أعلنت جماعة الحوثي إسقاط طائرة أخرى من الطائرات الأمريكية الدرون إم كيو- 9 في أجواء محافظة الحديدة غربي اليمن، لتكون الطائرة رقم 15 التي يتم إسقاطها من ذات الطراز، منذ بدء عمليات الحوثيين الإسنادية لغزة في نوفمبر 2023، الأمر الذي يفرض سؤالاً مفاده: لماذا تصر واشنطن على استخدام طائرات إم كيو- 9 في اليمن رغم إسقاطها المتكرر؟

 

ووفقاً لقناة «الجزيرة»، فإن صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن متحدث في الجيش الأمريكي قوله إنه فقد الاتصال بطائرة إم كيو-9 فوق البحر الأحمر يوم الإثنين.

وأضاف: «نتابع الحادث بشكل نشط لتحديد السبب والإجراءات اللاحقة».

 

وسبق واعترفت واشنطن بإسقاط الحوثيين لطائرات درون من طراز إم كيو- 9.

 

وكان المتحدث العسكري للحوثيين، العميد يحيى سريع، أعلن، مساء الثلاثاء، «تمكن الدفاعات الجوية من إسقاط طائرة أمريكية معادية من نوع إم كيو- 9 في محافظة الحديدة»، موضحاً «أن الطائرة كانت تنتهك الأجواء اليمنية وتقوم بمهام عدائية». وذكر «أن هذه الطائرة هي الطائرة الخامسة عشرة التي يتم إسقاطها خلال معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس)»

.

وشدد على «استمرارهم في مهامهم الدفاعية للتصدي لأي عدوان على اليمن»، مؤكداً «جاهزيتهم الكاملة للتعامل مع أي تطورات في البحرين الأحمر والعربي». وقال المحلل السياسي والعسكري اليمني، العميد أحمد الزبيري، لصحيفة «القدس العربي» إن «الولايات المتحدة لا تملك خياراً آخر، مع فقدانها لكثير من الأدوات على الأرض لجمع المعلومات والتجسس على الأرض؛ فتبقى هذه الطائرة هي الخيار المتاح لهم، خصوصاً وهي الطائرة الأكثر تطوراً في أداء مهامها التجسسية والهجومية، وتمتلك قدرة على التحليق لوقت طويل وتنفيذ مهام عديدة، وإيصال المعلومات لغرفة العمليات خلال التحليق».

 

ويرى الزبيري أن «واشنطن تعرف جيداً خصوصية هذه الطائرة، وقدرتها على جمع المعلومات مقارنة بالطائرات المسيرة الأخرى، إلا أنها تفضل استخدامها، لا سيما وقد فقدت الخيارات الأخرى لجمع المعلومات على الأرض؛ وبالتالي ليس أمامها خيار آخر، متجاوزة احتمالات إسقاطها المتكرر، مقابل تحقيق ما تراه من نتائج، ومواجهة ما تراه من مخاوف».

 

ووفق وسائل إعلام تابعة للحوثيين، فقد أسقطت قواتهم أول طائرة من ذات النوع منذ بدء إسنادهم لغزة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، في أجواء المياه الإقليمية، فيما تم إسقاط الثانية في 19 فبراير/ شباط 2024 في أجواء محافظة الحديدة غربي البلاد، والثالثة في 26 أبريل/ نيسان في أجواء محافظة صعدة شمال، والرابعة في 16 مايو/ أيار في أجواء محافظة مأرب، والخامسة في 21 مايو في أجواء محافظة البيضاء، والسادسة في 29 مايو/ أيار في أجواء محافظة مأرب، والسابعة في 4 أغسطس/ آب في أجواء محافظة صعدة، والثامنة في 7 سبتمبر/ أيلول في أجواء محافظة مأرب، والتاسعة في 10 سبتمبر/ أيلول في أجواء محافظة صعدة، والعاشرة في 16 سبتمبر في أجواء محافظة ذمار، والحادية عشرة في 30 سبتمبر في أجواء محافظة صعدة، والثانية عشرة في أجواء محافظة مأرب في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، والثالثة عشرة في أجواء محافظة البيضاء في 28 ديسمبر، والرابعة عشرة في أجواء محافظة مأرب في الأول من يناير/ كانون الثاني. وجميعهن تم إسقاطهن بصواريخ «أرض- جو» محلي الصنع، وفق المتحدث العسكري للحوثيين. وتعد (إم كيو- 9) طائرة مسيرة هجومية غير مأهولة وقاذفة للصواريخ بجانب قدراتها في الرصد والمراقبة والاستطلاع والاستشعار والتجسس، وتبلغ سرعتها 240 كيلومتراً في الساعة، ويبلغ مدى تحليقها 3 آلاف كيلومتر، وسبق واستخدمت في حربي أفغانستان والعراق وغيرهما من الحروب.

 

يمكن لطراز هذه الطائرة والتي تكلف حوالي 30 مليون دولار لكل منها، أن تطير على ارتفاعات تصل إلى 50000 قدم (15240 متراً) ولديها قدرة تحمل تصل إلى 24 ساعة قبل الحاجة إلى الهبوط. وقد حلقت الطائرات من قبل الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية فوق اليمن لسنوات، وفق وكالة «إسوشيتد برس».

 

وسبق واستخدمت الولايات المتحدة طائرات بدون طيار (ليس معروفاً بالتأكيد إن كان طرازها إم كيو-9) بين عامي 2002 و2021 في استهداف ما قال الأمريكيون إنهم شخصيات قيادية في تنظيم القاعدة الإرهابي، بالإضافة إلى تنفيذ 15 غارة بطائرات مأهولة.

 

وقالت منظمة مواطنة لحقوق الانسان في تقرير بعنوان «الضحايا المدنيون وفعالية ضربات الدرون الأمريكية في اليمن عن هذه الغارات»: «في عام 2017، قمنا بالتحقيق في ثماني غارات بطائرات بدون طيار وعمليات برية، ووجدنا أن العمليات الأمريكية كانت مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن 32 مدنياً – بينهم 16 طفلاً وست نساء – وجرح عشرة آخرين، بينهم خمسة أطفال».


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي البحر الأحمر فی أجواء محافظة صعدة فی أجواء محافظة مأرب هذه الطائرة عشرة فی إم کیو

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعزّز جاهزيتها العسكرية.. هل نحن أمام تحول استراتيجي في الصراع؟

تشير التحركات العسكرية الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط إلى أن واشنطن قد تنضم إلى إسرائيل في توجيه ضربات إلى إيران. وقد حذّر ترامب سكان طهران بإخلاء المكان، في إشارة إلى التحول من التفاوض إلى عمل عسكري محتمل. اعلان

أفادت تقارير بأن عدداً من الناقلات العسكرية الأمريكية المخصصة للتزود بالوقود، إلى جانب طائرات مقاتلة أمريكية، تحركت شرقاً فوق البحر الأبيض المتوسط بعد ظهر الثلاثاء، وسط مخاوف من احتمال انضمام واشنطن إلى إسرائيل في تنفيذ ضربات عسكرية تستهدف مواقع الأنشطة الصاروخية والنووية الإيرانية.

وكتب ترامب، مساء الاثنين، قبيل عودته إلى واشنطن في وقت مبكر من قمة مجموعة السبع في كندا: "لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي". وأضاف: "على الجميع إخلاء طهران على الفور".

وشكّل تحذير ترامب المقلق لسكان العاصمة الإيرانية تحولاً مفاجئاً في الموقف الأمريكي، الذي كان يتمثل سابقاً في تجنب الانخراط العسكري المباشر في النزاع، والسعي بدلاً من ذلك إلى إيجاد حل تفاوضي لتحقيق "السلام".

وفي هذا الصدد، رصدت "يورونيوز" عبر تطبيق Flightradar لمراقبة حركة الملاحة الجوية، وبناءً على ما أكدته مصادرنا العسكرية، وإلى جانب تقارير مفتوحة المصدر صادرة عن مراقبين عسكريين على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤشرات لحركة طيران مكثفة تعكس تعزيزاً للقدرات العسكرية الأمريكية الضاربة في البحر الأبيض المتوسط، واستعدادات محتملة لتنفيذ عمل عسكري.

هل تتحرك الطائرات العسكرية الأمريكية؟ وإلى أين تتّجه؟

شوهدت بعض طائرات صهاريج التزود بالوقود التابعة للقوات الجوية الأمريكية، التي كانت قد أقلعت يوم الأحد من قاعدتي "راف ميلدنهال" في المملكة المتحدة و"مورون دي لا فرونتيرا" في إسبانيا، وهي تحلق شرقاً فوق البحر الأبيض المتوسط بعد ظهر الثلاثاء، وفقاً لما أعلنه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث.

ووثّق مراقبون عسكريون لحظة إقلاع طائرة من قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في "ميلدنهول"، وهي ترافق مقاتلات أمريكية انطلقت من قاعدة "لاكينهيث" التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.

كما رصدت "يورونيوز" بعد ظهر الثلاثاء طائرات التزود بالوقود من طراز KC-135 ستراتوتانك، التابعة للقوات الجوية الأمريكية، قادمة من قاعدتي سلاح الجو الملكي في ميلدنهول والقاعدة الجوية الأمريكية في مورون دي لا فرونتيرا، وهي تحلق شرقاً قرب السواحل الإيطالية باتجاه وجهات غير معلومة.

وتُعد طائرة KC-135 ستراتوتانكر، المصنّعة من قبل شركة بوينغ، ناقلة مخصصة للتزود بالوقود جواً. وتتواجد طائرات أخرى من هذا الطراز في القواعد الجوية الأمريكية في رامشتاين بألمانيا، وأفيانو في إيطاليا، وخليج خانيا-سودا في جزيرة كريت اليونانية، وذلك بهدف تعزيز وجود المقاتلات الأمريكية وقدراتها العملياتية في منطقة الشرق الأوسط.

يورونيوز يرصد موقع FlightRadar24 بعد ظهر الثلاثاء، 17 حزيران/يونيو 2025.FlightRadarيورونيوز يرصد موقع FlightRadar24 بعد ظهر الثلاثاء، 17 حزيران/يونيو 2025.FlightRadar24حركة الطيران بعد ظهر الثلاثاء، 17 حزيران/يونيو 2025.“Evergreen Intel” on Xحركة الطيران بعد ظهر الثلاثاء، 17 حزيران/يونيو 2025."Evergreen Intel" on X

ووفق ما نقلته مصادر عسكرية لـ"يورونيوز"، فإن الطائرات الناقلة التي وصلت ليلة الأحد إلى القاعدة الجوية الأمريكية في مورون دي لا فرونتيرا، غادرت القاعدة بعد ظهر الثلاثاء. كما تُسجَّل في الوقت نفسه حركة نشطة للطائرات المقاتلة من قواعد رامشتاين، لاكينهيث، سبانغداهلم، وأفيانو.

ووفقاً للمصادر نفسها، واستناداً إلى معطيات إضافية متوفرة، فإن الطائرات التي انطلقت من قاعدة لاكينهيث شملت مقاتلات من طراز F-15E وF-35، فيما أقلعت عدة طائرات F-16CJ/DJ من قاعدة سبانغداهليم الجوية، وF-16C/D من قاعدة أفيانو الجوية، وجميعها اتجهت نحو منطقة الشرق الأوسط.

"لست في مزاج للتفاوض

أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيتر هيغسيث، يوم الاثنين، عبر منشور على منصة التواصل الاجتماعي X، أن الولايات المتحدة بصدد نشر "قدرات إضافية" بهدف "تعزيز وضعنا الدفاعي في المنطقة".

لكن بعد ساعات فقط، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ قراره مغادرة قمة مجموعة السبع في كندا قبل موعدها المحدد، مشيراً إلى أن دوافع المغادرة لا تمت بصلة لمحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وقال للصحافيين إنه "ليس في مزاج مناسب للتفاوض حالياً"، مضيفاً: "نحن نتطلع إلى ما هو أبعد من مجرد وقف إطلاق النار". وعندما طُلب منه توضيح مقصده، أجاب الرئيس: "نهاية... نهاية حقيقية. أما الاستسلام الكامل فلا بأس به أيضاً".

وتزامن التحول المفاجئ في موقف ترامب مع دعوات متكررة أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لإجلاء فوري لسكان طهران، محذراً من ضربات إسرائيلية وشيكة وواسعة النطاق تستهدف، على حد تعبيره، البنية التحتية النووية والمنشآت المرتبطة بالنظام. وخصّ بالذكر منشأة "فوردو" النووية الواقعة تحت الأرض، واصفاً إياها بأنها "مشكلة سيتم التعامل معها حتماً".

Relatedماذا نعرف عن نظام "باراك ماغن" الذي استخدمته إسرائيل لصدّ المسيّرات الإيرانية؟"أكثر من مجرد مدينة".. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيليا الإسرائيلية؟ خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاء

في السياق نفسه، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لشبكة ABC News، يوم الاثنين، بأنه لا يستبعد احتمال اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

وزعم نتنياهو أن مثل هذا التحرك "لن يؤدي إلى تصعيد الصراع، بل إلى إنهائه"، وهو تصريح كرره الرئيس ترامب يوم الثلاثاء، حين استخدم أيضاً كلمة "إنهاء" في بيانه.

وفي موازاة ذلك، حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، يوم الثلاثاء من أن أي تدخل عسكري محتمل من قبل الولايات المتحدة "سيجرّ" منطقة الشرق الأوسط بأكملها "بلا شك" إلى صراع أوسع نطاقاً وأكثر خطورة.

وقد شهدت العاصمة الإيرانية طهران، التي يسكنها قرابة 10 ملايين نسمة وتُعد من كبرى مدن الشرق الأوسط، حركة نزوح جماعي مع تصاعد حدة الصراع مع إسرائيل. وامتدت الاختناقات المرورية للطرق المؤدية إلى خارج المدينة، حيث توجه عدد كبير من السكان.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعزّز جاهزيتها العسكرية.. هل نحن أمام تحول استراتيجي في الصراع؟
  • الدفاع الجوي الإيراني يسقط طائرة مسيّرة صهيونية في أجواء قم
  • عاجل| إيران تعلن التصدي لهجوم جوي إسرائيلي فوق مناطق متفرقة
  • ترامب: نسيطر على أجواء إيران ونعرف أين خامنئي.. مقاتلات أمريكية تتجه للمنطقة
  • إيران تعلن إسقاط الشبح الإسرائيلية فوق تبريز
  • لماذا تتفاقم جرائم قتل الأقارب في اليمن؟
  • لماذا يرتدي طاقم الطائرة أحزمة أمان مختلفة عن الركاب؟
  • واشنطن تعلن نشر قدرات عسكرية إضافية في الشرق الأوسط
  • موجة طائرات مسيرة تخترق أجواء الاحتلال وإسقاط بعضها بعد مطاردة جوية
  • طهران بلا أجنحة.. لماذا غاب سلاح الجو الإيراني عن ضرب إسرائيل؟