الإسراف في الطعام وتنافيه مع مقاصد الصيام
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
إن الله تعالى حين شرع الصيام، هدف إلى إحساس العباد بالفقر والجوع والمساواة بين الغني والفقير لكن ما يحصل هو العكس تماماً.
ففي شهر رمضان يزداد إسراف الناس وتتجاوز ميزانية الشهر سابقتها من ميزانيات الأشهر السابقة بكثير. حيث الاتجاه لشراء ما لذ وطاب من المأكل والمشرب والذي لم يعتد عليه المواطن في الأيام العادية.
أما المساواة فهي غير موجودة أيضاً في رمضان فالفقير الذي لا يملك النقود يظل على حاله إلا من إحسان البعض من الأهل. بينما الأغنياء تغرق موائدهم الرمضانية. بما لذ وطاب من مأكولات وحلويات وغيرها ما يؤجج الغيرة والحقد. بدلا من التكافل والتراحم والرحمة بين الناس في الشهر الكريم.
فالدين الإسلامي يحث على الإنفاق باعتدال وفي حدود المعقول بعيداً عن التبذير والإسراف التي هي صفة الشياطين.
كما جاء في سورة الإسراء في “إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا”.
فرمضان شهر العبادة والإقبال على الطاعات المتنوعة بين قيام وتراويح وختم قرآن وصيام وليس شهر أكل وشرب وتبذير وتخمة ونوم.
وما يزيد من المصروفات الرمضانية في مجتمعنا، الولائم والإفطارات الجماعية والأسرية الموسعة. التي تهدف بالأساس إلى صلة الرحم ولكن هذا الهدف السامي يضيع في خضم الإسراف والبذخ الزائد.
وفيما يلي بعض النصائح والخطوات لتجنب الإسراف والتبذير.
فقبل الذهاب لقضاء مستلزمات بيتك تذكر قوله تعالى في سورة الأعراف: “إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”. وفي سورة الإسراء:”إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ”.
فالإسراف والتبذير من الأعمال التي لا يحبها الله عز وجل، وقد حذرنا سبحانه وتعالى من هذه الصفات السيئة. وليس معنى هذا أن تبخل على أسرتك بما يحتاجونه، ولكن اعتدل ولاتكن مسرفا ولا ممسكا.
شهر رمضان هو 30 يوما، وهو شهر مثل بقية الشهور تأكل فيه ما تأكله في غيره من الشهور. بل على العكس فالوقت أقل فهو من الإفطار إلى السحور، وعدد الساعات قليلة. لا تحتاج إلى ملء خزائن المنزل ورفوف الثلاجات بكافة ومختلف الأطعمة والمشروبات سواء كنت تحبها أو لا تحبها بحجة أنك في شهر البركة والخير.
استشعر الغرض من الصيام، والهدف المرجو منه، فالصيام هو عبادة غالية ثوابها عظيم عند الله جل وعلا. فهو يساعد العبد على تنقية نفسه وروحه وقلبه من المعاصي والذنوب. فالصوم يحرمك المباح وهو الطعام والشراب. فكيف يكون الحال من المحرمات؟. كذلك فالهدف الأساسي منه هو الشعور بالآخرين. والإحساس بالفقراء والمحتاجين، وهو تدريب على الصبر والمشقة.
قبل التوجه إلى الشراء، وقبل أن تتأثر بالمنتجات والسلع والتخفيضات التي تقدمها المحلات التجارية يفضل تسجيل قائمة بالحاجيات اللازمة. هذه نصيحة هامة لابد من إتباعها إذا أردت أن تتجنب الإسراف والتبذير.انظر(ي) في خزائن منزلك أولا. وحدد(ي) ما هي المنتجات والسلع التي تنقصك ؟ كذلك ينصح بتحديد ميزانية معينة للمشتريات.
يجب عدم المبالغة وعدم المباهاة في المأكولات والمشروبات حتى تكون أفضل من أقاربك الذين قاموا بدعوتك من قبل على الإفطار. فبالدعوات وتجمع العائلات قد تضيع الثواب منه بسبب الإسراف والمبالغة.
وأخيرا، شهر رمضان هو شهر الصبر والطاعات والعبادات وليس شهر الأكل والتباهي والمبالغة. وهو شهر الإحساس بالفقير والمحتاج، فبدلا من أن تكون مسرفا في أشياء لا تحتاج إليها.
حاول أن تكون كريما مع الفقراء والمساكين . و تذكّر أن المذكور أعلاه لا يعني أنه دعوة إلى أن تكون ممسكا بخيلا، بل كن معتدلا.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
هل الصيام كل يومين هو الحل الأمثل لإنقاص الوزن؟.. دراسة تجيب
انتشر في السنوات الأخيرة نظام غذائي يُعرف باسم الصيام بالتناوب أو الصيام كل يومين، حيث يصوم الشخص يومًا ويتناول الطعام في اليوم التالي بشكل طبيعي، وأقبل على هذا النظام الكثير من الأشخاص وأظهروا الكثير من النتائج الواضحة.
هل الصيام كل يومين هو الحل الأمثل لإنقاص الوزن؟وأثار هذا النظام جدلاً واسعًا بين أطباء التغذية والباحثين، خاصة مع ظهور نتائج دراسات حديثة تتناول مدى فاعليته في إنقاص الوزن وتحسين الصحة العامة، مقابل بعض المخاوف الصحية المرتبطة به.
ونعرض هنا نتائج أبرز دراسة علمية حول هذا النوع من الصيام، ونسلط الضوء على الإيجابيات، السلبيات، ونصائح الخبراء قبل اتباعه.
ماذا تقول الدراسة الحديثة؟نشرت مجلة Cell Metabolism دراسة أجريت على مجموعة من البالغين الذين اتبعوا نظام الصيام كل يومين لمدة 6 أشهر، وتمت مقارنة نتائجهم مع مجموعة أخرى تتبع نظامًا غذائيًا منخفض السعرات يوميًا.
أهم نتائج الدراسةفقدان الوزن: حقق المشاركون في الصيام بالتناوب نسبة خسارة وزن أكبر من المجموعة الأخرى، خاصة في الدهون الحشوية الدهون المحيطة بالأعضاء.
تحسن حساسية الإنسولين: ظهر تحسن ملحوظ في توازن السكر في الدم وحساسية الجسم للأنسولين.
انخفاض مستويات الالتهابات بالجسم، ما يقلل خطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري.
لكن لاحظ الباحثون أيضًا أن بعض المشاركين واجهوا صعوبة في الاستمرار على هذا النظام بسبب الجوع في أيام الصيام، واضطراب النوم، وتقلبات المزاج.
الفوائد المحتملة للصيام كل يومينفقدان وزن سريع بشكل نسبي دون الحاجة لحساب السعرات بشكل معقد.
تحسين المؤشرات الحيوية للصحة مثل ضغط الدم، الكوليسترول، وسكر الدم.
تعزيز عمليات الإصلاح الخلوي وإبطاء الشيخوخة البيولوجية، بحسب بعض الدراسات.
زيادة معدل الحرق في الجسم خلال فترات الصيام الطويلة.
المخاطر والتحذيراتغير مناسب للجميع: يُحذر الأطباء من اتباعه للأطفال، الحوامل، المرضعات، كبار السن، أو من يعانون من اضطرابات الأكل.الشعور بالإرهاق والدوار في أيام الصيام، خاصة في بداية الالتزام بالنظام.احتمال الإفراط في الأكل في أيام الإفطار كرد فعل لتعويض الحرمان.تأثير سلبي على الحالة النفسية لدى بعض الأشخاص، مثل القلق أو التوتر.متى يكون الصيام كل يومين خيارًا جيدًا؟قد يكون هذا النظام فعالًا إذا:
كان الشخص بصحة جيدة ولا يعاني من مشاكل مزمنة.كان لديه إرادة قوية وقدرة على الصبر في أيام الصيام.تم اتباعه تحت إشراف طبي أو تغذوي.نصائح إذا قررت التجربة
ابدأ بالتدريج يمكنك أولاً تجربة الصيام المتقطع (16:8) قبل الانتقال لصيام يوم كامل.
احرص على شرب الماء بكثرة في أيام الصيام.اختر وجبات مغذية وخفيفة في أيام الإفطار لتجنب التخمة.راقب مؤشرات جسمك مثل مستوى الطاقة، المزاج، والتركيز.استشر طبيبك قبل البدء، خاصة إن كنت تتناول أدوية أو تعاني من أمراض مزمنة.