رمضان موسم اقتصادي واستهلاكي ترتفع فيه فواتير الطعام وتتغير فيه العادات الغذائية:ما نسبته 15 % من الإنفاق السَّنويّ على الغذاء يكون في رمضان
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
من الآثار السَّلبيَّة لشهر رمضان على الاقتصاد ارتفاع نسبة الهدر بشكلٍ مبالغٍ فيه شهر رمضان صار فرصة لدى التجار لرفع أسعار كثير من السلع بدون أي داع أذواق المستهلكين تأتي في مقدمة المحددات على الطلب في السوق الرمضانية
يعتبر شهر رمضان من اهم المواسم الاقتصادية التي يزيد فيها الإنفاق بمعدلات مرتفعة، مقارنة ببقيَّة أشهر السَّنة، نظراً لارتباطه الديني بفريضة الصيام، سواء في اليمن أو في مختلف البلدان العربية والإسلامية، وفي رمضان تتغير العادات الغذائية، مما يؤدي إلى ارتفاع فواتير الطعام لدى الأسر ويتحمل أولياء الأمور أعباء إضافية تضاعف مسؤولياتهم في توفير احتياجات رمضان الغذائية والاستهلاكية في ظل قلة الدخول وصعوبة المعيشة، وثمة أسس رمضانية يمكن أن تساعد على تحويل شهر رمضان إلى ربيع اقتصادي، بدلا من أن يكون كابوسا مخيفا لاقتصاد البيوت في بلادنا كما هو حاصل الآن، ومن الملاحظ أن شهر رمضان صار في زماننا فرصة لدى التجار لرفع أسعار كثير من السلع بدون مبرر، سوى زيادة الطلب عليها من قبل المستهلكين، وتتميز المائدة الرمضانية في اليمن بأصناف متعددة من الأطعمة والأشربة التي تعود اليمنيون على تناولها خلال الشهر المبارك.
الثورة / أحمد المالكي
ترتفع فواتير الطَّعام في شهر رمضان بنسبة من 50-100 %، وتشير تقارير اقتصادية حديثة إلى أن 15 % من الإنفاق السَّنويّ على الغذاء في البلاد ذات الأغلبيَّة المسلمة يكون في هذا الشَّهر، وأنَّ 83 % من الأسر تغيِّر عاداتها الغذائيَّة في رمضان.
ويأتي التمر على قمَّة زيادة هذا الاستهلاك، وهو أمرٌ طبيعيٌّ إلى حدٍّ كبيرٍ، نظراً لأهميَّة التَّمر في السُّنَّة النَّبويَّة، ولكن أيضاً يرتفع الإقبال على الخبز بنسبة 63 %، والدَّجاج بنسبة 66 %، والفواكه المجفَّفة بنسبة 25 %، كما يتزايد استهلاك منتجات الألبان، وتكثر العروض عليها لأهميَّتها الشَّديدة في مقاومة العطش خلال ساعات الصِّيام.
ولكن ليس الطَّعام فقط هو ما يزيد استهلاكه، حيث أوضح أكثر من ثلث الأشخاص في دراسةٍ حديثةٍ أنَّهم يؤجِّلون قرارات الشِّراء الكبيرة لموسم شهر رمضان.
وهذا الإقبال الشَّديد على الاستهلاك يُمكن تفسيره بأنَّ رمضان موسمٌ احتفاليٌّ دينيٌّ يُشبه ما يحدث خلال أعياد الميلاد في الدُّول الغربيَّة، حيث يرتفع معدّل الاستهلاك أيضاً وتتزايد الحاجة للتَّواصل الاجتماعيِّ والتَّجمُّعات العائليَّة وتقديم الهدايا، ومع الدِّراسات التي أظهرت ارتفاع معدّل السَّعادة في هذا الشَّهر، فإنَّ هذا بالتَّأكيد ينعكس بالإيجاب على قرارات الشراء.
سلبيات وهدر
ومن الآثار السَّلبيَّة لشهر رمضان على الاقتصاد ارتفاع نسبة الهدر بشكلٍ مبالغٍ فيه بما يتعارض تماماً مع روحانيَّات الصِّيام، وتُشير التَّقديرات إلى إهدار أكثر من 20 ألف طنٍّ من الطَّعام يوميَّاً على مدار العام، وتزيد بنحو 40 طناً خلال أوَّل 10 أيَّامٍ من رمضان، كما يُذكر أنَّ 60 % من الطَّعام في بلدان عربية يتعرَّض للهدر خلال هذا الشَّهر .
وهذا الاتِّجاه يؤثِّر سلباً على الاقتصاد من نواحٍ عدَّةٍ، فهو أوّلاً يحرم الكثير من الفئات الفقيرة من إيجاد الطَّعام الجيد، كما يزيد من أسعار السِّلع والخدمات والمواد الغذائيَّة دون سببٍ حقيقيٍّ.
وبحسب خبراء وكتاب، تراكمت على رمضان عادات وتقاليد من الداخل والخارج حولت الشهر الفضيل إلى مناسبة احتفالية شبيهة بالعيد، لا مناسبة للعبادة وتهذيب الروح، وبدلا من أن يكون رمضان موسما لتنقية وتهذيب النفس، إذا به يصبح موسما لمزيد من الأعباء المادية والمعنوية التي تهدد الحياة حتى في عناصر سلامتها الأساسية.
أسس رمضانية
وبحسب الخبراء هناك ثمة أسس رمضانية تساعد مراعاتها على تحويل شهر رمضان إلى ربيع اقتصادي، بدلا من أن يكون كابوسا مخيفا لاقتصاد البيوت في بلادنا كما هو حاصل الآن، وتتلخص أهم هذه الأسس في أن معضلة الاقتصاد -كما يراها المختصون- هي أن المواد اللازمة لحياة الناس قليلة أو نادرة في العادة، فما الذي ننتجه وما الذي لا ننتجه؟ والحق أن شهر رمضان بشعائره وأعماله يربط المسألة بالضرورات والحاجيات والكماليات البشرية، فيفتح المجال لطلب الضرورات بكمها المناسب، والحاجيات بما يرفع الحرج عن العباد، والكماليات بما يروِّح عن النفس أحيانا، وما زاد فهو إسراف لا ينبغي.
ومن هنا فإن الذي يحكم على الاستهلاك الفردي أو الأسري، حسب الخبراء، ليس مقدار الدخل في الأساس، ولكن الحاجة والضرورة التي تلزم لبقاء الإنسان ورفع الحرج عنه.
كما أن أذواق المستهلكين تأتي في مقدمة المحددات على الطلب في السوق، وفق الخبراء، فإذا علمنا أن المقصود من فرض الصيام ليس أن يجمع الصائم الوجبات الثلاث في وجبة أو وجبتين، أو أن يعوض في المساء ما فاته من طعام الصباح، ولكنْ أنْ يأكل بالمعدل العادي للوجبة في غير رمضان على أقصى حد، مما يعني أننا نقلل نحو الثلث من طعامنا في رمضان قياسا إلى أشهر السنة الأخرى، وإذا علمنا هذا كله، عرفنا أن شهر رمضان يسهم في ضبط الذوق الاستهلاكي، ولا يتركه فريسة للأهواء.
فرصة التجار
ومن الملاحظ أن شهر رمضان صار في زماننا فرصة لدى التجار لرفع أسعار كثير من السلع بدون أي داع، إلا زيادة الطلب عليها من قبل المستهلكين المنساقين وراء أذواق غير محسوبة، بل قد يكون المعروض من السلع كثيرا جدا، إلا أن العرض نفسه يكون قليل التأثير في خفض ثمن السلعة مقابل الطلب الكبير جدا عليها.
والأصل هو أن شهر رمضان مناسبة طيبة لضبط الأسعار على الأقل، وربما لخفضها، وذلك بضبط الإقبال على الاستهلاك، وعدم خزن السلع في البيوت بكميات أكثر من حاجة يوم أو يومين.
وهناك مقترحات لبعض الاقتصاديين بفرض ضريبة على الإنفاق الاستهلاكي، وقالوا “إن سياسة حماية أسعار المواد الغذائية، وبالقدر الذي لا يؤدي إلى الإسراف والتبديد، ليست فقط سياسة للعدالة، بل تكاد تكون سياسة اقتصادية ضرورية لضمان استمرار الاستقرار في الأسعار” .
المائدة اليمنية
وتتميز المائدة الرمضانية في اليمن بأصناف متعددة من الأطعمة والأشربة التي تعود اليمنيون على تناولها في هذا الشهر.
حيث يفطر اليمنيون غالباً بالتمر والماء والقهوة ثم يؤدون صلاة المغرب ويعودون إلى سفرة المائدة التي تحوي مأكولات مختلفة تتنافس النساء في إعدادها.
ولا تخلو هذه المائدة من وجبتين رئيسيتين هما “الشفوت” المصنوع من رقائق خبز خاص واللبن، و”الشربة” المصنوعة من القمح المجروش بعد خلطه بالحليب والسكر أو بمرق اللحم أو الدجاج، فضلا عن العصائر المختلفة والسمبوسة والطعمية.
وهناك أيضا في وقت العشاء الكبسة والسلتة والعصيدة والزربيان والصيادية والسوسي وهي من أفضل الوجبات لدى اليمنيين.
أما الحلويات الرمضانية فهناك بنت الصحن والرواني والكنافة والعوامة والقطائف والشعوبية والبسبوسة والبقلاوة، وغيرها.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: أن شهر رمضان من السلع فی رمضان هذا الش
إقرأ أيضاً:
وجبات ذكية لذاكرة أقوى.. كيف يساعدك الطعام على التركيز؟
مع بداية موسم الامتحانات، ينشغل الطلاب عادة بالمذاكرة ووضع خطط للمراجعة، لكن كثيرين منهم يغفلون عن عنصر لا يقل أهمية: التغذية.
فالطعام ليس مجرد وقود للجسم، بل يلعب دورا حيويا في تعزيز وظائف الدماغ مثل التركيز، والذاكرة، والانتباه. تماما كما لا يمكن لسائق أن يبدأ سباق فورمولا بسيارة بخزان فارغ، لا يمكن للعقل أن يعمل بكفاءة دون تغذية سليمة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تغنيك عن المهدئات.. 7 مشروبات طبيعية تهدئ القلق والتوترlist 2 of 2حرارة الصيف ترفع خطر التسمم الغذائي.. إليك أبرز سبل الوقايةend of listورغم ذلك، يعتمد العديد من الطلاب على الوجبات السريعة أو الأطعمة السكرية التي تمنح دفعة مؤقتة من الطاقة، يليها هبوط مفاجئ في النشاط والانتباه.
لذا، سواء كنت طالبا تسعى للتركيز أو ولي أمر يحرص على أداء أبنائه، راقب جيدا ما يدخل إلى جسمك، فاختياراتك الغذائية قد تكون مفتاحا للتفوق أو سببا للتراجع.
كيف يتغذى الدماغ؟يعد الدماغ من أكثر أعضاء الجسم استهلاكا للطاقة، فعلى الرغم من أنه يشكل نحو 2% فقط من وزن الجسم، فإنه يستهلك حوالي 20% من السعرات الحرارية اليومية. ولأنه لا يستطيع تخزين الطاقة مثل باقي الأعضاء، فهو بحاجة دائمة إلى إمداد غذائي مستمر يدعم وظائفه المعرفية. وتشمل العناصر الأساسية لصحة الدماغ: الغلوكوز المستقر كمصدر رئيسي للطاقة، والأحماض الدهنية الأساسية لدعم الخلايا العصبية، والبروتينات، ومجموعة فيتامينات "بي" B، ومضادات الأكسدة التي تحميه من التلف والإجهاد التأكسدي.
تلعب التغذية السليمة دورا محوريا في تعزيز الأداء الذهني، إذ تساهم في تنظيم الطاقة العقلية، ودعم التركيز لفترات ممتدة، وتقليل مستويات التوتر الذهني، وهي جميعا عوامل أساسية لتحقيق نتائج أكاديمية متميزة خلال فترة الامتحانات. وفيما يلي مجموعة من العناصر الغذائية التي تضمن لك تغذية متوازنة تعزز قدراتك الذهنية في هذه المرحلة المهمة.
إعلان الأسماك الدهنيةتُعد الأسماك الدهنية مثل السلمون، التونة، القد، والسردين من أغنى المصادر الطبيعية بأحماض أوميغا-3 الدهنية، التي تلعب دورا مهما في بناء أغشية الخلايا العصبية وتعزيز الاتصال بينها.
ويسهم تناول هذه الأسماك في دعم الذاكرة وتحسين القدرات المعرفية، كما يساعد في الحد من تراكم بروتين "بيتا أميلويد" المرتبط بمرض ألزهايمر. ولتحقيق فوائد معرفية ملموسة، يُنصح بتناول الأسماك الدهنية مرتين أسبوعيا، مع اختيار الأنواع الطازجة قليلة الزئبق لضمان أقصى استفادة صحية.
الفواكه والخضروات الداكنةتعد أطعمة مثل التوت الأزرق، السبانخ، البروكلي، والكاكاو الداكن غنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات التي تحارب الإجهاد التأكسدي، وتحسن تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز التركيز والوظائف الإدراكية. ويتميز التوت باحتوائه على الفلافونويد، التي تحمي الخلايا العصبية.
وقد أظهرت دراسة أجريت بمستشفى بريغهام بجامعة هارفارد أن تناول حصتين أو أكثر من التوت أسبوعيا يبطئ تدهور الذاكرة، ويحسن كفاءتها الإدراكية.
الكربوهيدرات المعقدةيحتاج الدماغ إلى إمداد ثابت من الغلوكوز، مصدره الرئيسي للطاقة، لذا تعد الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني وخبز الحبوب الكاملة مثالية، إذ تطلق الغلوكوز ببطء في الدم، مما يحافظ على تركيز مستقر طوال اليوم ويمنع التعب العقلي. كما أنها غنية بفيتامينات بي المفيدة للدماغ، وتناسب وجبة الإفطار في أيام الامتحانات.
البروتينات الخفيفةيُعد البيض، الزبادي، والمكسرات من مصادر البروتين الخفيفة وسهلة الهضم، وتوفّر الأحماض الأمينية الضرورية لتكوين النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يُسهم في تعزيز الانتباه وتحسين الحالة المزاجية. حتى وجبة بسيطة مثل بيضة واحدة على الإفطار قد تُحدث فرقا ملحوظا في التركيز على مدار اليوم.
الماءرغم أن الماء لا يُصنف كطعام، فإنه ضروري لصحة الدماغ وأدائه السليم. فهو يرطب أنسجة الدماغ، ويساعد في نقل العناصر الغذائية والتخلص من الفضلات. حتى الجفاف الطفيف يمكن أن يؤثر سلبا على التركيز، ويسبب التعب أو الدوار.
وقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ويستمنستر البريطانية عام 2012 أن الطلاب الذين حافظوا على شرب كميات كافية من الماء أثناء الامتحانات حصلوا على نتائج أعلى بنسبة 5% مقارنة بمن لم يشربوا كمية كافية. لذلك، يُنصح بشرب 6 إلى 8 أكواب من الماء يوميا، خصوصا خلال فترات المذاكرة والضغط الذهني.
أطعمة ينبغي تجنبهافي المقابل، هناك أطعمة قد تعوق الأداء الذهني وتزيد من الإجهاد والتشتت من بينها ما يلي:
السكريات البسيطة والكربوهيدرات المكررةيؤدي تناول السكريات إلى ارتفاع سريع في مستوى سكر الدم، يتبعه هبوط حاد، مما يسبب إرهاقا ذهنيا وصعوبة في التركيز. وتُحدث الكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة المصنوعة من الطحين الأبيض، تأثيرا مشابها، إذ تفتقر إلى الألياف التي تُبطئ امتصاص الغلوكوز، مما يؤدي إلى تقلبات في مستوى الطاقة الذهنية.
وبحسب طبيب الأعصاب الدكتور عارف دالفي، في تقرير نشره موقع "هاف بوست"، فإن هذه التقلبات في سكر الدم، الناتجة عن استهلاك الكربوهيدرات المكررة، تضعف القدرة على التركيز، خاصة عند حدوث ارتفاع أو انخفاض حاد، وهو ما ينعكس سلبا على الأداء الذهني، خصوصا أثناء الدراسة أو فترة الامتحانات.
إعلان الأطعمة المالحةلا يقتصر التأثير السلبي على التركيز فقط على ارتفاع السكر في الدم، فالأطعمة المالحة والغنية بالدهون المشبعة، مثل الوجبات السريعة، قد تُضعف بدورها الأداء الذهني.
فقد كشفت دراسة أُجريت في جامعة شيان جياوتونغ الصينية، ونُشرت عام 2017، أن النظام الغذائي عالي الملح يؤدي إلى التهابات في الدماغ، ويؤثر سلبا على الذاكرة قصيرة المدى والانتباه، كما يزيد من إجهاد الدماغ، مما يجعل من الصعب على الطلاب الحفاظ على تركيزهم ومواصلة يومهم بكفاءة.
الكافيين والمشروبات الغازيةورغم أن تناول فنجان من القهوة قد يمنح دفعة مؤقتة من اليقظة، فإن الإفراط في الكافيين يمكن أن يؤدي إلى القلق، والانفعال، واضطرابات النوم، مما ينعكس سلبا على التركيز لاحقا.
وتتفاقم المشكلة عند استهلاك المشروبات الغازية، التي تجمع بين الكافيين والسكريات، مسببة تقلبات حادة في الطاقة وضعفا في التركيز، وهو ما يعد تحديا كبيرا للطلاب خلال فترات الضغط الذهني مثل الامتحانات.
في النهاية، ما تتناوله خلال فترة الامتحانات لا يقل أهمية عن ساعات الدراسة الطويلة. فالأطعمة الصحية لا توفر فقط الطاقة للدماغ، بل تحسن المزاج، وتقلل القلق، وتزيد من القدرة على التركيز والانتباه. وفي حين قد يبدو تناول الوجبات السريعة أو الاعتماد على الكافيين خيارا سريعا وفعالا، فإن تأثيره غالبا ما يكون قصير الأمد ومضرا على المدى البعيد.