تحقيق: شبكات إماراتية تجند مرتزقة كولومبيين للقتال مع الدعم السريع في السودان
تاريخ النشر: 6th, November 2025 GMT
كشفت مؤسسة "The Sentry" الأمريكية، المتخصصة في تتبع شبكات تمويل العنف حول العالم، عن تورط شركات أمنية إماراتية وكولومبية وبنمية في إرسال مرتزقة إلى السودان لدعم قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، مؤكدة أن الجهة الممولة الرئيسة لهذه العمليات هي رجل أعمال إماراتي يرتبط تجاريا بمسؤول حكومي رفيع في الإمارات.
ووفقا للتحقيق الذ نشرته المؤسسة تحت عنوان «مرتزقة في السودان مرتبطون بشريك تجاري لمسؤول رفيع في حكومة الإمارات»، فإن المرتزقة الكولومبيين المعروفين باسم "ذئاب الصحراء" انضموا إلى صفوف قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، حيث شاركوا في تدريب الأطفال والمشاركة في قتل المدنيين.
رجل أعمال إماراتي وشركات أمنية واجهة
حدد التحقيق هوية المورد الرئيس للمرتزقة بأنه محمد حمدان الزعابي، مالك شركة غلوبال سيكيورتي سيرفيسز غروب (GSSG)، التي تصف نفسها بأنها "المزود الأمني المسلح الوحيد لحكومة الإمارات".
وأشارت المؤسسة إلى أن الشركة أُسست عام 2016 على يد أحمد محمد الحميري، الأمين العام لديوان الرئاسة الإماراتية — وهو منصب يعادل رئيس موظفي البيت الأبيض في النظام الأمريكي — قبل أن ينقل الحميري ملكية الشركة بالكامل إلى الزعابي في عام 2017.
ويعد هذا الارتباط، بحسب التقرير، دليلا إضافيا على صلة الإمارات بمستويات رفيعة بقوات الدعم السريع. ويشرف الحميري على ديوان يرأسه حاليا الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي يتهم بالوقوف وراء دعم أبوظبي للميليشيا السودانية.
كما يمتلك الزعابي والحميري حصصا ضخمة في شركات أمنية أخرى داخل الإمارات، بينها شركة “سكيورتي غارد ميدل إيست” التي بيعت عام 2023 مقابل 82 مليون دولار لشركة تابعة لمستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد.
شبكة تجنيد عابرة للقارات
أوضح التحقيق أن شركة "GSSG" تعاقدت عام 2024 مع شركة كولومبية تدعى "Agency for Security International (A4SI)"، لتجنيد مئات الجنود السابقين ونقلهم إلى السودان.
وتدار الشركة الكولومبية من قبل العقيد المتقاعد ألفارو كيخانو المقيم في الإمارات، والمسجلة باسم زوجته كلوديا أوليفيروس.
أما الرواتب والمستحقات المالية لهؤلاء المرتزقة، فتحوّل عبر شركة بنمية تدعى "Global Staffing S.A".، في ما وصفته "The Sentry" بشبكة مالية متشابكة تستخدم لتغطية حركة الأموال بين الأطراف المشاركة.
وأشار التحقيق إلى أن كيخانو مثل شركة "GSSG" في اتصالات سياسية بتشيلي عام 2024، ما يدل على امتداد نشاط الشركة إلى أمريكا اللاتينية.
تورط إماراتي ممنهج
ذكرت المؤسسة أن هذه الأنشطة تأتي ضمن نهج إماراتي أوسع يعتمد على توظيف الأجانب والمرتزقة في مهام عسكرية عبر شركات خاصة. وأوضحت أن عددا من المرتزقة الكولومبيين تلقوا تدريبات في أبوظبي، قبل أن يعاد نشرهم عبر قاعدة بوصاصو في الصومال إلى مناطق صراع أخرى، منها السودان.
وفي ايلول/سبتمبر الماضي٬ قدمت الحكومة السودانية شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات وشركات GSSG وA4SI، متهمة إياها بتمويل وتجنيد مقاتلين لصالح قوات الدعم السريع. وقد نفت أبوظبي الاتهامات، ووصفت الأدلة الواردة في التحقيق بأنها “مفبركة”.
توصيات وتحذيرات
دعت مؤسسة "ذا سنتشري" في ختام تقريرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى فتح تحقيقات فورية في أنشطة كل من: ( محمد حمدان الزعابي - شركة GSSG - ألفارو كيخانو - كلوديا أوليفيروس - شركة A4SI الكولومبية - شركة Global Staffing S.A. البنمية)
كما طالبت بفرض عقوبات صارمة عليهم بموجب القوانين الخاصة بالسودان أو برامج العقوبات الدولية ذات الصلة، معتبرة أن تلك الأنشطة تقوض السلام والأمن والاستقرار في السودان.
ودعت المؤسسة المؤسسات المالية الدولية إلى تشديد الرقابة على تعاملات الشركات الأمنية الإماراتية، مؤكدة أن علاقة الزعابي الوثيقة بالحميري تشير إلى دعم محتمل من مستويات عليا داخل الحكومة الإماراتية لأنشطة قوات الدعم السريع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية مرتزقة السودان الدعم السريع الإمارات الزعابي السودان الإمارات مرتزقة الزعابي الدعم السريع المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يتقهقر في دارفور وسط معاناة إنسانية
أشارت شبكة القاهرة الإخبارية نقلاً عن مراسلها إلى أن الأوضاع في الفاشر كارثية، إذ يُعرقل الدعم السريع ويمنع المواطنين من الخروج.
وأشارت الشبكة إلى أن الدعم السريع انسحب من بعض المناطق في إقليم دارفور.
قالت مصادر سودانية إن قوات الدعم السريع تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الصراع.
ويأتي ذلك في إطار تواصل جرائم الدعم السريع تجاه أبناء الشعب السوداني.
وقال حسن داوود، وزير الدفاع السوداني، إنه تم تشكيل لجنة وطنية بشأن المسائل المتعلقة بالوضع الإنساني.
وأضاف :"التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة".
اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأشار وزير الدفاع السوداني إلى أن مجلس الأمن والدفاع ناقش جرائم الدعم السريع في الفاشر.
وقال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إنه يجب وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى السودان.
وتابع :"يجب إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع المدنيين في السودان دون عوائق".
ودعا جوتيريش إلى وقف فوري للحرب في السودان.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي ويونيسف من المجاعة في السودان.
وقالت المنظمات الأممية الثلاث :"حالة المجاعة تأكدت في مدينة الفاشر".
وأضافت :"من المتوقع أن يتفاقم الجوع في السودان اعتبارا من فبراير 2026 مع نفاد مخزونات الغذاء واستمرار القتال".
وأكملت :"انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وصلا لأعلى مستوياتهما في الفاشر".
وذكرت وسائل إعلام سودانية، في وقت سابق، أن اجتماع مجلس الأمن والدفاع بالخرطوم انتهى ىدون الاتفاق على هدنة.
وأكدت لجنة الإنقاذ الدولية، في وقت سابق، على ارتفاع في عدد الأطفال اللاجئين إلى مخيم طويلة من دون ذويهم.
وأوضحة اللجنة أن هناك 170 طفلا وصلوا من الفاشر لمخيم طويلة من دون ذويهم.
وذكرت شبكة أطباء السودان، في وقت سابق، أن هناك عشرات الجثث مكدسة في منازل بمدينة بارا بشمال كردفان وقوات الدعم تمنع الأهالي من الاقتراب منها.
ودعا جوتيريش، في تصريح اليوم، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التعاون مع مبعوثه الخاص للسودان من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع الدامي.
وشدد الأمين العام على أن كابوس العنف في السودان يجب أن ينتهي، مؤكداً دعم الأمم المتحدة لجميع الجهود الرامية إلى وقف القتال وإغاثة المتضررين وتعزيز السلام الدائم.
وأشارت مصادر سودانية إلى أن قوات الدعم السريع قامت بتصفية جميع الأطباء داخل المستشفي بالإضافة إلى النساء الحوامل والمواليد.
وأكدت المصادر أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة واقتحمت المستشفى الطبي بمدينة بارا بولاية شمال كردفان.