جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-17@09:45:02 GMT

رمضان فرصة لتجديد الروابط الأسرية

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

رمضان فرصة لتجديد الروابط الأسرية

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

شهر رمضان المبارك ينتظره الجميع بشغف وتوق، ليس فقط لما يحمله من المعاني الروحانية والتقرب إلى الله، بل لما يتيحه من فرص لتجديد الروابط الأسرية وتعزيز العلاقات الاجتماعية. فمع الشهر الكريم تتجدد الآمال وتتفتح القلوب لاستقبال أيام مليئة بالخيرات والبركات.

إن استقبال رمضان لا يقتصر فقط على الصوم والعبادة، بل يتعدى ذلك إلى تعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية، حيث يعتبر الشهر الفضيل فرصة عظيمة للمسلمين لتقوية الأواصر الأسرية، ولكن لتحقيق ذلك يجب أن نكون واعين لأهمية تنظيم أوقاتنا خلال هذا الشهر، فالتخطيط الجيد لجدول الأنشطة اليومية، بما في ذلك أوقات الإفطار والسحور، يمكن أن يسهم في خلق جو من الألفة والمحبة داخل الأسرة، كما يجب أن نحرص على تخصيص أوقات للعائلة للعبادة والعبادات الروحانية، مثل قراءة القرآن معاً، أو إقامة صلاة التراويح كعائلة، مما يعزز من الروح الجماعية ويقوي العلاقات.

كما يجب علينا استغلال أيام رمضان في زيارة الأرحام والجيران؛ حيث يعتبر هذا الشهر فرصة مثالية لإعادة التواصل مع أفراد العائلة الذين قد نكون ابتعدنا عنهم، فزيارة الأرحام ليست مجرد عادة؛ بل هي واجب ديني واجتماعي يعكس القيم الإنسانية الرائعة التي يتمتع بها المجتمع المسلم، فهذه الزيارات تسهم في تقوية الروابط الأسرية وتعميق المحبة بين الأفراد، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك.

ويتمتع الجيران بمكانة خاصة في الإسلام، حيث يحث المسلمون على حسن الجوار والاعتناء بالآخرين، خاصة في رمضان، وفي عُمان كان ولا يزال تحضير الصواني وتوزيع الإفطار على الجيران من أبرز مظاهر الشهر الفضيل، حيث يعكس روح التعاون والمودة بين الناس وإن كانت هذه العادة الحميدة قد قلَّت إلا أنه من الأهمية زرعها لدى الأطفال وعودتها، فتلك اللحظات البسيطة من المشاركة تعزز من العلاقات الاجتماعية وتخلق أجواء من السعادة والسكينة.

وفي إطار العلاقات الأسرية، يجب أن نعمل على تعزيز المودة بين الأخوة والأخوات؛ حيث يعتبر رمضان فرصة رائعة لحل النزاعات أو التوترات السابقة، وإن الجلوس معاً لتناول الإفطار أو السحور، ومشاركة الأحاديث والذكريات العائلية، يمكن أن يسهم في إعادة بناء الثقة والمحبة بين أفراد الأسرة، فالتصالح والتقارب في هذا الشهر الكريم يعدان تجسيدًا ملموسًا لقيم التسامح والمحبة التي دعا إليها الدين الإسلامي.

إنَّ شهر رمضان هو وقت للتأمل والتفكر، وهو فرصة لتجديد العلاقة مع الله، ومن خلال الصلاة وقراءة القرآن والدعاء، يمكننا تعزيز روحانيتنا وتنقية قلوبنا، وإن الشعور بالسكينة والهدوء الذي يأتي مع العبادة يمكن أن ينعكس أيضا على العلاقات الأسرية، حيث يصبح الأفراد أكثر تسامحا وتفهما لبعضهم البعض.

والانغماس في الروحانيات خلال رمضان يساعدنا على رؤية الأمور من منظور أعمق، مما يمكننا من تجاوز الخلافات والنزاعات، فالأجواء الروحانية التي تسود في هذا الشهر المبارك تدعونا جميعا للعودة إلى القيم الأساسية التي تجمعنا وتوحدنا.

إنَّ شهر رمضان المبارك هو أكثر من مجرد شهر للصوم والعبادة، بل هو فرصة لتجديد الروابط الأسرية وتعزيز العلاقات الإنسانية، ومن خلال المحافظة على أوقاتنا وأيامنا في هذا الشهر، وزيارة الأرحام والجيران، وتعزيز المودة بين الأخوة والأخوات، يمكننا أن نبني مجتمعا أكثر تماسكا وقوة، فلنجعل من هذا الشهر الكريم فرصة للتصالح والتقارب، ولنتذكر دائمًا أن الروحانيات التي نعيشها في رمضان يجب أن تستمر في حياتنا اليومية، لتظل قيم المحبة والتسامح حاضرة في قلوبنا وعلاقاتنا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تلك فرصة لا تعوض الا بمثلها

يوم عرفة والوقوف بها يعتبر هو الحج كما في الحديث (الحج عرفة) والدليل من السنة، حديث عبد الرحمن بن يعمر عن رسول الله قال: «الحج عرفة وهو أعظم ركن في الحج،

من فاته الوقوف بعرفة فاته الحج ففي هذا اليوم تخلو مكة من الحجاج لاستقرارهم بمشعر عرفة ومنذ مساء اليوم الثامن حتى مساء يوم عرفة يهرول اهل مكة الى الحرم الشريف ليتمتعوا بالطواف حول الكعبة وتقبيل الحجر الأسود وأداء الصلوات وتلك هي فرصة عظيمة لا هل مكة لا تعوض الا بمثلها .

ولذا تجد صحن الحرم يموج بمن فيه من اهل مكة رجالا ونساء كموج البحر الهائج فالحرم لهم اليوم لوحدهم ولكن ما ان يتحول الحجاج من عرفة متجهين الى مزدلفة وثم الى منى حتى يبدا الحجاج بالوصول الى الحرم الشريف لا داء طواف الافاضة او الوداع لمن يتعجلون فهنيء لكم يا اهل مكة لتمتعكم بالحرم الشريف طوال يوم عرفة وليله بالحرم .

ويا ترى كيف سيكون شعور اهل مكة بتفردهم بالحرم طوال تلك الساعات التي قد تزيد عن ال 24 ساعة فطواف وصلاة وتقبيل الحجر الأسود مرات ومرات بدون الشعور بالزحام الله اكبر ما اجمله من يوم وليله ويا حظ اهل مكة بتلك الفرصة الثمينة والتي لا يطاله ثمن .

ولذا فعليهم ان يرفعوا اكفهم الى الله سبحانه شكرا له على تلك المنحة العظيمة ومن المؤكد ان اهل مكة سيشبعون وان لم يشبعوا من التمتع بالحرم تلك الساعات التي ينتظرونها لعام كامل الا يوما واحدا هو يومهم هو يوم عرفة.

 

مقالات مشابهة

  • العلاقات الأسرية القوية تدعم النوم الهادئ للأطفال.. دراسة تؤكد
  • النجمة يتوصل لاتفاق لتجديد عقد مدربه ماريو سيلفا
  • مبيعات التجزئة في الصين تتجاوز التوقعات رغم التوترات التجارية
  • وزارة الإعلام تطلب من جميع الوسائل الإعلامية المُرخَّصة سابقاً مراجعة الوزارة لتجديد التراخيص
  • لو هتشتري شقة.. طريقة التسجيل بالشهر العقاري 2025
  • تلك فرصة لا تعوض الا بمثلها
  • مع استمرار الضربات الإيرانية.. إسرائيل تُمدد حالة الطوارئ حتى نهاية الشهر
  • محمد بن سعود يبحث الروابط الوثيقة مع أبناء قبيلة الحبوس
  • القبض على عامل لاتهامه بقتل زوجته بسبب الخلافات الأسرية بالبحيرة
  • الإجازة الصيفية.. فرصة لتعزيز المهارات والمشاركة الأسرية