بحمدالله وحوله وقوته دخل متحرك الصياد مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان ظهر اليوم الأحد الموافق 23 فبراير 20 والتي ظلت تحت الحصار والعزلة منذ اليوم الأول للحرب في الخامس عشر من شهر أبريل 2023.. بعد أن بدأت حرب الغدر مستهدفة مطار الأبيض وتحديداً الطائرات المقاتلة التابعة للقوات الجوية السودانية التي كانت مرابطة في المطار.

. ومن ثم محاولات الهجوم المتعددة على الفرقة الخامسة الهجانة إحدى أقدم وحدات الجيش السوداني صاحبة أحد الأعلام المنزوعة (تلك قصة أخرى سيأتي ذكرها في وقت لاحق لنبين ماهي الأعلام المنزوعة والممنوحة).

يشكل فك الحصار عن مدينة الأبيض علامة فارقة في سير عمليات حرب الكرامة نحو دحر وسحق المليشيا المتمردة وضربة قوية لمن يقفون خلفها تمويلاً وإمداداً بمواد تموين القتال المختلفة بل وحتي بالمرتزقة الأجانب من شتى بقاع العالم.

تنبع أهمية مدينة الأبيض الإستراتيجية والعسكرية من موقعها الجغرافي المميز حيث تعتبر بمثابة صرة للسودان الكبير.. كونها ترتبط بشبكة طرق برية وخطوط ملاحة جوبة مع معظم بقاع السودان، وأهم هذه الطرق هي:
*طريق الصادرات الأبيض/ بارا/ أم درمان.
*طريق الأبيض/ أم روابة/ كوستي (الخرطوم أو سنار مدني.. القضارف.. كسلا وبورتسودان).
*طريق الأبيض/ النهود/ الفاشر.
*طريق الابيض/ الدلنج/ كادوقلي.

*هذا إضافة لطرق أخرى تصل حتي أب كرشولا وأبوجبيهة وغيرها من مناطق جنوب كردفان.
*ميناء الأبيض الجوي يمثل أهمية كبري من ناحية عسكري ومدنية كونه الأقرب لولايات دارفور الكبري والتي هي المرحلة المقبلة نحو استرداد وتحرير كل مدنها المغتصبة بواسطة المليشيا.
للأبيض كذلك أهميتها الإقتصادية التي لا تخطئها العيون من حيث وجود واحدة من أكبر البورصات للمحاصيل الزراعية بها والتي جاءت منها عبارة (كردفان الغرة أم خيراً جوة وبرة)، فكردفان ظلت تنتج وتصدر أهم المحاصيل الزراعية مثل الصمغ العربي والسمسم والدخن والكركدي وحب البطيخ والفول السوداني وغيرها إضافة للثروة الحيوانيّة الكبيرة الموجودة في المنطقة.

دخول متحرك الصياد اليوم إلى مدينة الأبيض يعني عمليا فتح خط إمداد جديد للأبيض عبر طريق كوستي الأبيض.. وبالتالي رفع المعاناة عن كاهل مواطني شمال كردفان سواء كان من ناحية الغذاء أو الدواء.. ويعني عودة الخدمات من كهرباء ومياه واتصالات وصحة وخلافها، أما من ناحية عسكرية فيعني تدفق الإمدادات العسكرية لمدينة الأبيض مواصلة لتنفيذ خطة القيادة العامة للقوات المسلحة في دحر التمرد والقضاء عليه تماماً.. حيث ستكون الأبيض منطقة حشد يتم منها الانطلاق غرباً نحو النهود/ الفاشر ومن بعدها نيالا، زالنجي، الجنينة ثم الختام بالضعين.. والأهم من ذلك الوصول أولاً إلى بارا لقطع الطريق على متبقي قوات المليشيا الهاربة من الخرطوم عبر أم درمان.

ظللنا نردد منذ اليوم الأول للحرب ونعلن ثقتنا في جيشنا العظيم وذلك ليس عن فراغ وإنما بما توافر لديه من مهنية وقدرات وخبرات متصلة جعلته جاهزا لإمتصاص أكبر عملية غزو تحدث على مر تاريخ السودان، حيث تصدت لها القوات المسلحة بمساندة كل القوات النظامية الأخري والقوات المشتركة والمستنفرين مسنودة بكل قطاعات الشعب السوداني..

كما ذكرنا من قبل عن تحرير جبل موية والبشريات التي تلته فإننا نبشر الشعب السوداني بأن هذه الخطوة المباركة اليوم ستنعكس بشكل كبير على مجريات العمليات في المراحل المقبلة، وستحمل معها فرجاً وفتوحات كبيرة في المستقبل القريب بإذنه تعالى.. يعجل بإعلان كل السودان خاليا من مليشيا آل دقلو الإرهابية لتبدأ بعدها المعركة الكبري؛ معركة بناء السودان علي أسس متينة قوامها العمل الجاد الدؤوب العدالة والتنمية المتوازنة.

عميد ركن: عمر عبدالرحمن عمر باشري

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: مدینة الأبیض

إقرأ أيضاً:

وزير المالية السوداني: وقف الحرب أولا وشعبنا سيحكم نفسه بنفسه

وفي حلقة جديدة من بودكاست "ذوو الشأن"، سلط الدكتور جبريل إبراهيم، الذي يترأس حركة العدل والمساواة، الضوء على مسيرته الحافلة بالتحولات، من قرية طينية نائية على الحدود التشادية إلى أروقة السياسة والاقتصاد في السودان، مرورا بتجربة دراسية وعملية غنية في اليابان والسعودية ولندن.

وتناول الوزير السوداني الأوضاع الاقتصادية الراهنة، معترفا بصعوبتها جراء الحرب، لكنه نفى وجود مجاعة شاملة، مشيرا إلى وفرة الإنتاج الزراعي ومشكلة رئيسية في إيصال الغذاء للمتضررين، كما تطرق إلى جذور الصراع في دارفور، وخلفيات تأسيس حركة العدل والمساواة، وموقفه من حمل السلاح.

بدأ الدكتور جبريل إبراهيم حديثه مستذكرا طفولته في قرية صغيرة قرب الطينة، المحاذية لتشاد، حيث الحياة القاسية وشظف العيش. وقال "الناس تتنقل نصف اليوم للوصول إلى مصادر المياه، وتعُود نصف اليوم الآخر"، واصفا كيف قاده إعجابه بمظهر أخيه الأكبر الأنيق إلى الالتحاق بالمدرسة.

وروى كيف تنقل بين المدارس الداخلية من الطينة إلى الفاشر، ثم إلى جامعة الخرطوم، مواصلا "انزياحا شرقا" أوصله إلى اليابان، التي يسميها البعض "بلاد الوقواق"، موضحا أن اسمها الحقيقي "واكوكو" يعني "بلاد السلام".

إعلان

وأمضى إبراهيم 7 سنوات في اليابان، حيث درس الاقتصاد وأتقن اللغة اليابانية، التي بدأت تتآكل بمرور الزمن، على حد قوله. وعن تجربته هناك، ذكر كيف كان الأفارقة منظرا غريبا لليابانيين، خاصة في القرى، حيث كان الأطفال يتجمعون حولهم.

تكوين ورؤى اقتصادية

وبعد اليابان، انتقل وزير المالية للعمل في السعودية لمدة 4 سنوات، مدرسا للاقتصاد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قبل أن يعود إلى السودان حيث كُلف بتأسيس شركة "عزة" للنقل الجوي، وهو الاسم المستعار الذي كان يُطلق على السودان إبان الاستعمار.

ثم غادر إلى تشاد ومنها إلى الإمارات، قبل أن يستقر في لندن لاجئا بعد أن طلبت الحكومة السودانية آنذاك تسليمه، وأوضح أن اتهامه بدعم الثورة في دارفور كان السبب وراء طلب تسليمه.

وعن الأوضاع الاقتصادية الحالية، أقر إبراهيم بصعوبتها، مشيرا إلى أن معظم النشاط الاقتصادي ومصادر إيرادات الدولة كانت متمركزة في العاصمة الخرطوم التي تضررت بشدة، وأكد أن الدولة لم تصل إلى الصفر في إيراداتها، وتعتمد حاليا على مواردها الذاتية من ضرائب وجمارك وعوائد الذهب.

ونفى الوزير وجود مجاعة شاملة، مؤكدا أن إنتاج السودان من الغلال يفوق الحاجة، وأن برنامج الغذاء العالمي يشتري الذرة من السودان لتصديرها، وأرجع شح الغذاء في بعض المناطق إلى ممارسات "المليشيا المتمردة" التي تمنع وصوله، فضلا عن فقدان القدرة الشرائية للمواطنين النازحين.

رؤية لإعادة البناء

وطرح الدكتور جبريل إبراهيم رؤيته لإعادة بناء الاقتصاد السوداني، مرتكزة على محورين: الأول هو الاستثمار في "رأس المال البشري" عبر التعليم النوعي والخدمات الصحية، والثاني هو تطوير البنية التحتية المادية من طرق وجسور والسكك الحديدية وموانئ وشبكات خدمات.

وأشار إلى سعي وزارته قبل الحرب لرفع نصيب التعليم والصحة في الميزانية إلى 40%. ولتمويل البنية التحتية، دعا إلى شراكات إستراتيجية بنظام البناء والتشغيل ثم تحويل الملكية "بي أو تي" (BOT)، مؤكدا تهيئة البيئة التشريعية لذلك.

إعلان

وفيما يتعلق بالمساعدات الخارجية، أوضح أن أموال الغرب "مُسيّسة"، وأن الدعم حاليا يأتي عبر طرف ثالث، غالبا وكالات الأمم المتحدة، بعد تصنيف التغيير في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 انقلابا، وأشاد بالدعم الإغاثي من الدول العربية والخليجية وإيران وتركيا.

الحرب والسياسة والمستقبل

وتطرق وزير المالية إلى الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع، معتبرا إياها "مشروعا إقليميا ودوليا كبيرا" وأن الدعم السريع "مجرد أداة تستخدم مرحليا"، وربط الصراع بأطماع في سواحل البحر الأحمر وموارد السودان المائية والزراعية والمعدنية، وربما بمحاولة "تغليف المسألة بمحاربة الإسلام السياسي".

وبشأن الأوضاع في الفاشر، أكد صمود المدينة أمام هجمات الدعم السريع المتكررة، قائلا "لن تسقط بإذن الله"، مشيرا إلى رمزيتها التاريخية كعاصمة لإقليم دارفور.

وعن موقفه من الحكم العسكري، قال إبراهيم إنه مع الحكم المدني تماما، وإن الظرف الحالي فرض وجودا عسكريا في السلطة، مددت الحرب عمره.

وأعرب عن ثقته في قدرة الشعب السوداني على تغيير الأنظمة العسكرية عبر الثورات، متوقعا حوارا سودانيا-سودانيا شاملا بعد الحرب لرسم خارطة طريق نحو انتخابات حرة.

وردا على تصريحات الفريق البرهان حول أداء بعض الوزراء، نفى الدكتور جبريل أن يكون من المقصودين، مؤكدا أن التعيينات في الدولة تخضع لإجراءات وقوانين تحد من سلطة الوزير المطلقة، وأن صلاحياته في التعيين المباشر تقتصر على 3 أشخاص.

جذور الصراع في دارفور

وعاد إبراهيم بالذاكرة إلى نشأة حركة العدل والمساواة، مؤكدا أنها حركة قومية وليست قبلية أو إقليمية، تهدف إلى تحقيق العدالة والتنمية المتوازنة في كل أقاليم السودان. وأوضح أن فكرة الحركة تبلورت منذ عام 1995 نتيجة شعور بالظلم والتهميش.

وكشف الوزير أنه كان "الوحيد الذي اعترض على حمل السلاح" في المؤتمر الذي تقرر فيه ذلك بألمانيا، مفضلا الحوار، لكن قناعة الأغلبية كانت أن الحكومة آنذاك "لا تسمع إلا أصوات المدافع". ورغم ذلك، أكد أنه ليس نادما على خيار التمرد المسلح الذي فرضته الظروف.

إعلان

وأرجع أسباب الصراع في دارفور إلى الشعور بالظلم من قبل المركز في توزيع الفرص والمشروعات التنموية، وإلى دور الحكومة أحيانا في "اللعب على التناقضات القبلية وتفضيل مكونات على أخرى"، مما أدى إلى تطاحن كبير.

واختتم الدكتور جبريل إبراهيم حديثه بالتأكيد على أن وقف الحرب هو الأولوية، وأن الشعب السوداني بعد ذلك "سيحكم نفسه بنفسه"، معربا عن تفاؤله بمستقبل السودان رغم التحديات الجسيمة.

30/5/2025

مقالات مشابهة

  • السودان: الدعم السريع تقصف مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان ومليون طفل معرض للكوليرا
  • السودان .. ميليشيا الدعم السريع تقصف مستشفيين في ولاية شمال كردفان
  • وزير المالية السوداني: وقف الحرب أولا وشعبنا سيحكم نفسه بنفسه
  • عاجل | مصدر عسكري سوداني: الدعم السريع تقصف بالمدفعية الثقيلة أحياء سكنية في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان
  • السودان.. ميليشيا الدعم السريع تقصف أحياء سكنية في مدينة الأبيض
  • الجيش السوداني يصد هجوما غرب كردفان والدعم السريع يسيطر على الدبيبات
  • “بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان
  • مبادرة “أبناء السودان” تواصل دعمها للقوات النظامية بولاية شمال كردفان
  • الدعم السريع تعلن حالة الطوارئ جنوب دار فور وحركة نزوح جماعي في كردفان
  • السوداني يطلق مدينة الصدر الجديدة ويؤكد: 60 ألف وحدة سكنية لتغيير وجه العاصمة