الطريق لا يزال طويلاً.. موجة العنف الأخيرة تكشف صعوبة توحيد قوات الأمن والعسكرية السورية
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انكشفت مجدداً معاناة سوريا الطويلة الأمد لتوحيد فصائلها الأمنية العسكرية المنقسمة، وذلك من خلال موجة عنف دامية في شمال غرب سوريا. وتُبرز الاشتباكات الأخيرة بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة، إلى جانب العنف الطائفي ضد المدنيين، استمرار عجز الحكومة عن السيطرة على جيشها والجماعات المسلحة العديدة التي تعتمد عليها.
تصاعد العنف
في ٦ مارس، اندلعت سلسلة من الهجمات المنسقة التي شنها متمردون مرتبطون بنظام الأسد المخلوع في قلب المنطقة العلوية السورية، وتحديداً في محافظتي طرطوس واللاذقية الساحليتين. وتُعد هاتان المحافظتان موطناً للأقلية العلوية في سوريا، والتي لطالما كانت موالية لعائلة الأسد. ردًا على ذلك، حشدت الحكومة قواتها الأمنية، وانضمت إليها جماعات مسلحة مختلفة - بعضها تابع للحكومة، وبعضها الآخر يعمل بشكل مستقل. وتلا ذلك حملة قمع عنيفة، حيث تنقل المقاتلون في المنطقة، ونفذوا عمليات قتل طائفية، ونهبوا المنازل، وارتكبوا فظائع بحق المدنيين.
وأفادت منظمات حقوق الإنسان أنه في حين أن الأهداف الرئيسية كانت المتمردين المشتبه بهم، إلا أن الانتقام واسع النطاق أدى إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين. وكان العديد من الضحايا من المدنيين العلويين. يُسلط هذا العنف الطائفي الضوء على الانقسامات العميقة داخل قوات الأمن السورية، فضلًا عن التحدي المتمثل في توحيد الفصائل العديدة التي حاربت حكم بشار الأسد.
ضعف الحكومة
اتسم العنف الذي اندلع هذا الشهر بانقسام طائفي صارخ. استهدف مقاتلون من الأغلبية السنية، الذين يهيمنون الآن على القوات الحكومية، العلويين. ينبع هذا العداء من سنوات من الصراع الوحشي ومعاملة نظام الأسد التفضيلية للعلويين في القطاعين العسكري والأمني. وبما أن العديد من سكان سوريا السنة يربطون الطائفة العلوية بعنف النظام السابق، فإن هذه التوترات لا تزال تُغذي انعدام الثقة والعنف.
يشير الخبراء إلى عجز الحكومة السورية عن السيطرة على العديد من الجماعات المسلحة التي تقع اسميًا تحت قيادتها. ووفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن الميليشيات والمقاتلين الأجانب، المرتبطين بشكل ما بالحكومة الجديدة، هم المسئولون الرئيسيون عن عمليات القتل والانتهاكات ضد المدنيين. هذه القوات، التي تفتقر إلى الانضباط والرقابة، ضعيفة التدريب وميالة إلى ارتكاب عنف عشوائي.
في حين وعدت الحكومة المؤقتة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بالتحقيق في أعمال العنف ومحاسبة الجناة، إلا أن الاستجابة كانت بطيئة، ولا تزال هناك أسئلة كثيرة حول ما إذا كانت العدالة ستتحقق. في مقابلة أجريت معه مؤخرًا، أقر الشرع بتعقيدات الوضع، مُلقيًا باللوم على المتمردين المرتبطين بالنظام السابق في التحريض على العنف. كما أقر بأن العنف قد تحول إلى "فرصة للانتقام"، وهو تصريح يعكس صعوبة التغلب على الانقسامات الطائفية العميقة التي لا تزال قائمة بين الفصائل المسلحة السورية.
يتمثل التحدي الرئيسي الذي يواجه الشرع في توحيد الجماعات المسلحة السورية المنقسمة. منذ تعيينه في يناير، تعهد الشرع بحل الفصائل المتمردة العديدة في جيش وطني واحد. إلا أن هذا الهدف لم يُحرز تقدمًا يُذكر، حيث لا تزال العديد من الجماعات المتمردة السابقة تعمل بشكل مستقل. وافقت بعض الفصائل على الانضمام إلى الجيش الوطني، لكنها لم تندمج بشكل كامل بعد، حيث تفتقر إلى التدريب والدعم المالي من الحكومة.
هيكل قيادي هش
يُجادل خبراء، مثل رهف الدغلي، الباحثة في جامعة لانكستر، بأن جهود التوحيد لا تزال رمزية إلى حد كبير، وأشارت إلى ضعف هيكل القيادة الذي لا يزال يُثقل كاهل القوات العسكرية السورية وأكدت أن "التوحيد مجرد هراء. إنه ليس حقيقيًا". فبينما تتمتع بعض الجماعات المسلحة، بما فيها تلك التي يقودها مقاتلون سابقون من هيئة تحرير الشام، بتماسكها وحسن تنظيمها، إلا أنها تفتقر إلى القدرة على الحفاظ على السيطرة على كامل البلاد.
ولا تزال فصائل قوية أخرى، مثل الميليشيات التي يقودها الأكراد في الشمال الشرقي والميليشيات الدرزية في الجنوب الشرقي، خارج سيطرة الحكومة. ولم تُدمج هذه الجماعات بعد في قوات الأمن الوطني، مما يُعقّد أي محاولات لمركزية السلطة. إضافةً إلى ذلك، لا تزال العديد من فصائل المعارضة، على الرغم من موافقتها رسميًا على الانضمام إلى الجيش الوطني، تعمل بشكل مستقل، مُحافظةً على ولائها لقادتها بدلًا من الدولة.
مقاتلون غير منضبطين
كشف عنف السادس من مارس عن الطبيعة الفوضوية لقوات الأمن السورية. انضم مقاتلون من فصائل مختلفة، بعضها متحالف مع الحكومة وبعضها الآخر غير متحالف، إلى العنف بدوافع مختلفة، تتراوح بين الرغبة في دحر المتمردين والسعي للانتقام من أخطاء الماضي. كان الدافع وراء العديد من الهجمات هو الكراهية الطائفية، كما يتضح من مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت لمقاتلين ينهبون ويحرقون منازل يُعتقد أنها تابعة للعلويين.
في حين اتخذت الحكومة السورية بعض الخطوات لمعالجة هذه الفظائع، بما في ذلك اعتقال مقاتلين ظهروا في مقاطع فيديو وهم يرتكبون أعمال عنف، لا يزال خبراء مثل حايد حايد من تشاتام هاوس متشككين.
وتساءل حايد عما إذا كانت الحكومة ستتمكن من تعقب جميع المسؤولين ومعاقبتهم، لا سيما في ظل غياب الآليات الداخلية للتحقيق في مثل هذه الجرائم. وقد سمحت الطبيعة غير المنظمة لهذه القوات، إلى جانب ضعف الرقابة، بانتشار هذا العنف دون رادع؟.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سوريا عنف الجماعات المسلحة قوات الأمن العدید من لا تزال إلا أن
إقرأ أيضاً:
إنعام محمد علي تكشف مفاجآت عن الطريق إلى إيلات: محمد سعد عيط عشان يشارك في الفيلم
كشفت المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي، عن واحدة من أبرز كواليس تصوير فيلمها الشهير "الطريق إلى إيلات"، الذي يُعد من أهم الأعمال السينمائية الوطنية في تاريخ السينما المصرية، مشيرةً إلى أن الفنان محمد سعد مرّ بلحظة صعبة كادت أن تُبعده عن المشاركة في الفيلم بسبب عدم إجادته السباحة.
وقالت إنعام محمد علي، في مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهال طايل عبر برنامج تفاصيل، المذاع على قناة صدى البلد 2، إنها فوجئت خلال مرحلة الإعداد للفيلم عندما أبلغها قائد اللواء المسؤول عن تدريب فريق العمل أن جميع الممثلين يجيدون السباحة باستثناء محمد سعد، موضحةً: كلمني قائد اللواء اللي بيتولى تدريب المجموعة وقال لي: كل اللي أنتي مختاراهم بيعرفوا يعوموا ما عدا واحد، والواحد ده طلع محمد سعد.
وأضافت أنها واجهت الفنان محمد سعد بالأمر، وقالت له إنه لن يتمكن من الاستمرار في الفيلم ما لم يتعلم السباحة، إلا أن رد فعله كان مؤثرًا للغاية، حيث غلبته الدموع وطلب منها منحه فرصة جديدة، قائلة: 'محمد سعد عيط، وقالي أرجوكي اديني فرصة تانية.. أسبوع بس، مش أسبوعين، أسبوع واحد، وإذا ما عرفتش أتعلم العوم خلاص'.
وأوضحت المخرجة الكبيرة أنها تجاوبت مع طلبه وكلمت قائد اللواء مجددًا لتمنحه تلك الفرصة، قائلة: 'قولتله معلش اديله فرصة أسبوع، وإذا ما نجحش خلاص هنضطر نغيره'.
وبالفعل، بعد مرور أسبوع، تلقت إنعام محمد علي اتصالًا من قائد اللواء يخبرها بأن الفنان محمد سعد تمكن من تعلم السباحة ونجح في الوصول إلى مستوى زملائه في التدريب، قائلة: 'بعد أسبوع كلمني وقالي على فكرة هو بقى بعد أسبوع بقى في مستوى زمايله.. طبعًا أنا فرحت جدًا لأن كده اتشال من عليا عبء كبير'.
وأكدت المخرجة أن ما فعله محمد سعد يعكس إصراره الكبير والتزامه الفني، مشيرة إلى أن هذا الموقف ظل من أكثر اللحظات المؤثرة في كواليس العمل، قائلة: 'بالفعل بقى يعوم زيهم، وزي ما شوفنا في الفيلم كان جزء لا يتجزأ من الفريق، وكأنه كان واحد من أبطال البحرية المصرية فعلًا'.