زنقة 20 . الرباط

يرى الخبير الاقتصادي إدريس الفينة، رئيس المركز المستقل للتحليلات الاستراتيجية، أن مغادرة أحيزون لاتصالات المغرب تحول لافت في مسار الشركة، بعدما شغل هذا المنصب لما يقارب 27 عامًا.

هذا القرار وفق الخبير المغربي، يطرح العديد من التساؤلات حول خلفياته، وأبعاده الاستراتيجية، وما إذا كان مجرد نهاية طبيعية لمسيرة طويلة أم أنه يعكس تحولات أعمق داخل واحدة من أكبر الشركات في المغرب وإفريقيا.

على المستوى الرسمي، أشار البلاغ الصحفي إلى أن انتهاء فترة ولاية أحيزون كان السبب المباشر وراء التغيير. ومع ذلك، فإن قراءة معمقة للقرار تكشف أن المسألة تتجاوز مجرد تداول إداري طبيعي، يقول الفينة.

فمن جهة، يمكن اعتبار القرار بحسب الفينة ، جزءًا من عملية تجديد داخل المؤسسة، حيث تحتم طبيعة الشركات الكبرى استقدام قيادات جديدة لضخ دماء جديدة في استراتيجياتها. لكن من جهة أخرى، فإن تعيين بنشعبون – وهو شخصية بارزة في المجال المالي والاستثماري – يوحي بأن الأمر يحمل أبعادًا استراتيجية وسياسية واقتصادية.

و أشار الخبير المغربي إلى أنه رغم الإشادة التي حظي بها عبد السلام أحيزون لدوره البارز في توسيع نطاق المجموعة في إفريقيا، إلا أن هناك عوامل أخرى قد تكون دفعت إلى عدم تمديد ولايته.

و سجل الفينة في هذا الصدد ، أن اتصالات المغرب واجهت تحديات قانونية وتنظيمية مرتبطة بقوانين المنافسة، مما شكل ضغطًا متزايدًا على الشركة.

ثانيًا، في ظل التحولات التكنولوجية السريعة، أصبح من الضروري أن تتبنى الشركة نهجًا جديدًا في القيادة يواكب التحول الرقمي.

الفينة أكد أنه لا يمكن إغفال أن القرارات الكبرى المتعلقة بالشركات الاستراتيجية تتأثر أيضًا بتوازنات سياسية واقتصادية عليا، خاصة عندما يكون البديل شخصية بحجم محمد بنشعبون، الذي يمتلك سجلًا حافلًا في إدارة الملفات المالية والاستثمارية.

و اعتبر الخبير المغربي ، أن اختيار بنشعبون لهذا المنصب ليس مجرد صدفة، بل يحمل دلالات قوية حول مستقبل اتصالات المغرب ، بخلفيته القوية كوزير مالية سابق ورئيس للمجموعة المصرفية البنك الشعبي، فإنه يمتلك القدرة على إعادة هيكلة الاستثمارات، وإدارة الموارد المالية بكفاءة أكبر.

كما أن خبرته في الإصلاحات الاقتصادية الكبرى – مثل دوره في إطلاق صندوق محمد السادس للاستثمار – تعزز وفق الفينة ، موقعه كقائد قادر على إعادة تعريف أولويات الشركة المالية والتوسعية.

ومن شأن هذا التحول حسب الخبير المغربي، أن يعكس نهجًا جديدًا في إدارة المؤسسة، حيث سيعتمد على مقاربات مالية واستثمارية أكثر مرونة وجرأة، بدلاً من التركيز التقليدي على تطوير البنية التحتية التقنية فقط.

تداعيات هذا التغيير وفق الفينة ، لن تكون محصورة في المستوى الإداري فقط، بل قد تمتد إلى الاستراتيجية العامة لاتصالات المغرب، و من المحتمل أن نشهد تحولات في هيكلة الاستثمارات، وتركيزًا أكبر على الاندماج مع قطاعات مالية وتقنية جديدة، وهو ما قد يؤدي إلى تعزيز الشراكات مع مؤسسات مالية دولية، وإعادة ضبط التوازن بين النمو المحلي والتوسع الخارجي.

كما أن الإدارة الجديدة بحسب الخبير المغربي، قد تقوم بإعادة هيكلة داخلية لتواكب التحولات الجديدة، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي يفرضها التحول الرقمي، والتنافس المتصاعد في قطاع الاتصالات.

و خلص الفينة ، إلى أن رحيل عبد السلام أحيزون عن قيادة اتصالات المغرب ليس مجرد تغيير إداري تقليدي، بل هو بداية مرحلة جديدة في مسار الشركة، و اختيار محمد بنشعبون يبرز توجهًا نحو نهج مالي واستثماري أكثر تعقيدًا وديناميكية، بما يتناسب مع التحديات المستقبلية التي تواجه قطاع الاتصالات والاقتصاد المغربي ككل.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: اتصالات المغرب

إقرأ أيضاً:

أميركا تستخدم “أم القنابل” وتكشف اتصالات سرية مع إيران

صراحة نيوز- بينما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ هجوم ناجح على المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، بدأت تتكشف تفاصيل العملية التي وُصفت بأنها الأضخم من نوعها ضد البنية النووية الإيرانية.

ووفق تقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز”، استخدمت القوات الأميركية 6 قنابل خارقة للتحصينات في قصف منشأة فوردو، إلى جانب 30 صاروخًا من طراز توماهوك استهدفت مواقع نووية أخرى.

من جهتها، كشفت شبكة “CBS News” أن واشنطن أبلغت طهران عبر قنوات دبلوماسية، السبت، أن الضربات كانت مخططة مسبقًا، وأنها لا تنوي تغيير النظام الإيراني.

كما أكد مسؤول أميركي لوكالة “رويترز” أن قاذفات B-52 شاركت في الهجمات، بينما أوضح مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لقناة “العربية إنجليزي” أن قاذفات الشبح B-2 انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري باتجاه قاعدة أميركية في غوام عبر المحيط الهادئ.

وأظهرت بيانات تتبع الرحلات تحليق ست قاذفات B-2، وهي الطائرات الوحيدة القادرة على حمل قنبلة GBU-57 E/B، المعروفة باسم “أم القنابل”.

هذه القنبلة، التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل (نحو 13.6 طنًا)، تعتبر أقوى قنبلة غير نووية في الترسانة الأميركية، وصممت خصيصًا لاختراق التحصينات العميقة تحت الأرض، مثل منشأة فوردو الإيرانية.

ويمكن للقنبلة اختراق ما يصل إلى 61 مترًا تحت الأرض قبل الانفجار، ما يجعلها السلاح الوحيد القادر على تدمير منشآت نووية مدفونة بعمق، بخلاف القنابل التقليدية التي تنفجر عند أو قرب السطح.

مقالات مشابهة

  • أميركا تستخدم “أم القنابل” وتكشف اتصالات سرية مع إيران
  • رسالة استقالة مهندسة مصرية من مايكروسوفت تجدد الجدل حول دور الشركة في حرب غزة
  • الوداد المغربي يعلن ضم عمر السومة رسميًا
  • الوداد المغربي يتعاقد مع السوري عمر السومة
  • آرسنال يرصد التعاقد مع نجم تشيلسي
  • اختلسها من خزنة الشركة.. «استئناف دبي» تؤيد سجن عربي سرق 247 ألفاً
  • بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
  • اتصالات مباشرة بين طهران وواشنطن بعد بدء ضربات إسرائيل
  • رسمياً.. تعيين بنشعبون مديراً عاماً لاتصالات المغرب والشركة تطوي مرحلة التدبير السيئ لأحيزون
  • الشركة الوطنية للخدمات الزراعية تفعّل استقبال إرساليات طرود النحل بمنطقة القصيم