التهيئة الرمضانية.. وعيٌ واستعدادٌ لاستقبال شهر الهداية
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
شاهر أحمد عمير
القرآن الكريم يعلمنا أن العمل في وقته هو السبيل لنجاح الإنسان، ومن يضيع الفرص في زمانها، أَو يغفل عن الوعي حين يكون ضروريًّا، فَــإنَّه يواجه الخسارة والندم. يقول الله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإنسان لَفِي خُسْرٍ﴾، فمرور الزمن هو اختبار دائم للإنسان في كيفية استغلاله للوقت في ما ينفع.
ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، تتجدد أمامنا فرصة عظيمة لإعادة ترتيب أولوياتنا، وتجديد علاقتنا بالله سبحانه وتعالى. رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو مدرسة إيمانية تعلمنا الوعي العميق بأننا قادرون على تجديد أنفسنا، والارتقاء روحًا وفكرًا. هو فرصة للتأمل والتصحيح، يعيد الإنسان إلى أصل فطرته في العبادة والطاعة، ويمنحه الطاقة الروحية التي تجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات والفتن التي يمر بها.
إن محاضرات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، هي جزء أَسَاسي من التهيئة الرمضانية، حَيثُ تساعد المسلمين على فهم معاني هذا الشهر بعمق، وتحثهم على الاستفادة القصوى من هذه الفترة. في كُـلّ عام، يعزز السيد القائد مفهوم الوعي في رمضان، ويشدد على ضرورة استثماره في تعزيز الإيمان، والتمسك بالقيم الإلهية، وتطوير القدرة على مقاومة الضغوط والتحديات التي تواجه الأُمَّــة. رمضان هو فرصة لتصفية الحساب مع النفس، وإعادة تجديد العهد مع الله، والوقوف مع الحقيقة بعيدًا عن التشويش والتضليل.
وفي كتاب الله الكريم نجد أن رمضان هو شهر الهداية، حَيثُ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾، فلا يجوز لنا أن نعيش هذا الشهر دون أن نغتنم هذه الفرصة العظيمة لتحقيق الهداية، وتحقيق التغيير الجذري في حياتنا. رمضان يفتح أمامنا بابًا للتجديد، وَإذَا لم نستثمره بشكل صحيح، فَــإنَّنا نضيع فرصة قد لا تتكرّر.
الزمن في ذاته لا يُعد مشكلة، لكن المشكلة تكمن في كيفية التعامل مع هذا الزمن. البعض ينظر إلى رمضان كفرصة للراحة، في حين يعتبره البعض الآخر فرصة للعمل والإنجاز. الفرق بين هؤلاء يكمن في الوعي بالوقت وقيمته. من يعي أهميّة اللحظة، ويعرف كيف يواجه التحديات بالوعي، فَــإنَّه يستطيع أن يحقّق النجاح والارتقاء في حياته.
إذًا، رمضان ليس مجرد موسم للعبادة، بل هو فرصة لإعادة ترتيب حياتنا، والعودة إلى الله بكل صدق وتفكر. محاضرات السيد القائد في هذا الشهر تقدم لنا خارطة طريق للارتقاء بالنفس والعقل، ولتحقيق التغيير الذي ننشده. وكما أن الصيام يهذب الجسد، فَــإنَّ الوعي يهذب العقل والفكر، ومن يمتلك الوعي في هذا الشهر، يمتلك مفتاح القوة الحقيقية.
إن من لا يعي قيمة الوقت، فَــإنَّه قد يضيع فرصًا كثيرة، وتذهب عليه أيامه دون أن يحقّق شيئًا. رمضان هو وقت الوعي، والزمن الذي يمكن أن يغير فيه الإنسان مسار حياته إلى الأفضل.
لنغتنم هذه الفرصة لنجدد إيماننا، ونستعيدَ وعينا، ونعودَ إلى الله بكل قلب صادق، على أمل أن نحصد ثمار هذا الشهر الفضيل في الدنيا والآخرة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هذا الشهر ف ــإن
إقرأ أيضاً:
حديقة الحيوان بالعين تعزّز الوعي البيئي
العين (الاتحاد)
أخبار ذات صلةنظمت حديقة الحيوان بالعين فعالية «التلوث البلاستيكي» بمناسبة يوم البيئة العالمي الذي يصادف الخامس من يونيو من كل عام، وتهدف الفعالية لرفع مستوى الوعي البيئي لدى فئات المجتمع، وتشجيعهم على تبني السلوك البيئي الإيجابي.
تضمنت الفعالية التي نُظمت بالتعاون مع مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء، مجموعة من الأنشطة التفاعلية مثل: جولات بيئية تعليمية في معرضي عالم أبوظبي وشعوب الصحراء، وشاشة التعهد بالحفاظ على البيئة، وورش متنوعة لزوارنا الصغار مثل مكتبة الأطفال، ونشاط تلوين قصة، بالإضافة إلى نشاط تأليف قصة من الصور ومسابقات بيئية ممتعة وهدايا تذكارية.
ومن جانب آخر، تم عرض فيديو توعوي على مسرح المركز، كجزء من فعاليات الاحتفال مع تقديم ورشة عن التلوث البلاستيكي لموظفي الحديقة عبر منصة «تيمز» بهدف زيادة الوعي لديهم بأهمية الحفاظ على البيئة.
الجدير بالذكر أن حديقة الحيوان بالعين، تُعد نموذجاً يحتذى به في مجال الاستدامة، حيث تولي اهتماماً كبيراً بحماية البيئة وصون الطبيعة ومواردها، حيث تعتبر الحفاظ عليها مسؤولية مشتركة يضمن سلامتها واستدامتها للأجيال القادمة.