القمة العربية في القاهرة.. خطة مصرية لإعمار غزة وتحديات التنفيذ| فما هي؟
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
عقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة يوم الثلاثاء لمناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة، حيث تبنت القمة الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع.
وتأتي هذه الخطة كبديل لخطة "ريفييرا الشرق الأوسط" التي طرحتها الإدارة الأمريكية سابقًا، مع التأكيد على عدم تهجير السكان الفلسطينيين.
وشهدت القمة مشاركة واسعة من القادة العرب الذين شددوا على ضرورة دعم الفلسطينيين وحماية حقوقهم.
تسعى الخطة المصرية إلى تقديم رؤية متكاملة تتضمن عدة مراحل تهدف إلى تحقيق التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وذلك تحت إدارة فلسطينية مستقلة. تشمل الخطة:
مرحلة التعافي المبكر: تمتد لمدة ستة أشهر، وتتضمن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وإعادة الخدمات الأساسية، وإزالة الأنقاض.مرحلة إعادة الإعمار: تمتد على مدى خمس سنوات، وتتضمن بناء 460 ألف وحدة سكنية، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وإنشاء مشاريع استثمارية لتعزيز الاقتصاد المحلي.الضمانات الأمنية والإدارية: تشمل تدريب كوادر أمنية فلسطينية بالتعاون مع مصر والأردن، وتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع.التنسيق الدولي: دعت القمة إلى مشاركة الدول العربية والإسلامية في دعم الخطة وكسب التأييد الدولي لها، مع مطالبة مجلس الأمن بنشر قوات حفظ سلام دولية لضمان الأمن والاستقرار.المواقف العربية والدولية من الخطةأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الخطة تمثل رؤية شاملة تبدأ بمرحلة الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، وصولًا إلى إعادة الإعمار الكامل، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم.
كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على ضرورة إنهاء الأزمة من خلال إطار سياسي يضمن الاستقرار الدائم.
ومن جهته، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي مهامها في غزة، مع تشكيل حكومة فلسطينية تضم كفاءات من أبناء القطاع.
وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رفض بلاده لأي محاولات تهجير للفلسطينيين، مشددًا على أهمية دعم خطة إعادة الإعمار.
الخسائر الناجمة عن الحرب وتأثيرها الاقتصاديتجاوزت الخسائر الاقتصادية التي لحقت بقطاع غزة 53 مليار دولار، حيث تعرضت البنية التحتية لدمار واسع النطاق:
بلغ إجمالي الأضرار المادية 29.9 مليار دولار.انكمش اقتصاد القطاع بنسبة 83% في عام 2024.وصلت معدلات البطالة إلى 80%، مع انهيار شبه كامل للأنشطة التجارية والصناعية.91% من سكان غزة يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، وسط توقعات بحدوث مجاعة واسعة النطاق.تضرر قطاع التعليم بشدة، حيث خرج 745 ألف طفل عن مسارهم التعليمي بسبب تدمير المدارس.آليات تنفيذ إعادة الإعمارتشمل الخطة:
توفير مساكن مؤقتة للنازحين وإزالة الركام من المناطق المدمرة.بناء 200 ألف وحدة سكنية خلال المرحلة الأولى، واستكمال مشاريع البنية التحتية الأساسية.إنشاء منطقة صناعية، وميناء تجاري، ومطار غزة.إزالة 50 مليون طن من الركام، بما في ذلك 800 ألف طن من المواد السامة مثل الأسبستوس.ردم 14 كيلومترًا مربعًا من البحر باستخدام الركام لإنشاء مناطق سكنية جديدة.التحديات المستقبلية وسبل الحلأشارت مسودة الخطة إلى أن تحقيق الاستقرار في غزة يتطلب:
وقف إطلاق نار طويل الأمد.تمكين السلطة الفلسطينية من العودة لإدارة شؤون القطاع.دعم دولي لتنفيذ مشاريع الإعمار والبنية التحتية.التنسيق مع المجتمع الدولي لضمان عدم تهجير السكان الفلسطينيين.تعد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في القطاع، حيث توفر رؤية متكاملة تعالج الأضرار الناجمة عن الحرب وتضع أسسًا لإعادة البناء.
ومع ذلك، فإن نجاح الخطة يعتمد على توفر الدعم الدولي والإرادة السياسية لضمان تنفيذها بالشكل المطلوب، مع الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم ومنع تهجيرهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيسي القمة العربية فلسطين غزة عبدالفتاح السيسي القمة العربية الطارئة إعادة إعمار غزة المزيد الخطة المصریة إعادة الإعمار إعمار غزة
إقرأ أيضاً:
انهيار 3 مبانٍ وغرق آلاف الخيام في غزة وسط أمطار غزيرة وأزمة إنسانية حادة
أكد الدفاع المدني في قطاع غزة يوم الخميس انهيار ثلاثة مبانٍ في مدينة غزة نتيجة الأمطار الغزيرة المصاحبة للمنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، دون وقوع إصابات، وحذر من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط.
وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن آلاف الخيام غُمرت بالمياه منذ فجر الأربعاء، وأن فرق الطوارئ تلقت خلال 24 ساعة أكثر من 2500 نداء استغاثة من نازحين يواجهون أوضاعًا إنسانية قاسية نتيجة انعدام مقومات الحياة وتراجع الخدمات الأساسية بفعل الحصار الإسرائيلي.
ويؤثر المنخفض الجوي على فلسطين منذ فجر الأربعاء، ترافقه كتلة هوائية باردة أدت إلى انخفاض ملموس في درجات الحرارة وتساقط زخات غزيرة على مختلف المناطق، مع تزايد مخاطر الانهيارات نتيجة وجود مئات المنازل المدمرة جزئيًا أو الآيلة للسقوط نتيجة القصف الإسرائيلي خلال الحرب في قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الجمعة بأن الولايات المتحدة طالبت تل أبيب بتحمل تكاليف إزالة الأنقاض من غزة، وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على دفع تكاليف العملية الهندسية الضخمة التي قد تتجاوز مليار دولار، على أن تبدأ بإخلاء منطقة في رفح جنوبي القطاع تمهيدًا لإعادة الإعمار.
وأشار المصدر إلى أن إزالة الأنقاض تُعد شرطًا أساسياً لبدء أعمال إعادة الإعمار ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة، مع رغبة واشنطن في تحويل رفح إلى نموذج ناجح لإعادة تأهيل القطاع وجذب السكان قبل البدء في إعادة بناء المناطق الأخرى لاحقًا.
اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 عندما أعلنت حركة “حماس” بدء عملية “طوفان الأقصى”، وردّت إسرائيل بإعلان حالة الحرب وشنّ حملة عسكرية واسعة النطاق شملت قصفًا مكثفًا وعمليات برية داخل القطاع، ما أدى إلى كارثة إنسانية واسعة. وأسفرت جهود الوساطات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مصر وقطر بدعم أمريكي، عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر شمل وقف العمليات وإدخال مساعدات عاجلة وإطلاق دفعات من المحتجزين.