احذروا..ثغرة في تيك توك تسمح للمراهقين بتخطي أدوات الرقابة الأبوية
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
بعد يوم واحد من إطلاق منصة تيك توك تحديثات جديدة لنظام الرقابة الأبوية، لمساعدة الآباء على إدارة وقت، وآلية استخدام أبنائهم للتطبيق، كشفت خبيرة رقمية عن وجود ثغرة تسمح للمراهقين بتخطي تلك الرقابة بسهولة.
وتحدثت خبيرة السلامة الرقمية، تيتانيا جوردان (Titania Jordan)، وهي رئيسة قسم أولياء الأمور (Chief Parent Officer) في شركة Bark Technologies، عن ثغرة خطيرة في أدوات الرقابة الأبوية الجديدة، تتيح للمراهقين تجاوز المميزات الأمنية للآباء بسهولة تامة.
في تجربة عملية، أنشأت جوردان حساب تيك توك مزيفاً لمراهق عمره 15 عاماً، وربطته بحسابها الشخصي عبر ميزة “Family Pairing”، لكنها فوجئت بأن حساب المراهق كان قادراً على إلغاء الارتباط (Unlinking) بسهولة تامة، دون الحاجة إلى إذن من الحساب الأبوي، أو إدخال أي رمز للتحقق، بحسب مجلة “فورتشن”.
الرقابة الأبوية
وفي مقطع فيديو نشرته عبر إنستجرام، عبَّرت جوردان عن استيائها من ضعف أدوات الرقابة الأبوية الجديدة، قائلة: “لا أصدق أن جميع العقول الذكية في تيك توك تعتقد أن الأهل سيجدون هذه الميزات مفيدة، أو حتى سيقبلون بها”.
وأوضحت أن هذه الثغرة تعني أن أي مراهق، حتى لو لم يكن خبيراً تقنياً، يمكنه ببساطة التحايل على الرقابة الأبوية في بضع نقرات فقط.
أدوات تيك توك الجديدة
يشمل تحديث تيك توك الجديد 5 أدوات حماية تتمثل في “ميزة “Family Pairing”، والتي تتيح هذه الميزة للآباء ربط حساباتهم بحسابات أبنائهم، مما يسمح لهم بمراقبة أنشطتهم على التطبيق.
كذلك تتيح الميزة إمكانية تعيين أوقات محددة لاستخدام التطبيق، بحيث يمكن للآباء التحكم في الفترة التي يكون فيها التطبيق متاحاً لأبنائهم، ومعرفة الحسابات التي يتابعها المراهقون والحسابات التي تتابعهم، مما يساعد في مراقبة دائرة تفاعلهم عبر التطبيق، وإتاحة القدرة على الاطلاع على الحسابات التي حظرها المراهقون، وهو ما يمنح الآباء رؤية أوضح حول نوعية المستخدمين الذين يتفاعلون معهم.
الميزة الثانية “Time Away”، والتي تسمح هذه الأداة الجديدة للآباء بحظر وصول المراهقين إلى التطبيق خلال فترات معينة، مثل أثناء الدراسة، أو أثناء وقت العائلة، أو في الليل.
يمكن ضبط هذه الأوقات وفق جدول زمني يتناسب مع احتياجات العائلة، كما يمكن للمراهقين طلب تمديد الوقت، ولكن القرار النهائي يكون للآباء.
كما تقدم منصة الفيديوهات ميزة “Screen Time Limits” التي تمكن أولياء الأمور من وضع حدود زمنية يومية لاستخدام التطبيق، وعلى سبيل المثال، يمكن تحديد 30 دقيقة فقط خلال أيام الدراسة، والسماح بوقت أطول خلال عطلات نهاية الأسبوع، وعند بلوغ الحد الأقصى، لا يستطيع المراهق استخدام التطبيق إلا إذا حصل على موافقة أحد الوالدين، عبر رمز مرور فريد (Unique Passcode).
وللمساعدة في تقليل الاستخدام الليلي للتطبيق، أطلقت تيك توك ميزة “Wind Down Mode”، والتي تهدف إلى تذكير المراهقين بالتوقف عن استخدام التطبيق في وقت متأخر من الليل.
إذا كان المستخدم تحت سن 16 عاماً، ويستخدم التطبيق بعد الساعة 10 مساءً، ستظهر له رسالة ملء الشاشة، مع موسيقى هادئة لتحفيزه على الاسترخاء والتوقف عن الاستخدام.
وفي حال تجاهل المستخدم الرسالة الأولى واستمر في التصفح، ستظهر له رسالة ثانية أكثر صرامة يصعب تجاوزها، بالإضافة إلى ذلك، لا ترسل تيك توك إشعارات للمراهقين خلال ساعات الليل، في محاولة لتقليل تأثير التنبيهات الرقمية على نومهم.
إدمان تيك توك
توفر تيك توك للآباء ميزة جديدة Content Monitoring & Reporting تسمح لهم بتلقي إشعارات عندما يقوم أبناؤهم بالإبلاغ عن مقاطع فيديو يعتقدون أنها غير لائقة، أو تخالف سياسات التطبيق، حتى يتمكنوا من المشاركة في قرارات أبنائهم الرقمية.
رغم أن بعض الخبراء أشادوا بهذه المميزات باعتبارها “خطوة في الاتجاه الصحيح”، فإنهم أكدوا في الوقت نفسه أنها ليست كافية لحل مشكلة إدمان المراهقين على التطبيق.
وفي حديثها مع مجلة Fortune، قالت جيل ميرفي من منظمة Common Sense Media، إن هذه الأدوات توفر المزيد من التحكم للآباء، لكنها ليست “حلاً نهائياً”، مؤكدةً أن “الرقابة الأبوية لا يمكن أن تكون استراتيجية تطبق مرة واحدة ثم تُترَك، بل تحتاج إلى متابعة وتحديث مستمرين”.
في المقابل، شددت جوردان على ضرورة أن تطوّر تيك توك أدواتها بشكل أكثر صرامة وفعالية لحماية المستخدمين المراهقين، مضيفةً: “ما قدمته تيك توك ليس إلا مجرد تحسينات تجميلية لا توفر أي تغيير حقيقي”.
الشرق
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الرقابة الأبویة تیک توک
إقرأ أيضاً:
توسع أمازون في تسويق أدوات المراقبة والذكاء الاصطناعي للشرطة
في تقرير استقصائي مثير، كشفت مجلة فوربس الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول جهود شركة أمازون المكثفة لتوسيع نفوذها في مجال خدمات المراقبة والذكاء الاصطناعي الموجهة لأجهزة إنفاذ القانون.
التقرير يوضح أن الشركة لم تعد تكتفي بتقديم خدمات أمازون ويب سيرفيسز AWS كمزود سحابي عام، بل تسعى بشكل استراتيجي لتسويق منصاتها كأدوات أمنية متطورة للشرطة والجهات الحكومية حول العالم.
وبحسب الوثائق والمراسلات التي حصلت عليها فوربس، تعمل أمازون على بناء شبكة شراكات مع شركات متخصصة في مجالات المراقبة وتحليل البيانات وتطبيقات الأمن العام، بهدف تعزيز وجودها في سوق يُقدّر حجمه بأكثر من 11 مليار دولار لتكنولوجيا الشرطة.
وتشمل هذه الشراكات شركات معروفة مثل Flock Safety المتخصصة في أنظمة تتبع المركبات وقارئات لوحات الترخيص، وشركة ZeroEyes المطورة لتقنيات كشف الأسلحة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى C3 AI وRevir Technologies اللتين تقدمان منصات لمراكز العمليات الأمنية وتحليل الجرائم في الوقت الفعلي، فضلًا عن شركات مثل Abel Police وMark43 التي توفر أنظمة ذكية للمساعدة في كتابة التقارير الشرطية تلقائيًا.
وبحسب التقرير، تُظهر رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين موظفي فريق "الأمن العام وإنفاذ القانون" في أمازون أن الشركة تسعى بشكل واضح إلى ترسيخ مكانتها في هذا القطاع المربح عبر تقديم حلول تقنية متكاملة تدعم عمليات الشرطة في الميدان والتحقيقات الجنائية.
وتشير المراسلات إلى أن الهدف هو جعل خدمات AWS بمثابة البنية التحتية الرقمية الأساسية لتقنيات المراقبة والذكاء الاصطناعي الأمني في الولايات المتحدة وخارجها.
لكن هذه الاستراتيجية لم تمر دون إثارة جدل واسع. فقد أشعلت جهود المبيعات المكثفة التي تقوم بها أمازون موجة من الانتقادات الحادة من قبل منظمات حقوقية ومدافعين عن الخصوصية، الذين يرون أن دمج تقنيات المراقبة المتقدمة بالذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي قد يؤدي إلى انتهاكات واسعة للحريات المدنية واستخدامات خاطئة للتقنيات الحساسة.
ويحذر خبراء في التكنولوجيا من أن الاعتماد المفرط على خوارزميات الذكاء الاصطناعي في مراقبة الأفراد أو اتخاذ قرارات ميدانية قد يُنتج نتائج غير دقيقة أو متحيزة، خصوصًا في ظل غياب الضوابط التنظيمية الصارمة.
كما أن العديد من إدارات الشرطة، بحسب التقرير، لم تُظهر التزامًا كاملاً بالقوانين المنظمة لاستخدام هذه الأنظمة، ما يثير مخاوف إضافية حول سوء استخدامها.
وفي تصريحات لمجلة فوربس، قال جاي ستانلي، كبير محللي السياسات في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية (ACLU): "من المؤسف أن نرى إحدى أكبر الشركات في العالم تروج لتقنيات المراقبة التي يمكن أن تُستخدم بطرق استبدادية"، مضيفًا: "لم أكن أعلم أن أمازون أصبحت تلعب دور الوسيط لتقنيات الذكاء الاصطناعي الموجهة لإنفاذ القانون".
ويرى محللون أن تحركات أمازون الأخيرة تمثل محاولة واضحة للدخول بقوة في قطاع الأمن العام، الذي يشهد منافسة متزايدة بين شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وجوجل، اللتين تقدمان بالفعل خدمات سحابية متطورة لجهات حكومية وأمنية.
غير أن دخول أمازون إلى هذا المجال يثير قلقًا خاصًا بسبب سجلها الواسع في جمع البيانات عبر أجهزتها الاستهلاكية مثل رينغ وكاميرات المراقبة المنزلية، وهو ما يمنحها وصولًا استثنائيًا إلى كميات هائلة من البيانات التي يمكن ربطها بشبكات المراقبة الحكومية.
وفي ظل هذا التوجه المتسارع، يُتوقع أن يزداد الجدل حول العلاقة بين شركات التكنولوجيا العملاقة والسلطات الأمنية، خصوصًا في غياب تشريعات واضحة تحدد حدود استخدام الذكاء الاصطناعي في المراقبة وإنفاذ القانون.
ومع اتساع نفوذ أمازون في هذا القطاع، يبقى السؤال مطروحًا: هل ستظل التقنيات الذكية أداة لتعزيز الأمن فقط، أم أنها ستتحول إلى وسيلة جديدة لتقليص الخصوصية وتوسيع المراقبة في الحياة اليومية؟