خطبة الجمعة.. كشفت وزارة الأوقاف المصرية، عن موضوع خطبة الجمعة، والتي ستكون بعنوان: إعلاء قيمة السعي والعمل، موضحة أن الهدف منها هو التوعية بقيمة العمل وأهمية السعي لبناء الحضارة، وذلك لأن الإسلام دين الجد والاجتهاد، لا دين الكسل والاتكال.

خطبة الجمعة:

الحمدُ للهِ الذي أمرَ بالسعيِ والعملِ، وجعلَهُ طريقًا للعزِّ والأملِ، ونهى عنِ البطالةِ والكسلِ، وأمرَ بالتوكّلِ المقرونِ بالأخذِ بالأسبابِ، فقالَ في مُحكمِ الكتابِ: {فَامشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}، وأشهدُ ألّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، خيرُ من سعى، وأكرمُ منِ اكتسبَ، وأعفُّ منْ طلبَ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليه، وعلى آلِه وصحبِه أُولي العزمِ والهممِ، أمّا بعدُ:


فإنَّ الإسلامَ دينُ الجدِّ والاجتهادِ، لا دينُ الكسلِ والركودِ، هو دينُ السعيِ المبرورِ، لا التّواكّلِ المذمومِ والمردودِ، فليسَ العملُ في شرعِ اللهِ مجردَ سعيٍ دنيويٍّ، بل هو عبادةٌ يبتغي بها العبدُ وجهَ اللهِ، ووسيلةٌ للعفةِ والكفافِ، وسبيلٌ للكرامةِ والشرفِ، قال تعالى: {وَقُلِ ٱعمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلمُؤْمِنُونَ}.

خطبة الجمعة كاملة 
عبادَ الله تأمَّلوا، لقد سوّى النبيُّ ﷺ بينَ السعيِ على العيالِ وبينَ الجهادِ في سُبُلِ المعالِي، فقد مرَّ رجلٌ على النبيّ ﷺ، فرأى الصحابةُ جلدَهُ ونشاطَهُ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، لو كانَ هذا في سبيلِ الله؟ فقالَ ﷺ: «إنْ كانَ خرجَ يسْعَى على ولدِهِ صِغارًا فهُوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كَانَ خرجَ يسْعى على أبويْه شيخيْن كبيريْن فهوَ في سبيلِ اللهِ، وإنْ كانَ يسعَى على نفسِهِ يعفُّها فهوَ في سبيلِ اللهِ”.

أيُّها المسلمون
علّموا أولادَكُم أنَّ العملَ بابٌ من أبوابِ العزَّة، وركنٌ من أركانِ الكرامةِ، ووسيلةٌ لبناءِ الذاتِ، وتحقيقِ الاستقلالِ عن الخَلقِ والارتباطِ بالخالقِ وحدَهُ، فقد ربَّى النبيُّ ﷺ أصحابَهُ على ذلك، فعن أنسٍ رضي اللهُ عنهُ أنّ رجلًا جاءَ يسألهُ، فأرشدَهُ إلى بيعِ ما يملكُ؛ ليبدأَ الكسبَ، وقال له: «اشترِ طعامًا لأهلِكَ، وقدومًا فاحتطِبْ، ولا أراكَ خمسة عشرَ يومًا»، ففعلَ، وجنى عشرةَ دراهمَ، واشترى بثمنِها طعامًا وثوبًا، فقال له النبيُّ ﷺ: «هذا خيرٌ لكَ من أن تجيءَ يومَ القيامةِ والمسألةُ في وجهِك نُكتةٌ، لا تصلحُ إلا لذي فقرٍ مدقعٍ، أو غرمٍ مفظع، أو دمٍ موجعٍ»، تأملوا أيُّها الكرامُ هذا التوجيهَ النبويَّ العظيمَ، كيفَ يجعلُ العملَ الحرَّ الكريمَ أفضلَ من ذلِّ السؤالِ؛ ليغرسَ في النفوسِ معنى التوكلِ الصادقِ الذي لا ينفي بذلَ الجهد، ولا يُسقطُ عن المرءِ التكليفَ بالسعيِ.

أيها المكرَّم، إن المسلمَ مأمورٌ أن يأخذَ بالأسبابِ، ويجتهدَ في تحصيلِ المعاشِ بالحلالِ، وأن يُحسنَ النيةَ في كلِّ عملٍ، فيتحول سعيُهُ إلى عبادةٍ، ويصيرُ كسبُهُ في موازينِ الحسناتِ، وفي ذلك هذا البيانُ النبويُّ البديعُ ﷺ: «ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِهِ، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليه السلامُ كانَ يأكلُ من عملِ يدِهِ”.

خطبة الجمعة اليوم 
فيا من تطلبونَ المجدَ وتبتغونَ الكرامةَ: اعلموا أنَّ الرزقَ لا يُنالُ بالأماني، ولا تُنالُ الرفعةُ بالتمنّي، ولكن بالسعيِ والبذلِ، والعملِ والمثابرةِ، فقد قالَ سبحانَهُ: {وَأَن لَّيسَ لِلإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعيَهُۥ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجزَىٰهُ ٱلجَزَآءَ ٱلأَوْفَىٰ}.

ويا أبناءَ مصرَ جِدُّوا
فإنَّ نهضةَ الأممِ لا تكونُ بالأحلامِ، بل بالأعمالِ، ولا تقومُ بالأماني، بل بالتضحيةِ والبذلِ والإتقانِ، والوطنُ لا يرتقي إلا إذا قدَّر أبناؤُهُ قيمةَ العملِ، واحترموا الحِرَفَ والمِهَنَ، وشجعوا شبابَهُم على الإنتاجِ والابتكارِ، وزرعوا فيهم أنَّ اليدَ العاملةَ أحبُّ إلى اللهِ من اليدِ المتسوّلةِ، وأنَّ الساعيَ في كسبِ رزقِه بعزٍّ خيرٌ من المتكئِ على الأعذارِ والتبريرِ!

موضوع خطبة الجمعة 
أنسيتُمْ أيُّها الكرامُ أنَّ حضارةَ الإسلامِ المجيدةَ قامتْ على أكتافِ العُلماءِ والعمّالِ، والفلاحينَ والصناعِ، والتجارِ والمفكرينَ، فأشرقتْ في السماءِ، وامتدَّتْ في الأرضِ، وما كانَ ذلكَ إلا لأنهم جمعوا بينَ الدينِ والدُّنيا، بينَ العبادةِ والعملِ، بينَ العلمِ والإنتاجِ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة خطبة الجمعة الأولى خطبة الجمعة القادمة خطبة الجمعة اليوم موضوع خطبة الجمعة خطبة الجمعة فی سبیل

إقرأ أيضاً:

بث مباشر.. شعائر خطبة الجمعة اليوم من الحرمين الشريفين

نقلت قناتا القرآن الكريم والسنة النبوية، شعائر صلاة الجمعة اليوم من الحرمين الشريفين المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.

السعودية: أكثر من 60 مليون زائر للحرمين الشريفين خلال شهر المحرم 1447هـبث مباشر.. شعائر خطبة الجمعة اليوم من الحرمين الشريفين

وأعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين أن عدد زوار المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال شهر المحرم 1447هـ تجاوز 60 مليون زائر (60,245,635)، بدعم من خدمات متكاملة تقدمها الهيئة والجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن.

وأوضحت الهيئة أن المسجد الحرام استقبل 27,531,599 مصلّيًا، منهم 47,823 في حجر إسماعيل، و7,857,270 معتمرًا.

فيما بلغ عدد مصلي المسجد النبوي 21,576,200، منهم 1,122,368 في الروضة الشريفة، وقام 2,110,375 زائرًا بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما.

وأكدت الهيئة التزامها بتقديم خدمات عالية الجودة لتسهيل أداء العبادات بيسر وأمان، مع السعي لتعزيز الجهود وتذليل العقبات، تماشيًا مع توجيهات القيادة السعودية لخدمة الحرمين الشريفين بأفضل صورة.

طباعة شارك الحرمين الشريفين المسجد الحرام المسجد النبوي صلاة الجمعة اليوم القرآن السنة

مقالات مشابهة

  • بث مباشر.. شعائر خطبة الجمعة اليوم من الحرمين الشريفين
  • عالم بالأوقاف: السعي والعمل ليسا مجرد وسيلة لكسب الرزق وتلبية الاحتياجات
  • خطبة الجمعة اليوم مكتوبة كاملة.. اطلع عليها الآن
  • الأوقاف: إعلاء قيمة السعي والعمل موضوع خطبة الجمعة اليوم
  • كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة.. صفته ومتى يبدأ؟
  • الصلاة على النبي يوم الجمعة.. صيغة شريفة تكفي همك وتغفر ذنبك
  • إعلاء قيمة السعى والعمل
  • «إعلاء قيمة السعي والعمل».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 15 أغسطس 2025
  • إعلاء قيمة السعي والعمل.. «الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 15 أغسطس