موقع النيلين:
2025-06-13@19:07:41 GMT

القطينة والأُبيض

تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT

القطينة بعد رحلة عذاب تدخل اليوم (ضل) الوطن عزيزة مكرمة، بعد أن (قدل) فيها تمساح بحر أبيض (وعرد) منها (ورل) حميدتي. ليكتمل هلال فرح السودان بفك الحصار عن عروس الرمال (الأُبيض) بوصول صياد النجوم لها في عز النهار. وللمدينتين أهمية قصوى بالنسبة لباقي معركة الكرامة. القطينة تعتبر البوابة الجنوبية للعاصمة، كلنا نعلم بأن المرتزقة انحصروا في جنوب العاصمة، ومن القطينة يمكن تطبيق شرك (أم زريدو) عليهم بكل سهولة.

إضافة لذلك بث الطمأنينة في الضفة الشرقية عامة لولاية النيل الأبيض، وجزء كبير للضفة الغربية، وكذلك غرب وشمال غرب ولاية الجزيرة. أما الأُبيض بكل تأكيد سوف تكون مركز قيادة متقدم لتحرير بقية كردفان الكبرى وولايات دارفور المغتصبة، وتزداد أهميتها العسكرية في وجود مطارها الحربي. إذن اليوم فرحة السودان غير. عليه سوف يكون هناك تغيّر في الموقف العملياتي في مُقبل الأيام بناءً على عودة المدينتين. وخلاصة الأمر نناشد الشعب بشكر الله؛ لأن هناك وعد رباني (ولئن شكرتم لأزيدنكم)، فإذا رغب الشارع في الزيادة من نِعم الانتصارات، بعودة (القرى والحضر) من أسر المرتزقة، فعليه بسلاح الدعاء، فإن سهام الليل لا تطيش.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٥/٢/٢٤

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: كهرباء السودان .. من قري إلى كلاناييب

بالقراءة للتحولات السياسية التي يشهدها السودان، تبرز الكهرباء كركيزة سيادية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمصير الدولة وأمنها الوطني. وتأتي زيارة رئيس الوزراء د. كامل إدريس إلى محطة “كلاناييب” لتعبّر عن رؤية واضحة بأن بناء المستقبل لا يبدأ إلا من بوابة الطاقة. هذه الزيارة تشكل إعلانًا عن إرادة سياسية جديدة تضع الطاقة في صميم مشروعات إعادة البناء الوطني، حيث يلتقي السياسي بالتنموي.

في هذا المقال، نستعرض تاريخ محطتي “قري” و”كلاناييب”، ونُبرز أهمية هذه الزيارة في ضوء الرؤية المستقبلية لقطاع الطاقة في السودان.

تعود جذور مشروع “قري” و”كلاناييب” إلى ديسمبر 2016، حين وقّعت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء اتفاقًا مع شركة “سيمنز” الألمانية لإنشاء محطتين لتوليد الكهرباء في قري وبورتسودان بقدرة إجمالية بلغت 950 ميغاواط، مع خطة مستقبلية لزيادتها إلى 1270 ميغاواط باستخدام نظام الدورة المركبة. وقد حضرنا آنذاك توقيع هذا الاتفاق، وشاركنا في مناقشة خطة التطوير التي اعتمدت منطقة “قري الصناعية” كموقع استراتيجي للصناعات التحويلية.

بدأ تركيب الوحدات في العام التالي، لكن الاضطرابات السياسية وسقوط نظام الرئيس السابق في 2019 أثّرت سلبًا على التنفيذ، فتأخرت مراحل التشغيل، ودخل المشروع في حالة من الجمود الإداري .

لقد مثّل التعاقد مع “سيمنز” خطوة نوعية في سياسات الطاقة بالسودان . فاختيار موقعي قري وبورتسودان لم يكن عشوائيًا، إذ تحظى قري بقربها من مصفاة الخرطوم ومنطقتها الصناعية، بينما تُعد بورتسودان المنفذ البحري الرئيسي للبلاد. هذا التوزيع يعكس رؤية متوازنة لإيصال الطاقة إلى المركز والأطراف معًا، في ظل تنامٍ مستمر للمطالب بتحقيق العدالة التنموية.

وقد عبّرت هذه الرؤية عن جزء من خطة استراتيجية شاملة وضعتها الوزارة منذ عام 2015، وتهدف إلى رفع القدرة المركبة للتوليد الكهربائي إلى 6500 ميغاواط بحلول 2030، من خلال التوسع في المحطات الحرارية، وتعزيز مشاريع الطاقة المتجددة، وتنويع مصادر الطاقة، بما يشمل الغاز الطبيعي، والوقود الأحفوري، والطاقة الشمسية والرياح.

على مدى سنوات، ظلت محطات “قري 1″ و”قري 2” تمثلان الركيزة الأساسية لتغذية العاصمة والمناطق المجاورة، بقدرة إنتاجية بلغت 400 ميغاواط. وكان من المخطط أن تستكمل منظومة “قري 3” بإضافة 450 ميغاواط ضمن مشروع الدورة المركبة، في خطوة استراتيجية لمواجهة العجز المتزايد في الإمداد الكهربائي، الذي وصل إلى نحو 20٪ سنويًا.

أما محطة “كلاناييب” بمدينة بورتسودان، التي زارها مؤخرًا رئيس الوزراء الدكتور كمال إدريس، فهي مشروع مزدوج الأثر؛ إذ إنها لا تكتفي بتوليد الكهرباء بقدرة تصل إلى 500 ميغاواط، بل تُنتج أيضًا 80 مترًا مكعبًا من المياه النقية في الساعة، ما يسهم في تعزيز الأمن المائي في منطقة تعاني من شُح المياه .

وقد أكد إدريس أن المحطة ستكون ضمن أولويات حكومته، مشددًا على التزامه بدعم استكمال المشروع الذي بدأ في 2016 وتوقف لاحقًا بسبب صعوبات تمويلية. إن إحياء هذا المشروع يرمز إلى تحوّل نوعي في السياسات الحكومية، يقوم على استكمال ما بدأ بدلاً من استبداله ، مع الاعتماد على الحلول التقنية ذات الأثر التنموي المتكامل. ومن المتوقع أن تُحدث محطة “كلاناييب” تحولًا جذريًا في خارطة الطاقة لمنطقة البحر الأحمر.

الجدير بالذكر أن تصميم المحطة يرتكز على كفاءة استخدام الوقود من خلال استغلال حرارة العوادم الغازية، بما يربط المشروع بالمعايير البيئية الحديثة، ويدعم أهداف الاستدامة. وتبلغ تكلفة المحطة والخط الناقل لربطها بالشبكة القومية نحو 200 مليون دولار حين ذاك ، مما يعكس استثمارًا كبيرًا في مستقبل الطاقة بشرق السودان، ويعزز موقع بورتسودان كمركز للطاقة والصناعة.

إلى جانب ذلك، تؤكد خطط قطاع الكهرباء على أهمية التحول إلى مصادر منخفضة التكلفة من خلال إدخال الطاقات البديلة والمتجددة “الشمسية، والرياح، وطاقة باطن الأرض”، ورفع كفاءة المحطات القائمة عبر التأهيل والصيانة، خاصة وأن العديد منها تجاوز عمره الافتراضي، فضلاً عن الدمار الذي لحق ببعض المنشآت جراء الحرب، كما هو الحال في أجزاء من محطة بحري الحرارية.

وبحسب ما نراه من #وجه_الحقيقة، فقد أصبح قطاع الكهرباء جزءً لا يتجزأ من معادلة السيادة والإعمار في السودان. ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها هذا القطاع، من تمويل وتشريعات وسياسات، إلا أن تخصيص رئيس الوزراء كامل إدريس أولى زياراته الميدانية لمحطة “كلاناييب” — بوصفها انطلاقة فعلية للعمل التنفيذي — يعكس أولوية قصوى لهذا القطاع في مشروع الإصلاح الوطني. فقد باتت الكهرباء مرآة لسيادة الدولة وقدرتها، إذ لا إعمار دون طاقة، ولا دولة دون منظومة كهرباء فعالة.. مع ذلك يبقى السؤال المفتوح: هل تمتلك الحكومة الإرادة والقدرة لتحويل هذه الرؤية الطموحة إلى واقع ملموس يرسم ملامح السودان الجديد؟
دمتم بخير وعافية.
الخميس 12 يونيو 2025م Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نحن (السودانيين) لنا قيمة و فائدة لهذا العالم
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: كهرباء السودان .. من قري إلى كلاناييب
  • ماذا بينك وبين الله يا شعب السودان ؟؟
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (القادم …. يا ساتر)
  • الهجمة على الجيش والمخاطر على السودان
  • ميلي يهاجم غريتا تونبيرغ من الكنيست لمحاولتها كسر الحصار على غزة ويصفها ب "المرتزقة"
  • المدير العام لشركة كهرباء السودان يتعرض لحادث سير بطريق بورتسودان عطبرة
  • استئناف صادرات نفط جنوب السودان عبر بورتسودان
  • السودان: حرب بلا معنى (2)
  • المقاومة في غزة تكشف تفاصيل ملاحقة عصابات المرتزقة المدعومة من الاحتلال شرق رفح