لجريدة عمان:
2025-06-13@09:52:01 GMT

عن الوثيقة في كتب التراث العماني

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

كان للتأليف عند العمانيين في العصر الإسلامي وما تلاه مناهج وطرائق، ولهم في استمداد المعارف مسالك ومشارب، ومع أن التراث العماني لم يخرج جلُّه عن قالب علوم الشريعة الإسلامية التي يتصدّرها الفقه، لكنْ لم يَحُل ذلك دون تعدد مصادر التأليف التي اتكأ عليها المصنِّفون وأخذوا منها. والحق أن المكتوب من المصادر كان موازيًا للمروِيّ، لكن المصادر المكتوبة كانت الغالب مما اعتمده أرباب التأليف لا سيما أولئك الذين صنّفوا الكتب المطوّلة في الفقه وعلم الكلام.

ومن تلك المصادر المكتوبة ما يمكن أن نطلق عليه اليوم مصطلح "الوثائق"، وهي بمفهومها البسيط أوعية عليها كتابة لإثبات حق، أو نقل خبر، أو بيان حال، أو ما شابه ذلك مما يقتضي التوثيق لمن يقع المكتوب في يده في الحال أو المستقبل، وهذا بطبيعة الحال ليس تعريفًا اصطلاحيًا بقدر ما هو تفسير بلغة خاصة. وقد عُرِف اصطلاح الوثيقة في التراث العُماني منذ زمن بعيد، ومما دلَّ على ذلك نقل أبي المنذر سلمة بن مسلم العوتبي (ق5هـ) في كتاب الضياء أن أهل الجاهلية كانوا يكتبون الوثائق.

على أنه قد يكون المراد بالوثائق فيما ذكره العوتبي ليس مطابقًا للتعريفات المعاصرة، لكن الاصطلاح اليوم ينطبق إلى حد بعيد على المكاتبات أو المراسلات، والحجج الشرعية نحو الأحكام والصكوك والوصايا وما في حكمها. وهذه الأصناف من الوثائق رغم أن الحال يقتضي أن تبقى في أيدي أصحاب العلاقة ثم من يأتي بعدهم، نُقِل بعض منها في كتب الفقه في سياقات متعددة أبرزها النوازل والجوابات الفقهية، أو سياق الاستدلال الفقهي، أو مما زاده المطالِعون والنُّسّاخ والمعلقون. وبالمثل انتشر نقل الوثائق التي يدخل بعضها في مفهوم (السِّيَر) مثل عهود الحكّام إلى ولاتهم وعمّالهم، أو رسائل العلماء إلى بعضهم، وكل ذلك داخل أيضًا في باب ما يُعرَف بالسياسة الشرعية.

على أن الكثير من الوثائق بكل أشكالها نُقِلَتْ في المخطوطات ضمن ما يُعرَف بـ "خوارج النص"، سواء بخطوط النسّاخ أو بأيدي من جاء بعدهم، فأصبح بعضها في حكم النصوص المستقلة ضمن مجموع، ولها أمثلة كثيرة فيما وصلنا من مخطوطات، وقد تعرَّضت لهذا المبحث في كتاب (المخطوط العماني – التاريخ والتقاليد).

أما عن قيمة المنقول من الوثائق في كتب التراث العماني فحسبنا إن علمنا أن تلك الكتب غدت مصادر وحيدة لتلك الوثائق التي يرجع بعضها إلى أزمنة لم تصلنا منها أصول وثائقية قَطّ، أو بقي قليل نادر يرجع إلى عصور لاحقة.

وليس بعجيب أن يشتغل الدارسون برصد واستقراء الوثائق المنقولة في كتب التراث الإسلامي عامة، فهناك عشرات الدراسات التي عُنِيت بالوثائق التفتت إلى ما نُقِل في الكتب المصنَّفَة من وثائق، ولعل من أبرز أمثلتها دراسة محمد حميد الله (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة) التي يقول في مقدمتها: "وإذا كانت أصول الوثائق قد ضاعت فقد حفظ لنا رواة الحديث والمؤرخون جملة صالحة منها كما يظهر ذلك في تذكرة المصادر التي ألحقناها بهذا الكتاب".

وفي هذه السلسلة نود أن نتعرّض لأمثلة من الوثائق التي تحفل بها الكتب العمانية، مع محاولة اكتناه ما تتضمنه من دلالات تاريخية حضارية، واستقراء ما تدور حوله من قضايا، وما وردت فيه من سياقات. ونكاد نزعم أنه لو جُمِع شتات تلك الوثائق لتشكّلت موسوعة وثائقية كبيرة، ولغدت مرتعًا لدراسات التاريخ والحضارة وفروع أخرى من العلوم الإنسانية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من الوثائق فی کتب

إقرأ أيضاً:

العماني يشارك في حفل «فورها نوستالجيا» ويحصد نجاح أغنية «لحبيبي» مع ميريام فارس

كان الصوت العربي الوحيد في الأوبريت العالمي «فنانون من أجل الوحدة العالمية» مع نخبة من أشهر نجوم العالم

حالة من النشاط والنجاحات الفنية يعيشها حاليا المطرب يوسف العماني سواء على مستوى التلحين أو الغناء والمشاركة في المهرجانات، عن كل هذه الأخبار تحدث العماني لـ «الأنباء» قائلا: انتهيت من تعاون جديد جمعني بالنجمة ميريام فارس من خلال أغنية بعنوان «لحبيبي» تم طرحها منذ شهرين وتخطت حاجز الـ 20 مليون مشاهدة، وهي من ألحاني وكلماتي، والاغنية استمرار لتعاوناتنا السابقة، حيث قدمنا معا أغاني «معليش» و«خلاني» و«قومي» و«هذا الحلو»، وغيرها من الأعمال الناجحة، وعندي أغنية جديدة مع الشاعر تركي السويلم من غنائي وألحاني وميكس وسيم حسن واسمها «علاقة واضحة»، فكرتها جدا جميلة، وستنزل قريبا، بالإضافة إلى أنني أشتغل على ميني ألبوم جديد.وأكمل العماني: أشارك في حفل استثنائي مليء بالطرب والحنين يحمل عنوان «فورها نوستالجيا» المقررة إقامته الجمعة في «جدة سوبر دوم»، ويعد هذا الحفل بمنزلة رحلة موسيقية عبر الزمن، حيث سيعيد إلى الأذهان ذكريات الزمن الجميل، بمشاركة نخبة من الفنانين والفنانات الذين أثروا الساحة الفنية بأعمالهم الخالدة التي شكلت ذكرياتنا الجميلة في الفترة من عام 2000 إلى عام 2010، ومن الأسماء المشاركة مساري واحمد الشريف وايوان ومايا نصري وفرقة «واما» وسامو زين وجنات وهيثم سعيد وفرقة «بلو» العالمية.

من جانب آخر، كشف العماني عن أنه شارك بالغناء كصوت عربي وحيد مع نخبة من أشهر نجوم العالم، مثل فرنش مونتانا، وسي لو جرين، وفانيتشا، وكيني لاتيمور، وإميلي إستيفان، من خلال الأوبريت العالمي «فنانون من أجل الوحدة العالمية» والذي يعتبر صرخة أمل ورسالة سلام تتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، لافتا إلى أن الصحف الأميركية كتبت عن مشاركته في هذا الحدث، ومنها «فوكس نيوز» الشهيرة، ليحقق بذلك العماني حلمه الذي سعى إليه كثيرا وهو الوصول إلى العالمية.

الأنباء الكويتية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الاتحاد العماني يطالب بالشفافية والإنصاف .. والفلسطيني يشكو حكم اللقاء !
  • العماني يشارك في حفل «فورها نوستالجيا» ويحصد نجاح أغنية «لحبيبي» مع ميريام فارس
  • «لمه عل بحر».. تجارب استثنائية
  • تفاصيل جديدة لأخطر قضايا التجسس التي طالت السلك الدبلوماسي اليمني في الخارج
  • ايران: الوثائق التي حصلنا عليها تكشف تعاون مدير الوكالة الذرية مع اسرائيل
  • الإفراج عن الفتاة التي أساءت لفريق رياضي لدولة مجاورة
  • الأخلاق الناعمة في المجتمع العمانيّ
  • خالد بن أحمد القاسمي: رؤية حاكم الشارقة جعلت من الوثيقة مرجعاً لتعزيز الوعي
  • هذه تفاصيل العملية الاستخباراتية الإيرانية في قلب الكيان الصهيوني
  • صوفان: من ضمن الصلاحيات التي طلبناها من رئيس الجمهورية إمكانية القيام بإجراءات، منها إطلاق سراح الموقوفين الذين لم تثبت إدانتهم إضافة إلى أمور تفاعلية مع مؤسسات الدولة