التدخين عند الإفطار في رمضان.. خطر خفي يهدد صحتك أكثر مما تتخيل
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
في لحظات الإفطار الأولى من شهر رمضان، يتسابق الصائمون إلى تناول الطعام والمشروبات لتعويض ساعات طويلة من الامتناع عن الأكل والشرب، لكن هناك من يفضل كسر الصيام بسيجارة، معتقدًا أنها ستمنحه راحة فورية أو إحساسًا بالاسترخاء بعد يوم طويل، إلا أن ما لا يدركه الكثيرون هو أن هذه العادة قد تكون أكثر خطورة مما يتصورون، حيث يتعرض الجسم لصدمة مفاجئة يمكن أن تترك آثارًا صحية خطيرة على المدى القريب والبعيد.
قال عبد الرحمن شمس خبير التغذية، فى تصريحات خاصة لصدى البلد، أنه عند الامتناع عن الطعام والماء طوال النهار، يمر الجسم بعملية فسيولوجية معقدة تساعده على التكيف مع الصيام، تتباطأ عملية التمثيل الغذائي، وتقل مستويات السكر في الدم، ويصبح الجسم أكثر حساسية لأي مادة يتم إدخالها إليه، وعندما يتم تدخين السيجارة على معدة فارغة، تحدث سلسلة من التأثيرات السلبية التي قد تكون كارثية.
1. ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم وزيادة خطر الجلطاتبعد ساعات من الصيام، يكون الجهاز الدوري في حالة من الاستقرار، وعند استنشاق الدخان، تتسارع ضربات القلب بشكل حاد ويرتفع ضغط الدم فجأة، هذا التغير المفاجئ يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم المزمن، كما قد يؤدي إلى زيادة احتمالات الإصابة بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع الكوليسترول.
2. اضطرابات في الجهاز الهضمي وتأثير مباشر على المعدةالمعدة الخالية تكون حساسة جدًا، وعند تدخين سيجارة على الريق، يتم تحفيز إفراز الأحماض المعدية بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى الشعور بالحموضة الشديدة، والانتفاخ، والغثيان، وعلى المدى البعيد، قد يسبب ذلك قرحة المعدة أو التهاب جدارها، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.
3. انخفاض مستويات الأكسجين وتأثيره على الدماغأثناء الصيام، يحاول الجسم تحسين استخدام الأكسجين بفعالية لتعويض نقص السوائل والمغذيات. لكن مع أول سيجارة، يدخل أول أكسيد الكربون إلى الدم ليحل محل الأكسجين، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الأكسجين إلى الدماغ. هذا التغيير قد يسبب الدوخة، والصداع، والشعور بالتعب المفاجئ، وهو ما يتناقض تمامًا مع الهدف من الإفطار، الذي يُفترض أن يمنح الجسم طاقة متجددة.
4. اضطراب مستويات السكر في الدم وزيادة خطر السكريبعد يوم من الصيام، يكون مستوى السكر في الدم منخفضًا، ويحتاج الجسم إلى مصدر صحي لتعويضه. ولكن عند التدخين، يتم تحفيز إفراز الأدرينالين، مما يسبب ارتفاعًا مفاجئًا في نسبة السكر في الدم ثم انخفاضًا سريعًا بعد ذلك. هذا التأرجح المستمر في مستويات السكر قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني على المدى البعيد.
5. إدمان نفسي أقوى وتدهور في صحة الرئةالتدخين بعد الإفطار يعزز الإدمان النفسي والجسدي على النيكوتين، حيث يصبح العقل مبرمجًا على الحاجة إلى السيجارة فور انتهاء الصيام. هذا السلوك يزيد من صعوبة الإقلاع عن التدخين لاحقًا، ويؤثر بشكل مباشر على صحة الرئة، مما يزيد من خطر الأمراض التنفسية مثل الالتهاب الرئوي المزمن وسرطان الرئة.
بدائل صحية لكسر الصيام دون أضرارإذا كنت من المدخنين وتبحث عن طريقة أكثر أمانًا لكسر الصيام، فإليك بعض البدائل الصحية التي يمكن أن تساعدك على تقليل الضرر:
ابدأ الإفطار بالتمر والماء: يمنحك التمر دفعة من الطاقة والسكر الطبيعي الذي يحتاجه جسمك.
تناول وجبة خفيفة قبل التدخين: مثل الحساء أو الفواكه، لتقليل التأثير السلبي للنيكوتين على المعدة.
تأجيل التدخين قدر الإمكان: حاول تأخير أول سيجارة بعد الإفطار، مما يساعدك على تقليل عدد السجائر خلال اليوم.
استغل رمضان للإقلاع عن التدخين: هذه فرصة ذهبية لتقليل الاعتماد على النيكوتين تدريجيًا، خاصة أن الصيام يقلل من الرغبة في التدخين خلال النهار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التدخين صحة الرئة شهر رمضان السكتات الدماغية معدة فارغة للنيكوتين الإفطار زيادة خطر السكري إدمان نفسي المزيد السکر فی الدم یزید من خطر
إقرأ أيضاً:
خطأ شائع يضيع ثواب الصيام يوم عرفة.. أمين الفتوى يكشف عنه
مع اقتراب يوم عرفة، يتسابق المسلمون حول العالم – باستثناء الحجاج – إلى صيامه، حتى وإن لم يصوموا الأيام التي تسبقه، لما له من فضل عظيم وثواب جزيل.
واتفق الفقهاء على استحباب صوم هذا اليوم، وهو التاسع من ذي الحجة، استنادًا لما رواه أبو قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن صيامه: «يكفر السنة الماضية والباقية»، إلى جانب ما ورد في الحديث الشريف: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة».
وحذرت دار الإفتاء المصرية من خطأ شائع قد يُبطل صيام هذا اليوم، ويُفقد الصائم ثوابه دون أن يدري.
هل يجب تبييت النية لصيام يوم عرفة
في مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية، أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى، أن كثيرًا من الناس يغفلون عن النية عند صيام يوم عرفة، وهو خطأ شائع.
وأكد أن النية شرط لا غنى عنه لصحة الصيام، سواء كان الصيام فرضًا أو نافلة، إذ إن الصوم عبادة محضة، لا تصح إلا بالنية، كما نقل بعض الفقهاء الإجماع على هذا الأمر.
وبيّن الشيخ ممدوح أن نية صيام الفريضة تختلف عن نية صيام التطوع، فالفريضة يجب فيها تبييت النية من الليل، أي بين غروب الشمس وطلوع الفجر، على أن يُعقد العزم بالقلب على الامتناع عن المفطرات من الفجر حتى المغرب، دون اشتراط التلفظ بها، وإن كان ذلك مستحبًا.
أما صيام يوم عرفة، فهو مستحب لغير الحاج، بينما يُستحب الفطر للحاج أثناء الوقوف بعرفة، لما في ذلك من إعانة على الطاعة والدعاء.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أفطر يوم عرفة، فعن لبابة بنت الحارث أنها قالت: "أن ناسًا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره، فشربه".
وذهب الحنفية والمالكية إلى كراهة الصوم للحاج في يوم عرفة، بشرط أن يضعفه الصوم. أما الشافعية فأجازوا صيام الحاج لعرفة إن كان من المقيمين بمكة وذهب إلى عرفة ليلاً، في حين يرون أن الأفضل له الفطر إن ذهب نهارًا، بينما يسن الفطر للمسافر مطلقًا عندهم.