عندما تدين دولة الإمارات الهجمات التي تقوم بها مجموعات مسلحة سورية على القوات الأمنية، وتجدد التأكيد على موقفها الثابت تجاه دعم استقرار سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق، ودعمها المساعي كافة التي تهدف إلى تحقيق تطلعاته إلى الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة، فلأنها تشعر بالقلق على البلد الشقيق مما يجري من اضطرابات أمنية في بعض مناطقه قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه من تهديد لوحدته الوطنية والترابية.
إن ما يجري في الساحل السوري من اقتتال، وما جرى في مدينة جرمانا وجبل العرب من قبل مؤشر على أن ما يواجه سوريا والإدارة الانتقالية الجديدة تحديات خطرة، لأنه يمس وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويمكن أن الانفلات الأمني قد يتسع مداه بحيث يتسع الفتق على الراتق كما يقال، لأن ما يجري هو نتيجة طبيعية لتراكمات جراء سياسات اعتمدت منذ العام 2011 أدت إلى اتساع الهوة بين أبناء الوطن الواحد وعززت الاصطفافات الجهوية والطائفية في مواجهة الجماعات المسلحة التي تمكنت مؤخراً من الاستيلاء على السلطة.
مثل هذه الحالة لم تشهدها سوريا في تاريخها، حيث كانت الوحدة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب السوري هي الوجه الناصع الذي رسم ملامحه المميزة عبر التاريخ، وتجلى في مختلف مراحل الصراع ضد الاستعمار العثماني ثم الفرنسي وصولاً إلى الاستقلال وبعده، حيث لم تعرف سوريا أي مرحلة كان فيها الصوت الطائفي أو المذهبي يعلو على الولاء للوطن، أو يتجاوز الانتماء للأمة العربية كحاضنة للجميع، من دون انتماءات فرعية أخرى تؤدي إلى الانقسام الوطني، ومنها انطلقت فكرة القومية العربية التي جاءت كرد على الاستعمار والانقسام والدعوة إلى الوحدة العربية.
وإذا كان ما يحدث الآن ليس مسؤولية الإدارة الانتقالية الحالية، بل تتداخل فيه عوامل داخلية وخارجية، جراء صراع جيوسياسي في أجندات القوى الإقليمية والدولية لتعزيز نفوذها، مستغلة حالة ضعف النظام القائم والفراغ الأمني لتحقيق أهدافها، فإن هذه القوى تستغل كل نقاط الضعف على الجغرافيا السورية من اجتماعية وطائفية ومذهبية وأمنية وتأجيجها للوصول إلى تحقيق أهدافها مهما كانت النتائج، ولا يهم إن كان ذلك من خلال التقسيم أو الفدرالية، وهو لن يتحقق إلا من خلال تسعير الحرب الأهلية باستغلال المكون العلوي في الساحل، والمكون الدرزي في جبل العرب ومرتفعات الجولان، والمكون الكردي في الشمال والشرق.
إن اللجوء إلى الحلول الأمنية فقط لمعالجة هذه المخاطر والتحديات، هي حلول قاصرة، إذ لا بد من فهم ما يجري وإيجاد حلول دائمة بعيداً عن منطق الانتقام، من أجل إعادة دمج مختلف المكونات الوطنية من خلال تكريس المصالحة الوطنية الشاملة عبر عملية سياسية تبدأ فوراً من دون تأخير، والانفتاح السياسي على كل المكونات دون إقصاء أحد، والالتزام بالديمقراطية والتعددية السياسية والدولة المدنية كنظام للحكم، والتخلي عن كل أفكار التطرف التي كانت تحكم خيارات بعض القوى الفاعلة الحالية، وبذلك يمكن قطع دابر كل القوى الخارجية الطامعة بسوريا.. ويمكن تحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والسلام والاستقرار والحياة الكريمة، كما تدعو دولة الإمارات.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب في سوريا سوريا ما یجری
إقرأ أيضاً:
العرابي: ثورة 30 يونيو كانت بداية لجمهورية جديدة واستعادة الهوية الوطنية
قال الدكتور محمد العرابي، أمين تنظيم حزب مستقبل وطن بمحافظة دمياط، بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو ، إن هذه الثورة تمثل لحظة تاريخية فارقة لمصر ولمنطقة الشرق الأوسط بأسرها، حيث غيرت مسار البلاد وأنقذتها من مخاطر شديدة كانت تهدد هويتها وأمنها القومي.
وأكد العرابي، في بيان له، أن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد مظاهرات عابرة، بل كانت تعبيرًا حقيقيًا عن إرادة الشعب المصري الذي خرج بالملايين ليعلن رفضه لمحاولة جماعة الإخوان السيطرة على الدولة.
وأضاف أن الجيش المصري، بقيادة وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسي، كان السند القوي للشعب في تلك اللحظة الحاسمة، حيث انحاز إلى إرادة الشعب وأعلن انحيازه للمصلحة الوطنية فوق أي اعتبار آخر.
وأوضح العرابي أن ثورة 30 يونيو استعادت الهوية الوطنية، وأعادت التأكيد على مبادئ المواطنة المتساوية دون تمييز أو إقصاء، كما أنها كانت بمثابة صرخة ضد محاولات اختطاف الدولة وتحويلها إلى أداة لخدمة أجندات جماعة لا تؤمن بالدولة المدنية ولا بالهوية المصرية.
وأشار العرابي إلى أن الفترة التي تلت ثورة 30 يونيو شهدت انطلاق مصر نحو مسار جديد من التنمية والتقدم، حيث بدأت الدولة في تنفيذ مشروعات ضخمة في البنية التحتية، الطرق، والمدن الجديدة، فضلاً عن تطوير قطاعات الصحة، والتعليم، والطاقة.
ولفت إلى أن ما تحقق من إنجازات لم يكن ليحدث لولا سقوط مشروع جماعة الإخوان الذي كان يسعى لتدمير مؤسسات الدولة وتفكيكها.
وشدد العرابي على أن ما حدث في 30 يونيو كان بداية لجمهورية جديدة، قائمة على أسس العدالة الاجتماعية، واحترام التنوع الفكري والديني، وتهيئة بيئة مواتية للتنمية الشاملة.
واعتبر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان صاحب قرار إنقاذ مصر من المصير المجهول، الذي كان من الممكن أن يتحول إلى حرب أهلية أو دولة فاشلة.
في ختام حديثه، أكد العرابي أن ثورة 30 يونيو كانت نقطة تحول أساسية في تاريخ مصر الحديث، وأن الشعب المصري برهن على وعيه الفطري وإيمانه العميق بهويته الوطنية، وأثبت أنه قادر على حماية دولته ومؤسساتها من أي تهديدات قد تستهدفها.