تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة.. رسائل متبادلة ومخاوف من مواجهة عسكرية محتملة.. ومحللون: تهديدات ترامب "مناورات" غير جدية
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتوالى التصريحات من المسؤولين الإيرانيين في طهران حول رفضهم تلقي رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدعو إلى مفاوضات نووية، لكن تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي ووزارة الخارجية والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني تشير إلى ردود غير مباشرة على هذه الرسالة المفترضة.
يبدو أن الرسالة التي يُزعم أن ترامب بعث بها تحمل مزيجًا من التهديدات والإغراءات، كما أن الردود الإيرانية توحي بإمكانية التفاوض شريطة أن تقتصر المحادثات على الملف النووي فقط. وأوضح إيرواني أن إيران قد تشارك في محادثات مع الولايات المتحدة فقط لإثبات سلمية برنامجها النووي.
وفي السياق ذاته، أعرب محللون سياسيون وإعلاميون عن ارتباكهم حيال نهج ترامب غير التقليدي، حيث وصف المحلل السياسي علي بيكدلي تصريحات ترامب بأنها تُحدث حالة من الحيرة وتفتقر إلى البروتوكولات الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن ترامب يحاول فرض أسلوب قائم على إظهار القوة وترك الجانب الآخر في حالة ارتباك دون معرفة كيفية الرد.
من جهة أخرى، نشر السفير الإيراني السابق في الرياض محمد حسيني مقالًا في صحيفة "شرق" الإصلاحية، حذر فيه من احتمالية حدوث هجوم عسكري وشيك من الولايات المتحدة وإسرائيل على إيران، مشيرًا إلى عدة مؤشرات على ذلك، بما في ذلك تقارير تشير إلى تسريع إيران لعملية تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تُعتبر قريبة من إنتاج سلاح نووي، وتراجع عمقها الاستراتيجي في المنطقة، واستخدام روسيا لإيران كورقة مساومة في مفاوضاتها حول أوكرانيا.
في الوقت ذاته، أشار المحلل الإيراني علي حسين قاضي زاده، المقيم في لندن، إلى أن ترامب يدرك أن الإيرانيين لن يقبلوا بالتفاوض تحت الضغوط، لكنه يسعى فقط إلى إظهار إيران كطرف رافض للحوار.
وفي مقابلات محلية، صرّح الدبلوماسي السابق فريدون مجلسي بأن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يبدي قلقًا من احتمال تحويل برنامج إيران النووي إلى أغراض عسكرية، كما أشار إلى مخاوف غربية من انتشار الأسلحة النووية في المنطقة مع رغبة دول مثل الإمارات والسعودية وتركيا في تطوير برامجها النووية.
أما رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، فقد وصف تهديدات ترامب بأنها مجرد "مناورات فارغة"، معتبرًا أن الوقت الحالي ليس مناسبًا لإيران للتفاوض معه.
في الوقت نفسه، أعرب المعلق السياسي في التلفزيون الإيراني حسن هاني زاده عن اعتقاده بأن تصريحات ترامب حول "الحرب أو المفاوضات" هي مجرد تهديدات غير جدية، بينما يرى الدبلوماسي الإيراني السابق في لندن، جلال ساداتيان، أن ترامب قد يخفف موقفه تجاه البرنامج النووي الإيراني، لكنه من غير المرجح أن يغير نهجه العام في التعامل مع طهران.
يبدو أن المنطقة تتجه نحو مرحلة جديدة من التصعيد الدبلوماسي وربما العسكري، في ظل غموض وتوتر متزايدين بين إيران والولايات المتحدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: طهران دونالد ترامب أن ترامب
إقرأ أيضاً:
خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: «قمة ألاسكا» دفعة نوعية لجهود التسوية السلمية لأزمة أوكرانيا
أحمد عاطف، شعبان بلال (موسكو، واشنطن، القاهرة)
أخبار ذات صلةأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، «بالجهود الصادقة» التي تبذلها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا وطرح احتمال إبرام اتفاق بشأن الأسلحة النووية قبيل عقد قمة مع الرئيس دونالد ترامب اليوم الجمعة في ألاسكا.
جاء ذلك فيما أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، بأن قمته المرتقبة مع نظيره الروسي قد تفشل، لكنه أوضح أنها لن تكون سوى تمهيد لاجتماع ثلاثي ثانٍ سيتم خلاله التوصل إلى اتفاق ملموس يضع حداً لحرب أوكرانيا.
وشدد خبراء ومحللون على أهمية القمة الاستثنائية التي تجمع بين الرئيسين الأميركي والروسي في مدينة «أنكوراج» في ولاية ألاسكا الأميركية، اليوم الجمعة، واعتبروها تحولاً لافتاً ونوعياً في مسار المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية، إذ تنقل الحوار من الإطار الأوروبي إلى حديث مباشر بين واشنطن وموسكو، بما يعكس رغبة الطرفين في إعادة صياغة قواعد اللعبة السياسية، بعيداً عن الطاولات متعددة الأطراف.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن اختيار ألاسكا لتكون موقعاً للقمة يعكس رمزية جغرافية وتاريخية، مما يمنح اللقاء بعداً استراتيجياً يتجاوز الملف الأوكراني ليشمل قضايا إقليمية ودولية أخرى.
وقالت المحللة السياسية الأميركية، إيرينا تسوكرمان، إن قمة ألاسكا قد تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات الأميركية الروسية، مما ينعكس على قضايا عالمية عدة، وهو ما يجعل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية تنتظر نتائج القمة الأميركية الروسية.
وأضافت تسوكرمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن قمة ترامب وبوتين تمنح الأطراف المعنية بالنزاع في أوكرانيا فرصة لالتقاط الأنفاس، وربما التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مما يمنح الجميع فرصة لإعادة النظر تجاه العديد من القضايا، في ظل اشتعال الصراع الروسي الأوكراني.
وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد يواجه انتقادات قوية، سواء خارجية أو داخلية، في ظل تأكيدات أوروبية بضرورة إشراك كييف في أي مفاوضات نهائية، بينما تظل مخاوف التقارب مع موسكو تخيم على تيارات متشددة داخل الحزب الجمهوري.
من جهته، أوضح نبيل ميخائيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، أن قمة ألاسكا تمثل محطة سياسية ودبلوماسية مهمة قد تسفر عن تهدئة ملحوظة في الأزمة المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، وربما تمهد لوقف إطلاق نار أو هدنة مؤقتة تمتد لأسابيع أو شهور، بما يمنح جميع الأطراف مساحة كافية لإعادة تقييم مواقفها.
وذكر ميخائيل، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القمة لا تقتصر على البُعد الثنائي بين واشنطن وموسكو، بل قد تفتح الباب أمام تفاهم شخصي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما ينعكس على ملفات إقليمية ودولية شائكة.
وأفاد بأن أجندة المباحثات مرشحة لتشمل قضايا شائكة أخرى، مثل الأوضاع في غزة، ومستقبل التسوية في سوريا، إضافة إلى الوضع في لبنان، لافتاً إلى أن أي تقدم في هذه المسارات يُعد خطوة مهمة نحو تهدئة بؤر التوتر في العالم.
في السياق، أكدت المحللة السياسية الأميركية، رالوكا نيتا، أن القمة تحمل دلالات تتجاوز الملف الأوكراني، مشيرة إلى أن الرئيس الروسي يدرك تماماً أن أوكرانيا لن تقبل أي تسويات تمس أراضيها أو تمنحه مكاسب إقليمية واضحة، لكنه سيستغل القمة باعتبارها منصة مهمة لإظهار استعداده للحوار.
وأوضحت نيتا، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الرئيس الأميركي يسعى إلى تحقيق انتصار سياسي داخلي بوقف الصراع الروسي الأوكراني، فيما يخطط الرئيس الروسي لتحقيق مكاسب استراتيجية بعيدة المدى تعزز نفوذه، وتوسع أوراق الضغط الروسية في الساحة الدولية.