أكدت حركة الجهاد الإسلامي، فجر اليوم الثلاثاء، أن استئناف العدوان على قطاع غزة، لن يمنح العدو الإسرائيلي يدا عليا على المقاومة، في الميدان ولا في المفاوضات، ولن يخرج بنيامين نتنياهو وحكومته النازية المتعطشة للدماء من أزماتها التي تهرب منها، بل سيزيدها ضعفاً وسيراكم من فشلها، وتخرج منه صاغرة ذليلة.
وقالت الحركة في بيان صحفي، “إن إعلان مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته استئناف العدوان ضد شعبنا في قطاع غزة هو إمعان في ارتكاب المزيد من المجازر في إطار حرب الإبادة أمام مرأى العالم أجمع، بعدما أفشلا عمداً كل مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.


وشددت الحركة أن ما عجز نتنياهو وجيشه الهمجي عن تحقيقه طوال خمسة عشر شهراً من الجرائم وسفك الدماء سيعجز مجدداً عن تحقيقه بفضل صمود شعبنا المظلوم وبسالة مجاهدينا في ميادين الجهاد والمقاومة.
وفجر اليوم أعلن جيش العدو العودة إلى الحرب، وشن هجوماً واسعاً على مختلف مناطق قطاع غزة، طالت مناطق مدنية وسكنية وخيام النازحين ومحيط المستشفيات.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ما هي انعكاسات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية على غزة؟

غزة- تتجه أنظار الفلسطينيين إلى تطورات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية التي تلقي بظلالها على مجريات الحرب الدائرة في غزة، وذلك بعدما أعلن جيش الاحتلال تقليص قواته الموجودة في القطاع لتعزيز الحدود الشمالية والشرقية للأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومع استمرار المواجهة بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال في المناطق التي يتوغل بها الجيش الإسرائيلي داخل القطاع بالتزامن مع القصف الجوي ومواصلة تجويع أكثر من مليوني فلسطيني، تبرز عدة سيناريوهات لمستقبل الحرب المشتعلة منذ 21 شهرا، بعدما فشلت الحكومة الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، من الوصول لما يسميه "النصر المطلق".

ويقرأ محللون سياسيون العدوان الإسرائيلي على إيران الذي بدأ فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، على أنه يأتي امتدادا للأحداث التي وقعت بين الجانبين خلال معركة "طوفان الأقصى".

تحول ملموس

في 13 أبريل/نيسان 2024، ردت إيران بإطلاق مسيّرات وصواريخ باليستية تجاه إسرائيل، على إثر القصف الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق أوائل الشهر نفسه.

وفي 31 يوليو/تموز من العام الماضي، اغتالت إسرائيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أثناء وجوده في إيران، مما دفع طهران للرد بإطلاق نحو 180 صاروخا تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

يعتبر الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل هي إحدى تداعيات الحرب على غزة التي ألقت بظلالها على المنطقة برمتها، وستشهد تحولا ملموسا وفقا لنتائجها.

ويقسّم عفيفة -في حديثه للجزيرة نت- السيناريوهات التي تنتظر غزة إلى آنية وسريعة تتمثل في:

إعلان تراجع نسبي في مستوى العدوان. تحجيم التركيز الإسرائيلي على جبهة غزة بسبب اضطرار الجيش لإعادة تموضع قواته وخفض عملياته لصالح تعزيز الجبهة الشمالية وحماية عمقه الإستراتيجي من أي هجمات متوقعة من إيران أو القوى المتحالفة معها، وذلك منعا لإرباك المنظومة الداخلية في عدة جبهات.

ولا يعني ذلك -وفقا له- توقف الإبادة والعمليات المرتبطة بها من هندسة التجويع والفوضى، لكن المقاومة ستجد في هذا التراجع فرصة لالتقاط الأنفاس وتعزيز مواقعها الدفاعية والاستفادة من انشغال "العدو" في جبهته الشمالية.

سيناريوهات

ويرى عفيفة أن هناك سيناريوهات أخرى بانتظار غزة في حال طال أمد المواجهة الإسرائيلية الإيرانية واتسعت أبعادها الجغرافية في ساحات أخرى، مما يجعل القطاع جبهة من جبهات المواجهة وليس مركزها كما كان منذ انطلاق الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضاف "حينها يمكن للاحتلال أن يذهب لتسكين مؤقت لجبهة غزة من خلال سعي واشنطن للوصول إلى صفقة جزئية مقابل تحسينات على شروطها، بهدف تفرغه للمواجهة مع إيران".

ولا يستبعد المحلل السياسي أن يذهب الاحتلال لسيناريو ثالث، بردة فعل أكثر انتقاما من قطاع غزة لاستعراض قوة الردع عبر المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين، وذلك إن شعر بالإحباط من نتائج المعركة التي فتحها مع إيران.

ورهن ترجيح أي من تلك السيناريوهات بنتائج المواجهة الحالية بين إسرائيل وطهران التي سيبنى عليها إعادة تشكيل أولويات الاحتلال تجاه قطاع غزة.

وتبرز تقديرات فصائل المقاومة الفلسطينية وجود حقائق ميدانية فرضت نفسها على الميدان في القطاع، بحيث لم يعد الجيش الإسرائيلي قادرا بالمنظور العسكري على تحقيق أهداف عملية "عربات جدعون" التي أطلقها مؤخرا، لذلك يحاول نتنياهو ألا يكون الهدوء في غزة بدون ثمن سياسي ولذلك يدفع بقوة نحو صفقة مؤقتة مدتها 60 يوما.

وبحسب المصادر المطلعة التي تحدثت للجزيرة نت، فإن الإفراج عن جنود الاحتلال الأسرى لدى المقاومة بغزة في الوقت الحالي يعطي نتنياهو مصداقية أمام الجمهور ويخفف حالة الغضب عليه، ويحاول تطبيق وعده بأن الحرب على إيران ستسرّع من إطلاق سراح المحتجزين.

أضرار إسرائيلية

وتشير المصادر إلى أن الأضرار التي لحقت بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، وإصرار اليهود المتشددين "الحريديم" على عدم التجنيد في الوقت الذي يحتاج فيه الجيش لقوة بشرية لاستمرار القتال على عدة جبهات، أوجدت قناعة لدى نتنياهو أنه لا مفر من الذهاب لصفقة على صعيد جبهة غزة لكنه يسعى لتحسين شروطها لصالح "كيان العدو" قدر المستطاع.

في هذا السياق، يعتقد المحلل السياسي إياد القرا أن المواجهة الإسرائيلية الإيرانية هي نتاج حالة الحرب التي بدأت في غزة وامتدت إلى الشرق الأوسط بسبب التغول والاستعلاء الإسرائيلي المتصاعد في كل الاتجاهات.

وقال للجزيرة نت إنه من المرجح أن تحتدم هذه المواجهة خلال الأيام المقبلة، وبالتالي سيضطر الاحتلال لتقليص قواته في قطاع غزة، مما يفتح الباب أمام إمكانية الذهاب لاتفاق تهدئة مع حركة حماس.

وبحسب القرا، فإن الاحتلال يعتبر المواجهة مع إيران الأهم والأكثر أولوية حاليا، وأن الحرب مع غزة وصلت إلى نتائجها، لذا سيذهب لاتفاق يُخرج أسراه، ويؤجل أي مواجهة مع الحركة إلى وقت لاحق.

إعلان

ويرى أن هناك احتمالا ضئيلا بأن تُبقي إسرائيل الوضع في قطاع غزة على حاله أثناء مواجهتها المتواصلة مع طهران، في حين يشير إلى سيناريو ثالث بأن ينهي الاحتلال حربه مع إيران في مدة قصيرة بسبب الضربات المدمرة التي تلقاها بفعل الصواريخ، والوصول إلى تهدئة في جميع الجبهات بما فيها غزة.

وشدد القرا على أن كل ما يجري في المنطقة هي محاولات حثيثة من نتنياهو للهرب من الفشل والإخفاق الكبير الذي مني به في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما سيطرت المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة وقتلت وأسرت المئات من جنود الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • ما هي انعكاسات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية على غزة؟
  • لجان المقاومة في فلسطين: مجزرة المجوعين تكشف منظومة إبادة جماعية ممنهجة
  • “الجهاد الإسلامي” تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية المجازر الصهيونية بحق منتظري المساعدات
  • مصرع ضابط صهيوني بنيران المقاومة جنوب قطاع غزة
  • حركة الجهاد تدين جرائم الحرب الصهيونية ضد الشعب الإيراني وتؤكد على حقه في الرد
  • الرد الإيراني و”الأسد الصاعد” الحقيقي
  • لليوم الثاني على التوالي.. المقاومة الفلسطينية تنفذ كمينا مركبا للاحتلال في غزة
  • القرار اتّخذ.. إعادة فتح مطار بيروت أمام الحركة الجوية
  • فعلها ترامب وليس نتنياهو… ونجحت إيران بالرد
  • العدوان الصهيوني على إيران والتحوّل الاستراتيجي في مسار المقاومة