بوابة الوفد:
2025-10-16@12:25:42 GMT

أنا البعبع!

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

لأول مرة أشعر أننى البعبع.. نعم.. سنوات مرت فى تلك المهنة كلها حب متبادل مع زملائى، سواء فى تلك المؤسسة أو غيرها من المؤسسات الأخرى، وأصدقاء فى كل مكان.. وتمر السنوات وتأتى أجيال جديدة.

«سنة الحياة».. ومع محاولاتى التواصل مع تلك الأجيال ربما أجد حالة جفاء، من المؤكد لست أنا «البعبع» أو أننى أتقمص دور المدرس حامل «الفلكة»، وهو أسلوب عقاب بالضرب كان يستخدمه قدماء المدرسين للتعليم، ولكن توجد بالفعل هوة بين الأجيال لا نعرف أسبابها، ولكن ربما ما توصل إليه مجلس نقابة الصحفيين والزميل أيمن عبدالمجيد عضو المجلس من إنشاء صالون تواصل الأجيال يذيب هذا الجليد، الهدف من إقامة تلك الصالونات هو التواصل بين الأجيال فى مهنة الصحافة.

  وقال أيمن عبدالمجيد: إن الصالون بداية التطبيق العملى لمحور الاستفادة من خبرات شيوخ المهنة ويناقش شيوخ المهنة مع مختلف أجيالها، ضوابط الأداء المهنى وحرفيته، ومدى حق المصور الصحفى وواجباته فى ضوء القانون ومواثيق الشرف وحرمة الحياة الخاصة، خاصة فى تغطية جنازات المشاهير والمحاكمات، وغيرها من القضايا المهنية التى يثار بشأنها الجدل.

   ويشارك فيها مختلف الأجيال والمؤسسات الصحفية فى نقاشات مهنية تستهدف صالح المهنة والزملاء..

أعتقد أن الأجيال الجديدة تحتاج إلى الحصول على خبرة شيوخ المهنة، خاصة بعد أن تسببت السوشيال ميديا والتى تحولت إلى إعلام شعبي «لكل من هب ودب» الجميع يدلو بدلوه دون تخصص أو حتى أخلاقيات مهنية.

كل تلك «المكلمخانات» اليومية على تلك الشاشة الصغيرة والموبايل استقدمت عالما جديدا للصحافة لم تألفه شيوخ الصحافة كونه اجتهادات خاطئة ليست من الصحافة فى شيء.. أعتقد أن الشباب الصحفى يحتاج إلى فتح الحوار مع الأكبر والأقدم فى المهنة، كما أن الكبار عليهم التخلى عن هذا السور العالى الذى يفصل بينهم وبين أبنائهم من الشباب، أو النظر إليهم على أنهم جيل غير جاد، بالعكس هو جيل استطاع أن يبنى ثقافة جديدة بنفسه، ولكنها تحتاج إلى بعض خبرة الماضى لتقف على أرض صلبة. عزيزى الشاب الصحفى، كبار المهنة ليسوا دقة قديمة كما تعتقد، ولديهم سرعة بديهة فى تعلم كل ما هو جديد، فلا تتعامل معهم على أنهم أصحاب قصور فكرى وثقافى. وأما أنا قائد «البعبع» فقد استفدت من الدرس مهما حاول الشباب البعد فعلينا نحن الاقتراب وتقليل المسافات. نعم أستفيد من الشباب الصحفى وأستطيع أيضا أن أفيد دون أدنى تكلفة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صكوك خالد حسن المؤسسة المصور الصحفي السوشيال ميديا

إقرأ أيضاً:

صحافة المواطن: صالح الجعفراوي أنموذجًا

بقيت الصحافة والوسائل الإعلامية عمومًا محتكرة لعقود عديدة، مما شكّل نوعًا من تحديد نوع وإطار المعلومة التي تصل إلى الجمهور، لكن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتزايد منصاتها ظهرت أنواع جديدة من الصحافة، منها ما يسمى في الدراسات الحديثة صحافة المواطن (Citizen Journalism) التي تعتمد على الفرد في نشر المعلومة، فوازنت بين الاحتكار المعلوماتي الذي كانت تمارسه المؤسسات الإعلامية وتأطيرها، وهكذا تحول كل فرد مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي إلى إعلامي محتمل قادر على صناعة الخبر بنفسه وتأطيرها.

تسمية هذا النوع من الصحافة بـ«صحافة المواطن» هو نوع من إبقاء المركزية للدولة في الوقت نفسه الذي تحرر هذه الصحافة الخبر والوصول إلى المعلومة من السيطرة المركزية للدولة، فأولا التسمية تستخدم لفظ المواطن (citizen) لوصف نوع الصحافة، واللفظ يشير إلى مسألة المواطنة في دولة ما، أي بالمفهوم العام هو فرد ينتمي إداريًّا/ سياسيًّا لدولة ما، ويقع في خانة المحكوم في مقابل الحاكم، لذلك لم تنتفِ صفة المركزية عن الدولة في التسمية، وفي هذا السياق تصف بعض الأدبيات هذا النوع على أنه «الصحافة التشاركية» و«الصحفي التشاركي» أي بمعنى المشاركة في المجال العام وعدم احتكاره للمعلومة كما تفعل المؤسسات الإعلامية سابقًا. وثانيًا، هذا النوع من الصحافة يحرر الخبر والمعلومة من السيطرة المركزية للدولة، إذ قبل ظهوره، لا يمكن الوصول إلى المعلومة الإعلامية إلا من خلال المؤسسات الإعلامية التي في الغالب إما أن تمتلكها الدولة أو تمولها لتتبنى أجندتها، لكن مع وجود هذا النوع من الصحافة أصبحت المعلومة حرة، يمكن أن تذاع بشكل حر من قبل أي فرد يمتلك هاتفًا ومسجّل في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي فإن التضارب لا يكون في ذات المعلومة، وإنما في تأويلها، لكنها في ذاتها حرة لأنها يمكن أن تأتي من أكثر من مصدر فلا تكون حبيسة فاعل إعلامي واحد.

من النماذج المهمة التي مثلت صحافة المواطن خلال السنتين الأخيرتين أثناء الإبادة الجماعية على غزة، هو صالح الجعفراوي، الذي يعيش في غزة، إذ استطاع الجعفراوي -الذي استشهد يوم الأحد الماضي- أن ينقل، مع صحفيين آخرين، كثيرًا من الأحداث من خلال هاتفه، مما شكّل رواية بديلة غير مركزية للحقيقة، التي كانت تحتكرها وسائل الإعلام الغربية، حيث استطاعت هذه الصحافة التي مارسها الجعفراوي والآخرون في غزة، أن تصل بالحقيقة إلى الشعوب الغربية، مما دفعها أن تخرج من تضليل وسائل الإعلام الكبرى، وهو ما شكّل تحديًا حقيقيًا لوسائل الإعلام في أن تجادل أو تدافع عن السردية الصهيونية، ففي كل مرة كانت تضلل فيها الحقيقة تفقد هذه البرامج أو القنوات مصداقيتها لدى الجمهور، وبهذه الطريقة تحول صالح الجعفراوي من مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي إلى فاعل إعلامي مؤثر في الرأي العام العربي والعالمي، من خلال البساطة الإعلامية ونقل الصور والأحداث دون محاولة تأويلها أو تحليلها، فكل ما يفعله أن ينقل الحدث كما هو من عمق المأساة ذاتها، وقلب الإبادة والمجازر وليس بعيدًا عنها. حتى أصبحت حساباته الشخصية مصدرًا للأخبار في غزة وما يجري فيها.

على الرغم من التأثير البالغ للصحافة التشاركية (أو صحافة المواطن) على الجمهور المستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الجعفراوي كان يواجه التحديات التي يشترك فيها مع الصحفيين التشاركيين جميعًا، لا سيما في ظل الحرب، منها التحديات الأمنية، وهي المتعلقة بأمنه الشخصي، إذ هو مضطر ـ بناء على المنهجية التي اتبعهاـ أن يكون في قلب الحدث لتصوير الأحداث التي تقع كما هي، سواء كان في أحياء تقصف، أو يحدث فيها تبادل إطلاق النار، أو المستشفيات، مما جعل أمنه الشخصي مهددًا طوال السنتين الماضيتين، الذي يشكل تأثيرًا على صحته الجسدية والنفسية كذلك، فضلا عن عدم قدرته على النزوح أو الراحة، مما جعل استشهاده نتيجة لهذا التهديد الأمني أيضا، إذ استشهد بينما كان يصور إطلاق نار، إضافة إلى أنه يواجه بعض التحديات في المشككين في صحة الأخبار، وهو ما تتبناه السردية الصهيونية التي تنفي ما يصوره صالح الجعفراوي، أو تتهمه مع الشخصيات الواردة في الصور والمقاطع التي ينشرها على أنها مجرد تمثيل، وبالتالي هناك تشكيك مستمر في مصداقية المعلومة التي ينشرها، فضلا عن الشائعات المستمرة التي تنشر عنه للتقليل من مصداقيته الإعلامية. ومن هنا يُمكن للأفراد المتلقين عمومًا أن يصلوا لحالة الموازنة بين المصداقية وعدم الإضرار بالصحفي أو إلحاق الشائعات به، من خلال المقارنة بين مصادر المعلومة الواحدة وكيف يُمكن التفريق بين المعلومة في ذاتها وبين تأويلها.

شكلت تجربة الجعفراوي في ممارسة صحافة المواطن ظاهرة تستحق الدراسة من حيث إنها نقلت الإعلام وأعادت تعريفه باعتباره واجبًا إنسانيًا وأخلاقيا وليس مجرد مهنة، إذ الصحفي المواطن لا يتلقى أي أجر مقابل نشاطه الإعلامي ـ إلا في حالة الإعلان أو تعاقده مع مؤسسة تموله ـ وإنما يقوم بالأمر من دافع أخلاقي، وبهذه الطريقة يصبح المواطن قادرًا على إنتاج الحقيقة والمشاركة في البلوغ بها لتأدية تأثيرها على العقل الجمعي والفردي.

مقالات مشابهة

  • المرأة العمانية.. هي عمان في بناء المستقبل و إلهام الأجيال القادمة
  • بالتنسيق مع «تنظيم الإعلام».. «الصحة» ترصد معلومات مضللة حول أدوية الستاتين
  • شيوخ ليبيا تتشاور مع المفوضية استعداداً للانتخابات
  • محافظ أسيوط: المعلم هو أساس بناء الوطن وصانع الأجيال
  • من بندقية إلى خوارزمية.. كيف غيّر الذكاء الاصطناعى ملامح الخفراء؟
  • هل تخلد جدة اسم الرابغي
  • القائم بأعمال عميد طب طنطا يلتقي مدير عام الاستراتيجية بالمجلس الصحي المصري
  • صحافة المواطن: صالح الجعفراوي أنموذجًا
  • الفيلم المصري «مولاس» يشارك في مهرجان سينما الشباب في أمريكا
  • منظمة الصحافيين تضع جملة من المطالب فوق طاولة وزير الاتصال