الجزيرة:
2025-05-25@04:49:42 GMT

العودة إلى الشمال كابوس أمني يلاحق الإسرائيليين

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

العودة إلى الشمال كابوس أمني يلاحق الإسرائيليين

القدس المحتلةـ اتسمت الانتخابات المحلية للبلدات والمجالس الإقليمية في شمال إسرائيل والتي أخليت من سكانها بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان، بالارتباك وعدم الاهتمام، وهو ما انعكس في المشاركة الضعيفة في التصويت على اختيار القيادات المحلية.

وتشير المشاركة الضعيفة في الانتخابات المحلية إلى أزمة الثقة مع الحكم المركزي، كما تعكس السجال حيال إعادة السكان النازحين وعدم جهوزية البلدات التي تضررت وتدمرت جراء الحرب.

وأدلى آلاف النازحين، أمس الثلاثاء، من منطقة الجليل بأصواتهم في انتخابات المجالس التي غابوا عنها لمدة 16 شهرا، وبدلا من أجواء الانتخابات المعتادة، كانت الأحداث في المنطقة والحدود الشمالية مع لبنان بمثابة تذكير آخر بالواقع الذي يواجهه السكان النازحون من الجليل والبالغ عددهم حوالي 120 ألف نازح، بحسب بيانات رسمية.

وفي إشارة تعكس الهواجس الأمنية والاجتماعية للإسرائيليين بعدم عودة العائلات إلى بلدات الشمال، أظهرت بيانات وزارة الداخلية الإسرائيلية، الصادرة اليوم الأربعاء، أن نسبة المشاركة النهائية بالانتخابات بلغت 58.08%، وهو تراجع غير مسبوق بالمشاركة في انتخابات الحكم المحلي بإسرائيل، حيث يتجاوز المعدل العام للمشاركة بانتخابات الحكم المحلي نسبة 75%.

إعلان مشاركة ضعيفة

وتشير البيانات المنقولة إلى مركز التحكم التابع لوزارة الداخلية الإسرائيلية إلى أنه في مدينة كريات شمونة، صوت 5205 ناخبين، وفي 83 مركز اقتراع خاص أنشأته وزارة الداخلية في جميع أنحاء البلاد لصالح سكان الشمال الذين لم يعودوا بعد إلى أماكن إقامتهم، صوّت 8255 ناخبا.

وبعد عام ونصف من التأخير بسبب الحرب على لبنان والنزوح الطويل من البلدات الحدودية، فتحت عشرات مراكز الاقتراع أمس الثلاثاء، ودعي أكثر من 70 ألفا من سكان المنطقة الشمالية، معظمهم تم إجلاؤهم من منازلهم في أكتوبر/تشرين الأول 2023، للتصويت واختيار قيادة البلدات والمجالس الإقليمية.

وأجريت الانتخابات لرئاسة وعضوية المجالس الإقليمية في الجليل الأعلى، و"ميبوت حرمون"، و"معاليه يوسيف"، و"ميروم الجليل"، و"شلومي" و"ميتا آشير"، وكريات شمونة، وهي أكبر مدينة في الشمال بين المستوطنات التي تم إخلاؤها خلال الحرب، بينما في مستوطنة "بيتسايت"، لم تجرَ الانتخابات، حيث يتنافس مرشح واحد فقط.

نسبة المشاركة النهائية بالانتخابات بلغت 58.08% (شترستوك) قلق بشأن المستقبل

وعكست المشاركة الضعيفة نسبيا في الانتخابات المحلية، مخاوف وزارة الداخلية الإسرائيلية، التي كانت تخشى من عدم مشاركة عدد كبير من السكان في الانتخابات، لأسباب منها بعد المسافة بين مكان سكنهم ومراكز الاقتراع، والشعور بالإحباط من الواقع الاجتماعي والأمني، وكذلك أزمة الثقة بالحكم المركزي.

ليليا بيطون من كريات شمونة جاءت للتصويت في مركز اقتراع خاص أقيم في القدس، ونقلت عنها صحيفة "معاريف" قولها "لقد قمت بإخلاء مدينتي منذ عدة أشهر ومن المهم بالنسبة لي ما يحدث هناك".

وتبدي بيطون ترددها بالعودة إلى الشمال وهو ما يعكس مخاوفها سواء الأمنية وحتى الاجتماعية، وكذلك عدم جهوزية البلدات للسكن، مضيفة "أنا قلقة للغاية بشأن مستقبلنا، لا يمكنني أن أبقى غير مبالية، لقد تضرر منزلي ولا يزال غير جاهز للسكن، ولا أعتقد أنه من الآمن العودة، هناك سكان لا يريدون العودة".

إعلان عدم عودة النازحين

من الناحية الرمزية، يقول المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشع "أجريت انتخابات محلية في البلدات الحدودية الشمالية، بالتوازي مع الانسحاب الجزئي لقوات الجيش الإسرائيلي من لبنان كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار".

وشكك المحلل العسكري فيما إذا كانت المواقع الخمس التي سيتمركز فيها جيش الاحتلال بالأراضي اللبنانية، ستدفع السكان إلى العودة لمنازلهم بأعداد كبيرة بدءا من الأول من مارس/آذار المقبل، كما أوصى المستوى العسكري الإسرائيلي.

ويرى يهوشع أن عدم عودة النازحين بأعداد كبيرة، تعكس أزمة الثقة ما بين السكان في البلدات الشمالية الحدودية الذين نزحوا عن منازلهم وما بين قيادة الجيش الإسرائيلي، بسبب الفشل في استعادة الأمن والأمان في الشمال، وسط استمرار التوتر الأمني الذي يعزز إمكانية تجدد التصعيد والقتال مع حزب الله اللبناني.

الانتخابات تأجلت عام ونصف بسبب الحرب الإسرائيلية على لبنان (شترستوك) تعقيدات يوم الانتخابات

وتزامنا مع الانسحاب الجزئي لجيش الاحتلال من جنوب لبنان الثلاثاء، عبرت حافلة شركة المواصلات العامة "إيجد" الشارع الرئيسي في مستوطنة "المطلة"، في رحلة كان من المفترض أن تكون بمثابة إشارة لعودة المستوطنة إلى وضعها الطبيعي، لكن تقول مراسلة صحيفة "هآرتس" عدي حاشمونائي: "لقد كانت الحافلة فارغة وسافرت وحدي فيها".

وبعد نحو عام ونصف من الحرب، استأنف خط رقم 20 من محطة الحافلات المركزية في كريات شمونة إلى مستوطنة "المطلة "نشاطه، ولكن لم يكن هناك أي شيء عادي في مشهد المحطات التي ظلت فارغة من المسافرين، في مستوطنة لا تزال تعيش دمارا واسع النطاق جراء الحرب.

وفي كريات شمونة، تقول مراسلة صحيفة "هآرتس": تشهد الأحداث في الشوارع على تعقيد يوم الانتخابات، وكذلك اليوم التالي. وعلى طول الشارع الرئيسي بالمدينة، تنتشر لافتات المرشحين، والأعلام الصفراء تضامنا مع المختطفين، ما يذكر أن الحرب لم تحسم، وتجدد القتال وارد بالحسبان، وعليه العائلات النازحة لا تسارع بالعودة للشمال.

إعلان

صور دمار وخراب

ويرى رئيس مجلس مستوطنة "المطلة"، ديفيد أزولاي أن هذا المشهد هو دليل آخر على عدم اكتراث الحكومة الإسرائيلية التي قررت إعادة جميع النازحين من الشمال في الأول من مارس/آذار المقبل، من دون حتى استثناء التجمعات السكنية التي تضررت بشدة وتدمرت بالكامل، والسعي لخلق واقع مفاده أن هناك حياة هنا. ولكن كما ترون، "لا توجد حياة هنا".

"إنه أمر جنوني"، يسرد أزولاي في حديثه لصحيفة "هآرتس" واقع المواصلات العامة في شمال إسرائيل قائلا إن هناك "خط مواصلات يمتد من كريات شمونة إلى المطلة، يسافر 6 أو 7 مرات في اليوم، ولا يتوقف في أي محطة ولا يركبه أحد، لقد جاء وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى هنا وأطلق الوعود التي تبخرت فور مغادرة المكان، وهو أمر مخيب للآمال".

ويضيف أزولاي "لقد شاهد سموتريتش كل شيء في "المطلة، وتجول من بيت إلى بيت، وشاهد الدمار، والأضرار، والهجران، والجرذان التي استولت على المنازل، ثم غادر، وكأن شيئا لم يحدث"، قائلا إن "الحكومة تتحدث عن الإعمار وإعادة النازحين، وكل هذا باسم صورة النصر، لا توجد هنا صورة انتصار، هناك الكثير من صور الدمار والخراب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کریات شمونة

إقرأ أيضاً:

أنشطة ثقافية في المخيمات الفلسطينية بلبنان تؤكد على حق العودة

الثورة نت/..

تجدد النكبة الفلسطينية حضورها في ذاكرة اللاجئين، في كل عام، لا كذكرى فقط، بل كواقع مستمرّ من الشتات والاقتلاع والحرمان.

ومع حلول الذكرى الـ77 لتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم عام 1948، تبرز المبادرات الشبابية والثقافية كأداة مقاومة معرفية، تسعى إلى صون الذاكرة الجماعية، وترسيخ مفاهيم الهوية والانتماء..

وتكتسب المخيمات الفلسطينية في لبنان، وفق وكالة “قدس برس”، خصوصية رمزية وسياسية، بوصفها شاهدًا حيًا على النكبة المستمرة، ومساحات مقاومة ثقافية واجتماعية في وجه مشاريع التوطين والنسيان.

ففي مخيم “عين الحلوة” بمدينة صيدا، جنوبي لبنان، نظّم اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني “أشد” نشاطًا ثقافيًا هادفًا استهدف فئة الشباب، تحت عنوان “القرى والمدن الفلسطينية المهجّرة عام 1948”.

وشارك في الفعالية عدد من الطلاب الفلسطينيين، حيث تضمّنت عرضًا تفاعليًا وخرائط توضيحية تناولت تاريخ القرى والمدن المهجّرة، وعادات أهلها، ومعالمها.

وأكد القائمون على النشاط أن “الهدف منه هو تعزيز الوعي بالهوية الوطنية الفلسطينية، وربط الأجيال الجديدة بجذورهم وأرضهم، في مواجهة مشاريع التهجير والنسيان، وذلك ضمن سلسلة برامج ثقافية للاتحاد.

وفي السياق ذاته، أحيا قطاع الشباب والطلاب لـ”الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” في مخيم البرج الشمالي، جنوب لبنان، يومًا تراثيًا فلسطينيًا حضره ممثلون عن الأطر الطلابية والشبابية، والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، واللجان الشعبية، وعدد من الأهالي.

تخلّل اليوم التراثي عرض فيلم وطني عن النكبة، وتقديم لوحات فنية فلكلورية، ومعرض صور للقرى والمدن الفلسطينية، وإلقاء عدد من الكلمات.

مقالات مشابهة

  • عشرات الآلاف من الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بصفقة تبادل ووقف الحرب
  • أنشطة ثقافية في المخيمات الفلسطينية بلبنان تؤكد على حق العودة
  • هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: نتنياهو يختار التصعيد على حساب الرهائن
  • في الشمال.. حريق داخل غرفة امتد إلى بستان
  • وزير الشئون النيابية: المواطن له الحرية في اختيار الدائرة التي يترشح عليها
  • اقتصاد الظل في السودان: تحالفات الخفاء التي تموّل الحرب وتقمع ثورة التحول المدني
  • غزة: عشرات القتلى والمصابين منذ فجر الجمعة والنيران تشتعل في مستشفى العودة
  • توتر أمني في وادي خالد.. محمد فارق الحياة بسبب إشكال مع عمه!
  • مساءً... غارات تستهدف هذه البلدات الجنوبية (صور)
  • نتنياهو يسحب الوفد المفاوض من الدوحة.. وعائلات الأسرى الإسرائيليين تعلّق