زار رئيس الديبلوماسية الروسية سيرغي لافروف طهران يوم الثلاثاء والتقى نظيره الإيراني عباس عراقجي، بعد شهر من توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وعلى وقع تطورات دراماتيكية في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
تأتي الزيارة في وقتٍ تسعى فيه موسكو إلى توظيف علاقاتها مع إيران لموازنة الضغوط الغربية، تستخدم طهران الدعم الروسي لتعزيز صمودها أمام العقوبات الأمريكية.
ومع فرض عقوبات غربية متصاعدة على كلا البلدين، تُعتبر الاتفاقية الإيرانية-الروسية إطاراً لخلق شبكة تبادل بديلة، خاصة في مجال الطاقة (تصدير النفط الإيراني إلى الأسواق الآسيوية عبر البنية التحتية الروسية)، وتجاوز العقوبات عبر عملات وطنية أو أنظمة دفع غير مرتبطة بالدولار.
وهنا تأتي تصريحات عراقجي في المؤتمر الصحفي مع لافروف، لتؤكد أن إيران لن تتفاوض تحت الضغوط والعقوبات، وأنها تتوافق مع مواقف موسكو خصوصاً في الملف السوري الذي خسر فيه الطرفان حليفاً لهما، وانتقل الحكم في دمشق إلى قيادة جديدة تحاول الدولتان التعامل مع وقائعها الجديدة.
Relatedإيران وروسيا توقعان على اتفاقية شراكة استراتيجية أثناء زيارة الرئيس الإيراني لموسكوبعد تهديدات ترامب.. خامنئي يطالب بزيادة دقة الصواريخ الإيرانية ويؤكد: التقدم العسكري يجب ألا يتوقفعراقجي يلتقي لافروف ويؤكد: "إيران لن تتفاوض تحت الضغط والعقوبات"ومع عودة ترامب إلى سياسة "الضغط القصوى" على طهران، تُمثِّل الشراكة مع روسيا ضمانة لدعم دبلوماسي واقتصادي، ما يُضعف فعالية العقوبات الغربية. كما تبقي موسكو حضوراً لها في المنطقة عبر التعاون مع إيران ودول الخليج، ومحاولة صياغة علاقة إيجابية مع الحكام الجدد في سوريا.
Relatedخامنئي: "غزة الصغيرة ركّعت إسرائيل".. ووزير خارجية إيران يقترح "نقل الإسرائيليين إلى غرينلاند"وزير خارجية إيران ردا على ترامب: سياسة "الضغط الأقصى" فشلت سابقا وستفشل مجدداإيران والحرب في غزة والتطبيع.. هذه هي الملفات الأكثر سخونة في لقاء نتنياهو وترامبمفاوضات أوكرانيا: كيف تؤثر على العلاقات الروسية-الإيرانية؟وبالتزامن مع انطلاق زخم جديد لحل الأزمة الأوكرانية، وبدء جولات تفاوض أميركية-روسية تسبق ذلك، تناقش موسكو وطهران تعاونهما، والملفات الأخرى التي تشكل محطات خلاف مع الغرب، خصوصاً الملف النووي الإيراني، ويمكن أن يتحول الدور الروسي إلى أداة ضغط تساعد في رفع العقوبات عنها والتوصل إلى اتفاق معها من جهة، أو استغلال هذه العلاقة للضغط على الغرب في ملف أوكرانيا، عبر ربط المصالح الغربية في احتواء البرنامج النووي الإيراني بمسارات الحل في أوكرانيا.
و
إذا فشلت المفاوضات الأوكرانية، قد تتجه روسيا إلى تعميق التحالف مع إيران لتوسيع تعوانهما في الأزمات التي تُواجه الغرب، مما يُعقِّد جهود واشنطن وحلفائها في التركيز على جبهة واحدة.
Relatedكيف علقت كندا والمكسيك والصين على فرض ترامب رسوماً جمركية على وارداتها؟الأزمة الأوكرانية | هل وضعت روسيا الصين في موقف محرج؟ الرئيس الصيني يقبل دعوة بوتين لحضور احتفال "يوم النصر" في موسكو.. هل يرسل شي رسالة مشفرة إلى ترامب؟إيران ترفع حالة التأهب في منشآتها النووية: ما السبب؟وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "التلغراف" البريطانية بأن إيران قد وضعت منشآتها النووية في حالة تأهب قصوى، تحسبًا لهجوم محتمل من إسرائيل أو الولايات المتحدة. وأكد مصدر إيراني للصحيفة أن السلطات الإيرانية قامت بنقل أنظمة دفاع جوي إضافية حول المنشآت النووية والمواقع الصاروخية الاستراتيجية في محاولة لتعزيز دفاعاتها الجوية.
وذكرت الصحيفة أن إيران قد تواجه صعوبات في الدفاع عن مواقعها النووية، خاصة بعد الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت إيرانية مهمة، بما في ذلك مصانع الصواريخ وأماكن تخزينها. ويعتقد البعض أن إيران قد تواجه تهديدات أكبر في ظل ضعف العديد من حلفائها في المنطقة.
فيما يخص البرنامج النووي الإيراني، قالت الصحيفة إن إيران مستمرة في تسريع عملية تخصيب اليورانيوم حتى 60%، وهو قرب النسبة المطلوبة لتطوير رأس حربي نووي. رغم ذلك، نفت طهران بشكل رسمي وجود نية لامتلاك أسلحة نووية.
وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية الإيراني خلال المؤتمر الصحفي مع لافروف أنّ بلاده ستنسق موقفها مع روسيا والصين فيما يخص الملف النووي، مشدداً على أنّ موقف طهران من المحادثات واضح: "لن نفاوض تحت العقوبات والضغط".
وأوضح أنّه لا مجال للمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة طالما الضغوط القصوى مستمرة. مشيراً إلى أنّ الطرفين (طهران وموسكو) أجربا "محادثات مثمرة وبناءة وأشدنا بالمستوى العالي من الحوار السياسي بين بلدينا".
من جهته قال لافروف إنّ روسيا تنتظر دخول الاتفاقية بين إيران وأعضاء الاتحاد الأوراسي حيز التنفيذ لتعزيز التعاون الاقتصادي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الانتخابات الألمانية من منظور دولي: كيف ترى كل من الولايات المتحدة، روسيا والصين الحدث؟ فانس: الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا يأتي من داخلها لا من روسيا ولا الصين عراقجي يلتقي لافروف ويؤكد: "إيران لن تتفاوض تحت الضغط والعقوبات" تعاون عسكريدونالد ترامبإيرانروسياالصينالحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الحرب في أوكرانيا روسيا فرنسا دونالد ترامب إسرائيل الحرب في أوكرانيا روسيا فرنسا تعاون عسكري دونالد ترامب إيران روسيا الصين الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب إسرائيل الحرب في أوكرانيا روسيا فرنسا غزة المساعدات الإنسانية ـ إغاثة حركة مقاطعة إسرائيل واشنطن المملكة المتحدة أدب یعرض الآنNext أن إیران
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيران
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم الجمعة أن الولايات المتحدة فرضت مجموعة جديدة من العقوبات المتعلقة بإيران تستهدف 10 أفراد و27 كيانًا.
واستهدفت العقوبات أيضا بعض الكيانات في الإمارات وهونغ كونغ.
وتأتي العقوبات الجديدة، في الوقت الذي تعمل فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إبرام اتفاق نووي جديد مع طهران. حيث أجرتا 5 جولات من المفاوضات غير المباشرة بشأن التوصل إلى اتفاق جديد حول برنامج إيران النووي.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي يأمل في أن تقبل إيران مقترح واشنطن بشأن الصفقة النووية، وإلا فستكون هناك "عواقب خطيرة" بالنسبة لطهران.
ويأتي ذلك بعد تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" حول سعى إيران لتعزيز ترسانتها من الصواريخ البالستية عبر طلب آلاف الأطنان من مكونات حيوية من الصين، أبرزها "بيركلورات الأمونيوم"، المستخدمة في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ.
وأفادت مصادر مطلعة على الصفقة للصحيفة، بان من المتوقع وصول شحنات من "بيركلورات الأمونيوم" إلى إيران خلال الأشهر المقبلة، ورجح أحد المصادر أن طهران ترسل كميات منها إلى الجماعات الموالية لها ضمن ما يسمى "بـ محور المقاومة"، وفي مقدمتها جماعة "أنصار الله" في اليمن.