أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام التزام حكومته بامتلاك الدولة اللبنانية قرار الحرب والسلم، مشددا على أن يكون الجيش اللبناني عقيدة قتالية لحماية الشعب.

ولدى تلاوته البيان الوزاري أمام البرلمان لنيل الثقة اليوم الثلاثاء، أكد سلام على وجوب "احتكار الدولة حمل السلاح وحق لبنان في الدفاع عن النفس في حال حصول أي اعتداء".

وقال سلام إن "احتكار السلاح حق للدولة فقط ونريد دولة تملك قرار الحرب والسلم، ونريد دولة وفية للدستور والوفاق الوطني والشروع في تطبيق ما بقي في هذه الوثيقة من دون تأخير".

وأكد سلام التزام حكومته باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحرير جميع الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، وبسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها حصرا.

كما شدد على حق لبنان في الدفاع عن النفس ضد أي اعتداء وفق ميثاق الأمم المتحدة، لافتا إلى أن الدفاع عن البلاد يتطلب إقرار إستراتيجية وطنية وتمكين القوات المسلحة الشرعية.

وأضاف سلام "نريد دولة لبنانية وفية للدستور ووثيقة الطائف ومحايدة في التنافس المشروع بين القوى السياسية".

وتابع سلام "نحرص على إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها الدستورية، مشيرا إلى أنه لا بد من التزام الدولة بالحياد والتزام الشفافية في تنظيم الانتخابات وإعلان نتائجها".

إعلان

ولفت إلى الحكومة الجديدة برئاسته "تريد دولة تؤمّن العدالة للجميع دون تقاعس في إحقاق الحق، وتحظى بثقة اللبنانيين والعالم". ورأى سلام أنه لا بد من إجراء تعيينات قضائية دون تأخير عمل المحققين خاصة في قضية انفجار مرفأ بيروت والفساد المالي.

وقال سلام" يجب تسهيل وصول المواطنين إلى المعلومات القانونية والقضائية وإصلاح السجون، لافتا إلى أن حكومته ستتابع قضية اختفاء موسى الصدر والمعتقلين السياسيين والأسرى اللبنانيين وصولا إلى الحقيقة".

وأعلن سلام، التزام حكومته بملاحقة تبييض الأموال وتجارة المخدرات. وأشار إلى أن الحكومة ستتفاوض على برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي ومعالجة المديونية العامة والتعثر المالي.

وتابع أن الحكومة ستعمل أيضا على هيكلة القطاع المصرفي ومنح الأولوية للودائع للحفاظ على حقوق المودعين. وذكر رئيس الوزراء اللبناني أنه يتوجب استئناف العمل في مجال التنقيب عن النفط والغاز.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب إلى أن

إقرأ أيضاً:

كنتُ سأشعر بالرعب لو كنتُ إسرائيلياً!

هذا العنوان ليس للإثارة.
على العكس تماماً من ذلك، لأن المسألة على أعلى درجات الجدّية.
لو كنتُ إسرائيلياً لسألتُ نفسي السؤال التالي:
إذا كان استمرار الحرب بأشكال أكثر عنفاً وقسوةً تجلب لنا، «الإسرائيليين» المزيد من الأزمات المتلاحقة، على كلّ المستويات الداخلية والخارجية، أمنياً وعسكرياً واقتصادياً دون تحقيق نتائج حاسمة في كل ملفات الإقليم والحروب على كافة جبهات هذا الإقليم، فلماذا لم تتوقف هذه الحرب؟ ولماذا لا تتوقف الآن؟ وماذا يعني أن تستمرّ، ولا تتوقف مع كل ما تجلبه على دولة الاحتلال، وعلى مجتمعها من ويلات؟

قد يقول قائل: إن الإسرائيليين ليسوا على قلب رجلٍ واحد إزاء هذه الحرب، وإن هناك قطاعات لا يمكن الاستهانة بها لها مواقف ومصالح مختلفة عن قطاعات أخرى بدأت تطرح على نفسها مثل هذه التساؤلات التي باتت ليس فقط مشروعة، وإنّما حارقة في جزء منها، إن لم نقل كلّها.

هذا كلّه صحيح. ففعلاً هناك جوّ عنصري يميني يكاد يكون طاغياً وهناك من درجات الحدّة، الاستقطاب باتجاه مغاير لوجهة هذه التساؤلات ما يفسّر هذه الاندماجات التي لا تتوقف نحو المزيد من الإيغال في هذه الحرب، بل وهناك من المصالح الحزبية، وكذلك السياسية ما يغذّي ويشجّع على استمرار هذه الحروب.

ومع كل ذلك، فهناك بالمقابل من النتائج، والمعطيات والحقائق ما يفقأ العيون لجهة حجم الفشل والعجز، ولجهة كل ما آلت إليه هذه الحروب حتى الآن.

موضوع الفشل في حسم أي من الملفات أشيع جدلاً ونقاشاً، كما استنفد نفسه، ذلك لأن معطياته أصبحت ماثلة للعيان.

الملفّ الرئيس بالنسبة للإستراتيجيتين الأميركية والإسرائيلية الذي كان «قابلاً» للحسم هو ملف الحرب على قطاع غزّة، وهو الملف الأهم والأكثر جوهرية في كل الإقليم. وكان الذهاب إلى محاولة حسم الملفات الأخرى - كما بات مكشوفاً تماماً الآن - هو الطريق الذي اختاره التحالف الأميركي الإسرائيلي كمرحلة «إجبارية» وكمدخل مباشر لحسم ملف الحرب على القطاع، ولم يكن هذا الاختيار عبثياً، بل كان منطقياً وعقلانياً من زوايا كثيرة وكبيرة فعلاً، رغم ثبوت فشله.

الذي جرى فعلاً أن دولة الاحتلال بدعمٍ كامل، وعلى أعلى درجات المواكبة والتنسيق مع إدارة دونالد ترامب، وقبله إدارة جو بايدن حققت نجاحات كبيرة، وأنجزت اختراقات مذهلة في المجالات الاستخبارية، ولكنها عجزت عن الحسم.
فعلاً لو كنتُ إسرائيلياً لأُصبتُ بالرعب
بمبادرة أميركية مباشرة، وقرارات لا لبس فيها انسحبت الولايات المتحدة الأميركية من استمرار المواجهة مع جماعة «أنصار الله» الحوثيين اليمنية، وتوقفت الحرب على الجبهة اللبنانية، وتوقفت من طرف واحد وبصورة مباغتة مع إيران، وعادت هذه الإدارة لتعطي للدولة العبرية المزيد من الوقت والدعم العسكري، والمزيد من الدعم والغطاء السياسي، وأدخلت نفسها في الآليات المباشرة للإبادة، وآخر فصول هذه الإبادة، وبأشكالها الأكثر إجراماً ووحشية، والتي عبّرت عن نفسها بإستراتيجية التجويع.

فعلاً لو كنتُ إسرائيلياً لأُصبتُ بالرعب.
أمام كل هذا السياق الحقيقي والواقعي لمعطيات هذه الحرب الهمجية ما الذي تفعله دولة الاحتلال؟ وإلى أين تجرّ المنطقة؟ وإلى أين تجرجر مجتمعها، ولأي أهداف؟

عندما تتحوّل إستراتيجية التجويع إلى «البديل» الجديد لعجزها عن حسم الحرب البربرية بوساطة «عربات جدعون»، وعندما تتورّط أميركا في أدقّ تفاصيل وآليات هذه الإستراتيجية، وتكون النتيجة انتفاضة سياسية في الغرب الأوروبي ضد هذه الإستراتيجية المتبقية في يدها، ويعقد مؤتمر نيويورك ويحشد ويحتشد العالم وراء «حل الدولتين»، بصرف النظر عن الملاحظات على التسمية، وعلى أمور أخرى تثير المخاوف والتحفّظات، ثم تعلن دول جديدة في أوروبا استعدادها ورغبتها ونيّتها الاعتراف بدولة فلسطين..

عندما تكون نتيجة إستراتيجية التجويع الإبادية هي هذه الخسارات الكبيرة، والتي تضرب كامل الإستراتيجية الأميركية والإسرائيلية في الصميم، وفي مقتل، فما الذي تبقّى لدولة الاحتلال من مراهنات؟

لا نريد أن نتوسّع في الخسائر العسكرية التي تكبّدتها دولة الاحتلال، لأن الحقائق تبدو أكبر بكثير ممّا يسمح به النشر، حتى لا نتحدث عن خسائر الاقتصاد وهروب الأفراد والرساميل. لكن الفشل والإخفاق الأكبر تمثل حتى الآن بما هو أكبر وأهم من ذلك كله.

فقد خسرت دولة الاحتلال ثلاثة محاور مفصلية كانت تلعب أثراً مباشراً وهائلاً في أوراق قوّتها.
خسرت صورة الدولة التي تدافع عن نفسها، الدولة التي تتعرّض للظلم، وتتعرض للكراهية من المحيط، والدولة التي تحيط بها الأخطار من كل جانب.

هذه الدولة، في نظر غالبية شعوب الأرض هي دولة مجرمة، إرهابية، تمارس الإبادة والتطهير العرقي، وتمارس العنصرية السافرة، وتتحكّم بها قيادات سياسية تجاهر وتتغنّى بالفاشية، وتعطي لنفسها الحق بالتجاوز على أشكال القانون الدولي.

وخسرت دولة الاحتلال الحلف الغربي الأوروبي في جانب كبير منه، وتحولت الضغوط الشعبية على هذا الحلف إلى أداة تحوّلات سياسية تتعارض كلياً، وتتناقض مع السياق التاريخي لمواقفه في دعم دولة الاحتلال، منذ ما قبل نشأتها وحتى الآن. وبهذا المعنى، فإن الأخيرة أمام كارثة سياسية، لأن هذا الحلف كان الراعي والحامي والداعم والمساند، وهو الآن في مرحلة تصدّع لم تخطر على بال دولة الاحتلال في أسوأ كوابيسها.

والخسارة الثانية هي خسارة ثقيلة، وأكبرها أن يتم التراجع عنها، أو ردم الهوّة التي تولّدت عنها، وهي أن دولة الاحتلال تتحول إلى دولة عنصرية لا تمتّ للديمقراطية الليبرالية بأي صلة جوهرية وهي لم تعد كذلك ليس فقط لأنها ديمقراطية زائفة، وعنصرية، وتنصّ قوانينها على كونها ديمقراطية إثنية، وإنما لأنها تمارس هذه العنصرية بصورة يومية ضد كل فلسطيني، وضد كل عربي، وضد كل مسلم، وضد كل حرّ في هذا العالم، وأصبحت تعادي المنظمات الإسرائيلية نفسها، والمنظمات اليهودية التي تتصدّى لهذه الممارسة، وبالتالي فقد انتهت وإلى الأبد، وإلى غير رجعة مقولة «الواحة الديمقراطية» التي اعتاشت عليها دولة الاحتلال منذ قيامها وحتى الآن.

والخسارة الثالثة، وربّما هذه هي خساراتها الأفدح دورها كحامية مباشرة قادرة على تأمين مصالح الغرب الأوروبي، بل وتحولت واقعياً وموضوعياً إلى تهديد لهذه المصالح من زاوية ما يتعرض له الغرب الأوروبي من ضغوط شعبية عليه على الأقل.
نحن نقاتل بكل الوسائل المتاحة لكي لا نُهزم، ودولة الاحتلال تقاتل من أجل أن تنتصر. وبما أنها لا تنتصر، فإننا لن نُهزم.

لو كنتُ إسرائيلياً لأعدتُ النظر في كل شيء. فإذا كانت معادلة الصراع هي نهاية أفق الانتصار الإسرائيلي، ونهاية القدرة على هزيمتنا، فإن مسار الأحداث هو في طريقين لا ثالث لهما.

إمّا الحرب، وحروب تتبعها حروب من دون أفق بالحسم والانتصار بالنسبة لليهود في دولة الاحتلال، وإمّا الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف لإنهاء الصراع بمساومة تاريخية هي في مصلحة الشعبين، وهو الحل العملي الوحيد في هذه المرحلة التاريخية الحالية على الأقل.

أليس استمرار الحروب من جانب القيادات الصهيونية بالأفق الذي أوضحناه هو تضحية بمواطنيها على مذبح هذه القيادات، وعلى مذبح مصالح «الغرب» الاستعمارية؟ وأين هي مكاسب غالبية اليهود من حروب لن يربحوها مطلقاً؟

نحن خسرنا عشرات الجولات في الصراع ولم نُهزم، ودولة الاحتلال انتصرت علينا في معظمها فلم يزد الصراع إلّا تأجُّجاً، وتراجعت دولة الاحتلال، وتتقدم فلسطين في كل يوم.
لو كنتُ إسرائيلياً لقاتلت بأسناني لأجل قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة، ولقبلتُ بكل قرارات القانون الدولي قبل فوات الأوان.

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • كنتُ سأشعر بالرعب لو كنتُ إسرائيلياً!
  • بَللو: الديناميكية التي يشهدها قطاع السينما تعكس التزام الدولة إلى بعث الصناعات الإبداعية
  • سلاح الحزب على طاولة الحكومة... القرار الصعب يقترب
  • وزير الخارجية: لا سلام دون إنهاء الحرب في غزة وتأمين المساعدات
  • البديوي: الاستقرار الإقليمي يبدأ من تثبيت هوية دولة فلسطين على الخريطة القانونية والدبلوماسية للعالم
  • وزير خارجية فرنسا: إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتحقق بتنفيذ حل الدولتين للعيش في سلام وأمن
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • مدبولى يؤكد التزام الحكومة بدعم استثمارات شركة شل ودفع مستحقات الشركاء الأجانب بقطاع البترول
  • سموتريتش يتراجع عن انسحابه من الحكومة: "ندفع عملية استراتيجية جيدة"
  • ستارمر يدعو حكومته لاجتماع طارئ ويضغط على ترامب لإنقاذ غزة