محمد صالح حاتم

تمر المحافظات الجنوبية اليمنية المحتلة بأسوأ مراحلها على الإطلاق، حيث تسيطر قوى الاحتلال السعودي والإماراتي على كافة مفاصل الحياة، ما أدى إلى تدهور الاقتصاد، انهيار الخدمات، وانتشار الفساد في أوساط الحكومة والمجلس الرئاسي، في ظل انقسام واضح بين أعضائه الذين يعيشون في رفاهية داخل فنادق الرياض وأبوظبي، بينما يعاني الشعب من الجوع والفقر.

تشهد المحافظات الجنوبية المحتلة انهياراً اقتصادياً غير مسبوق، حيث تجاوز سعر الدولار حاجز الـ 2200 ريال يمني، ما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود إلى مستويات قياسية، وسط تجاهل حكومة بن مبارك، التي باتت تشرعن للفساد، وأداة بيد التحالف، تنفذ أجنداته بدلاً من البحث عن حلول للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالمواطنين.

التحالف السعودي الإماراتي يتحكم بالموانئ والمطارات وعمل على تعطيل ميناء عدن ومنعت تشغيله بكامل طاقته، لتبقى الجنوب رهينةً لمخططاته، في المقابل تزدهر موانئ الإمارات والسعودية، كما عمد تحالف العدوان إلى ضرب العملة المحلية من خلال تدمير الموارد الوطنية، وطبع العملة بطريقة غير شرعية وبدون غطاء نقدي، وهو ما تسبب في انهيار العملة اليمنية، حيث عمد تحالف العدوان إلى الاستحواذ على عائدات النفط والغاز، التي تذهب إلى حسابات خاصة في البنوك السعودية والإماراتية، بينما يعاني المواطن من الفقر وانعدام فرص العمل.

ما يسمى المجلس الرئاسي المكون من ثمانية أعضاء، والذين يعيش معظمهم في فنادق الرياض وأبوظبي، غير مبالين بمعاناة الشعب. المجلس يعاني من خلافات عميقة بين أعضائه، حيث تتصارع الفصائل الموالية للإمارات والسعودية على السلطة، بينما تتصاعد الأزمات في الجنوب دون أي حلول تذكر.

كل طرف يسعى لتعزيز نفوذه على حساب الآخر، في ظل غياب أي رؤية وطنية موحدة لإدارة البلاد، ما أدى إلى مزيد من الفوضى والتفكك، حيث تتحكم الميليشيات المدعومة من الإمارات في عدن، بينما تسيطر السعودية على المهرة وحضرموت، وتبقى شبوة بين مطرقة الرياض وسندان أبوظبي، حيث تسيطر الإمارات على منشأة بلحاف الغازية وحولتها إلى قاعدة عسكرية لها.

تعد حكومة بن مبارك واحدة من أكثر الحكومات فسادا في تاريخ اليمن، حيث لم تقدم أي حلول لمعالجة الأزمة الاقتصادية، بل تفرغت لنهب المال العام، وتوقيع صفقات مشبوهة، وزيادة معاناة المواطنين.

بينما تعاني المستشفيات من نقص الأدوية، والمدارس من انهيار الخدمات، وانقطاع شبه كامل للكهرباء في عدن وبقية المحافظات، بينما ينعم وزراء الحكومة برواتب ضخمة بالدولار، ويعيشون في الخارج بدلاً من العودة إلى عدن وإدارة الأوضاع. أصبح الفساد هو العنوان الأبرز لهذه الحكومة، التي تحولت إلى مجرد أداة تخدم التحالف، وتنفيذ أجنداته التدميرية في اليمن.

إن الوضع الكارثي الذي تعيشه المحافظات الجنوبية اليوم ينذر بانفجار وشيك، فثورة الجياع تقترب، ولن يتمكن المحتل السعودي الإماراتي وعملاؤهما من الصمود أمام غضب الشعب، لقد أصبح اليمنيون يدركون أن الاحتلال لا يسعى إلا لنهب ثرواتهم، وإذلالهم، وأن الحل الوحيد هو توحيد الصفوف لمواجهة هذا الاحتلال وإسقاط عملائه ومرتزقته.

لقد آن الأوان لأن يتحد الجميع، بعيدا عن الانقسامات والصراعات الداخلية، والعمل على تحرير الوطن من الهيمنة السعودية الإماراتية، وإعادة بناء اليمن بسواعد أبنائه الشرفاء. إن النصر لن يكون إلا بيد الشعب، والتاريخ يشهد أن المحتل مهما طال بقاؤه، فإنه سيرحل تحت ضغط إرادة الأحرار..

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المحافظات الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

أمريكا والكيان المحتل.. وجهان لعملة واحدة

 

 

 

راشد بن حميد الراشدي

 

حرب شرسة ظالمة يشنها الكيان المحتل بالوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية لإسقاط إيران تحت هيمنتهما تحقيقًا لمصالحهما العليا.
احتلال وإذلال للأوطان والشعوب بدون رادع وبحرية مطلقة وبحجج واهية، كلها من أجل إخضاع كل من يعترض هذين البلدين اللذين أرهبا العالم بفعالهما الخبيثة.
جرائم إبادة جماعية لشعب أعزل في غزة وفلسطين، وتغيير أنظمة في المنطقة، وتدمير شعوب كاملة كالعراق وليبيا وسوريا والسودان ولبنان واليمن، من أجل مصالحهما الحيوية، وأهمها نهب الثروات والسيطرة على العالم في غرور وطمع لا حدود له.
فمنذ عقود، ونحن نشاهد تلك الخطط الصهيو-أمريكية تُحاك في منطقتنا، والثمن الشعوب؛ فمنذ زراعة ذلك الكيان اللقيط، وقبله مارس العدو إجرامه من أجل استعباد الشعوب وتغيير خارطة المنطقة التي تدعيها الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها الكيان المحتل الظالم في سعي حثيث لتحقيق مصالحهما، معتبرَين أن الشعوب لن تستطيع أن ترفع رأسها وتقاوم، من خلال شنّ تلك الحروب الفاجرة التي أتت على الأخضر واليابس وحصدت ملايين البشر.
اليوم نشاهد تكشّف واقع مرير آخر، بعد أن صمتت الشعوب على همجية شياطين الأرض، وتركتهم يعيثون فسادًا في الأرض، بعد أن أمِنَا العقوبة، فانطلقا في مخططاتهما الظالمة نحو أهدافهم المعلنة والخفية لتحقيق مآربهم؛ فهما وجهان لعملة واحدة.
تخصيب اليورانيوم وامتلاك القنابل النووية هو حكرٌ على دول معينة يجب أن تطيعهم، أما دون ذلك، فالويل كل الويل لمن يتجرأ حتى في التفكير في الأمر. فقبل حقبة بسيطة، دُمّر العراق بذريعة النووي، وكذلك ليبيا، واليوم إيران، وكأن الوصاية على هذه الدول بيد العدو وليس بيد الدول الأحرار؛ فمن منطقهم يجب ألا ترفع أي دولة رأسها إلا بموافقة أمريكا وذراعها الغاشم في المنطقة.
اليوم تتكشف حقائق قوى الشر والحليف المطلق للكيان؛ فهو مهما تجرأ على القيام بأي فعل في التعدي على الأمم ومهاجمتها والتخطيط الخبيث للإطاحة بها وتدميرها، لا يُحاسَب، ولا يمكن الاعتراض عليه. فهناك مباحثات سلمية تقودها سلطنة عُمان، وجولات شكليًا بدأت تحقق تقدمًا ونجاحًا ملحوظًا، يُؤمَّل من خلاله نجاح الحلول السلمية وهدوء التوتر في المنطقة، لتُفاجَأ بإعطاء المعتدي الضوء الأخضر لضرب إيران. فما أخبث السياسة المارقة، وما أعظم المكر؛ فكيف تُدار الأمور والوعود تُنكث، وخبث العداء جليٌّ كالشمس في رابعة النهار.
أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة منذ ميلاد الكيان الغاشم وإلى أن تقوم الساعة، لا مراهنة على ذلك. فيجب على الشعوب والأمم في المنطقة أن تستيقظ وتدرك ذلك، وتبحث عن عزّتها ومصالحها، كما تفعل اليوم هذه الدول الغاشمة كل شيء من أجل مصالحها. فهم أمم تقتات على دماء البشرية منذ مئات السنين، وفي كل بقاع الأرض، فاليهود ومن شايعهم في بقاع الأرض، هذا منهجهم للعلو، ولكن الله سينكس رؤوسهم قريبًا بإذنه تعالى؛ فالله غالب على أمره.
لن يهدأ بال الكيان إلا بإضعاف كل الدول من حوله، ولكن هيهات له ذلك؛ فللكون ربٌّ يدبّر أمره، والأيام دُوَل، طال الزمان أو قصر. فمن رفع الفيتو ضد حقن دماء الأطفال وعجزهم، لا عهد له ولا ميثاق، ولا أمان يُرتجى منه.
ألا لعنة الله على الظالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • مشهور كويتي: حامل الجواز السعودي تحت حماية الله ثم السعودية فوق أي أرض وتحت أي سماء.. فيديو
  • فريق أولسان يحمل آمال كوريا الجنوبية
  • الكشف عن عدد الصواريخ والمسيرات التي أتجهت إلى الداخل المحتل
  • خبير اقتصادي: مصر تمتلك الغاز الكافي لسد احتياجاتها لكن البنية التحتية ناقصة
  • علماء السنة والجماعة في المحافظات الجنوبية يدينون العدوان الصهيوني على إيران
  • المواطنون في عدن يقضون أيام العيد في طوابير أمام محطات الغاز:المحتل يمتهن المواطن ويجعل من معاناته المتفاقمة وسيلة للتركيع والترهيب
  • مفتي عمان : رد إيران الحازم أثلج صدورنا وفتح باب الأمل بزوال الاحتلال
  • أمريكا والكيان المحتل.. وجهان لعملة واحدة
  • الراعي: كم من الأموال الطائلة تصرف بسخاء على السلاح والتسلح بينما ملايين من الشعوب يموتون جوع؟
  • الشرع يصدر مرسوما لانتخابات مجلس الشعب.. هذه حصة المحافظات