرية شارك فيها وجهاء وأبناء الحي تأكيدًا على الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية ورفضاً للعدوان الصهيوني الوحشي المتصاعد ضد قطاع غزة، وسط هتافات منددة بالإبادة الجماعية والتواطؤ الدولي وصمت الأنظمة العميلة.
المشاركون في الوقفات باركوا تصعيد القوات المسلحة اليمنية لخياراتها الاستراتيجية، لا سيما استهداف المطارات والموانئ الحيوية في عمق كيان العدو، ما أحدث شللاً حقيقياً في الحياة الاقتصادية هناك، وفرض حصار جوي وبحري فعلي ردًا على المجازر المتواصلة في غزة.
كما جددوا تفويضهم لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في أي خيارات مستقبلية لمواجهة العدوان الصهيوني والامريكي، مؤكدين جاهزيتهم الكاملة لما أسموه بـ “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
في السياق ذاته، نظّم طلاب المدارس الصيفية بحي “أوسان” مسيراً راجلاً جسّد حالة الوعي الشعبي في أوساط النشء، ورددوا خلاله شعارات مناهضة للعدو الصهيوني، وهتافات تؤكد الاستعداد الكامل للمضي في درب المقاومة إلى جانب أبناء غزة، باعتبار ذلك واجباً إيمانيا وأخلاقياً.
وشارك في المسير قيادات تربوية ومدراء مدارس وكوادر تعليمية، عبّروا عن فخرهم بانخراط الطلاب في هذه الفعاليات التعبوية، التي تسهم في غرس قيم الجهاد والبصيرة الإيمانية والتعبئة الهادفة لبناء وعي جماهيري متماسك في مواجهة الغزو الناعم والعدوان المباشر.