يجتمع زعماء العالم وكبار الوزراء في ميونخ بألمانيا اليوم الجمعة لحضور مؤتمر ميونخ للأمن في دورته 61 في الفترة من 14 إلى 16 فبراير/شباط 2025 في فندق بايريشر هوف، لمناقشة قضايا الدفاع والأمن القومي العاجلة في سياق الصراعات والعلاقات عبر الأطلسي والتحديات الجيوسياسية.

وتتزامن القمة السنوية الرفيعة المستوى مع استعداد زعماء القارة الأوروبية -القلقين- لمزيد من التهديدات من دونالد ترامب، في أول لقاء لهم وجها لوجه مع الإدارة الأميركية الجديدة، فضلا عن الانتخابات البرلمانية الألمانية المقرر إجراؤها بعد أسبوع من المؤتمر وبداية دورة جديدة للهيئة التشريعية الأوروبية في بروكسل.

وبينما تقف أوروبا عند مفترق طرق في هذا المؤتمر لمواجهة عاصفة قد تبعثر مكانتها داخل النظام العالمي المتغير، ستكون الحرب في قطاع غزة على جدول الأعمال في ظل الديناميكيات المتغيرة للتحالفات الدولية وعدم اليقين الجيوسياسي المتزايد.

فندق "بايريشر هوف" حيث ينعقد مؤتمر ميونخ للأمن في نسخته ​​61 (غيتي) برنامج المؤتمر

وبعد الافتتاح الذي سيلقيه الرئيس الفدرالي فرانك فالتر شتاينماير، سيناقش مئات من صناع القرار وقادة الرأي في مناطق مختلفة من العالم تحديات السياسة الأمنية العالمية برئاسة كريستوف هيوسغن.

وسيبدأ البرنامج الرئيسي لمؤتمر ميونخ للأمن بالتركيز على تحديات الأمن العالمي، كالحوكمة العالمية والمرونة الديمقراطية وأمن المناخ.

ويوم السبت، ستجرى مناقشات حول مستقبل الشراكة عبر الأطلسي ووضع النظام الدولي والصراعات والأزمات الإقليمية، من الشرق الأوسط وأوكرانيا إلى السودان وهاييتي وفنزويلا وأفغانستان وجورجيا.

إعلان

وسيختتم المؤتمر يوم الأحد محاوره بمناقشات حول دور أوروبا في العالم، بما في ذلك الأسئلة المتعلقة بتوسيع الاتحاد الأوروبي والقدرة التنافسية الأوروبية، وسيقوم هيوسغن بتسليم رئاسة المؤتمر إلى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ.

ويُتوقع مشاركة حوالي 150 وزيرا من جميع أنحاء العالم، منهم وزراء خارجية دول مجموعة السبع، بالإضافة إلى زعماء آخرين مثل رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، ومفوض الدفاع أندريوس كوبيليوس، ورئيسة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس. في المقابل، لم توجه دعوة للمسؤولين الروس للعام الثالث على التوالي.

وكما في السنوات السابقة، يتضمن برنامج المؤتمر 3 أجزاء: البرنامج الرئيسي الذي ينظمه مؤتمر ميونخ للأمن (بما في ذلك الجلسات في القاعة الرئيسية الأولى والثانية، وقاعات المدينة وطاولات مستديرة مختارة)، وحوالي 200 حدث جانبي رسمي، وعشرات الأحداث التوعوية العامة.

ومن بين الأحداث الجانبية الرسمية، سينظم معهد التعاون الدولي والدبلوماسية التكنولوجية والاتصالات في ميونخ حدثا بعنوان "ما وراء الصراع: تقييم المسارات والعقبات أمام السلام المستدام في الشرق الأوسط"، بحضور مستشار النمسا ألكسندر شالنبرغ ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ورئيس وزراء ألبانيا إيدي راما.

حرب غزة

وسيكون ملف الشرق الأوسط من أهم المواضيع التي سيتناولها مؤتمر هذا العام، وعلى رأسها الحرب في قطاع غزة والعملية السياسية في سوريا، فضلا عن التوترات في جنوب شرق آسيا وأفريقيا.

ومن المتوقع ان يلعب كبار المسؤولين في الأمم المتحدة دورا فعالا في المؤتمر. ومن بين الحاضرين المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، والمفوض العام للأونروا فيليب لازاريني.

إعلان

كما ستحضر الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار مؤتمر ميونخ للأمن في محاولة منها لدعوة زعماء العالم وكبار المسؤولين إلى التكاتف بحزم لمقاومة الهجمات على حقوق الإنسان والبنية العالمية المتعددة الأطراف وتجنب مزيد من الضرر لحماية حقوق الإنسان.

وقالت كالامار في بيان صحفي للمنظمة "عليهم التفكير في الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، والحرب العدوانية المستمرة التي تشنها روسيا على أوكرانيا، والصراع الذي لا يزال مستعرا في السودان، والكارثة المتفاقمة في ميانمار، والتصعيد الأخير في القتال في جمهورية الكونغو الديمقراطية".

الحرب الأوكرانية

وفي ما قد يبدو بداية للمفاوضات لإنهاء الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، سيجتمع فولوديمير زيلينسكي مع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي ترامب إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ، وهو ما سيكون بمنزلة أول لقاء بين الرئيس الأوكراني والإدارة الأميركية الجديدة.

وبعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم واحتلال بعض أجزاء الشرق الأوكراني في عام 2014، تتزايد مخاوف كييف بشأن إجبارها من قبل واشنطن على التنازل عن أراضيها التي تحتلها روسيا.

وفي انحراف دراماتيكي عن حقبة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الذي أكد موقف بلاده الداعم لأوكرانيا، تكثر التحليلات التي تشير إلى استمرار ترامب في تهميش الدور الأوروبي واتصالاته الأخيرة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى اتفاق سلام لم تتضح ملامحه حتى الآن.

وكما وصفه مراقبون "بالتوبيخ الدبلوماسي الخطير"، أشارت مصادر إلى أن فانس لن يلتقي بالمستشار الألماني أولاف شولتز "زعيم الدولة المضيفة"، في ظل التوترات عبر الأطلسية حول الاتفاق المحتمل في أوكرانيا.

وإن لم يتم هذا اللقاء بالفعل، فسيشكل ذلك أمرا لافتا للانتباه في المشهد السياسي، خاصة أن منافس شولتز في الانتخابات الألمانية المقبلة من يمين الوسط فريدريش ميرز سيجتمع بنائب الرئيس الأميركي فانس لمدة 20 دقيقة تقريبا، وفق برنامج المؤتمر.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مؤتمر میونخ للأمن

إقرأ أيضاً:

جوزيب بوريل: قادة الاتحاد الأوروبي متواطئون مع إسرائيل

كتب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية السابق جوزيب بوريل أن صمت أوروبا سمح باستمرار إبادة الفلسطينيين دون رادع، مقوضا بذلك كل ما تمثله القارة العجوز، ودعا قادتها للتحرك الآن لأن رفضهم معاقبة إسرائيل يجعلهم متواطئين في جرائمها.

وأوضح بوريل -في مقال بصحيفة غارديان- أن المحاكم الدولية إذا نجت من هجمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لن تصدر حكمها النهائي إلا بعد سنوات، مع أنه لا شك أن الحكومة الإسرائيلية ترتكب إبادة جماعية في غزة، حيث تذبح وتجوع المدنيين بعد تدميرها الممنهج لجميع البنى التحتية في القطاع.

وذكر بأن المستوطنين والجيش الإسرائيلي يواصلون يوميا انتهاكاتهم الجسيمة المتكررة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مشيرا إلى أن من لا يتحرك لوقف هذه الإبادة الجماعية وهذه الانتهاكات -مع امتلاكه القدرة على ذلك- يعد متواطئا فيها.

علما الاتحاد الأوروبي وإسرائيل معلقان على بوابة البرلمان الأوروبي في بروكسل (شترستوك)

وأكد بوريل أن الاتحاد الأوروبي يمتلك العديد من الأدوات التي يمكنه استخدامها للتأثير بشكل كبير على الحكومة الإسرائيلية، فهو أكبر شريك تجاري لها وشريكها الرئيسي في الاستثمار والتبادل التجاري بين الشعوب، كما أنه أحد مورديها الرئيسيين للأسلحة.

ومع أن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل تمنح الأخيرة الكثير من الامتيازات، فإن مادتها الثانية تشترط احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية، مما يجعل عدم تعليقها انتهاكا خطيرا لهذه الاتفاقية، ويضر بمكانة الاتحاد الجيوسياسية بشكل خطير، ليس فقط في العالم الإسلامي، بل في جميع أنحاء العالم.

ازدواجية المعايير

وقد استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التناقض الصارخ بين الرد الحازم للسلطات الأوروبية على العدوان الروسي على أوكرانيا، وسلبيتها في مواجهة الحرب في غزة، في دعايةٍ نجحت في منطقة الساحل، كما أضعف هذا الازدواج الأوروبي في المعايير دعم أوكرانيا بشكل كبير في العديد من الدول النامية.

بوريل: يجب على الاتحاد الأوروبي أن يقرر فرض عقوبات على إسرائيل دون تأخير (الأناضول)

ولخص بوريل ما يقوم به الاتحاد الأوروبي ودوله من أفعال تشوه سمعة القارة أمام العالم وتقوض القانون الدولي والنظام متعدد الأطراف الذي يفترض بهم الدفاع عنه، وهي:

إعلان إصرار الاتحاد الأوروبي على عدم تعليق اتفاقية الشراكة رغم انتهاك إسرائيل لها. عدم منعه شحنات الأسلحة رغم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في غزة. عدم حظره الواردات من المستوطنات غير الشرعية رغم قرارات محكمة العدل الدولية. عدم فرضه عقوبات على الوزراء والقادة السياسيين الإسرائيليين الذين يدلون بتصريحات إبادة جماعية. عدم منع الاتحاد الأوروبي نتنياهو من استخدام المجال الجوي الأوروبي رغم مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية. عدم دعمه لقضاة المحكمة ومسؤولي الأمم المتحدة الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة عقوبات.

وبينما يتعرض الاتحاد الأوروبي لهجوم من بوتين في الشرق وترامب في الغرب، فإنه يعمق عزلته عن بقية العالم، وبالتالي يجب عليه أن يقرر فرض عقوبات على إسرائيل دون تأخير، لأن هذه هي اللغة الوحيدة التي يمكن أن تجبر القادة الإسرائيليين على التوقف عن ارتكاب جرائمهم.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة بورسعيد يُشارك في ختام فعاليات مؤتمر الدراسات العليا بـ قناة السويس
  • جوزيب بوريل: قادة الاتحاد الأوروبي متواطئون مع إسرائيل
  • عمان الأهلية تشارك في البرتغال بمؤتمر دولي للتعلّم الإلكتروني
  • الرئيس السيسي وستارمر: الاعتراف بفلسطين على رأس أولويات مباحثات القاهرة ولندن
  • محطة مفصلية بقيادة سعودية.. رابطة العالم الإسلامي تشيد بنجاح مؤتمر حل الدولتين
  • رابطة العالم الإسلامي: نجاح المملكة في مؤتمر حلّ الدولتين يمثَّل محطة مفصلية في تنفيذ القرارات الدولية تجاه القضية الفلسطينية
  • بدء مؤتمر الوطنية للانتخابات لإعلان جاهزيتها لـ مجلس الشيوخ.. غدا
  • رابطة العالم الإسلامي تهنئ المملكة بالنجاح الكبير لـ«مؤتمر حل الدولتين».. وتشيد بالوثيقة الختامية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني يُعرب عن تقدير بلاده لجهود المملكة بمؤتمر نيويورك التاريخي
  • «الوطنية للانتخابات» تعقد مؤتمرًا صحفيًا اليوم حول انتخابات مجلس الشيوخ