دلالات رسائل المقاومة خلال عملية تسليم الأسرى.. ساعة ةقطعة ذهبية وعتاد
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
حملت عملية تسليم الدفعة السادسة من أسرى الاحتلال الإسرائيلي لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة العديد من الرسائل الواضحة التي تنوعت منذ بدء تنفيذ الصفقة، وركزت هذه المرة على رفض التهجير وعرض القوة والتذكير بانطلاق عملية طوفان الأقصى والعديد من الرسائل الأخرى.
وسلمت كتائب القسام وسرايا القدس السبت، ثلاثة أسرى إسرائيليين لمنظمة الصليب الأحمر الدولية، ضمن الدفعة السادسة من تبادل الأسرى بين المقاومة في غزة والاحتلال، وهم: ساشا ألكسندر تروبنوف، وساغي ديكل حن، ويائير هورن، في مدينة خانيونس، على أن يفرج الاحتلال عن 369 أسيرا فلسطينيا في وقت لاحق اليوم.
منصة التسليم
وحملت المنصة التي يجرى فوقها التوقيع على محاضر الاستلام وإذن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من قبل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، العديد من هذه الرسائل، وجاء على الجزء الرئيسي منها عبارة "نحن الجنود يا قدس فاشهدي" باللغات العربية والعبرية والإنجليزية.
فصــائل المقــاومة ترفض مخططات التهجير من أعلى منصة تسليم الـ3 أسرى المتفق الإفراج عنهم اليوم السبت ضمن صفقة تبادل الأسرى pic.twitter.com/fhdPYeUY2m — عربي21 (@Arabi21News) February 15, 2025
وتضمنت اللوحة الرئيسية الكبيرة من تحت هذا الشعار صورة لمدينة القدس والمسجد الأقصى، ومن أسفله بعض الأشخاص الذين يحملون أعلام الأردن واليمن وفلسطين ولبنان ومصر والجزائر والسعودية.
وفي هذه الصورة جرى الجمع بين عناصر المقاومة والشعب الفلسطيني، في إشارة من كتائب القسام إلى الحاضنة الشعبية التي تحظى بها المقاومة وهي التي تظهر دائما خلال عمليات التسليم.
وفي الجهة اليمنى من المنصة جرى وضع صور لثمانية من أبرز قادة المقاومة الذين استشهدوا خلال الحرب وهم: قائد كتائب القسام محمد الضيف، وقائد لواء خانيونس رافع سلامة، ونائب ركن الاستخبارات شادي بارود، وقائد الكتيبة الغربية للواء خانيونس، تيسير المباشر، وهي الكتيبة التي اقتحمت موقع "ريعيم" في انطلاق عملية طوفان الأقصى.
وضمت الصورة أيضا قائد كتيبة الملفات مدحت المباشر، وأحد مؤسسي دائرة التصنيع العسكري بالقسام محمد رضوان، إضافة إلى الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار مصطفى الأسطل، ومسؤول سلاح الطيران المسير سامر أبو دقة.
لأول مرة.. كتائب القســـام ترفع صور عدد من قادتها الذين استشـــهدوا خلال الحرب على منصة الإفراج عن أسرى الاحتلال، وهم: قائد هيئة أركان القــسام الشــهيد محمد الضيف. قائد لواء خانيونس الشـــهيد رافع سلامة. نائب ركن الاستخبارات الشـــهيد شادي بارود. pic.twitter.com/Pa7sOLzB13 — Tufan_Alaqsa طوفان الأقصى (@Tufan_ALaqssa) February 15, 2025
وعلى الجهة اليسرى جرى الرد على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد بفتح الجحيم على قطاع غزة ما لم يتم تسليم جميع الأسرى الإسرائيليين اليوم السبت، وقال إنه سيعمل على السيطرة على قطاع غزة وتهجير أهله إلى أماكن أخرى.
وجاء رد كتائب القسام بعبارة "لا هجرة إلا إلى القدس" وذلك أيضا باللغات الثلاث، ومن أسفل هذه العبارة يجلس شخص ملثم على مقعد وثير داخل بيت مدمر وأحد الجدران المحطمة يظهر من خلفه مسجد قبة الصخرة.
وهذا المشهد يحاكي حقيقة الصورة الأخيرة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار قبيل استشهاده في مدينة رفح بعد اشتباك مع جيش الاحتلال.
فصــائل المقــاومة ترفض مخططات التهجير من أعلى منصة تسليم الـ3 أسرى المتفق الإفراج عنهم اليوم السبت ضمن صفقة تبادل الأسرى pic.twitter.com/fhdPYeUY2m — عربي21 (@Arabi21News) February 15, 2025
ووضعت كتائب القسام أيضا لوحة إضافية عرضت فيها صورا من انطلاق عملية عملية طوفان الأقصى، مع عبارة "عبرنا مثل خيط الشمس"، وهي التي تم تنفيذها مع أولى لحظات شروق الشمس.
أسلحة إسرائيلية
وحمل العديد من عناصر كتائب القسام أسلحة إسرائيلية من نوع "تافور - IMI Tavor TAR-21"، وهي بندقية هجومية إسرائيلية متعددة الاستعمالات تعتبر من الأفضل في العالم.
واستخدمت هذه البندقية في حروب عمليات اجتياح الضفة الغربية عام 2001، وحرب لبنان الثانية، وتكرار تصاعد العدوان على قطاع غزة منذ عام 2008، وفي الصراع المسلح في كولومبيا وجنوب أوستيا، وغيرها من الأماكن.
ويبلغ معدل إطلاق النار بالبندقية من 750 إلى 900 طلقة في الدقيقة، بينما يبلغ مدى الرماية الفعالة نحو 500 متر.
”مقاتلون من كتائب القسام يحملون أسلحة اغتنمت من جيش الاحتلال في يوم العبور إلى مستوطنات "غلاف غزة" بالسابع من أكتوبر” pic.twitter.com/nyZEA9fSQ3 — سُلطــان الســالم???? (@__55gx) February 15, 2025
وبحسب تقارير إخبارية إسرائيلية، يُرجَّح أن كتائب القسام استولت على هذه الأسلحة خلال هجومها يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.
وتستخدم جميع وحدات المشاة والقوات الخاصة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بندقية "تافور" كبندقية هجومية رئيسية وفقا للشركة المصنعة.
وجرى أيضا استعراض بنادق "إم 60"، وهي رشاشات استخدمتها "إسرائيل" في حرب غزة الأخيرة، في رسائل باتت اعتيادية في عمليات التبادل.
والبندقية هي مدفع رشاش آلي عيار 7.62 ملم، يرمي 600 طلقة في الدقيقة، ويحمل خزان السلاح ما بين 200 و1000 رصاصة، ويتم تبريد السلاح عن طريق الهواء.
وقبل ذلك، وأثناء الاستعدادات لعملية التسليم وصلت إلى الموقع في خانيونس عناصر نخبوية من المقاومة وهم يرتدون أزياء شبيهة بالزي العسكري الإسرائيلي.
تغطية صحفية | كلمات مقاتل من كتائب القســـام يرتدي لباس جيش الاحتلال ويحمل بندقية تم اغتنامها في السابع من أكتوبر. pic.twitter.com/w39FbiUE2N — Abo Rashwan (@mido581986) February 15, 2025
"نقوط المولود"
وقدمت كتائب القسام للأسير الأمريكي الجنسية، ساغي ديكل حن، قطعة ذهبية كهدية من أجل ابنته التي ولدت بعد 4 أشهر من أسره في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتقديم الهدية بمناسبة المولود الجديد هي عادة فلسطينية عربية بتقديم هدية من ذهب أو نقد لعائلة الطفل، وتسمى في قطاع غزة بـ"النقوط".
كتــائب القســام تقدم للأسير الأميركي الجنسية "ساغي ديكل حن" قطعة ذهبية كهدية من أجل ابنته التي ولدت بعد 4 أشهر من أسره pic.twitter.com/5qV8z5RGqo — عربي21 (@Arabi21News) February 15, 2025
والجمعة، كشف مسؤول أمريكي كبير أن الرئيس الأمريكي يريد لفتة وتكريما له من حركة حماس بإطلاقها سراح 6 إسرائيليين يحملون الجنسية الأمريكية.
وقال المسؤول الأمريكي، في تصريح لـ "القناة 13" إن الإدارة الأمريكية "تتابع عن كثب تطورات ملف الرهائن، معربة عن أملها في أن يشهد هذا الملف انفراجة قريبة، ونحن على اتصال مستمر مع جميع الأطراف المعنية، ونتوقع أن يكون هناك تحرك إيجابي في ما يتعلق بالمواطنين الأمريكيين المحتجزين في غزة".
الوقت ينفد
وشهدت منصة تسليم الأسرى الإسرائيليين وجود درع عليه ساعة رملية ترمز إلى نفاد الوقت، في إشارة إلی الرسائل المتكررة التي أطلقتها المقاومة قبل التوصل إلى صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في العديد من المقاطع المصورة التي نشرتها كتائب القسام.
وكتبت المقاومة الفلسطينية تحت الساعة الرملية عبارة "الوقت ينفد" وعليها صورة "عيناڤ تسنجاوكر" وهي إحدی أبرز ناشطات عائلات الأسری الإسرائيليين ووالدة الأسير "متان" لدى المقاومة.
المقــاومة تسلم أسيرًا من المفرج عنهم ساعة رملية عليها صورة الأسير متان تسانجاوكر إلى والدته المتحدثة باسم عوائل الأسرى الإسرائيليين???? pic.twitter.com/NB7CNziYAr — عربي21 (@Arabi21News) February 15, 2025
ومؤخرًا، استجابت كتائب القسام لطلب زوجة أسير إسرائيلي لديها بنشر مقطع فيديو لزوجها للاطمئنان عليه، وبالفعل نشرت المقطع عبر تطبيق "تليغرام"، وكان يتضمن العبارة "الوقت ينفد" بثلاث باللغات الثلاث.
وفي خلفية الفيديو، تظهر ساعة رملية، ما يشير إلى أن الوقت يمضي بسرعة، في تلميح إلى وضع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى "القسام".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المقاومة غزة القسام الأسرى حماس حماس غزة الأسرى المقاومة القسام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسرى الإسرائیلیین کتائب القسام طوفان الأقصى جیش الاحتلال الإفراج عن العدید من قطاع غزة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
لبنان: كيف نمارس المقاومة الدبلوماسية بموازاة المقاومة الميدانية؟
ما إن اعتمد مجلس الأمن الدولي بقراره تاريخ 17 نوفمبر 2025 خطةَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببنودها العشرين لوقف إطلاق النار، وبسط الاستقرار في قطاع غزة، حتى باشر كيان الاحتلال الصهيوني سلسلةَ اعتداءات برية وجوية على مجمل الأراضي اللبنانية من جنوبها إلى شمالها، بدعوى ضرورة تدمير مواقع وأسلحة حزب الله (بما هو العمود الفقري لقوى المقاومة) مع إنه كان قد التزم، بعد موافقة الحكومة اللبنانية، باتفاقَ وقف الأعمال العدائية الذي رعته الولايات المتحدة، ولم تلتزم به إسرائيل على الإطلاق. نجم عن هذه الاعتداءات الإسرائيلية حتى الآن:
*احتلال خمس تلال تشرف على مجمل منطقة جنوب نهر الليطاني.
*تدمير القرى الحدودية من الناقورة غرباً إلى شبعا شرقاً، ومنع أهاليها من العودة إليها لترميمها.
*نزوح عشرات الآلاف من السكان إلى شماليّ نهر الليطاني، وهجرة الآلاف أيضاً إلى خارج البلاد.
*اتخاذ مجلس الوزراء قراراً في 5 أغسطس2025 يقضي بحصر السلاح بيد الدولة فقط.
*احتدام الجدال بين القوى المحافظة المؤيدة لأمريكا، والمطالِبة بالإسراع في نزع سلاح حزب الله، والقوى السياسية الوطنية المؤيدة للمقاومة، والمعارضة لنزع سلاحها، في وقتٍ يحتل العدو أراضي لبنانية، ويستمر في اعتداءاته اليومية على الشعب والوطن والسيادة.
إزاء تظاهرات احتجاجية حاشدة عمّت شتى دول العالم وضغوطٍ مارستها دول عربية وإسلامية على الولايات المتحدة، اتصل ترامب بنتنياهو طالباً منه التخفيف من اعتداءاته على لبنان، والتجاوب مع دعوة الرئيس جوزف عون، إلى سلوك طريق التفاوض، داعياً إياه لزيارته في واشنطن قبل أعياد الميلاد ورأس السنة.
بالرصد الدقيق والتحليل الموضوعي للواقعات والتحولاّت السائدة في لبنان وفلسطين وكيان الاحتلال ومختلف دول الإقليم ذات الصلة بالصراع العربي- الصهيوني، تتضح الحقائق الآتية:
*يعارض رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وغالبية النواب والقوى السياسية الفاعلة في لبنان نزعَ سلاح المقاومة بالقوة، تفادياً لاندلاع حربٍ أهلية.
*الجيش اللبناني، بقيادته وضباطه، غير راغب وغير قادر على نزع سلاح المقاومة بالقوة ليس لأسباب ودوافع وطنية فحسب، بل لأنه يفتقر إلى السلاح والعتاد اللازمين للقيام بهذه المهمة الخطيرة، لاسيما وأن الولايات المتحدة وسائر دول الغرب الأطلسي ترفض رفضاً باتاً تسليح الجيش، أو السماح بتسليحه من مصادر أخرى متاحة.
*تعافي حزب الله من الخسائر البشرية والعسكرية التي تكبّدها خلال السنة الجارية الموشكة على الانتهاء. صحيح أنه لم يستكمل بعد كامل قدراته التي كانت له قبل استشهاد قائده التاريخي السيد حسن نصرالله، ومجموعةٍ من كبار قادته وبعض أسلحته الثقيلة، إلا أنه ما زال يحتفظ بمعظم أسلحته المتطورة، ولولاها لما كان أصرّ على التمسّك بسلاحه وتصميمه على مواجهة العدو المعتدي.
*يشكّ خبراء عسكريون داخل كيان الاحتلال وخارجه في قدرة الجيش الإسرائيلي المنهك على احتلال جنوب لبنان والبقاء فيه، وإن كانوا يسلّمون بقدرته على التدمير والتخريب والتهجير والتجويع.
*تبدو تركيا مصرّة على المشاركة في قوة الاستقرار الدولية، المنوط بها المحافظة على الأمن داخل قطاع غزة، لمنع نتنياهو من تصفية قوات «حماس» في الأنفاق، خلال تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب. والأرجح ان تركيا وسائر الدول الإسلامية المشاركة في قوة الاستقرار الدولية، لن تشارك في نزع سلاح «حماس» وحلفائها، أو في تدمير أنفاقها.
يتحصّل من عرض الحقائق، سالفة الذكر، كما من المعلومات المسرّبة من كبار المسؤولين اللبنانيين وضيوفهم من المسؤولين الدوليين، أن مستقبل الوضع في قطاع غزة يتوقّف على قرار ترامب، الذي حرص على استدعاء نتنياهو إلى البيت الأبيض ليبلغه قراره الأخير بضرورة تنفيذ المرحلة الثانية من خطته، والسير بهندسةٍ سياسية واقتصادية للقطاع تخدم أغراض الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، وتتيح لنتنياهو هامشاً من حرية الحركة، لخدمة مصالحه السياسية على نحوٍ يضمن فوزه وحلفاءه في انتخابات الخريف المقبل.
ثمة ثمانية أشهر فاصلة من الصراع الشديد
وعليه، ثمة ثمانية أشهر فاصلة من الصراع الشديد، قبل أن يتضح مصير لبنان وقطاع غزة، فكيف تراها تتصرف أطراف الصراع، لاسيما قوى المقاومة على الصعيدين الدبلوماسي والميداني في كِلا البلدين؟
أرى أن الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاءهما، سيركّزون جهودهم على الصعيد الدبلوماسي، فيما ستركّز قوى المقاومة وحلفاؤها في لبنان على الصعيدين الدبلوماسي والميداني معاً. ترامب سيسعى أيضاً الى إنهاء الحرب في قطاع غزة وإحلال الاستقرار، من خلال «مجلس السلام»، الذي سيترأسه شخصياً بالتعاون مع توني بلير، بغية منع العودة الى العنف بواسطة قوة الأمن والاستقرار المؤلفة من دول شتى تراعي السياسة الأمريكية في منطقة غرب آسيا، أي بما يشمل السعودية وتركيا وإيران. ذلك قد يتطلّب عدم تجريد «حماس» من السلاح كلياًّ، أو تعطيل الأنفاق، شريطةَ عدم عرقلتها سيطرة امريكا على القطاع، لاسيما اقتصادياً. «حماس»، من جهتها، ستراعي سياسة أمريكا طيلة فترة المفاوضات شريطةَ عدم مساسها، أو اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل تحرير الضفة الغربية وتوحيدها مع القطاع في دولةٍ مستقلة بالتعاون مع الدول العربية والإسلامية ذات الصلة.
قوى المقاومة وحلفاؤها السياسيون سيركّزون على هدفين معاً: حصر التفاوض داخل لجنة الإشراف «ميكانيزم» بالأمور التقنية الإجرائية فقط، المتعلقة بوقف الأعمال العدائية، وبرمجة انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، واستعادة الأسرى. في المقابل، ستتعهد قوى المقاومة بتجميد عملياتها ضد العدو طالما المفاوضات حول الأمور الثلاثة سالفة الذكر ناشطة، لكنها لن تتوانى عن الردّ على إسرائيل إذا تابعت اعتداءاتها. وهي ستصرّ على عدم بحث مسألة حصرية السلاح بيد الدولة في المفاوضات، لكونها مسألة داخلية تحت طائلة وقف التفاوض في حال إصرار أمريكا واسرائيل على بحث الموضوع.
قد تقوم قوى المقاومة من تلقاء نفسها بالتواصل مع السعودية وإيران وتركيا، من أجل تأمين الدعم السياسي والدبلوماسي اللازمين لسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية ولبنان وسوريا، وكذلك من أجل مقاضاة كيان الاحتلال لدى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، بغية معاقبة مجرمي الحرب الإسرائيليين وحلفائهم، والحكم على الجناة بالتعويضات المناسبة. الخلاصة: لا مؤشرات واضحة إلى نجاح ترامب وسائر أطراف الصراع في التوصل إلى تسوية مقبولة. فالصراع الدبلوماسي والميداني طويل ومعقد ومصيري.
القدس العربي