بقلم : د. عبد الله بوصوف / أمين عام مجلس الجالية

كان العقد و العزم منذ اول خطاب ملكي في 30 يوليوز من سنة 1999…على العمل المشترك و التلاحم الغير المشروط بين العرش والشعب….على مواصلة البناء الجماعي لهذا الوطن..اذ جاء ذات الخطاب مفعما بمشاعر إنسانية و وطنية عميقة عقب وفاة ابو الأمة الحسن الثاني طيب الله ثــراه…فكانت البيعة و العروة الوثقى و المسؤولية العظمى… و كانت الأمانة العظمى و إمارة المؤمنين…هي ضامنة ممارسة الشعائر و حافظة للملة و الدين…

و من منطلقات الأمانة العظمى.

.لم تعد تفاجئنا قرارات أمير المؤمنين في شق العقيدة و الدين و الدفاع عن النموذج المغربي للتدين المعتدل الوسطي..و ما قرار يوم 26 فبراير بخصوص إلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد مع الإبقاء على الطقوس المعتادة من صلاة و إنفاق و صلة الرحم…الا دليل آخر على قوة إنصات امير المؤمنين محمد السادس شفاه الله ، لنبض الشعب…في ظل أزمة مناخية تتميز بندرة التساقطات..و أخرى اقتصادية بفعل تداعيات الحروب و خاصة أزمة الطاقة…مما أثر سلبا على الثروة الغابوية و الحيوانية بالمغرب خاصة قطيع الأغنام المفضل لدى المغاربة في عيدهم ” الكبير “…

فالقرار الملكي و بكل موضوعية حكيم…لأنه تجاوز حسابات المغامرة بمستقبل الثروة الحيوانية و أرفق بجيوب اغلب المغاربة ذوو الدخل المحدود التي ضاقت من جراء هذه الازمة الخانقة…

ان الذاكرة الشعبية تحتفظ بالعديد من القصص المؤلمة و الوقائع الحقيقية..لتضحيات العديد من الأسر المغربية في سبيل اقتناء اضحية العيد.. من قروض و رهن أو بيع اضظراري وغير ذلك من حالات الطلاق و العنف الاسري….نظرا لوجود علاقة خاصة للمغاربة مع عيد الاضحى لذلك يطلقون عليه دون غيره ” العيد لكبير ” في علاقة تحكمها التقاليد و الأعراف و السمعة بين الجيران و العائلة….لذلك عندما تدفع الظروف لعدم إقامة شعيرة الذبح…فإن المؤسسة الوحيدة التي يمكنها القيام بذلك و الاعلان عنه هي مؤسسة إمارة المؤمنين..أولا لقيام عقد البيعة بين العرش والشعب و منسوب الثقة العالي و المتبادل…ثانيا لوجود ترخيص دستوري بحماية الملة و الدين و السهر على إقامة الشعائر الدينية في إطار إمارة المؤمنين…

و يشهد التاريخ أن نفس المؤسسة كانت تُهيب بالمواطنين في كل مرات العسر و حالة الضرر و الإضرار بالثروة الحيوانية…و قد حصل هذا في عهد الملك الراحل الحسن الثاني خلال سنوات 1963 و 1981 و 1996…
فكلنا يتذكر وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية المرحوم عبد الكبير العلوي المدغري وهو يتلو رسالة أمير المؤمنين سنة 1996…” نُهيب بشعبنا العزيز ألا يقيم شعيرة ذبح أضحية العيد في هذه السنة للضرورة…”

و كلنا عشنا لحظات قراءة وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية احمد التوفيق يوم 26 فبراير 2025 للقرار الملكي بقوله…
” فإننا نُهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة…”

ان قوة اللحظة التاريخية تزن رمزية القرار الكبير و توقيت إعلانه.. إذ جاء أولا لرفع الحرج عن العديد من العائلات التي كانت تفكر منذ الآن في كبش الاضحية ، و جاء ثانيا منبها للعديد من المتدخلين بايقاف كل التحضيرات المرافقة لأيام “العيد الكبير “…

لقد كانت جميع قرارات إمارة المؤمنين فيما يخص عدم ذبح أضحية العيد سواء في عهد الراحل الحسن الثاني او امير المؤمنين محمد السادس حفظه الله.. كلها تحت ضرورة دفع الضرر و رفع الحرج عن المكلفين من أبناء الشعب خاصة من ذوي الدخل المحدود…لأن التكليف محصن بالاستطاعة…

لقد تجاوز التجاوب الشعبي الكبير مع قرار أمير المؤمنين.. الحدود و ملأ أحاديث مغاربة العالم…في صفحاتهم و منابرهم الالكترونية…داخل محلات التجارة و أماكن العبادة..فالكل يتحدث عن حسنات عدم إقامة شعيرة الذبح هذه السنة وفي مقدمتها تجنب ضرر إرتفاع الأسعار…و رفع الحرج….حفظ الله أمير المؤمنين و أدامه حافظا أمينا للملة و الدين…
عبد الله بوصوف…

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: إمارة المؤمنین أمیر المؤمنین أضحیة العید

إقرأ أيضاً:

“نعتذر لشعب إسطنبول”.. مشغلو الحافلات الخاصة يحمّلون البلدية مسؤولية توقف الخدمة

دخلت الحافلات العامة الخاصة (Özel Halk Otobüsü) في إسطنبول، اليوم الخميس 22 مايو/أيار، في إضراب شامل، بعد أن أعلن مشغلوها عجزهم عن الاستمرار في تقديم الخدمة بسبب تأخر مستحقاتهم المالية من بلدية إسطنبول الكبرى (İstanbul Büyükşehir Belediyesi – İBB).

 

وقال رئيس غرفة تجارة الحافلات العامة الخاصة في إسطنبول، جوكسل أوفاجيك، إنهم لم يتلقوا أي دفعة من البلدية منذ 4 أشهر.

 

غرفة التجارة: لم نتقاضَ مستحقاتنا منذ 4 أشهر

في بيان صادر عن غرفة إسطنبول لتجارة الحافلات العامة الخاصة، أكدت أن المدفوعات المخصصة لتشغيل الحافلات باتت غير منتظمة ومتأخرة منذ ما يقرب من 4 سنوات، رغم وجود عقد مبرم مع بلدية إسطنبول الكبرى.

وأضاف البيان أن حجم المستحقات المتأخرة وصل إلى 6 مليارات ليرة تركية، ما جعل من المستحيل تغطية النفقات الأساسية مثل الوقود، ورواتب السائقين، والصيانة اليومية.

وقال البيان: “لم تُتخذ أي خطوات ملموسة من قبل بلدية إسطنبول لمنع الأزمة، ولم يُستجَب لأي من مبادراتنا ذات النوايا الحسنة. لذلك، لم يعد من الممكن تقديم الخدمة لا فنيًا ولا ماليًا”.

 

إضراب يشل المواصلات.. وتعطل آلاف الحافلات

اقرأ أيضا

أرض تركيا تهتز مجددًا.. زلزال بقوة 6 درجات يثير الذعر

الخميس 22 مايو 2025

نتيجة لهذا الإضراب، توقفت 3 آلاف و41 حافلة عامة خاصة عن العمل، ما أدى إلى اضطرابات كبيرة في حركة النقل العام، خاصة خلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية.

تسببت هذه الأزمة في اكتظاظ محطات المترو و”المتروبوس”، في ظل لجوء المواطنين إلى وسائل النقل البديلة، حيث شوهد المواطنون ينتظرون لفترات طويلة على أرصفة محطات الحافلات.

مقالات مشابهة

  • “الأسفلت المطاطي” .. ابتكار هندسي لراحة الحجيج
  • “هيئة الطرق”: طريق السيل الكبير.. مسار تاريخي للحج من نجد إلى مكة المكرمة
  • شخصيات بارزة تزور المتحف المصري الكبير.. أبرزهم ولي عهد إمارة الفجيرة
  • براهيمي :” هدفي إهداء جمهور الغرافة لقب الكأس “
  • جمعية مغربية تدعو المغاربة للتبرع بثمن أضحية العيد لدعم غزة أطلقت الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين نداءً للتبرع بثمن أضحية عيد الأضحى لدعم الفلسطينيين
  • موعد عيد الأضحى 2025 وتوقيت صلاة العيد الكبير في جميع المحافظات
  • تعميم لرئيس بلدية طرابلس يتعلق بالاضاحي خلال فترة العيد
  • المواصفات الصحيحة لاختيار أضحية العيد .. تفاصيل
  • حكومة التغيير والبناء تقيم حفلا خطابيا بمناسبة العيد الوطني الـ 35 للجمهورية اليمنية 22 مايو
  • “نعتذر لشعب إسطنبول”.. مشغلو الحافلات الخاصة يحمّلون البلدية مسؤولية توقف الخدمة