إبراهيم رسول سفير جنوب أفريقي طردته واشنطن لأنه يكره ترامب
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
إبراهيم رسول سياسي جنوب أفريقي، شغل منصب سفير بلاده لدى الولايات المتحدة، وكان رئيس وزراء مقاطعة ويسترن كيب مدة 4 سنوات، ومؤسس مؤسسة "العالم للجميع"، التي تشجع الناس على معارضة التطرف، لديه مسيرة طويلة من المشاركة في النضال ضد الفصل العنصري، بما في ذلك القيادة في الجبهة الديمقراطية المتحدة والمؤتمر الوطني الأفريقي.
ولد إبراهيم رسول في 15 يوليو/تموز 1962 بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا.
في عام 1972 أُجبرت عائلته على مغادرة المنطقة السادسة بعدما قررت حكومة الفصل العنصري تخصيصها للسكان البيض فقط، وكان عمره حينها 10 سنوات ورغم صغر سنه، ترك هذا الحدث أثرا عميقا في حياته، خاصة بعدما اضطر إلى تغيير محيطه الاجتماعي.
متزوج من روزيدا شابوديان، ولديهما ابن وابنة.
الدراسة والتكوين العلميتخرج رسول عام 1980 في مدرسة ليفينغستون الثانوية في كليرمونت بولاية آيوا الأميركية.
ونال درجة البكالوريوس في كلية الآداب عام 1983، وحصل على دبلوم عالي في التربية عام 1984 من جامعة كيب تاون، وفي العام نفسه بدأ عمله مدرسا في مدرسة سباين رود الثانوية وقضى فيها عاما واحدا.
كما حصل على دكتوراه فخرية من جامعتي روزفلت وتشاتام في الولايات المتحدة الأميركية، ومُنح أستاذية فخرية في جامعة نيلسون مانديلا بجنوب أفريقيا.
شغل منصب مساعد رئيس جامعة ويسترن كيب في الفترة بين عامي 1991 و1994، وكان باحثا مقيما في جامعة جورج تاون في فترة لاحقة.
عُرف فكر رسول بتركيزه على الحرية الشاملة والمساواة، والتزامه برؤية نيلسون مانديلا التي تدعو إلى تحرير المجتمعات المهمشة والدفاع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
إعلانتأثر تأثرا كبيرا بالقيم الإنسانية والإيمانية، وكان دائما مناصرا للعدالة الاجتماعية والحرية.
في مسيرته الحياتية جمع بين النضال السياسي والالتزام الديني، وكان نشطا في كل من الحركة الإسلامية وحركة الحوار بين الأديان، الأمر الذي عكس رغبته في تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات والأديان المختلفة.
يؤمن رسول، أن النضال ضد الظلم والاضطهاد ليس مقتصرا على الظروف المحلية، بل يشمل أيضا القضايا العالمية، خصوصا في ظل ظروف الاضطهاد (الفصل العنصري) والعولمة.
التجربة السياسيةبعد تخرج رسول من جامعة كيب تاون بداية ثمانينات القرن العشرين، انخرط في النشاط السياسي المناهض للفصل العنصري وانضم إلى الجبهة الديمقراطية المتحدة، وشغل منصب سكرتيرها الإقليمي في مقاطعة ويسترن كيب مدة ثلاث سنوات، كما انضم إلى منظمة "نداء الإسلام" وارتبط بها عبر روابط وثيقة مع الجبهة الديمقراطية المتحدة.
في عام 1985 كان رسول في طليعة النشاطات المناهضة للفصل العنصري، ولكن نشاطه السياسي أدى إلى اعتقاله مدة ثلاثة أشهر، ثم وُضع في الإقامة الجبرية. وفي عام 1987 اعتقل من جديد وسُجن 13 شهرا. وأثناء فترة اعتقاله التقى نيلسون مانديلا للمرة الأولى.
بعد انتهاء فترة الفصل العنصري بجنوب أفريقيا في تسعينيات القرن الـ20 شغل رسول مناصب في الحكومة، بما فيها إدارات الصحة والرعاية الاجتماعية والمالية والتنمية الاقتصادية.
ففي عام 1984 تولى منصب السكرتير الوطني لمنظمة "نداء الإسلام" وظل في هذا المنصب حتى عام 1994. كما شغل منصب أمين الخزانة الإقليمي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بين عامي 1994 و1998، وكان أيضا عضوا في المجلس التنفيذي لبرلمان مقاطعة ويسترن كيب.
إعلانفي 22 أبريل/نيسان 2004، عيّنه الرئيس ثابو مبيكي رئيسا لوزراء مقاطعة ويسترن كيب، لكنه غادر المنصب عام 2008 بسبب خلافات داخلية داخل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وفي العام نفسه أسس "مؤسسة العالم للجميع" لمكافحة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي.
ورغم انشغاله بالمناصب الحكومية ظل رسول ملتزما بتعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات، وشارك في عدة مبادرات داعية إلى التعايش الديني.
كما شغل رسول منصب المستشار الخاص للرئيس مبيكي، قبل أن يُنتخب عضوا في البرلمان.
أسس رسول مبادرة "أفريقيا واحدة"، التي هدفت إلى تعزيز نمو وتماسك أفريقيا ومحاربة كراهية الأفارقة، إضافة إلى ذلك كان شريكا في مجموعة "أولبرايت ستونبريدغ"، وهي شركة الاستشارات التجارية التي أسستها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت.
كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة "ويسترن بروفينس" لرياضة الريغبي الاحترافي، وعضوا في مجلس جامعة ويسترن كيب.
سفيرا لدى الولايات المتحدةعين الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما إبراهيم رسول سفيرا لجنوب أفريقيا لدى الولايات المتحدة بين عامي 2010 و2015.
وبعد فترة عُيّن في المنصب نفسه مرة أخرى، ولكن في مارس/آذار 2025، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو طرد السفير رسول، متهما إياه بأنه "يكره الولايات المتحدة ورئيسها" دونالد ترامب.
وأضاف روبيو في منشور على منصة إكس أن إبراهيم رسول "لم يعد موضع ترحيب" في أميركا، ووصفه بأنه "سياسي مثير للفتنة العرقية".
حصل رسول على عدد من الجوائز والأوسمة تقديرا لمساهماته في مجالات القيادة والمجتمع.
فقد منحته مؤسسة عائلة كايزر جائزة نيلسون مانديلا للصحة وحقوق الإنسان عام 1998.
إعلانوفي عام 2005 منحته صحيفة "فاينانشال تايمز" جائزة "شخصية العام للاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا".
كما نال جائزة القيادة الرؤيوية والصالح العام عام 2008 من المؤتمر العالمي للمسلمين المحسنين، إضافة إلى جائزة الالتزام والقيادة في مكافحة الجريمة من مؤسسة "الأعمال ضد الجريمة".
المؤلفاتألّف رسول كتاب "العيش حيث لا نضع القواعد"، إضافة إلى مساهماته في كتابة فصول وأوراق بحثية في عدد من المنشورات والكتابات الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة نیلسون ماندیلا الفصل العنصری إبراهیم رسول شغل منصب کیب تاون فی عام
إقرأ أيضاً:
هدنة تجارية تاريخية بين واشنطن وبكين.. ترامب يعلن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الصين
في خطوة مفاجئة أعادت الأمل للأسواق العالمية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الصين يتضمن بنوداً تجارية واقتصادية هامة من شأنها تخفيف حدة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.
اتفاق يشمل المعادن النادرة والتعليمبحسب ما صرّح به الرئيس ترامب، فإن أحد أهم محاور الاتفاق يتمثل في استيراد الولايات المتحدة للمعادن النادرة من الصين، وهي مواد حيوية تدخل في صناعة الإلكترونيات المتقدمة، والسيارات الكهربائية، وحتى المعدات العسكرية، ما يعطي هذه الخطوة بعداً استراتيجياً لا يستهان به.
ولم يتوقف الاتفاق عند الجوانب الاقتصادية فقط، بل امتد ليشمل الجانب التعليمي، حيث أكد ترامب أن الاتفاق سيتضمن أيضاً تسهيلات لوضع الطلاب الصينيين في الجامعات الأمريكية، في إشارة إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والانفتاح الثقافي بين البلدين بعد أشهر من القيود المتبادلة.
إعفاءات جمركية مؤقتة.. وفترة سماح حاسمةوفي تحول لافت، اتفقت واشنطن وبكين على خفض الرسوم الجمركية بشكل جذري ولمدة أولية تمتد لـ90 يوماً. وبموجب هذا الاتفاق، ستخفض الولايات المتحدة تعريفاتها الجمركية على السلع الصينية من 145% إلى 30% فقط، في حين ستقوم الصين بتخفيض رسومها الجمركية على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%، وفقاً لما جاء في البيان المشترك بين الطرفين.
ووصف مراقبون هذه الخطوة بأنها هدنة تجارية ضرورية تمهد الطريق نحو مفاوضات أكثر عمقاً وربما اتفاق دائم، في وقت باتت فيه الأسواق العالمية أكثر حاجة إلى الاستقرار بعد موجات من القلق نتيجة الحرب التجارية المستعرة منذ سنوات.
عائدات ضخمة لواشنطنمن اللافت أن ترامب أعلن أن بلاده ستحصل على رسوم جمركية إجمالية تصل إلى 55% بموجب الاتفاق، بينما ستكتفي الصين بنسبة 10%، ما قد يُعد مكسباً تفاوضياً كبيراً للولايات المتحدة في الوقت الحالي، على الأقل من وجهة نظر الإدارة الأمريكية.
خطوة أولى نحو مستقبل أكثر توازنًاورغم أن الاتفاق ما يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يفتح الباب أمام مزيد من التفاهمات بين واشنطن وبكين، ويبعث برسالة طمأنينة إلى المستثمرين والعالم بأن لغة الحوار ما زالت ممكنة بين العملاقين الاقتصاديين.