عقدت القمة العربية الطارئة في القاهرة يوم الثلاثاء لمناقشة التطورات الأخيرة في قطاع غزة، حيث تبنت القمة الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع. 

وتأتي هذه الخطة كبديل لخطة "ريفييرا الشرق الأوسط" التي طرحتها الإدارة الأمريكية سابقًا، مع التأكيد على عدم تهجير السكان الفلسطينيين. 

وشهدت القمة مشاركة واسعة من القادة العرب الذين شددوا على ضرورة دعم الفلسطينيين وحماية حقوقهم.

تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة

تسعى الخطة المصرية إلى تقديم رؤية متكاملة تتضمن عدة مراحل تهدف إلى تحقيق التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، وذلك تحت إدارة فلسطينية مستقلة. تشمل الخطة:

مرحلة التعافي المبكر: تمتد لمدة ستة أشهر، وتتضمن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وإعادة الخدمات الأساسية، وإزالة الأنقاض.مرحلة إعادة الإعمار: تمتد على مدى خمس سنوات، وتتضمن بناء 460 ألف وحدة سكنية، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وإنشاء مشاريع استثمارية لتعزيز الاقتصاد المحلي.الضمانات الأمنية والإدارية: تشمل تدريب كوادر أمنية فلسطينية بالتعاون مع مصر والأردن، وتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع.التنسيق الدولي: دعت القمة إلى مشاركة الدول العربية والإسلامية في دعم الخطة وكسب التأييد الدولي لها، مع مطالبة مجلس الأمن بنشر قوات حفظ سلام دولية لضمان الأمن والاستقرار.المواقف العربية والدولية من الخطة

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن الخطة تمثل رؤية شاملة تبدأ بمرحلة الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، وصولًا إلى إعادة الإعمار الكامل، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم.

كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على ضرورة إنهاء الأزمة من خلال إطار سياسي يضمن الاستقرار الدائم.

ومن جهته، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي مهامها في غزة، مع تشكيل حكومة فلسطينية تضم كفاءات من أبناء القطاع.

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رفض بلاده لأي محاولات تهجير للفلسطينيين، مشددًا على أهمية دعم خطة إعادة الإعمار.

الخسائر الناجمة عن الحرب وتأثيرها الاقتصادي

تجاوزت الخسائر الاقتصادية التي لحقت بقطاع غزة 53 مليار دولار، حيث تعرضت البنية التحتية لدمار واسع النطاق:

بلغ إجمالي الأضرار المادية 29.9 مليار دولار.انكمش اقتصاد القطاع بنسبة 83% في عام 2024.وصلت معدلات البطالة إلى 80%، مع انهيار شبه كامل للأنشطة التجارية والصناعية.91% من سكان غزة يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، وسط توقعات بحدوث مجاعة واسعة النطاق.تضرر قطاع التعليم بشدة، حيث خرج 745 ألف طفل عن مسارهم التعليمي بسبب تدمير المدارس.آليات تنفيذ إعادة الإعمار

تشمل الخطة:

توفير مساكن مؤقتة للنازحين وإزالة الركام من المناطق المدمرة.بناء 200 ألف وحدة سكنية خلال المرحلة الأولى، واستكمال مشاريع البنية التحتية الأساسية.إنشاء منطقة صناعية، وميناء تجاري، ومطار غزة.إزالة 50 مليون طن من الركام، بما في ذلك 800 ألف طن من المواد السامة مثل الأسبستوس.ردم 14 كيلومترًا مربعًا من البحر باستخدام الركام لإنشاء مناطق سكنية جديدة.التحديات المستقبلية وسبل الحل

أشارت مسودة الخطة إلى أن تحقيق الاستقرار في غزة يتطلب:

وقف إطلاق نار طويل الأمد.تمكين السلطة الفلسطينية من العودة لإدارة شؤون القطاع.دعم دولي لتنفيذ مشاريع الإعمار والبنية التحتية.التنسيق مع المجتمع الدولي لضمان عدم تهجير السكان الفلسطينيين.

تعد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في القطاع، حيث توفر رؤية متكاملة تعالج الأضرار الناجمة عن الحرب وتضع أسسًا لإعادة البناء.

ومع ذلك، فإن نجاح الخطة يعتمد على توفر الدعم الدولي والإرادة السياسية لضمان تنفيذها بالشكل المطلوب، مع الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أراضيهم ومنع تهجيرهم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيسي القمة العربية فلسطين غزة عبدالفتاح السيسي القمة العربية الطارئة إعادة إعمار غزة المزيد الخطة المصریة إعادة الإعمار إعمار غزة

إقرأ أيضاً:

التنفيذ الحكومي المُوحَّد

 

 

 

 

خلفان الطوقي

 

أهم استحقاق ينتظر عُمان هو تحقيق الرؤية الوطنية "عُمان 2040"، ومعنى تحقيقها هو إنجاز خطوات مرحلية تمتد لعشرين عاماً، بمعنى أن يتحقق جزء منها خلال الخمسة أعوام الأولى بدءًا من عام 2020 إلى 2025، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية والثالثة والرابعة، إلى أن تكتمل الصورة كاملة كما هو مخطط لها في عام 2040، وليس كما يظن البعض أو يروج من البعض أنه لن يتحقق شيء من الآن، ولكن كل شيء سوف يتحقق في عام 2040، وهذا ليس بصحيح، والصحيح أنَّ الرؤية تتكون من عدة مراحل كما هو موضح أعلاه.

استحقاق رؤية عُمان هو مطلب مجتمعي، كما أنه يعتبر مرجعية للحكومة، ويتم من خلال برامج وطنية تحاول أن تجمع الجهود لتنصب في هدف واحد، وبالرغم من أن الحكومة ترى أنها قطعت شوطا في تحقيق الرؤية، إلا أن هناك أشواطا عديدة وجهودا مضاعفة في الانتظار، والتحديات لم ولن تتوقف، بل تتزايد وتتعقد، وهذه هي طبيعة الحياة، ولابد للاستعداد لها، وتتهيأ الحكومة لذلك بمجموعة من الاستراتيجيات والأدوات.

تحقيق رؤية عُمان يحتاج إلى لغة موحدة من الحكومة؛ بل والأصح تنفيذ مُوحَّد؛ فالتنظير مطلوب ويكون في المراحل الأولى، ومن فوائد التنظير أن يتفق الجميع على كيفية التنفيذ؟، ومن المسؤول عن التنفيذ؟ ومراحله؟ وكيفية توزيع الأدوار؟ وغيرها من تفاصيل دقيقة، وعلى جميع الجهات الحكومية أن تكون على علم بذلك، لذلك فلا بُد من أن يكون التنفيذ موحدا وممنهجا ومركزا، وبدون ذلك فإن تحقيق الرؤية سوف يكون صعبًا ومعقدًا للغاية.

أثبتت الأحداث والأيام أنه لا يوجد ملف بيد جهة حكومية واحدة، لذلك إذا أرادت الحكومة أن تحقق نجاحات وقفزات، فلابد أن تعمل وفق قاعدة: فكر وكلمة وتنفيذ موحد، وهذا سوف يحقق لها ما تسعى إليه، وفي أوقات قياسية، وما المرحلة الأولى من رؤية "عُمان 2040" إلا فرصة للتجهيزات والاستعدادات لما هو قادم، وعلينا الإيمان بأنَّ القادم لن يكون سهلًا أبدًا، وجميع السيناريوهات وكيفية التعامل معها حاضرة وبكامل الجاهزية الممكنة.

ولتوضيح الصورة أكثر أذكر ملف التعمين أو كما أعيد تسميته بمصطلح "التوطين"، ما زال الكثير يرى أن وزارة العمل هي المسؤولة عنه، ولكن الواقع يقول غير ذلك، وإن كانت الوزارة هي من في فوهة المدفع، ولكن لابد من توافر العوامل المساعدة من كل الجهات الحكومية، وذكرت هذا المثال فقط للتوضيح، ولكن ذلك ينطبق على كل الملفات مثل الصحة والإسكان والتنمية الاجتماعية، وغيرها من مواضيع، خاصة الخدمية منها.

التوقعات ليست سوداوية أو تشاؤمية؛ بل هكذا يُخبرنا التاريخ، والاحداث التي مرت خير شاهد لذلك، ولكن بالتعامل مع المواضيع والتحديات بشكل متحد ومنصهر ومتكامل يكون أسهل، والجهود ملحوظة وفعَّالة، والتعامل مع المعطيات والمستجدات أسرع، عليه، فلا بُد أن يضع الجميع من الجهات الحكومية هذه الشعارات: لا إنجاز لجهة حكومية واحدة مالم تتحد مع غيرها من الجهات، والمنجز ليس لجهة دون غيرها؛ بل لتنمية عُمان ومواطنيها والمقيمين فيها، والمعول على تنفيذ ذلك مجلس الوزراء أولا، ووحدة تنفيذ ومتابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2040"، والبرامج الوطنية المتفرعة منها، متأملين في تكملة الأشواط المحققة لتنفيذ حكومي مُوحَّد ومركز وملحوظ.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • عاجل- السيسي يؤكد أهمية الهيئة العربية للتصنيع في دعم الاقتصاد وتوطين الصناعة
  • عاجل- السيسي يطّلع على مشروعات الهيئة العربية للتصنيع ويؤكد دعم الدولة لتوطين الصناعة وزيادة التصدير
  • باراك يعلّق على إنجازات وتحديات الحرب مع إيران ويدعو لعزل نتنياهو
  • غزة تودّع 300 من شهداء المساعدات منذ بدء الخطة الأميركية
  • بنسبة 22%.. التخطيط: البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يتصدر التمويلات للقطاع الخاص
  • التنفيذ الحكومي المُوحَّد
  • بلقاسم حفتر في فاليتا.. تعزيز التعاون الليبي – المالطي لإعادة الإعمار
  • سوريا تعلن إعادة فتح مجالها الجوي بشكل كامل أمام الطيران المدني
  • إعادة الحركة المرورية على طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي بطوخ بعد رفع حمولة سيارة تريلا
  • فتح اختيار جنسية أمين الجامعة العربية ولكن مقرها مصر.. رئيس وزراء قطر الأسبق حمد بن جاسم يعلق