عدنان ناصر الشامي

‏عندما يصبح صوت الحق إرهابًا، وتصنَّف الكرامة تهديدًا عالميًّا، فاعلموا أن العالم يقفُ على رأسه ويصفِّق للجنون.

يا لها من نكتة ثقيلة تلقيها واشنطن وأذيالها… تصنيف محمد عبدالسلام إرهابيًّا! نعم، هذا الرجل الذي سلاحُه حنجرتُه، وذخيرته كلمتُه، أصبح في نظرهم تهديدًا عالميًّا! يا للكارثة! لقد أرعبتهم اللغة العربية الفصحى!

بالله عليكم… من هو الإرهابي الحقيقي هنا؟ رجل يدافع عن سيادة وطنه، ويطالب برفع الحصار عن شعبه، ويفاوض بكرامة وشرف؟ أم أنتم، من تقتلون الأطفال، وتجوِّعون الشعوب، وتغرقون الأرضَ بالفوضى والنار؟!

لكننا نشكركم على هذا القرار الغبي؛ فقد سهلتم علينا المهمة واختصرتم لنا الطريق.

الآن، وبعد أن أغلقتم باب الحوار، لم يبق إلا بابٌ واحد… باب المفاوضات التي تُديرُها الصواريخُ الباليستية، وتحرّر محاضرَها المسيّرات، وتوقِّعها ألسنةُ اللهب فوق بوارجكم المحترقة.

سئمنا من مفاوضات الطاولات التي لا تعرف إلا الكذب والمراوغة. عبدالسلام ألقى الحُجّـةَ الكاملة وقال كلمتَه بلسان الشعب اليمني الحر، وما بعد الحجّـة… إلا البرهان الذي لن يُقدَّم إلا بالنار، وأما الآن، فالكلمة للسلاح الذي طالما حاولتم تجاهُلَه.

ربما ستكون المفاوضات القادمة آخر جلسة لكم، بلا طاولات، ولا أوراق، ولا دبلوماسية… بل بقائمة أهداف ستُمحى من الوجود.

استعدوا جيدًا؛ لأن المفاوِضَ القادِمَ لن يحضرَ مرتديًا البدلةَ الرسمية… بل سيأتيكم على هيئة مسيَّرة أَو صاروخ يجيد الكلام بلُغة تفهمونها جيِّدًا.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بين الولاء والبراءة.. يتحدد طريق المؤمنين

 

 

يوم الولاية ليس مجرد ذكرى محفوظة في سجلات التاريخ، بل هو عهدٌ متجدد وموقفٌ عقائدي خالد، يميز بين درب النور ومسارات الظلام، بين من تمسك بالعروة الوثقى، ومن ضلّ عن السبيل، إنه اليوم الذي صدح فيه صوت النبوة في غدير خم، ليعلن للعالم أن الرسالة لا تكتمل إلا بالولاية، وأن الخلافة بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليست شأنًا سياسيًا يُتنازع عليه، بل امتداد إلهي لمسيرة الهداية، عنوانه: “من كنت مولاه، فهذا عليٌّ مولاه”.
لم يكن ذلك الإعلان الشريف إلا تتويجًا لوصايا السماء، التي أوجبت على الأمة أن تسير على نهج محمد وآل محمد، لا تضل ولا تنحرف، ما دامت متمسكة بالثقلين: كتاب الله وعترة نبيه، فأهل البيت ليسوا مجرد بيت نسب، بل هم مركز الهداية، وأئمة الحق، ومصابيح الدجى، الذين اصطفاهم الله ورفعهم بمقام الطهارة، فقال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، وفيهم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “مثل أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق”.
إن إحياء يوم الولاية هو في حقيقته إعلان انتماء وولاء، وتصريح براءة وموقف، لا يعرف المواربة، فالإيمان ليس عاطفة خاملة، ولا مجرد طقوس تُمارَس في العلن، بل هو اختيار حاسم بين نهج الحق ونهج الباطل، بين الولاء لله ورسوله وأهل بيته، والبراءة من الطواغيت الذين يعيثون في الأرض فسادًا، ولذا فإن الآية الكريمة جاءت واضحة في رسم الطريق: “فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى”.
الطاغوت ليس مجرد صنم يُعبد، بل كل ما يُنازع الله في سلطانه، ويُحارب أولياءه، ويُطفئ نور الرسالة، هو الحاكم الظالم، والفكر المنحرف، والنظام الذي يُقصي صوت الحق ويستبدل أحكام الله بأهواء البشر، وفي زمننا، يتجدد الطاغوت بأشكال مختلفة، لكنه يبقى عنوانًا واحدًا للانحراف عن خط الله. ولهذا، فإن البراءة منه ليست خيارًا جانبيًا، بل جزءٌ لا يتجزأ من الإيمان الحقيقي.
وفي المقابل، فإن الولاء لعلي بن أبي طالب -عليه السلام-، ليس حبًا عاطفيًا فحسب، بل هو التزام عملي بالعدل، بالحكمة، بالشجاعة، بالزهد، بالحق الذي لا يخاف في الله لومة لائم، هو ولاء لخط يمثل امتداد الرسالة، لا بديلاً عنها، ولا خروجًا عليها، هو ولاء يترجم إلى موقف واضح في مواجهة الفتنة، ونصرة للمظلوم، ورفض لمشاريع الاستكبار والطغيان، تحت أي لافتة كانت.
ما أحوج الأمة اليوم، في خضم هذا التيه والخذلان، أن تُعيد قراءة يوم الولاية بوعي، لا بسطحية، أن تدرك أنه ليس مناسبة طائفية، بل موقف رباني، يُحدد به موقع الإنسان بين جبهة الحق وجبهة الباطل، إنه لحظة صدق مع الذات: هل أنا مع نهج محمد وآله؟ هل أقف مع الحق مهما كان ثمنه؟ هل أتبرأ من الباطل مهما لبس أثواب الدين والشرعية؟
بين الولاء والبراءة، يتحدد طريق المؤمنين، فمن اختار ولاية الله ورسوله وأهل بيت نبيه، فقد نجا، ومن هادن الطغيان، وركن إلى الظالمين، فقد خسر خسرانًا مبينًا، الغدير ليس حدثًا يُروى، بل خط يُتبع، والولاية ليست شعارًا يُرفع، بل منهج يُعاش. فطوبى لمن تمسك بها، وخاب وخسر من أعرض عنها.

مقالات مشابهة

  • أهلي طرابلس يصبح أول فريق ليبي يتوج بطلا لدوري أفريقيا لكرة السلة
  • رئيس مستوطنة إسرائيلية: لم يسبق أن رأيت دمارا كما هو الآن جراء الصواريخ الإيرانية
  • فقه الميزان في موضوع العدوان على إيران وغيرها
  • من هو أبو الصواريخ الإيرانية الذي تردد اسمه بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي؟
  • استعدوا لزيادة المرتبات رسميًا.. صرف 15100 جنيه في يوليو لهؤلاء الموظفين
  • بين الولاء والبراءة.. يتحدد طريق المؤمنين
  • أبٌ يقتل ولديه داخل أحد أكبر مراكز إب التجارية
  • المثلث السوداني المصري الليبي.. هل يصبح مسرحا جديدا للصراع الإقليمي؟
  • هل يصبح الأهلي «الضحية 122» لميسي؟!
  •   مطار صنعاء والمطارات اليمنية.. حين يصبح ألحق في الحياة رحلة مؤجلة