فبراير 26, 2025آخر تحديث: فبراير 26, 2025

المستقلة/- في خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، أعلن الوزير ماركو روبيو عن محادثات مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، حيث تم تناول عدد من القضايا السياسية والاقتصادية الحساسة.

البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية لم يكن مجرد عرض تقليدي للعلاقات الثنائية، بل أثار الكثير من التساؤلات حول التوجهات المستقبلية للسياسة العراقية وأثر النفوذ الإيراني على استقرار المنطقة.

إيران: العدو الداخلي والخارجي

إحدى النقاط المثيرة في البيان كانت مناقشة النفوذ الإيراني في العراق، وهو موضوع لطالما أثار جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية العراقية والدولية. يُعتبر النفوذ الإيراني في العراق قضية معقدة، خاصةً بعد سنوات من التدخلات العسكرية والسياسية التي مارستها طهران. يرى البعض أن هناك توافقًا بين الحكومة العراقية وإيران في ملفات عدة، بينما يعتقد آخرون أن العراق أصبح ساحة صراع إقليمي بسبب هذا النفوذ.

تأكيد الطرفين، العراقي والأميركي، على ضرورة الحد من النفوذ الإيراني الخبيث، يثير تساؤلات حول ما إذا كان العراق فعلاً يمتلك القدرة على تحقيق استقلال طاقي أو إذا كانت العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة هي مجرد تكتيك سياسي لدفع إيران إلى الضغط أكثر.

استقلال العراق الطاقي: وهم أم حقيقة؟

استقلال العراق في مجال الطاقة هو هدف طالما سعى له المسؤولون في بغداد، ولكن هل من الممكن تحقيقه في ظل الاعتماد الكبير على إيران في تزويد العراق بالغاز والكهرباء؟ الاتفاق على استئناف تشغيل خط الأنابيب العراقي التركي قد يكون خطوة في هذا الاتجاه، ولكن ماذا عن الضغوط الإقليمية والدولية التي قد تمنع هذا التوجه؟

الحديث عن الاستثمارات التجارية الأميركية في العراق هو عنصر آخر يثير الجدل، خاصة وأن الشركات الأميركية تعمل في بيئة مليئة بالتحديات، أبرزها الفساد والتهديدات الأمنية التي يمارسها فاعلون إقليميون. لكن السؤال الأهم هنا: هل ستكون الاستثمارات الأميركية في العراق حلاً حقيقيًا ل مشكلات الاقتصاد العراقي، أم أنها مجرد أداة في يد الولايات المتحدة لتوسيع نفوذها في المنطقة؟

الاستراتيجية الأميركية: الضغط على العراق أم شراكة حقيقية؟

قد يكون الحديث عن العراق كداعم للمصالح الأميركية في المنطقة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. فبينما تسعى الولايات المتحدة لتحقيق أهداف استراتيجية، ومنها الحد من نفوذ إيران، هل يعتبر العراق مجرد أداة في هذه الاستراتيجية أم أنه سيحظى فعلاً بالاستقلال السياسي والاقتصادي الذي يتمناه؟

من المهم أيضًا أن نتساءل عن الآثار الجيوسياسية التي قد تنتج عن هذه الضغوط على العراق. في ظل الظروف الحالية، هل ستنجح الولايات المتحدة في تفعيل سياسة مستقلة للعراق بعيدًا عن المحاور الإقليمية المتشابكة، أم أن العراق سيبقى في مفترق الطرق بين القوى الكبرى، من إيران إلى أميركا؟

النتيجة: هل العراق قادر على التأثير في مصيره؟

إن محادثات ماركو روبيو مع محمد شياع السوداني قد تكون بداية لحراك دبلوماسي مهم يحدد ملامح السياسة العراقية في السنوات القادمة. ولكن، في نهاية المطاف، يبقى السؤال الأهم: هل العراق قادر على تحقيق استقلاله السياسي والاقتصادي في ظل هذه التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة؟

من الواضح أن النفوذ الإيراني سيكون العامل الأكبر الذي سيتعين على العراق مواجهته في السنوات القادمة، وسيظل المحك الحقيقي هو القدرة على تحقيق توازن بين مصالحه الداخلية والخارجية دون الانزلاق إلى التبعية لأي طرف خارجي، سواء كان إيران أو الولايات المتحدة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة النفوذ الإیرانی فی العراق

إقرأ أيضاً:

التصعيد الإيراني ـ الإسرائيلي يُفرمل الخروج الأميركي من أرض الرافدين

16 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: ظهر مجددا ملف الوجود العسكري الأجنبي في العراق كعنوان رئيسي للنقاشات السياسية والأمنية، مع تصاعد التوترات الإقليمية بين طهران وتل أبيب، وإعلان خطط الانسحاب الأميركي التدريجي بحلول 2026.

ويُعرقل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل خطط الانسحاب الأميركي من العراق، مع تحوّل الساحة العراقية إلى جزء من معادلة الردع الإقليمي غير المعلنة.
ويُخشى في واشنطن من أن يؤدي الخروج المتسرع إلى فراغ تستغله القوى المعادية للولايات المتحدة أو خلايا التنظيمات المتطرفة.

ويُعيد التوتر الإقليمي ترتيب أولويات الإدارة الأميركية، التي باتت تفضل البقاء الاستخباري واللوجستي المؤقت كضمانة لاستقرار هش في المنطقة.

ويُراقب العراق هذه التحولات بقلق، مدركًا أن أمنه الداخلي بات رهينًا لصراعات لا تُدار من بغداد، لكنه يسعى لتثبيت معادلة السيادة المشروطة.

وأكد مسؤولون عراقيون أن القوات العراقية باتت على درجة عالية من الجهوزية، معززة بتدريبات نوعية وتكنولوجيا متقدمة، مستفيدة من الدعم الأميركي والأوروبي الذي استمر لقرابة عقدين.

وانتقد نواب في البرلمان ما وصفوه بـ”العرقلة المقصودة” لتزويد العراق بمنظومات دفاع جوي متطورة، لافتين إلى أن واشنطن لم توافق حتى الآن على بيع منظومات “باتريوت” أو “ناسامز”، رغم الطلبات الرسمية المتكررة منذ 2019.

وشددت التصريحات الحكومية على أن الخطة المعلنة تستهدف انسحابا منظما لا يُحدث فراغا أمنيا، فيما كشفت مصادر غربية أن عدد القوات الأميركية في العراق لا يزال يتراوح بين 2,500 و2,700 جندي، يتركزون في قواعد عسكرية ضمن مهمة التحالف الدولي.

وأفاد دبلوماسيون أن واشنطن تسعى لإعادة تموضع قواتها في المنطقة من خلال تعزيز الحضور الاستخباري واللوجستي في أربيل، دون التورط مجددا في عمليات ميدانية، في وقت تشهد فيه سوريا انسحابا تدريجيا لقوات التحالف، مع الحفاظ على وجود رمزي في التنف ودير الزور.

وأشار نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي إلى أن الاتفاقية الإطارية الموقعة مع واشنطن عام 2008 ما زالت تمثل الأساس القانوني لأي وجود عسكري أميركي، محذرا من أن أي وجود خارج هذا الإطار سيكون موضع رفض سياسي وشعبي واسع.

ورأى مراقبون أن الانسحاب الكامل يبدو مؤجلا بفعل التطورات الإقليمية، خصوصا بعد التصعيد الأخير في غزة، الذي دفع الإدارة الأميركية إلى مراجعة خياراتها في الشرق الأوسط، وسط ضغوط داخلية تطالب بتقليص الانخراط الخارجي.

وأكد خبراء عسكريون أن العراق بات يعتمد على قواته المسلحة بدرجة كبيرة، مشيرين إلى أن جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة الذهبية والشرطة الاتحادية تواصل تنفيذ عمليات نوعية ضد فلول تنظيم داعش، الذي خسر نحو 95% من قدراته منذ عام 2017 بحسب تقارير استخباراتية محلية.

وأظهرت بيانات وزارة الدفاع العراقية أن البلاد نفذت أكثر من 400 غارة جوية ضد أهداف إرهابية خلال عام 2024، باستخدام طائرات “إف-16″ و”سكان إيغل” المسيرة، في إطار استراتيجية أمنية داخلية متكاملة تعتمد على الجهد الاستخباري المحلي.

وانطلقت مباحثات عراقية أوروبية جديدة مطلع 2025 حول اتفاقيات تعاون ثنائي في مجالات الدفاع والصناعات العسكرية، تشمل برامج تدريب وتبادل خبرات وتحديث منظومات التسليح، في ظل رغبة بغداد في تقليل الاعتماد على حلف الناتو دون خسارة الدعم الفني اللازم.

وأجمع محللون سياسيون على أن مستقبل الشراكة الأمنية مع الغرب بات رهن معادلة دقيقة: تعزيز السيادة من جهة، والحفاظ على الاستقرار عبر تنسيق أمني غير قتالي من جهة أخرى، خصوصا في ظل ملفات إقليمية مفتوحة مثل سوريا واليمن ولبنان.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تنشئ مجموعة عمل لمساعدة رعاياها في الشرق الأوسط
  • خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء
  • البيت الأبيض ينفي تورّط الولايات المتحدة في هجوم على إيران
  • التصعيد الإيراني ـ الإسرائيلي يُفرمل الخروج الأميركي من أرض الرافدين
  • حاملة الطائرات الأميركية “نيميتز” تتجه نحو الشرق الأوسط
  • حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح واشنطن بالقوة تجاه إيران؟
  • بين واشنطن وطهران.. هل حولت الحرب إسرائيل إلى صانع المعادلات؟
  • ضُربت إيران فهل ستشتعل الجبهة العراقية؟
  • حزب الله العراق: سنعمل بشكل مباشر ضد القواعد الأميركية إذا دخلت واشنطن الحرب
  • كتائب حزب الله العراقية تهدد باستهداف المصالح الأميركية بحال تدخلها بالحرب بين إيران وإسرائيل