أول اكتشاف من نوعه في الصين يهز العالم يكفي ل600 عام من الطاقة
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
في اكتشاف غير مسبوق، أعلنت الصين عن العثور على احتياطيات ضخمة من عنصر الثوريوم، تكفي لتوفير طاقة نظيفة للعالم لمدة 600 عام، هذا الاكتشاف، الذي وصف بأنه "ثوري"، يضع الصين في موقع ريادي في مجال الطاقة المتجددة، ويمنح العالم أملاً جديداً في تحقيق الاستدامة البيئية لقرون قادمة.
ووفقاً للتقارير، تم اكتشاف مخزون جوفي من الثوريوم يقدر بحوالي 1.
وعلى عكس اليورانيوم، الذي يستخدم على نطاق واسع في الطاقة النووية، يتميز الثوريوم بوفرة أكبر، وإنتاج أقل للنفايات المشعة، وعدم إمكانية استخدامه في صناعة الأسلحة النووية. هذه الخصائص تجعله مرشحاً مثالياً ليكون مصدر الطاقة المستقبلي.
وأشارت تقارير إعلامية، بما في ذلك "ياهو نيوز" و"ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، إلى أن الأبحاث الحديثة تؤكد أن الثوريوم قادر على تحويل قطاع الطاقة العالمي، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
كما أكد خبراء أن الثوريوم يمكنه توليد طاقة تعادل 200 ضعف الطاقة التي ينتجها اليورانيوم، مما يجعله خياراً أكثر كفاءة وأماناً.
تأثير الاكتشاف على المنافسة العالمية في الطاقة
هذا الاكتشاف من شأنه أن يعيد تشكيل خريطة الطاقة العالمية، ويغير ديناميكيات القوة الجيوسياسية.
ويأتي اكتشاف الصين للثوريوم ليدفع دول العالم إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الطاقية.
ومع ذلك، فإن الاستفادة الكاملة من هذا المورد تتطلب تعاوناً دولياً وتطويراً للبنية التحتية اللازمة. فاستخراج الثوريوم ومعالجته يتطلبان تقنيات متقدمة وكميات كبيرة من الطاقة، ما يطرح تحديات تقنية واقتصادية.
التحديات التي تواجه الصين
رغم الإمكانات الهائلة للثوريوم، إلا أن هناك عقبات يجب التغلب عليها. فاستخراجه يتطلب استخدام كميات كبيرة من الأحماض والطاقة، ما قد يزيد من التكاليف والتأثيرات البيئية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف من بعض الخبراء بشأن إمكانية استخدام الثوريوم في أغراض عسكرية، رغم تأكيدات بأنه لا يمكن تحويله إلى أسلحة نووية.
يبقى هذا الاكتشاف علامة فارقة في مسيرة الطاقة المستدامة. فإذا تم التغلب على هذه التحديات، فإن الثوريوم قد يصبح المفتاح لتحقيق استقلال الطاقة العالمي، وضمان مستقبل أخضر لأجيال قادمة.
ما هو الثوريوم؟
الثوريوم هو عنصر كيميائي مشع يُرمز له بالرمز Th وعدده الذري 90. ينتمي إلى سلسلة الأكتينيدات في الجدول الدوري، ويُعتبر من المعادن الثقيلة. يتميز الثوريوم بلونه الفضي المائل إلى الرمادي، وهو قابل للطرق والسحب.
أهم خصائص الثوريوم:
النشاط الإشعاعي: الثوريوم عنصر مشع، ونظيره الأكثر استقرارًا هو ثوريوم-232، الذي يمتلك نصف عمر طويل جدًا (حوالي 14.05 مليار سنة).
الوفرة: يوجد الثوريوم في الطبيعة بكميات أكبر من اليورانيوم، ويُستخرج عادة من معادن مثل المونازيت.
الاستخدامات:
يُستخدم في إنتاج الطاقة النووية، حيث يمكن تحويله إلى وقود نووي.
يُستخدم في صناعة السبائك القوية والمقاومة للحرارة.
كان يُستخدم سابقًا في صناعة أقطاب الكربون للمصابيح الكهربائية.
الأمان: يتطلب التعامل مع الثوريوم إجراءات أمان صارمة بسبب إشعاعيته.
استخدامات مستقبلية:
يُعتبر الثوريوم وقودًا محتملًا للمفاعلات النووية المستقبلية بسبب وفرة وجودته كوقود نووي، حيث يُنتج نفايات مشعة أقل مقارنة باليورانيوم
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
واشنطن تبحث عن اليورانيوم المخصب.. أين اختفى مخزون إيران بعد الضربات النووية؟
أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن الولايات المتحدة لا تعرف حتى الآن الوجهة التي نقلت إليها إيران قرابة 400 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، بعد الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية مؤخراً، مما أثار قلقاً داخل أروقة الإدارة الأمريكية ووكالة الطاقة الذرية.
وبحسب الصحيفة، فإن نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أعربا عن عدم امتلاكهما أي معلومات مؤكدة بشأن موقع المخزون النووي الإيراني، الذي اختفى من منشآت فوردو ونطنز وأصفهان عقب القصف الأمريكي في 22 يونيو الجاري.
ورجّحت مصادر استخباراتية تحدثت لـنيويورك تايمز أن الضربات الأمريكية أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء بين سنتين وخمس سنوات، إلا أن اختفاء اليورانيوم المخصب بهذا المستوى المرتفع يثير مخاوف من إمكانية إعادة استخدامه لاحقاً في أنشطة نووية غير معلنة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أن الغارات استهدفت “بنجاح كامل” ثلاث منشآت نووية رئيسية، وطالب طهران بالقبول بإنهاء الصراع، في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تنفذ ضربات متواصلة على الأراضي الإيرانية منذ 13 يونيو، تحت ذريعة وقف مسار إيران نحو امتلاك سلاح نووي.
كما أكد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة دمرت البرنامج النووي الإيراني بالكامل، مشيراً إلى أن إيران كانت على بعد أسبوع فقط من تصنيع سلاح نووي قبل الضربات الأمريكية.
وفي مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، قال فانس: “قبل أسبوع كانت إيران قريبة جداً من صنع سلاح نووي، لكن الآن إيران غير قادرة على صنع سلاح نووي بالمعدات التي لديها لأننا دمرناها بالكامل”، وأضاف: “نأمل ألا تعيد طهران تشغيل هذا البرنامج”.
وشدد فانس على أن الهدف من الضربات الأمريكية كان تدمير المنشآت النووية الإيرانية فقط، وقال رداً على سؤال حول إمكانية تغيير النظام في إيران: “كانت مهمتنا تدمير المنشآت النووية الإيرانية وبرنامجها النووي، وهذا ما فعلناه بالطبع”. وأضاف: “ندعم المقاتلين من أجل الحرية في جميع أنحاء العالم، لكن مهمتنا كانت تدمير المنشآت النووية”.
وفي تصريح سابق، قال محسن رضائي، أحد كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، إن بلاده “نقلت اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة” قبل الضربة الأمريكية، دون أن يحدد طبيعة تلك المواقع أو الجهة المسؤولة عن حمايتها.
من جهته، أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري موسوي، أن “الدعم الأمريكي الشامل لإسرائيل فتح أيدي القوات الإيرانية للرد بأي طريقة تراها مناسبة”، معتبراً أن الموقف الأمريكي منح طهران شرعية الرد دون قيود.
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غانتس، ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، أن الضربات المشتركة “نجحت في تدمير قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم”، واعتبرا ذلك “نصراً استراتيجياً” لإسرائيل وللتحالف مع واشنطن.
ولا تزال التساؤلات قائمة في الأوساط الأمنية والدبلوماسية الأمريكية والدولية حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، ومدى صحة الادعاءات بتدميره، في ظل غياب معلومات مؤكدة حول مصير المادة النووية الأكثر حساسية في الشرق الأوسط حالياً.
آخر تحديث: 24 يونيو 2025 - 17:41