من عربة متنقلة إلى إمبراطورية للحلويات: رحلة نجاح رجل أعمال تركي
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
بدأ رجل الأعمال التركي يوكسل آقطاش، حياته العملية ببيع فطائر البورك والقطايف التركية على عربة متنقلة، قبل أن يؤسس منشأة ضخمة للحلويات تمتد على مساحة 10 آلاف متر مربع، وتصدّر منتجاتها إلى 100 دولة حول العالم، موفرة فرص عمل لنحو 200 شخص.
وفي ولاية بورصا التركية (غرب)، بدأ آقطاش، مسيرته المهنية عام 1970، وهو في سن 12 عامًا، من خلال بيع البورك والقطايف على عربة متنقلة بثلاث عجلات، قبل أن يفتتح أول متجر له عام 1983.
ومع تزايد الطلب على منتجاته، باشر آقطاش، بتوسيع أعماله وافتتح منشأة إنتاجية عملاقة في منطقة نيلوفر غربي بورصا، بمساحة 10 آلاف متر مربع، تتيح له تلبية الطلبات المحلية والدولية.
• مؤسسة صناعية متكاملة وفق أحدث التقنيات
في حديثه، قال آقطاش، رئيس مجلس إدارة شركة “حاجي حسن أوغوللاري”، إنه عمل بجد لتطوير أعماله منذ أن كان طفلًا، واستمر في التوسع لا سيما مع بدء التركيز على الأسواق الخارجية.
وأضاف: “شاركنا في معارض غذائية دولية، ما ساعدنا على الترويج لعلامتنا التجارية، واليوم نصدر منتجاتنا إلى 100 دولة في خمس قارات، أبرزها روسيا، والصين، والولايات المتحدة، والسعودية، والإمارات، وألمانيا، وفرنسا”.
وأشار آقطاش، إلى أن المنشأة الجديدة تعتمد على أنظمة إنتاج آلية متطورة، وتشمل معدات لعجن وفرد العجين، وآلات للتقطيع وإضافة المكسرات، ما يتيح إنتاجًا متكاملًا لا تمسّه الأيدي.
اقرأ أيضا
أسعار صرف العملات الرئيسية مقابل الليرة التركية
الإثنين 17 مارس 2025• وجهة للذواقة والسياح
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا رجل أعمال تركي
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله.. ألبير قصيري حكيم العدم الذي سخر من العالم ومات ضاحكا
في غرفته الصغيرة بفندق "لوروبير" الباريسي، جلس ألبير قصيري، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، يحدّق في العالم من خلف نافذة، لا يخرج إلا نادرًا، وأختار العيش في غرفة فندق لأنه كان يكره التملك حيث كان يقول: "الملكية هي التي تجعل منك عبدا"، لم تكن تلك عزلة مفروضة، بل اختيار صارم، ذلك أن الرجل لم يكن يهوى الحياة كما نعرفها، بل كان يراها مهزلة كبيرة تستحق السخرية لا المشاركة.
من القاهرة إلى باريس: الولادة في قلب الشرقوُلد ألبير قصيري في حي الفجالة بالقاهرة عام 1913 لأسرة شامية ذات أصول سورية ـ لبنانية، متوسطة الحال، وكانت الفرنسية هي لغته الأولى، تعلّم في المدارس الفرنسية، وتأثر منذ الصغر بأدب فولتير وموليير، وقرأ بشغف روايات دوستويفسكي وبلزاك.
كانت فلسفة ألبير قصيري في حياته هي فلسفة الكسل، لم يعمل في حياته وكان يقول انه لم ير أحدا من أفراد عائلته يعمل الجد والأب والأخوة في مصر كانوا يعيشون على عائدات الأراضى والأملاك، أما هو فقد عاش من عائدات كتبه وكتابة السيناريوهات، وكان يقول: "حين نملك في الشرق ما يكفى لنعيش منه لا نعود نعمل بخلاف أوروبا التي حين نملك ملايين نستمر في العمل لنكسب أكثر".
نشر أولى كتاباته بالعربية، ثم انتقل سريعًا للفرنسية، ليكتب كل أعماله لاحقًا بهذه اللغة، كانت القاهرة التي كتب عنها ليست قاهرة النخبة بل قاهرة الحرافيش، المتسولين، الدجالين، الحواة، الباعة الجوالين، والكسالى الحكماء، ورغم انتقاله إلى باريس في الأربعينيات، ظل العالم المصري الشعبي مسكونًا في أدبه حتى آخر نفس.
الكتابة كسلاح ضد التفاهةلم يكن قصيري من الكُتّاب الغزيرين، بل نشر فقط ثماني روايات ومجموعة قصصية واحدة طيلة حياته، لكنه كان يؤمن أن الجملة الجيدة تأخذ وقتها مثل كوب نبيذ معتّق، فكان يكتب جملة أو اثنتين في اليوم، يحرّرهما عشرات المرات.
في أعماله، لم تكن شخصياته تبحث عن الخلاص، بل عن الضحك من العالم، كان يخلق أبطاله من قاع المجتمع، يُلبسهم فلسفة ساخرة، ويتركهم يهزأون بالسلطة، والدين، والرأسمالية، وكل مظاهر النظام، بلا عنف، بل بابتسامة لامبالية.
من "شحاذون ونبلاء" إلى "ألوان العار".. قصص عن الحُكماء المُهمّشينمن أبرز أعماله، "شحاذون ونبلاء" (1955): رواية عن شاب ثري يختار أن يعيش كمتسول ليصل للحكمة. الرواية هجاء ساخر للطبقة الوسطى والمثقفين المزيفين، و"ألوان العار": عن امرأة تعمل في الدعارة لتُعيل أسرتها في حي شعبي، يكشف بها عن مجتمع لا أخلاقي يتظاهر بالأخلاق، و"بيت الموت المؤكد": تحفة سوداوية عن شخصيات تنتظر الموت في فندق بائس لا يزوره أحد، و"العنف والسخرية": في هذه الرواية تظهر فلسفته العدمية بوضوح، حيث لا وجود لحلول بل فقط سخرية من كل شيء.
رجل عاش ومات في غرفة واحدةتزوج ألبير قصيري من ممثلة مسرحية فرنسية ولكن لم يدم هذا الزواج طويلا وعاش بقية حياته أعزب وحين كان يسأل عن السعادة كان يقول أن أكون بمفردى، وكانت حياته كلها غرفة، وكتاب، وسجائر، وأحاديث هامسة مع أصدقاء نادرين، وعندما اشتد عليه المرض في سنواته الأخيرة، ظل يبتسم ويقول: "كل شيء سخيف إلى حد لا يُحتمل.. حتى المرض".
مات في يونيو 2008، ولم يشيّعه سوى قلّة، لكنه ترك إرثًا فريدًا يقول لنا إن الكُتّاب الحقيقيين لا يحتاجون إلى جمهور واسع، بل إلى جملة صادقة، تسخر من العالم وتظل باقية.