أميرة خالد

حذر مجلس المستهلك في هونغ كونغ من مخاطر صحية جسيمة تهدد الأطفال، بعد أن كشفت اختبارات ميدانية عن احتواء عدد كبير من أحذية طلاب المرحلة الابتدائية المتوفرة في الأسواق المحلية على مواد كيميائية سامة، بعضها مصنف كمسرطن ويتجاوز الحدود المسموح بها دوليًا.

وأوضحت الاختبارات، التي شملت 28 نموذجًا، أن 13 منها تحتوي على مركب “الكروم السادس” المصنف كمادة مسرطنة، فيما تجاوزت أربعة نماذج المعايير الأوروبية، بينها منتجات لشركتي “Frog Shoes” و”no.

no House”.

كما تم رصد مادة “الفثالات” السامة للجهاز التناسلي بنسب خطيرة في نموذجين، أحدهما تجاوز الحد المسموح به أوروبيًا بنحو 86 مرة.

وحذرت الهيئة من أن ارتداء الجوارب لا يلغي خطر ملامسة هذه المواد للجلد، ناصحة بالتوقف عن استخدام الأحذية المشبوهة إذا ظهرت أعراض مثل التهابات أو طفح جلدي.

كما سجلت الفحوص مشاكل في متانة بعض النماذج، مثل ظهور شقوق وضعف الالتصاق بعد اختبارات التحمل.

وكشفت اختبارات دولية لـ 22 نموذجًا من مقاعد الأطفال المخصصة للسيارات والمتوفرة في هونغ كونغ، أن ثلاثة منها توفر حماية ضعيفة في حوادث الاصطدام، فيما احتوت ثمانية نماذج على آثار لمواد ضارة.

ودعا المجلس الشركات المصنعة لتحسين جودة المنتجات، وضمان خلوها من المواد السامة، مع تعزيز تصميم المقاعد وتوضيح تعليمات الاستخدام لضمان سلامة الأطفال.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: استخدام الأحذية المواد السامة جودة المنتجات هونغ كونغ

إقرأ أيضاً:

محمد وأشواق.. جوع أطفال اليمن يفضح نهب الحوثيين للمساعدات وتحويلها لسلاح حرب

على سرير حديدي في المستشفى الجمهوري بمحافظة حجة، يرقد الطفل "محمد" وقد تحول جسده النحيل إلى ما يشبه هيكلًا عظميًا مغطى بالجلد، وعيناه الغائرتان تكادان تعجزان عن النظر. يلتقط أنفاسه بصعوبة، وكأن كل نفس معركة، في مشهد يعكس أقصى درجات الألم الإنساني، ويختصر الكارثة الصامتة التي يعيشها ملايين اليمنيين تحت سيطرة مليشيا الحوثي، حيث الجوع يفتك بالصغار قبل الكبار، والموت يتحرك ببطء على وقع الحصار ونهب المساعدات.

الصورة التي وثقها ناشطون من داخل المستشفى، وأرفقوها بمقطع فيديو مؤلم، كشفت حالة سوء تغذية حاد يهدد حياة محمد في أي لحظة، وسط مناشدات عاجلة لأهل الخير والمنظمات الإنسانية للتدخل الفوري. لكن الناشطين أكدوا أن محمد ليس حالة استثنائية، بل هو واحد من مئات الأطفال الذين يواجهون المصير ذاته في مخيمات النزوح والمناطق النائية بحجة وغيرها.

مأساة تتكرر.. من "أشواق" إلى "محمد"

لم يكن مشهد الطفل "محمد" وهو يصارع الموت جوعًا سوى تكرار مأساوي لقصص أخرى سابقة، لعل أبرزها مأساة الطفلة أشواق علي حسن مهاب، البالغة من العمر سبعة أعوام، والتي فارقت الحياة قبل أسابيع قليلة في أحد مخيمات مديرية عبس بمحافظة حجة، بعد أن خارت قواها تمامًا أمام الجوع، ولم يبقَ من طفولتها سوى جسد ضعيف وعينان غائرتان.

كانت أسرة أشواق، مثل آلاف الأسر في المخيمات، تعيش على حافة البقاء، بعدما انقطعت عنها المساعدات الغذائية التي كانت بالكاد تسد الرمق، فيما كانت الشاحنات المحملة بالإغاثة تتجه إلى مخازن يسيطر عليها الحوثيون، حيث تُفرغ وتُوزع على الموالين لهم أو تُباع في الأسواق السوداء. في أيامها الأخيرة، لم تجد أشواق ما تضعه في فمها سوى جرعات ماء وبعض الفتات الذي كان يتصدق به الجيران، حتى أسلمت روحها بصمت، تاركة وراءها وجعًا مضاعفًا في قلوب والديها وكل من عرفها.

ويؤكد سكان من عبس أن قصتي "أشواق" و"محمد" ليستا إلا الجزء الظاهر من جبل جليد المأساة، إذ ينام عشرات الأطفال كل ليلة وهم على حافة الموت، وقد تحولت أجسادهم الصغيرة إلى هياكل عظمية تُظهر بوضوح حجم الكارثة الإنسانية. بعضهم ينهار فجأة دون إنذار، والبعض الآخر يواصل صراعًا يوميًا مع الجوع والمرض، في ظل غياب تام لأي دعم غذائي أو طبي.

أحد النازحين في المخيم لخص المأساة بكلمات تقطر ألمًا: "كثيرًا ما أنام أنا وزوجتي جائعين، نكتفي بشرب الماء، فقط لنترك ما تبقى من طعام لأطفالنا الخمسة. نحن لا نحتمل رؤيتهم يبكون من الجوع، فالجوع بالنسبة للكبار ألم، أما بالنسبة للصغار فهو موت بطيء".

هذه القصص الفردية، التي تتكرر بصمت في كل مخيم ومنزل فقير في مناطق سيطرة الحوثيين، ليست سوى شواهد حية على أن اليمن يعيش واحدة من أعمق الأزمات الإنسانية في العالم، حيث ينهش الجوع الصغار أولًا، ويترك وراءه جيلًا مهددًا بالهلاك قبل أن يعرف معنى الحياة.

مخيمات بلا ماء ولا غذاء ولا دواء

ووصف الصحفي الحقوقي عيسى الراجحي الوضع في مخيمات النزوح بمديرية عبس بمحافظة حجة بأنه "مأساوي إلى حد يفوق الوصف"، قائلًا: "في عبس، لا ماء نظيف، ولا غذاء، ولا دواء… فقط خيام بالية تتمايل تحت الرياح وأصوات أنين لا يسمعها أحد، وكأن هؤلاء البشر يعيشون خارج خريطة العالم". وأضاف أن مشهد الأطفال وهم يزحفون بأجساد نحيلة على أرضية المخيم الموحلة، أو النساء اللواتي يحملن أوعية فارغة بحثًا عن قطرة ماء، أصبح مألوفًا ومؤلمًا في آن واحد.

يحيا سكان هذه المخيمات في ظروف قاسية لا تترك لهم أي فرصة للنجاة؛ فالمياه التي يشربونها غالبًا ما تكون ملوثة، والغذاء شبه منعدم، والخدمات الطبية غائبة تمامًا. كثير من النازحين يقطعون كيلومترات سيرًا على الأقدام للحصول على دلو ماء غير آمن، أو يعودون بخيبة أمل إذا لم يجدوه. أما الطعام، فقد أصبح ترفًا نادرًا، إذ تعيش عائلات بأكملها أيامًا على وجبة واحدة أو على بقايا الخبز اليابس، في حين ينتظر المرضى أسابيع أو أشهر قبل أن تتاح لهم فرصة العلاج — إن وجدت.

ومع تراجع المساعدات الدولية وإغلاق العديد من البرامج الإنسانية الحيوية، دخلت هذه المخيمات مرحلة حرجة، حيث بات الموت جوعًا أو مرضًا النهاية المتوقعة لكثير من النازحين، خصوصًا الأطفال وكبار السن. ويخشى العاملون في المجال الإنساني من أن تتحول هذه المخيمات إلى مقابر صامتة، إذا لم يتحرك العالم بسرعة لمد يد العون وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.

تحذيرات أممية.. واليمن ثالث أسوأ أزمة غذائية في العالم

في تحذير جديد يعكس حجم الكارثة التي يعيشها اليمن، أكد برنامج الأغذية العالمي أن البلاد تواجه ثالث أسوأ أزمة أمن غذائي في العالم بعد غزة والسودان، متوقعًا أن يدخل أكثر من 18 مليون شخص – أي ما يزيد على نصف السكان – في دائرة الانعدام الحاد للأمن الغذائي بحلول سبتمبر 2025، بينهم 41 ألفًا يواجهون خطر المجاعة الفعلية، وهي أرقام صادمة تعكس مدى انهيار الوضع الإنساني.

وبيّنت بيانات البرنامج أن 66% من الأسر اليمنية غير قادرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية اليومية، في حين ارتفع معدل الحرمان الغذائي الشديد إلى 39%، وهو أعلى مستوى مسجّل منذ بدء الرصد، لتأتي محافظات حجة، الضالع، الجوف، عمران، ولحج على رأس قائمة المناطق الأكثر تضررًا. ويعني ذلك أن ملايين العائلات باتت مجبرة على تقليص وجباتها، أو الاكتفاء بوجبة واحدة في اليوم، أو اللجوء إلى استراتيجيات بقاء قاسية مثل بيع ممتلكاتها أو إخراج أطفالها من المدارس للبحث عن العمل.

من جهته، حذر توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، من أن الأزمة باتت تضرب الفئات الأكثر هشاشة، مشيرًا إلى أن نصف أطفال اليمن – أي ما يقارب 2.3 مليون طفل – يعانون من سوء تغذية بدرجات متفاوتة، بينهم 600 ألف طفل في حالة حرجة تهدد حياتهم بشكل مباشر. كما تواجه 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة خطر سوء التغذية الحاد، ما يعرّض الأمهات والمواليد الجدد لمضاعفات صحية قاتلة في ظل تدهور الخدمات الطبية.

وأضاف فليتشر أن نقص التمويل الدولي يهدد بإغلاق نحو 400 مرفق صحي يقدم خدمات أساسية لما يقرب من 7 ملايين شخص، وهو ما يعني حرمان مئات الآلاف من المرضى من العلاج، وترك النساء الحوامل دون رعاية، والأطفال دون تحصين، في وقت تتسارع فيه معدلات الوفيات بسبب الجوع والأمراض القابلة للعلاج.

أطباء بلا حدود: الأطفال يصلون بعد فوات الأوان

كشفت منظمة "أطباء بلا حدود" عن أرقام مروعة تعكس حجم الكارثة الإنسانية، حيث أكدت أنها عالجت 3,767 طفلًا يعانون من مضاعفات خطيرة مرتبطة بسوء التغذية الحاد خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 فقط، معظمهم من محافظات الحديدة، حجة، وتعز، وهي من أكثر المناطق تضررًا في البلاد.

وأوضحت المنظمة أن هذه الحالات ليست سوى جزء من الصورة الكاملة، إذ أن آلاف الأطفال الآخرين لا تصلهم أي رعاية طبية، إما بسبب بُعد المراكز الصحية أو لعدم قدرت أسرهم على تحمّل تكاليف المواصلات، فضلًا عن المخاطر الأمنية في التنقل بين المناطق. والأسوأ من ذلك، أن الكثير من الأطفال يصلون إلى مراكز العلاج وهم في مراحل متأخرة جدًا، بعد أن يكون الجوع قد أنهك أجسادهم وحطم مناعتهم، ما يجعل عملية إنقاذهم شبه مستحيلة حتى مع التدخل الطبي.

وأضافت المنظمة أن سوء التغذية في اليمن لا يعني فقط نقص الطعام، بل هو مزيج قاتل من الجوع، الأمراض المعدية، الجفاف، وفقر الدم، حيث يؤدي ضعف المناعة إلى إصابة الأطفال بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي، والإسهالات المزمنة، وأمراض أخرى تفتك بهم بسرعة. وغالبًا ما يصل الأطفال في حالة صدمة غذائية حادة، مع أوزان أقل بكثير من المعدلات الطبيعية لأعمارهم، ووجوه شاحبة تخلو من أي ملامح للحياة.

كما شددت "أطباء بلا حدود" على أن انخفاض التمويل الإنساني أجبرها على تقليص بعض برامجها، مما يعني أن المزيد من الأطفال لن يحصلوا على فرصة الوصول للعلاج في الوقت المناسب، محذّرة من أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات بين الفئات الأشد ضعفًا، وخصوصًا في القرى النائية والمخيمات التي تعاني من العزلة التامة.

الجوع سلاح حرب ونهب ممنهج

يرى مراقبون أن مأساة "محمد" و"أشواق" وآلاف الأطفال في اليمن ليست مجرد أزمة غذائية عابرة، بل هي نتاج مباشر لسياسات تجويع متعمدة تتبعها مليشيا الحوثي منذ سنوات، حيث حوّلت المساعدات الإنسانية إلى سلاح حرب، وأداة للابتزاز السياسي والاقتصادي، ووسيلة لإحكام السيطرة على السكان.

ففي المناطق الخاضعة لسيطرتها، يتم مصادرة جزء كبير من شحنات الإغاثة الدولية، وإعادة توزيعها على المقاتلين وأسرهم أو بيعها في الأسواق السوداء بأسعار باهظة، بينما يُترك الفقراء والمحتاجون لمواجهة مصيرهم. وتؤكد تقارير حقوقية أن الحوثيين يستخدمون المساعدات كأداة عقاب ضد القرى والمجتمعات التي لا تُظهر الولاء لهم، مما يجعل الجوع ليس مجرد نتيجة للحرب، بل وسيلة من وسائل إدارتها.

ومع تراجع التمويل الدولي وإغلاق العديد من البرامج الإغاثية، تضاعفت الأزمة الإنسانية، وباتت المجاعة تقترب أكثر من أي وقت مضى. في هذه الأثناء، تتحول معاناة الأطفال إلى مشاهد يومية؛ بطون خاوية، وأجساد نحيلة لا تقوى على الحركة، وأعين غائرة تبحث عن لقمة أو جرعة ماء نظيف، فيما العالم يكتفي بمراقبة المشهد من بعيد.

وفي النهاية، يقف "محمد" اليوم على حافة الحياة، يصارع بين الجوع والنجاة، بينما يقف اليمن كله على حافة مجاعة شاملة تهدد الملايين. إنها واحدة من أبشع الكوارث التي صنعها الإنسان ضد الإنسان، حيث يُترك الضعفاء للموت البطيء في ظل صمت دولي مخزٍ، وعجز عن كبح آلة النهب والتجويع التي لا تزال تعمل بلا توقف.

مقالات مشابهة

  • محمد وأشواق.. جوع أطفال اليمن يفضح نهب الحوثيين للمساعدات وتحويلها لسلاح حرب
  • الصين تحقق بعد اكتشاف مواد مسرطنة بأحذية طلاب المدارس
  • طائرة بعثة الاتحاد تصل إلى هونغ كونغ
  • اختبارات جينية بآلاف الدولارات.. هوس بوادي السيليكون لإنجاب أطفال أكثر ذكاء
  • مصطفى بكري: صرخات أطفال غزة مسموعة.. ولكن لا أحد يستجيب
  • الجماهير تستقبل رونالدو بشكل حافل في هونغ كونغ.. فيديو
  • العراق يلاقي هونغ كونغ في افتتاح مشواره بكأس ملك تايلاند الودية
  • بورصة هونغ كونغ تعتزم شطب "إيفرغراند" المثقلة بالديون
  • مادونا تدعو لإنقاذ أطفال غزة: السياسة وحدها لا تصنع التغيير