في القرن السابع عشر، كانت أوروبا لا تزال تحت سيطرة الفكر الديني التقليدي، حيث اعتُبرت الأرض مركز الكون، وهو الاعتقاد الذي تبنته الكنيسة الكاثوليكية لقرون. لكن عالمًا إيطاليًا يُدعى جاليليو جاليلي قرر تحدي هذه الفكرة، مستخدمًا الأدلة العلمية والتجريبية، ليصبح رمزًا للصراع بين العلم والسلطة الدينية.

بداية التحدي

وُلد جاليليو عام 1564 في مدينة بيزا الإيطالية، وكان شغوفًا بالرياضيات والفيزياء.

بدأ مسيرته العلمية بإجراء تجارب رائدة حول السقوط الحر والبندول، التي وضعت الأساس لقوانين الحركة. لكن اكتشافاته الفلكية كانت السبب الرئيسي في شهرته، وكذلك في محاكمته.

التلسكوب الذي كشف أسرار الكون

في عام 1609، صنع جاليليو تلسكوبًا محسنًا مكّنه من رؤية تفاصيل لم يكن لأحد أن يتخيلها ومن خلاله، اكتشف:

أربعة أقمار تدور حول كوكب المشتري، مما دحض فكرة أن كل الأجرام السماوية تدور حول الأرض.

المراحل المختلفة لكوكب الزهرة، التي أكدت أن الكواكب تدور حول الشمس وليس الأرض.

سطح القمر غير الأملس، مما ناقض الاعتقاد القديم بأنه جرم سماوي مثالي.

الصدام مع الكنيسة

كانت هذه الاكتشافات العلمية دليلاً قويًا على صحة نظرية كوبرنيكوس، التي تقول إن الشمس هي مركز الكون، وهو ما كان يتعارض مع التعاليم الدينية في ذلك الوقت، عام 1616، أمرت الكنيسة جاليليو بالتوقف عن نشر أفكاره حول مركزية الشمس، لكنه لم يتراجع. وفي عام 1632، نشر كتابه الشهير “حوار حول النظامين الرئيسيين للعالم”، الذي دافع فيه عن نظرياته، مما أدى إلى استدعائه إلى محاكم التفتيش عام 1633.

المحاكمة والعقوبة

أمام المحكمة، اضطر جاليليو إلى التراجع العلني عن آرائه العلمية تحت تهديد التعذيب، لكنه نُفي إلى الإقامة الجبرية في منزله حتى وفاته عام 1642. ورغم ذلك، استمر في أبحاثه العلمية، وكتب أحد أهم كتبه عن الحركة وقوانينها، والتي ساهمت لاحقًا في صياغة قوانين نيوتن.

الاعتراف المتأخر

لم تُبرئ الكنيسة جاليليو رسميًا إلا بعد أكثر من 350 عامًا، حيث اعترف الفاتيكان عام 1992 بأن محاكمته كانت خطأً تاريخيًا، واليوم، يُعتبر جاليليو “أب العلم الحديث”، لأنه أرسى الأساس للمنهج العلمي الذي يقوم على الملاحظة والتجربة والاستنتاج.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الكنيسة التعاليم الدينية كوكب المشتري السلطة الدينية المزيد

إقرأ أيضاً:

تكريم عمان الاهلية بحفل الأولمبياد العالمي لجمعية المواهب العلمية الثقافية

#سواليف

برعاية معالي وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ الدكتورعزمي محافظة، أقامت جمعية المواهب العلمية الثقافية الأردنية الحفل الختامي للأولمبياد العالمي الخامس، وذلك يوم الأحد الموافق 1 حزيران 2025، في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي في عمان.
وخلال الحفل، جرى #تكريم #جامعة_عمان_الأهلية، ممثلة بعطوفة رئيسها الأستاذ الدكتور ساري حمدان، تقديرًا لإسهامها الفاعل في إنجاح فعاليات الأولمبياد، والدور البارز الذي قامت به الجامعة خلال مختلف مراحله.
وقد تسلّمت درع التكريم نيابةً عن عطوفة الرئيس، الأستاذة الدكتورة حنان إبراهيم، عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة .

مقالات ذات صلة جامعة عمان الاهلية تستقبل نشامى الأردن بمسقط 2025/06/02

مقالات مشابهة

  • مفتي عام المملكة يُوجّه فروع «رئاسة البحوث العلمية والإفتاء» بالعمل خلال إجازة عيد الأضحى
  • محافظ القليوبية يستقبل وفد الكنيسة للتهنئة بعيد الأضحى المبارك
  • هل مصر مهددة بزلزال مدمر قريبًا؟.. "البحوث الفلكية" تكشف الحقيقة العلمية
  • تكريم عمان الاهلية بحفل الأولمبياد العالمي لجمعية المواهب العلمية الثقافية
  • الإتحاد : مصيلحي يرفض التراجع عن الاستقالة بسبب الشتائم التي تعرض لها
  • وزير الخارجية البريطاني: العلاقات مع المغرب تمتد لـ8 قرون
  • وفد من الكنيسة الكاثوليكية يهنئ محافظ أسوان بحلول عيد الأضحى
  • وقف الصافوطي في القدس عقارات تستغلها ذريته منذ قرون
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • ساكو: عودة المهجّرين إلى العراق ولبنان تبدأ بتوحيد الصفوف وتعزيز دور الكنيسة