هـــــل ستصبـــــــح السليمـــــــانية حصــــــان طـــــروادة؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
بقلم: د. محمد نعناع ..
عندما يتكلم الشعب ويعلو صوته فوق كل الاعتبارات، وعندما يضطلع بمسؤولية تاريخية تمكنه من التحكم بإرادته الذاتية، فسوف يُحصل هذا الشعب حقوقه ويُحقق مكاسبه التي تفرزها الحياة السياسية والاجتماعية الواقعية، هذا ما تصبوا اليه الجماهير الواعية المطالبة بالحقوق الشخصية الشرائحية أو الحقوق العامة، فالتظاهر حق مكفول للجميع من أجل الانتقال الى واقع أفضل، ويجب أن تفتح كل الافاق أمام إرادة الشعب وحركة الجماهير الواعية، وهذا ما يعتقد المتظاهرون في السليمانية القيام به، فلا أحد ينكر المعاناة التي يعيشونها –وكذلك باقي أبناء إقليم كردستان- بسبب المزايدات السياسية الواضحة التي يسعى من يقوم بها في الجانب المالي تحديداً من أجل اخضاع إقليم كردستان بعد أن حقق الإقليم – رغم الظروف الصعبة- استقراراً مهماً في الأمن التنمية، وهذه المزايدات السياسية التي تنطلق من بغداد وتمر عبر السليمانية اتضحت معالمها مؤخراً بمشاركة عدد من النواب في البرلمان الاتحادي في تظاهرات السليمانية، فهذه الزيارة النيابية مسيسة بامتياز، وتؤكد ذلك عدة ملامح منها : إن هؤلاء النواب محسوبين على جهة واحدة لطالما أيدت الهجمات المليشياوية على إقليم كردستان، وكذلك هؤلاء النواب مناكفون ليس لهم إي نشاطات واقعية أو تحركات منجزة في المجالات الخدمية، وتحركاتهم في البرلمان دائماً معارضة لأجل المعارضة فقط وليس لتحقيق تقدم في مجال بناء مؤسسات الدولة، كما انهم لم يشاركوا في تظاهرات مطلبية في بغداد المحافظات الأخرى، بل كانوا عوناً لقوى السلطة ضد عدد من التظاهرات، لهذا تبدو بشكل واضح مشاركتهم في تظاهرات السليمانية هدفها تقويض أمن الإقليم والضغط على القيادة السياسية في أربيل لدوافع سياسية، وبالدرجة الأساس تشكل هذه المشاركة غير الواقعية –وللأسباب التي ذكرناها- عملية ابتزازية للحزب الديمقراطي الكردستاني بعد ان حقق تقدماً كبيراً في انتخابات برلمان الإقليم الأخيرة التي تفرز معادلة السلطة الجديدة.
يجب ان يتقيد أي تحرك نيابي بعدم صب الزيت على نار الصراعات السياسية، وهذا ما لم تراعيه تصريحات النواب الذي ذهبوا الى السليمانية فقد سربوا معلومات مغلوطة عن رواتب الموظفين في الإقليم وقالوا لوسائل الاعلام بأن الموظفين لم يتسلموا رواتبهم منذ عدة شهور، وهذا ما تغنت له وسائل الاعلام والتواصل الطائفية التي تعتاش على الازمات، في حين أن الموظفين منحوا في هذا الشهر راتب شهر كانون الأول من السنة الماضية 2024، ومن هذا المنطلق لرد المغالطات والاشكالات وعدم استغلال التظاهرات يجب أن يكون الحل للازمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان عبر ثلاثة مستويات، أولاً: بالاتفاق داخل الائتلاف الحاكم (ائتلاف إدارة الدولة)، ثانياً: بالتصويت داخل مجلس الوزراء، ثالثاً: بتشكيل لجنة مشتركة تحرص على احترام خصوصية الإقليم وتبتعد عن المزايدات السياسية ضده، وهذه المستويات الثلاثة ستكون ضامنة لإنهاء الازمات ومنع استغلال التظاهرات ولا تجعلها كلمة حق يراد بها باطل، وتبعد السليمانية من أن تكون حصان طروادة للتوجهات الفوضوية. د. محمد نعناع
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات إقلیم کردستان هذا ما
إقرأ أيضاً:
حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان
حذر حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي من خطر تقسيم السودان، متهما في الوقت ذاته مسؤولين سودانيين بالتخلي عن دارفور بعد السيطرة على وسط البلاد.
ونبه مناوي أمام حشد لزعماء القبائل بمدينة بورتسودان، أمس الجمعة، من "خطط لتقسيم السودان"، مؤكدا أن الشعب سيعمل على إفشال هذه الخطط. وأوضح أنه لا يمكن تقسيم البلاد بالطريقة التي تريدها قوات الدعم السريع.
ولفت إلى أن سفير دولة عظمى (لم يسمها) اتصل به في بدايات الحرب طالبا رأيه بشأن تشكيل 3 حكومات في السودان.
وأكد أنه حال توحد كل الأطراف الرافضة لمشروع الدعم السريع فإن ذلك كفيل بمنع تشكيل الحكومة الموازية (التابعة لقوات الدعم السريع).
وقال مناوي إن بعض المسؤولين السودانيين يعتقدون أن السيطرة على ولايتي الجزيرة (وسط البلاد) والخرطوم يكفي بحجة أن المناطق الطرفية تشهد صراعا منذ ما قبل استقلال.
وبينما أشار إلى "وجود مسؤول سوداني كبير يعتقد أن الحرب خارج الخرطوم غير مهمة"، نبّه مناوي إلى أن دارفور ليس مجرد جغرافيا، بل هو إقليم زاخر بالثروات والموارد وذو مجموعات سكانية متداخلة مع دول أفريقية.
وخلال يناير/كانون الثاني ومارس/آذار الماضيين استعاد الجيش السيطرة على ولايتي الجزيرة والخرطوم وأجزاء من ولاية النيل الأبيض وأجبر قوات الدعم السريع على الانسحاب إلى دارفور وكردفان.
وأعلنت قوات الدعم السريع، السبت الماضي، تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة حذرت الأمم المتحدة سابقا من مخاطرها على وحدة البلاد.
وسيرأس قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية، في حين سيكون قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، عبد العزيز الحلو، نائبا له في المجلس المكون من 15 عضوا.