تعد إصابات الرأس الناتجة عن السقوط واحدة من الحوادث الشائعة التي يمكن أن تحدث في مختلف الظروف، بدءًا من الحوادث البسيطة في المنازل إلى الحوادث الكبيرة في أماكن العمل أو أثناء ممارسة الرياضة، وتعتمد تأثيرات السقوط على عدة عوامل مثل قوة الاصطدام، ومكان الإصابة، والتوقيت الذي يتم فيه تلقي الرعاية الطبية.

وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة أمل الهاشمية استشارية أولى في طب المخ والأعصاب والأوعية الدموية الدماغية بمستشفى عمان الدولي، أن السقوط على الرأس يمكن أن يحدث في مواقف مختلفة، مثل السقوط أثناء ممارسة الرياضة أو عند النزول أو الصعود من الدرج، بالإضافة إلى السقوط في الحمام نتيجة أرضية مبللة. وأشارت إلى أن شدة الإصابة تعتمد على المكان الذي تعرض للإصابة وقوة السقوط، حيث تظهر بعض الأعراض على الفور، بينما قد تتأخر أعراض أخرى وتظهر بعد سنوات من الحادث.

وأكدت الدكتورة أمل على أن أبرز الأعراض المصاحبة للسقوط على الرأس تشمل الصداع، وفي بعض الأحيان قد يصاحبها مشاكل بصرية مثل ازدواجية الرؤية أو نقص في الإبصار. كما قد يعاني المصاب من نقص التركيز أو مشكلات في الذاكرة، والدوران أو الدوخة، وعدم التوازن في المشي. وأضافت أن بعض الحالات قد تعاني من اضطرابات في النوم. وتزيد شدة الأعراض في حال حدوث الإغماء، إذ تزداد احتمالية ظهور أعراض أكثر خطورة على المدى القريب أو البعيد.

وفي حالة السقوط المصحوب بنزيف داخل الدماغ، فإن التداعيات تصبح أكثر خطورة، حيث قد يتسبب النزيف في غيبوبة أو حدوث سكتة دماغية أو تراكمات دموية تحت الشبكة العنكبوتية. وتحتاج هذه الحالات إلى تدخلات طبية عاجلة، قد تشمل إجراءات علاجية أو جراحية حسب حجم ومكان النزيف.

وأضافت الدكتورة أمل أن هناك حالات تستدعي إجراء فحوصات طبية متقدمة مثل الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي، وذلك في حالة ظهور أعراض مثل ارتفاع ضغط الرأس، أو القيء المتكرر، أو الصداع الشديد، أو ازدواجية الرؤية، أو الإغماء. وفي حالات الطوارئ، عادة ما تكون الأشعة المقطعية هي الأكثر استخدامًا.

وفيما يتعلق بالأسباب الأكثر شيوعًا لإصابات الرأس، أكدت الدكتورة أمل أن الحوادث الناجمة عن السقوط من أماكن مرتفعة، مثل تلك التي تحدث في مواقع العمل الإنشائية، تعد من أخطر الحوادث التي تؤدي إلى نزيف دماغي أو إصابات شديدة في الدماغ. كما تطرقت إلى السقوط الذي يحدث في المنازل أثناء الركض أو بسبب أرضيات مبللة في الحمام أو أثناء ممارسة الرياضة، التي يمكن أن تكون خطيرة إذا كانت الإصابة مباشرة في الرأس.

وفي الختام، قدمت الدكتورة أمل نصيحة مهمة بضرورة مراقبة أي شخص يتعرض لإصابة في الرأس نتيجة السقوط، خاصة إذا كانت الإصابة قوية أو حدثت نتيجة السقوط من مكان مرتفع. وشددت على ضرورة عدم التهاون في مثل هذه الحالات والقيام بتقييم الحالة الطبية بشكل عاجل في أقرب قسم طوارئ.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدکتورة أمل

إقرأ أيضاً:

حبس طبيبة مصرية لدعم غزة عبر واتساب.. وتجديد حبس شباب بقضية لافتة فلسطين

تواصل السلطات المصرية حملات الاعتقال ضد المتضامنين مع القضية الفلسطينية، حيث أصدرت نيابة أمن الدولة العليا قرارًا جديدًا بحبس الطبيبة سوزان محمد سليمان محمود (67 عامًا)، وهي طبيبة جراحة، لمدة 15 يومًا احتياطيًا على ذمة القضية رقم 4880 لسنة 2025، على خلفية اتهامها بالمشاركة في تنظيم قافلة تضامنية لكسر الحصار عن قطاع غزة.

وكانت قوات الأمن قد داهمت منزل الطبيبة منتصف ليل 12 حزيران/يونيو الجاري، وجرى تعصيب عينيها واقتيادها إلى جهة غير معلومة، قبل أن تظهر لاحقا لدى نيابة أمن الدولة العليا، التي وجهت لها اتهامات بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة". 

وتشير روايات حقوقية إلى أن الطبيبة سوزان تعرضت للاختفاء القسري لمدة تسعة أيام، داخل أحد مقار جهاز الأمن الوطني، قبل عرضها على النيابة.

وتستند الاتهامات، بحسب الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، إلى تواجدها في مجموعة مغلقة على تطبيق "واتساب"، كانت تناقش ترتيبات قافلة تضامنية متجهة من مصر إلى غزة في إطار التحركات الشعبية المطالبة برفع الحصار الإسرائيلي.



"لافتة فلسطين".. قضية لم تغلق منذ عام
وفي سياق متصل، جددت محكمة جنايات أمن الدولة (دائرة الإرهاب الثالثة في محكمة بدر) يوم الأربعاء الماضي، حبس ستة شباب من محافظة الإسكندرية لمدة 45 يومًا على ذمة القضية رقم 1644 لسنة 2024، المعروفة إعلاميًا بقضية "لافتة فلسطين".

وكانت قوات الأمن قد اعتقلت هؤلاء الشبان في نيسان/أبريل 2024، على خلفية تعليقهم لافتة على أحد كباري الإسكندرية تطالب بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. ووجهت لهم نيابة أمن الدولة تهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة" و"الاشتراك في تجمهر".

ومن بين المعتقلين عبد الله أحمد، عمر الأنصاري، شهاب الدين، محمد دياب، والقيادي العمالي شادي محمد، أحد مؤسسي المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، واللجنة الشعبية للتضامن مع فلسطين في المدينة.


مجموعات الواتساب تحت المراقبة
وفي تطور لافت هذا الشهر، حققت نيابة أمن الدولة العليا مع سيف الدين عادل (24 عامًا – حاصل على بكالوريوس في الهندسة) على ذمة القضية 3562 لسنة 2025، وقررت حبسه احتياطيًا لمدة 15 يومًا، بتهم مشابهة تتعلق بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية" بعد اتهامه بالمشاركة في تعليق لافتات داعمة لغزة، والانضمام إلى مجموعة محادثات مغلقة على "واتساب".

وألقت قوات الأمن القبض على سيف من منزله في 13 أيار/مايو الماضي، وبقي قيد الاختفاء القسري لـ21 يوما، قبل أن يظهر في نيابة أمن الدولة دون أن تتلقى أسرته أي رد على الشكاوى المقدمة إلى النائب العام.

وبحسب تقارير حقوقية، تضم القضية ذاتها ما لا يقل عن 20 متهما، جرى اعتقالهم تباعا في آيار/مايو الماضي، على خلفية تضامنهم العلني مع غزة، بعضهم شارك في فعاليات سلمية، وآخرون لم يُنسب لهم سوى تواجدهم في مجموعات محادثة لم تشهد أي نشاط ميداني.

التضامن ممنوع
وتشير معطيات المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إلى أن حملة القمع ضد المتضامنين مع فلسطين منذ بداية العدوان على غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفرت عن اعتقال 186 شخصا موزعين على 16 قضية، جميعها أحيلت إلى نيابة أمن الدولة العليا بتهم تتعلق بالإرهاب.

ووفقًا للبيانات المحدثة حتى حزيران/يونيو الجاري٬ لا يزال 150 شخصا رهن الحبس الاحتياطي، بينهم ثلاثة أطفال لم تتجاوز أعمارهم 18 عامًا عند اعتقالهم، إضافة إلى عشرات الأشخاص الذين أطلق سراحهم لاحقا بعد توجيه تهم أقل حدة، أو دون تحقيق رسمي.

وبحسب مصادر حقوقية، توسعت رقعة القمع لتشمل حتى معارف أو أصدقاء المتضامنين، إذ شملت إحدى القضايا شبانا لم يشاركوا بأي نشاط ملموس، واكتفي بضمهم بسبب علاقتهم ببعض المتهمين أو تواجدهم في مجموعات دردشة إلكترونية.


بين غزة وسجون القاهرة
وتعكس هذه الحملة المتصاعدة، بحسب مراقبين، تصاعدا في استراتيجية التضييق على الأصوات المعارضة أو المتضامنة مع القضية الفلسطينية داخل مصر، إذ لم تعد التهم مقتصرة على من يرفع شعارات أو يشارك في مظاهرات، بل بات مجرد النقاش الإلكتروني حول غزة سببا كافيا للاعتقال والاتهام بالإرهاب.

في المقابل، تتوالى الدعوات الحقوقية المحلية والدولية للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية تعبيرهم السلمي عن الرأي، واحترام التزامات مصر الدولية في مجال حرية التعبير والتجمع السلمي.

وبينما يتواصل العدوان على قطاع غزة، ويواجه أهله المجاعة والدمار، يجد كثير من المصريين أنفسهم مهددين بالحبس فقط لأنهم عبروا عن تضامن إنساني تجاه المحاصرين على بُعد كيلومترات من حدودهم.

مقالات مشابهة

  • كيف حافظ النظام الإيراني على نفسه من السقوط؟
  • حبس طبيبة مصرية لدعم غزة عبر واتساب.. وتجديد حبس شباب بقضية لافتة فلسطين
  • تعرف على طرق الوقاية من حرائق السيارات أثناء السير بالمحاور
  • غليزان.. الإطاحة بشبكة مختصة في السرقة والسطو على المنازل 
  • وزير روسي: قطاع الطاقة يواجه تحديات خطيرة تتطلب مسؤولية مشتركة
  • الدكتورة خلود ترد على طلب ابنتها للمال: خذوا من أبوكم! .. فيديو
  • صحيفة إسرائيلية: ما الرؤوس الحربية التي ما زالت تملكها إيران وقدراتها التدميرية؟
  • مؤسسة علي قصب تنظم يوماً طبياً مجانياً في كفرشوبا
  • وفاة 49 شخصًا وإصابة 485 آخرين في حوادث مرورية خلال إجازة العيد
  • انقلاب قضائي في قضية هيفاء وهبي .. قرار منع الغناء يوشك على السقوط!