سان جيرمان أول من طبق الفكرة.. نظارات الواقع الافتراضي تغزو الرياضة
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
خلال السنوات القليلة المقبلة سيشهد عالم الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص ثورة في مجال البث الافتراضي للمباريات، بحيث يمكن لمئات الآلاف من المشجعين حضور مباريات فرقهم وكأنهم على المدرجات.
وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن نظارات الواقع الافتراضي بدأت فعليا في إحداث ثورة رياضية، بعد نجاح تجربة بث مباراة باريس سان جيرمان وموناكو في الدوري الفرنسي بهذه التقنية، وذلك في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وعن ذلك قالت الصحيفة "كان النادي الباريسي أول نادٍ يحقق تصور فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد في رؤية ملعب سانتياغو برنابيو بسعة لا نهائية"، في إشارة إلى إمكانية إضافة ملايين المشجعين لمشاهدة مباريات الفريق وتشجيعه من المنزل، إلى جانب 80 ألفا متواجدين على مدرجات الملعب الشهير.
????️ Eliges la cámara, giras la cabeza y ves lo mismo que un aficionado en la grada
????️ Sin frío ni calor, sin moverte del sofá
???? El PSG ya ha abierto el camino
???? ¿El Bernabéu Infinito? Florentino lo tiene claro: millones de espectadores en butacas virtuales pic.twitter.com/yiRuDs8aZ9
— MARCA (@marca) March 4, 2025
وتتيح هذه النظارات لعشاق كرة القدم مشاهدة المباراة من منازلهم وكأنهم في الملعب باستخدام كاميرات 360 درجة موزعة داخله.
إعلانوبإمكان الشخص اختيار زاوية المشاهدة كما يشاء وكأنه مخرج المباراة، وهو جالس على أريكة منزله أو حتى على السرير لكنه سيشعر وكأنه وسط المشجعين على المدرجات حيث يرى كل شيء من حوله بزاوية 360 درجة ويستمع لصوت الجماهير بتقنية ثلاثية الأبعاد، كل ذلك دون التعرض للبرد أو الحر.
???? BREAKING: Real Madrid are in negotiations with Apple to create ‘Infinite Santiago Bernabéu.’
So fans can watch matches from the glasses as if they are in the stadium. @marca pic.twitter.com/fpcrDnl9R5
— Madrid Zone (@theMadridZone) November 24, 2024
وعن تطبيق ذلك تقول الصحيفة "الفكرة ليست باهظة الثمن من الناحية التقنية كما أن الكاميرات المستخدمة صغيرة جدا ولا تؤثر على تجربة الجماهير في الملعب، لكن التحدي الأكبر هو بث المباريات بشكل مستقر وعالي الجودة لمئات الآلاف من المشتركين في الوقت نفسه".
فهذه التقنية تدعم البث بجودة 4K و8K لكن ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على نوع النظارات المستخدمة مع ضرورة توفّر اتصال جيد بالألياف البصرية حتى يحصل الجميع على تجربة مشاهدة ممتازة.
وصرّح بيريز في وقت سابق "سيأتي يوم يكون لدينا 300 ألف مشجع لكن بدون تذاكر موسمية إلا إذا بنينا ملعبا ضخما بلا سعة نهائية".
وأضاف "أدرس التعاون مع شركة آبل فالأمر سهل جدا، مع هذه النظارات يمكن أن تحصل على تذكرة موسمية افتراضية وتشاهد المباريات وكأنك داخل الملعب، بل أقول إنها أفضل من المشاهدة من الملعب نفسه".
وعدّدت الصحيفة بعضا من فوائد هذا المشروع وهي: يتيح للأندية التواصل مباشرة مع جماهيرها حول العالم كل أسبوعين. يُنهي مشكلة إعادة بيع التذاكر. تجربة ثرية للجماهير لحضور المباريات دون الحاجة للسفر أو دفع مبالغ ضخمة. أتلتيكو مدريد السباق في إسبانيابدأ أتلتيكو مدريد بالفعل في بث مبارياته لكبار الشخصيات باستخدام نظارات الواقع الافتراضي من داخل ملعب واندا ميتروبوليتانو وهو أحد أفضل الملاعب المجهزة بالاتصال السريع.
إعلانووضع مسؤولو النادي المدريدي 4 كاميرات بزاوية 360 درجة توزّعت في نفق اللاعبين، المرمى، منطقة الصحافة ومركز التحكم في البث.
وكشفت "ماركا" عن نتيجة هذه التجربة فقالت "بعض المشاهدين أُصيبوا بالذعر عندما يسدد أحد اللاعبين الكرة نحو المرمى حيث يشعرون وكأن الكرة في طريقها إليهم مباشرة".
أما أحد مسؤولي أتلتيكو مدريد فقال "الناس مندهشون من هذه التجربة، حيث بات بإمكانهم دخول مناطق لم يكن مسموحا بها من قبل والاستمتاع بالمشاهدة وكأنهم داخل الملعب، كل ذلك من بيوتهم".
ويُمكن استيعاب نحو نصف مليون مشاهد للمباراة في الوقت نفسه ومن أي مكان بالعالم إذا تمت إدارة الخوادم بشكل صحيح.
ويؤكد خواكين مارتينيز الرئيس التنفيذي لشركة "بي ستديوم" (Bstadium) أن هذه التقنية جاهزة للاستخدام ولكنها ليست مثالية بشكل كامل.
وقال "التقنية موجودة بالفعل لكن ليست جاهزة للجميع بعد، مشاهدة مباراة كاملة لمدة 90 دقيقة بالنظارات قد تكون متعبة جدا".
البدائل المتوفرة لهذه التقنيةبدلا من ارتداء النظارات يكمن الحل في بث المباريات على شاشات ضخمة بزاوية 360 درجة عبر نظام يُطلق عليه "الحانة الغامرة" (Immersive Bar).
فعلي سبيل المثال تم بث مباراة مانشستر يونايتد وفولهام في افتتاح الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي في مدينة لوس أنجلوس الأميركية داخل مقهى، حيث جلس المشجعون فيه وهم يشعرون كأنهم داخل ملعب أولد ترافورد.
This was the view of Old Trafford from a bar in Los Angeles last night. ????
That's insane man. pic.twitter.com/u2ade2EQ5N
— Paul Manc Bald and Bred (@MufcWonItAll2) August 17, 2024
ومن المتوقع أن يصل سوق الواقع الافتراضي في الرياضة إلى 20 مليار دولار بحلول عام 2027، مما يجعل هذه التكنولوجيا فرصة ذهبية للأندية الكبرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات كأس العالم أبطال أفريقيا الواقع الافتراضی هذه التقنیة
إقرأ أيضاً:
قراءة في مجموعة «الرجل النائم إلى جوارك» شفافية الفكرة بين الانتصار للذوات ومسؤوليّة اختيارها
ندرك تماما دور العنوان كونه عتبة فنيّة إضافة إلى المشاهدات اللونيّة والشكلية على غلاف العمل الأدبي غير أن هناك عناوين كثيرة لا تستطيع أنْ تلهم العمل قلق الفكرة التي يستسلم لها التأويل، ثمة قراءات لا تعوّل كثيرا على العتبات لسبق مفرط للتوقّع أو لتأجيل فهمها إلى متن العمل.
في تجربة أسماء الشامسي القصصية يشكل العنوان بؤرة إشكاليات في الذوات بينها وبين الآخر ضمن علاقة الارتباط الاجتماعي (الزواج) باعتباره شكلا منطقيّا لضبط المسؤولية الجنسيّة والاجتماعية في المجتمع البشري عموما والمجتمع العماني خصوصا، وجرأة العمل تنشأ مع الصوت المرتفع الذي يظهر إشكاليّات الارتباط هذه بين الديمومة والاضطراب الذي يؤدي إلى طريقين؛ الإبقاء عليه مبطّنا بكثير من الانثيلات العاطفيّة والاجتماعية ضمن (النفاق الذاتي والمجتمعي) أو الخروج عنه إلى الخلاص وإنهاء الصراع.
إضافة إلى كثير مما يعود إلى هذه المنطقة الباهتة تنتصر الكاتبة في مجموعتها لمعاناة الواقع المعيش لكثير مما لا يلتفت له الأدب بأدوات الداخل الأسريّ؛ فتقرأ المعاناة بعين السّارد البطل باعتباره مركز المشاهدات الزمنيّة كما في نص (ذا برونكس عمان)؛ حيث حللت الشخصيّة الكثير من القضايا المرتبطة بحياتها وتطوّر فكرة السكنى، وتأتي رؤية أجزاء تشكيل أزمة النص من جهتها مختلفة لارتباطها برسم حركة البحث الموازية لسرد تفاصيل تشكيل عقدة القصة التي ولدت من رغبة البحث عن سلام «سكنّا الخوض لفترة طويلة في بيت جدي، وبسبب مشكلات معقّدة ونقار يوميّ قرر والدي أنْ يأوينا في بيته الخاص» ص14، وفي هذا النص والذي يليه تبدو الشخصيّة المحوريّة ذات شكلين من المسؤوليّة؛ في الأولى تعود إلى عالمها الذي تستحضره في ساعات البحث عن المسكن بحضور تحليلاتها عن الأحداث وردّات الفعل وأشكال الصراع بين الأطراف، أو بين والديها، والثانية تعود إلى المُدانة باليباس على الرغم من ظلّها، حيث تدفع ثمن البقاء مع عائلتها في موضع التهم والقسوة، فالأولى على عتبة الاختيار في ظل قسوة الواقع. «أمّا جيل التسعينيات؛ جيلي، الأبناء الصغار الفقراء، فيأخذون قروضا لبناء منزل من خلفيّة ماليّة مفلسة تعتمد على رواتبهم فقط» ص16، فنجد الخوف والقلق في الشعور بمسؤوليّة باهتة أمام ما تعيشه العائلة من شتات في البحث عن مسكن؛ إضافة إلى تعيين ملامح المستقبل الخاص، وفي النصّ الثاني هناك أنفاس تستحقها رئتا الكائن الذي يكتسحه استعباد الوظيفة لاختيار أسباب الحياة. «أمّاه لو كان بيدي لَمنحْتك كلّ شيء، لكن لم يَعُد لديّ ما يكفي، أريد أنْ أشْتري سيّارة، على الأقل سأدفع فاتورة الكهرباء لكن ليس أكثر من ذلك؛ قلت ذلك برجاء جريح «ص30». إنها اللحظة التي تبرز كثيرا من الأسئلة المطروحة على الذات المجلودة من قبل صاحبها، لماذا أنا فقط، ماذا عليّ أنْ أفعل لأحصل على بعض الرضا، وبعض الاحترام. هذه الشخصيّة لا تظهرها الكاتبة منعزلا عن العالم؛ فهي تحاكم الضعف أمام الآخر في لحظة الاختيار، وليس ما يصل إليه القارئ من المواقف هو فقط ما ترصده التجربة؛ إنه تحت مجهر متخصّصة ترصد القيمة التي تضيع أمام تحوّلات العالم في أي مجتمع صغير، فالمجهول في عمل قصصيّ شكل مختلف بظروفه في عالم آخر يعني تجزؤ القيمة البشرية في صراع الذوات، وأسماء الشّامسي تحمّل لحظات الاختيار المسؤولية الكبرى.
«أمي، ومريم، وحمد، وجدتهم جميعا يقفون أمامي مثل موجة تنطوي في هيئة مخروطيّة تتجوّف شيئا فشيئا، كان عليّ أن أندفع أكثر بقوّة، بصلادة أمامهم، كمتزلج أمواج ماهر ـــ لم أكن أحمل عُشر احترافيّته ـــ لأنجو. اندفعتْ مشاعري تجاههم كتظاهرة محتشدة... إلى آخر دفاعاتي؛ أنْ أتحوّل كوحشٍ في موقع تهديد» ص33. إن الكاتبة توظّف تشكيل المشهد هنا بكثير من الأدوات النفسيّة التي تتيحها لغة الوصف وتعيين الملامح، وباعتبار الشخصيّة المسؤولة الأولى عن النتيجة؛ ليس لكونها ضحيّة فقط بل لأنها فكرة تتعلّق بزمنيّة الاختيار وطبيعة المواجهة في محيط اختلاف الرؤى والقيم وكل ما يتعلق بوعي النظرة إلى الحياة واستحقاق الذات فيها بذاتها.
إنه جزء من التّردد منشأه تراكمات النقص والتعيين الجمعي باعتبار ثنائيّة (ذكر/ أنثى) في كفّتيْ ميزان (قويّ/ ضعيفة)، تتبعه الكاتبة في الوقائع والقصص والتجارب منطلقة من قراءتها الاجتماعيّة، وتأتي شخصيّة القصّة مجموعة من تمثّلات الاختيار والنكوص شعورا بالرغبة في النجاة أو الاستسلام أمام تراكمات الاقتناع بالضعف. «لم أدرِ ما أنا فاعلة. كنت أفكّر فعليّا في مواساة الأشياء التي لا تتحرّك... هل أتمادى؟ هل أثور؟ (ثمّ سؤال مصيريّ لحظة الشعور بالتلاشي والضياع) ماذا لو غادرت المنزل؟ بدت فكرة عظيمة وحلا نهائيّا لكل هذا العذاب... ستكونين طعاما للكلاب في الشارع لو فعلت» ص38. إن الكاتبة تشكّل محاكمة الذوات هنا باستقراء المواقف التي طالما تتكرّر أمام ثنائيّة (قويّ/ ضعيف) في وجود الشعور بتيه عاطفيّ أمام الانتماء إلى العائلة على الرغم من اختطافها حياة الفرد، أو الخروج عليها على الرغم من صعوبة الأمر في الغالب.
«سوف يرعبك شيء واحد، أنه ما زال نائما بجوارك، كأنه يموت معك أبدا» ص43. هذا الماثل في نصّ (الرجل النائم إلى جوارك)؛ شكل من العلاقات التي تخفي أكثر أجزاء الحياة الاجتماعيّة تحوّلا، لحظات تطوّر الوعي لدى الذوات بمفهوم واحد يختزل الحياة أو يتركها؛ (الشغف)، ثمّت هي مرحلة مهمّة يشير إليها أحد الخبراء النفسيين بمؤشرات تغيّر النظرة إلى الحياة، وقد ينهار الآخر تماما بشكله وتفكيره أمام هذه التّحولات، توظّف الكاتبة التوقعات ضمن ملموسات الحياة أفكارا ونتائج، وعلى الرغم من أنها لا تجبر المشهد في تكاثفه على إعطاء فرَص الخروج؛ لكنّه ومن خلال خبرتها تشير إلى أكثر من نافذة مرتبطة بتحوّلات الذوات يمكن الاختيار عندها، أو الاكتمال باللامعنى؛ «كان الرجل النائمُ يذهب ويجيء بماضيه وحاضره ومستقبله كلّه داخلها، بينما استقبلت كل ذلك برغبة عارمة» ص50. ولهذا فصور الاعترافات في المجموعة تقابل صور حياة ملموسة في الذوات بأشكال مختلفة من القبول أو الرفض، وبمحاكمة الذوات أمام رغباتها تقيم الكاتبة تناظرا يبدو بعيدا في الداخل النفسيّ، وجرأة ما يطفح على خارج الذوات ينبني على صمت مميت تعيشه ذوات كثيرة تضحية أو تسليما.
الحياة التي لا يريد الكثيرون أن يضعوها ضمن صيرورة جنسنا البشريّ إنكارا للمتغيّر البشريّ أو للضعف الإنسانيّ في مجتمع يتمنوه ملائكيّا (باعتبار الملاك بعيدا عن الرغبة) تزأر في تفكّك الداخل البشريّ بطبيعته في الخلاص من مسكنته أو رغبة في ذاته بكل تحوّلاتها، فالذات ليست ما هي عليه وليس ما يراها عليه الآخر، وفي ملموس الواقع سطوة الاختباء أو ضريبة التّفشّي وما بينهما إظهار أو تظاهر أو مقاومة. كل ما يعني هذه المناطق في الذوات تتجلّى بصور كثيرة في النص الواحد؛ فضلا عن تعدّد صورها في المجموعة كلها بأنواع مختلفة من الإخفاقات والانتصارات على الاختباء والضعف، لكنّ محاكمة الذوات أمام اختياراتها قبل أنْ تتحوّل إلى رمادا. وما استعرضه نصّ (مدينة الرغبات) هو تمثّلات الذوات في معترك الاختيار، فكلّ شيء يقع في المتناول إلا ما يملأ الذات في المشترك، وكأن الكاتبة تدفع المشترك إلى أنْ يكون واعيا بطبيعة تحوّلات الذوات على الرغم من أنه هو نتيجة اختيارها، فالمدينة تضيق بالذوات في بحثها عن المعنى الذي ولد إثر التحولات. «مسقط مدينة رغبات، ولا أقول مدينة حبّ، فكثير عليها أنْ تكون كذلك، وعزيزٌ على الحب أنْ يُضرب به المثل عليها» ص80، المكان انعكاس الذوات، يُدرك كما يقول يوري لوتمان حسّيا بخبرة الإنسان بجسده، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل هذا الامتلاء والخواء العاطفيّ أو الجسدي بتأثير المكان، واستبداله ببعيد آخر لا يمكن أنْ يسحق الشعور بتأثيره، وفي نصي (تعبُ الحكايات، والحج إلى مسقط) يشكّل المكان مزيجا من الهرب من/ إلى الذات، وهو حاضر بثقل شعوريّ واعٍ يرتبط بتلك الرغبة في رؤية العالم من زاوية تحاول الكاتبة أنْ تختزل مساحات التّحولات في شخوص القصّة بالمسافات بينها وبين واقعها، وكما قلنا سابقا فإن ذكاء العمل في ما يطفح حقيقة على سطح واقع نحاول تجاهله.
المجموعة ترسم مساحات هذه الاعترافات بما لا يمكن الإحاطة به في هذه العجالة التي حاولت مقاربتها انطباعيّا من جهة (شفافية الفكرة).
محمود حمد شاعر عماني