قررت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تعديل أحد أفلامها الوثائقية بعد احتجاجات من جماعات يهودية مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، حيث يحمل الفيلم، عنوان "غزة: كيف تنجو في محور حرب". 

ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا ترجمته "عربي21"، قالت فيه إن هيئة الإذاعة البريطانية قررت إجراء تغيير في فيلم وثائقي عن الوضع الرهيب في غزة، بعد احتجاج جماعات يهودية مؤيدة لإسرائيل على الشخصية الرئيسية في الفيلم والرواي له، عبد الله.



وعنوان الفيلم الذي عرض يوم الاثنين هو "غزة: كيف تنجو في محور حرب"، وقدم حكايات أطفال ومحاولتهم النجاة وسط الدمار والقصف والموت المحيط بهم، وكيف حاولوا التمسك بالأمل والفرحة وسط كل الرعب الذي خلقه الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وحاولت الجماعات المؤيدة لإسرائيل في بريطانيا ومعها الإعلام التركيز على عبد الله، 13 عاما والذي كان يتحدث بلغة إنكليزية فصيحة، وقالوا إن بي بي سي خدعت المشاهدين عندما لم تكشف عن هوية الرواي عبد الله اليازوري الحقيقية وهي أن والده عمل مع حكومة حماس في غزة، وفقا للتقرير.


ودعت هذه الجماعات "بي بي سي" إلى حذف الفيلم من خدمة "أي بليير" التي تتيح مشاهدة برامجها ولوقت طويل، بناء على أن والد الرواي عبد الله هو أيمن اليازوري، الذي عمل نائبا لوزير الزراعة في حكومة حماس التي أدارت القطاع قبل الحرب.

وبررت الهيئة أنها لم تعرف عن علاقة الراوي بالعائلة إلا بعد بث الفيلم يوم الإثنين على قناة بي بي سي2. ولهذا قررت أن تضيف نصا إلى فيلم "غزة: كيف تنجو في محور الحرب" وجاء فيه: "راوي الفيلم عبد الله البالغ من العمر 13 عاما، عمل والده كنائب لوزير الزراعة في الحكومة التي أدارتها حماس في عزة.

وقالت وزيرة الثقافة البريطانية ليزا ناندي، إنها ستبحث الفيلم الوثائقي مع بي بي سي: " لقد شاهدته ليلة أمس، وهو أمر سأبحثه معهم، وبخاصة الطريقة التي تحققوا وتعاونوا فيها مع الأشخاص الذين ظهروا في البرنامج"، حسبما قالت لإذاعة أل بي سي يوم الخميس.

 وأضافت أن "هذه الأمور صعبة، وعلى الاعتراف بأن بي بي سي تمارس الحذر أكثر من أي محطة أخرى، وقد هوجموا باعتبارهم مؤيدين لغزة وهوجموا باعتبارهم معادين لغزة".


وتقول "الغارديان" إن مجموعة من 45 صحافيا يهوديا وعاملين في الإعلام بمن فيهم موظف سابق في بي بي سي وقعوا على رسالة أرسلت إلى مدير بي بي سي تيم ديفي طالبوا فيها بحذف الفيلم من خدمة أي بليير، وتساءلوا إن كان الفيلم قد خرق قواعد البث حسبما ما تقررها مؤسسة الرقابة على الإعلام "أوفكوم".

وضمت قائمة الموقعين مديرة بي بي سي السابقة روث ديتسش، والممثلة تريسي- أن أوبرمان ونيل بلير وداني كوهين، المسؤول السابق في بي بي سي والموظفة السابقة في أي تي في كلوديا روزينكرانتز. وجاء في الرسالة: "نظرا لخطورة هذه المخاوف، يجب على بي بي سي تأجيل إعادة بث البرنامج على الفور، وإزالة البرنامج من "أي بليير" وحذف أي مقاطع من البرنامج على وسائل التواصل الاجتماعي حتى يتم إجراء تحقيق مستقل ونشر نتائجه بشفافية كاملة لدافعي رسوم رخصة التلفزيون".

 وأضافوا:" هل تستطيع هيئة بي بي سي أن تؤكد أنها ستتخذ هذا الإجراء؟". وتم إرسال نسخة من الرسالة إلى مسؤولة المحتوى في الهيئة، شارلوت مور وإلى مسؤولة الأخبار ديبورا تيرنيس، وسألت إن كان بي بي سي تعرف أن عبد الله "الراوي والمساهم الرئيسي للفيلم الوثائقي" هو "نجل زعيم بارز في حماس، الجماعة المصنفة كإرهابية".

وتتساءل الرسالة: "إذا كانت بي بي سي على علم بأن عبد الله اليازوري هو ابن زعيم إرهابي، فلماذا لم يتم الكشف عن ذلك للجمهور أثناء البرنامج؟ وإذا لم تكن بي بي سي على علم بأن عبد الله اليازوري هو ابن زعيم إرهابي، فما هي عمليات التحقق الجادة التي أجريت ولماذا فشلت؟".


كما تساءل الموقعون عما إذا كان والدا عبد الله قد وقعا على إذن يسمح له بالظهور، وما إذا كان أي من أعضاء حماس قد حصل على أموال مقابل الفيلم وما إذا كان الفيلم يتطلب إذنا من حماس. كما أثاروا مخاوف بشأن العناية الواجبة وإخبار المشاهدين.

وفي بيانها قالت بي بي سي: " لقد وعدنا مشاهدينا الالتزام بأعلى معايير الشفافية، لذا فمن الصواب أن نضيف بعض التفاصيل الإضافية إلى الفيلم قبل إعادة بثه نتيجة لهذه المعلومات الجديدة. ونحن نعتذر عن حذف هذه التفاصيل من الفيلم الأصلي".

وجاء في البيان أن بي بي سي التزمت بكل معايير انتاج الفيلم الوثائقي و "لكن لم يتم إبلاغنا بهذه المعلومات من قبل المنتجين المستقلين عندما قررنا بث النسخة النهائية من الفيلم"، وأنتجت شركة "هويو فيلمز" للأفلام الوثائقية والتي أنتجب فيلم "أوكرانيا: العدو في الغابة" لصالح بي بي سي وصور الحرب على أوكرانيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة فيلم وثائقي بي بي سي غزة فيلم وثائقي بي بي سي معاناة الاطفال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد الله بی بی سی إذا کان

إقرأ أيضاً:

«أنصار الله» تعلن قصف مواقع إسرائيلية بصاروخ فرط صوتي وطائرات مسيّرة

أعلنت جماعة “أنصار الله- الحوثيين” في اليمن، مساء الجمعة، تنفيذ عملية عسكرية استهدفت مواقع إسرائيلية وصفتها بـ”الحساسة والحيوية”، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من طراز “فلسطين2” وطائرات مُسيّرة، في تصعيد جديد ضمن سلسلة هجماتها المرتبطة بالحرب الجارية في غزة.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان بثه تلفزيون “المسيرة”، إن القوات المسلحة اليمنية نفّذت “عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفًا حساسًا في منطقة بئر السبع جنوب إسرائيل”، باستخدام صاروخ فرط صوتي، مشيرًا إلى أن الهجوم أصاب هدفه بدقة.

وأضاف سريع أن “سلاح الجو المُسيّر نفّذ ثلاث عمليات أخرى ضد أهداف حيوية في كل من أم الرشراش (إيلات)، وعسقلان، والخضيرة”، مؤكدًا نجاح جميع العمليات في تحقيق أهدافها.

وأكد المتحدث أن هذه الضربات تأتي “في سياق الموقف الثابت بدعم الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي”، مضيفًا أن “العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها”.

من جانبها، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن الجيش، إن منظومة الدفاع الجوي اعترضت صاروخًا بالستيًا أُطلق من الأراضي اليمنية، دون أن تُسجّل أضرار أو إصابات، بينما لم تُعلّق تل أبيب رسميًا على تفاصيل باقي الهجمات حتى اللحظة.

ويأتي هذا التطور بعد يومين فقط من إعلان الجماعة استهداف مطار بن غوريون وسط إسرائيل، إلى جانب مواقع في تل أبيب، أسدود، إيلات، ومطار رامون، باستخدام صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيّرة.

وكان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، كشف مؤخرًا عن أن “أنصار الله” أطلقت منذ نوفمبر 2023، أكثر من 1600 صاروخ وطائرة مسيّرة وزورق هجومي على أهداف إسرائيلية وغربية، في سياق دعمها لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.

وفي المقابل، كانت إسرائيل قد شنت الثلاثاء الماضي 8 غارات جوية استهدفت منشآت مدنية ومرافق لوجستية في ميناء الحديدة غربي اليمن، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة، وفق ما أفاد به مصدر محلي.

وتسيطر جماعة “أنصار الله” على العاصمة صنعاء وأغلب مناطق شمال ووسط اليمن منذ عام 2014، وتشن منذ أواخر 2023 هجمات بحرية وجوية على أهداف إسرائيلية وغربية في البحر الأحمر وخليج عدن، وتسببت هذه الهجمات في تعطيل ممرات ملاحية دولية استراتيجية.

الجيش اليمني يُفشل هجومًا واسعًا لـ”أنصار الله” في صعدة.. ومقتل 10 جنود وسقوط عشرات من المهاجمين

أفشل الجيش اليمني، أمس الجمعة، هجومًا واسعًا شنته جماعة “أنصار الله” على مواقع عسكرية في جبهة علب شمالي محافظة صعدة، في مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل 10 من جنود الجيش وسقوط “عشرات القتلى والجرحى” في صفوف المهاجمين.

وقال قائد “محور علب” واللواء 63 مشاة، اللواء ياسر مجلي، في بيان نشره المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عبر منصة “إكس”، إن قوات الجيش رصدت تحركات للجماعة كانت تستعد لتنفيذ هجوم مباغت، وتمكنت بفضل يقظة أبطال الجيش من التصدي للهجوم وتنفيذ هجوم معاكس ألحق خسائر كبيرة بالجماعة وأجبرها على الفرار.

وأضاف مجلي أن المواجهات أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر الجماعة، ولا تزال جثث قتلاهم متناثرة في وديان وشعاب المنطقة، بالإضافة إلى تدمير 3 آليات عسكرية تابعة لهم.

وأكّد أن “10 من أبطال الجيش استشهدوا أثناء تأديتهم واجبهم الوطني بشرف وبسالة”.

وتأتي هذه الاشتباكات في صعدة بعد فترة هدوء نسبي دامت قرابة 3 سنوات، وهي الأطول منذ اندلاع الحرب المستمرة لأكثر من عقد من الزمن، في وقت تواصل جماعة “أنصار الله” سيطرتها على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.

في سياق متصل، قدمت الحكومة اليمنية، أمس، مذكرة احتجاج رسمية لمجلس الأمن الدولي، طالبت فيها باتخاذ موقف حازم تجاه “التدخلات الإيرانية السافرة” ودعم طهران المستمر لـ”أنصار الله”، معتبرة ذلك انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن رقم 2140 و2216.

وأوضح وزير الخارجية اليمني، شائع الزنداني، أن قوات المقاومة وخفر السواحل ضبطوا في 27 يونيو 2025 شحنة أسلحة إيرانية متطورة تزن نحو 750 طنًا، كانت متجهة لـ”أنصار الله”، تضمنت صواريخ ومنظومات دفاع جوي وطائرات مسيرة وأسلحة متقدمة، إضافة إلى دليل تشغيل باللغة الفارسية.

مقالات مشابهة

  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
  • لماذا يدفع ترامب نحو الحسم؟ لا للتهدئة مع حماس
  • غزة .. استشهاد 25 فلسطينياً بينهم منتظرو مساعدات في غارات للاحتلال الإسرائيلي
  • «أنصار الله» تعلن قصف مواقع إسرائيلية بصاروخ فرط صوتي وطائرات مسيّرة
  • كابوس الصباح يطارد الأتراك.. شابة تتعرض لهجوم والسكان يطلقون نداء استغاثة!
  • لماذا سمي شهر صفر بهذا الاسم؟.. لـ7 أسباب اختفى منها 5
  • بالفيديو.. صاروخ يمني يستهدف إسرائيل
  • لماذا غضبت واشنطن من رد حماس بينما رحّب به الوسطاء؟
  • حفلة ختان يهودية في الإمارات والسفير الإسرائيلي معلقًا: من القدس إلى أبو ظبي تزدهر حياتنا
  • أمين مجلس التعاون”: سياسات الضم الخطيرة للاحتلال الإسرائيلي تُعد انتهاكًا صارخًا للقرارات الدولية والأممية