كاتب روسي: انتصارنا في أوكرانيا وهم في خيال ترامب
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
أفاد صحفي روسي -في مقال له بمجلة فورين بوليسي- أن بلاده تخسر الحرب التي تخوضها ضد جارتها الغربية أوكرانيا، خلافا للفكرة التي حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس ترسيخها في ذهن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء اللقاء الذي جمعهم داخل البيت الأبيض أواخر الشهر الماضي.
وفي ذلك اللقاء، أكد الرئيس ونائبه لزيلينسكي بأنه لا يملك في جعبته أوراقا للتفاوض مع روسيا، وأنه لا يكسب الحرب، وأن بلده "في ورطة كبيرة".
لكن الصحفي الروسي المستقل أليكسي كوفاليف يدحض، في مقاله التحليلي، ادعاءات الرئيس الأميركي ونائبه لأنها لا تتوافق مع الواقع على الأرض، وهذا بالضبط ما يريد الرئيس فلاديمير بوتين من ترامب أن يعتقده.
فبالنسبة لبوتين، فإن الحديث عن أن انتصار روسيا في الحرب أمر حتمي يجعلها -برأي كاتب المقال- تبدو في عيون الغرب قوة لا تُقهر، والأهم من ذلك أنها رواية تروّج لفكرة مفادها أن أي مساعدة لأوكرانيا غير مجدية ولا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب.
ما يريده بوتين
ويزعم التحليل أنه بات من الواضح أن واشنطن اصطفت إلى جانب موسكو في وقت يقدم ترامب لبوتين تنازلات بدون مقابل، من بينها تعليق المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا.
إعلانويقول كوفاليف إن ترامب يطلق ادعاءات تناقض ما يجري على الأرض من توقف التقدم الفعلي لروسيا في المناطق الرئيسية المتنازع عليها حيث استعاد الجيش الأوكراني مؤخرا عدة مناطق محتلة شرقي البلاد، مثل بوكروفسك توريتسك وتشاسيف يار.
ويشير إلى أن الجيش الروسي يعاني نقصا خطيرا في مخزوناته من الدبابات والمدرعات وحتى الشاحنات، مما اضطره إلى اللجوء إلى استخدام الخيول والحمير في نقل الإمدادات. هذا إلى جانب الخسائر الفادحة في الأرواح وسط جنوده.
ونقل كوفاليف عن بيانات مفتوحة المصدر أن الحرب في أوكرانيا أودت بحياة 96 ألف جندي روسي نظامي، وربما يكون العدد الفعلي يناهز 160 ألفا.
وجاء في مقال فورين بوليسي أن رواية الكرملين عن أن روسيا ذات الموارد غير المحدودة تتقدم بلا هوادة، هي مزاعم انطلت على ترامب وأنصار حركة ماغا المؤيدة لترامب.
مصاعب التجنيد
ويبحث الجيش الروسي عن مقاتلين جدد حتى بين من يعانون إعاقات جسدية ومشاكل في صحتهم العقلية وإدمان المخدرات، وفق ما تتداوله منصات التواصل الاجتماعي الروسية.
ونسب المقال إلى أحد أبرز المدونين المؤيدين للحرب في أوكرانيا، ويدعى إيغور جيركين، أن روسيا لم تحقق أيا من أهدافها الإستراتيجية، وأن القوات الأوكرانية في موقف الند مع الجيش الروسي.
ووفقا له، فإن إخفاق روسيا وخسارتها الحرب يعني أن مستقبلها بأكمله أصبح قاتما الآن.
ويصطدم بعض الروس من غلاة الداعمين للحرب بحقيقة مريرة وهي أن الحرب ليست ذلك الصراع التاريخي الكبير الذي تصوروه بل كارثة بطيئة وطاحنة، حسبما ورد في المقال.
شبح روسيا التاريخيةوفي منشور وجد رواجا واسعا على وسائل التواصل، قال المدون القومي الروسي موديست كوليروف إن الحرب "أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن روسيا الجديدة ليست سوى شبح باهت لروسيا التاريخية، سواء بمسمياتها القديمة: الإمبراطورية الروسية أو الاتحاد السوفياتي".
إعلانويختم الكاتب بالقول إذا كان ثمة فرصة لروسيا للفوز بهذه الحرب، فلن يكون ذلك بسبب إنجازاتها العسكرية في ساحة المعركة، بل لأن بوتين أقنع ترامب وفانس وأعوانهما في حركة ماغا بأن روسيا تملك كل الأوراق الوهمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان ترجمات أن روسیا
إقرأ أيضاً:
واشنطن: على بوتين قبول الاتفاق المطروح لإنهاء حرب أوكرانيا.. أفضل نتيجة ممكنة
قالت الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي إن الاتفاق المعروض الآن لإنهاء الحرب في أوكرانيا هو “أفضل نتيجة ممكنة لروسيا”، وإنه ينبغي للرئيس فلاديمير بوتين أن يقبله.
وسبق أن أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعاً بعد تصريحاته الحادة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفاً إياه بأنه "مجنون للغاية وفقد صوابه تماماً"، وذلك على خلفية الهجوم الجوي الأعنف الذي شنّته موسكو على أوكرانيا منذ بدء الحرب في شباط/فبراير 2022.
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" يوم الأحد الماضي: "شيء ما حدث لبوتين… لقد أصيب بالجنون. يقتل الكثير من الناس بلا داعٍ"، في إشارة إلى الغارات التي أسفرت عن مقتل 13 شخصاً وإطلاق 367 طائرة مسيرة وصاروخاً باتجاه المدن الأوكرانية.
من جانبه، رد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على تصريحات ترامب قائلاً إن هذه التصريحات "تعكس انفعالات عاطفية زائدة يعاني منها الجميع"، دون أن يعلق مباشرة على وصف بوتين بـ"المجنون".
وفي تصعيد آخر، أعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية نفذت هجوماً جديداً بين مساء الأحد وصباح الاثنين الماضيين، مستخدمة 355 طائرة مسيرة، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، في ما وصفته كييف بأنه أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة منذ بداية الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجمات جاءت رداً على ضربات أوكرانية استهدفت "البنية التحتية الاجتماعية" في روسيا، مؤكدة أن الدفاعات الجوية أسقطت 20 طائرة مسيّرة أوكرانية.
في المقابل، شدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، على أن "الأمر السيئ حقا هو حرب عالمية ثالثة"، وذلك في معرض رده على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبر فيها أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "يلعب بالنار" بشأن أوكرانيا.
وقال مدفيديف في تدوينة شاركها عبر منصة "تلغرام"، الثلاثاء، "فيما يتعلق بتصريحات ترامب حول ’لعب بوتين بالنار‘ و’وقوع أمور سيئة للغاية‘ في روسيا، لا أعرف سوى أمر واحد سيء للغاية: الحرب العالمية الثالثة.
وتابع مدفيديف، وهو الرئيس الروسي السابق كذلك، قائلا "آمل أن يفهم ترامب هذا".
وعلق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على تصريحات ترامب، معتبرا أن المصلحة الوطنية تأتي فوق كل اعتبار عند الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق وكالة رويترز.
وقال المتحدث الروسي في مؤتمر صحفي أن إدارة ترامب تبذل "جهودا كبيرة نحو تسوية سلمية"، لافتا إلى أن موسكو "ممتنة لجهود الوساطة التي يبذلها الرئيس ترامب شخصيا".