عربي21:
2025-06-13@19:09:50 GMT

محنة الشيخ الحويني وابنه المعتقل في مصر

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

ما أن أعلن عن وفاة الشيخ أبو إسحاق الحويني رحمه الله تعالى، وقد فجع في وفاته المحبون، وأهل العلم، حتى فجعهم خبر آخر، لم يكن معلنا من قبل، وهو: أن الشيخ له ابن معتقل في مصر منذ ست سنوات، اسمه: همام، وقد سمى الحويني أبناءه جميعا على أسماء أهل الحديث، بحكم تمرسه وتخصصه في علم الحديث، ودراسة أسانيدها، طوال سنوات طويلة.



أعلن حاتم الحويني الخبر الصادم للناس، بعد خبر وفاة أبيه، بما يلي: (نداء ورجاء.. ألم في القلب، وغصة في الحلق، لم نبح بها منذ 6 سنوات. أما وقد فارق الوالد الحياة وهو يتمنى لقاء فلذة كبده الذي غيبه الاعتقال لست سنوات متتابعات في سجون مصر، فهل يستجاب للنداء اليوم، للإفراج عن ابنه همام ليتمكن من توديع والده والصلاة عليه؟!).

القضية التي تم اعتقال ابن الحويني على ذمتها، حصل كل أفرادها على البراءة، وتم الإفراج عنهم، أي: أن القضية انتهت ببراءة جميع المتهمين، بمن فيهم ابن الحويني، وخرجوا جميعا، سوى شخص واحد، كان القرار أن يظل في السجن، فتم تدويره على قضايا أخرى مفتعلة كسابقتها، وهو ما يتم مع كل معتقل لا يراد له الخروج، سواء نال البراءة، أو حكم عليه زورا، وقضى مدته، كما هو حال آلاف من الناس في السجون المصرية.بعد هذا الإعلان المفاجئ، خرج ناشطون لا ينتمون للتيار الإسلامي، يؤكدون رؤيتهم لهمام الحويني، فكتب الناشط والشاعر المصري أحمد دومة أنه التقاه، وكتب آخر يحكي مرافقته له في الزنزانة لشهور طويلة، وهو السجين السابق عمر حنفي، إذ حكى تفاصيل عن معيشته في الزنزانة، وكيفية اعتقال ابن الحويني، حيث تم اعتقاله بعد مرور أسبوعين فقط من زواجه، وصبر زوجه على ذلك، وعلى ألم البعد وألم المعاناة في الزيارة، ومعها أمه، وكيف كان همام وزميل الزنزانة الذي على غير توجهه، وكان مدخنا، وقد تحمله البقية ـ وكلهم من الإسلاميين ـ وسمحوا له بالتدخين في مكان لا يضرهم، تفاصيل دقيقة مهمة لما يجري في السجون، لأشخاص لم يقترفوا جرما، ولم يدنهم قضاء نزيه.

العجيب في الموضوع، أن القضية التي تم اعتقال ابن الحويني على ذمتها، حصل كل أفرادها على البراءة، وتم الإفراج عنهم، أي: أن القضية انتهت ببراءة جميع المتهمين، بمن فيهم ابن الحويني، وخرجوا جميعا، سوى شخص واحد، كان القرار أن يظل في السجن، فتم تدويره على قضايا أخرى مفتعلة كسابقتها، وهو ما يتم مع كل معتقل لا يراد له الخروج، سواء نال البراءة، أو حكم عليه زورا، وقضى مدته، كما هو حال آلاف من الناس في السجون المصرية.

وهي سياسة متبعة من السيسي ونظامه، فليس شرطا أن تكون قد ارتكبت جرما، أو مارست سياسة، حتى تنال العقاب بالاعتقال والسجن، فربما تكون بعيدا تماما عن السياسة، ولكن تعاقب بموقف وقفه قريب لك، أب أو أخ أو قريب من الدرجة الأولى، وهو ما نراه في أشخاص كثر، كأبناء البلتاجي، وأبناء الشاطر وبناته، وكابنة القرضاوي قبل خروجها، وزوجها، ولم يكن لهم جريمة سوى أنهم أبناء أشخاص مارسوا حقهم السياسي والشرعي في أن يكون لهم رأي مخالف لهذه السلطة المستبدة.

كانت جريمة همام الحويني، أنه ابن أبو إسحاق الحويني، فماذا كانت جريمة الأب حتى يعاقب ابنه به؟ ليست هناك جريمة، فالحويني ليس من المشتغلين بالشأن العام السياسي، من حيث التعليق والفتوى، مثل آخرين، فقط مواقف سريعة معينة، ومواقف مبدئية من عدم تأييد هذا الانقلاب، وهذه تهم وجرائم كافية لدى هذا النظام، لتكون ضمن المغضوب عليهم، فإن لم تطلك يده للعقاب، فأقرب من تطالهم أيديهم هم أدوات للتنكيل والانتقام منك.

فقد خرج الحويني الأب للعلاج من مصر لقطر، وظن النظام أنه سيعود، ولكنه لم يعد، فقد نصحه علماء كثيرون، وعلى رأسهم شيخنا العلامة القرضاوي، بألا يعود، فهذا نظام غير مأمون، ولم يعد الحويني، واستقر في قطر، معززا مكرما بين أهلها، إلى أن تم دفنه فيها في مشهد جنائزي مهيب.

خبر ابن الحويني واعتقاله، وما جرى له، هو مشهد متكرر، ولكنه يحمل دروسا كثيرة، منها ما يتعلق بصبر الحويني وأسرته، وكتم خبر اعتقاله، وهو ما يدور مع كثيرين، من أهل المعتقلين، فكثير منهم يختفي قسريا، وفي أول مدة اختفائه، يتصور الأهل أن كتمان الخبر عامل مساعد لسرعة خروجه، مؤملين أو مخدرين من وعود كاذبة من السلطة، أو من الأمن، بأن الصمت، سيعجل بخروجه، وهي وعود فاجرة كاذبة، ومتكررة، مع كل الحالات التي تم التعامل معها بنفس الشكل، وهناك شخصيات كثيرة جرى معها هذا الأمر، ولا ينفرد الحويني وابنه به.

خرج الحويني الأب للعلاج من مصر لقطر، وظن النظام أنه سيعود، ولكنه لم يعد، فقد نصحه علماء كثيرون، وعلى رأسهم شيخنا العلامة القرضاوي، بألا يعود، فهذا نظام غير مأمون، ولم يعد الحويني، واستقر في قطر، معززا مكرما بين أهلها، إلى أن تم دفنه فيها في مشهد جنائزي مهيب.الأمر الآخر، أن كثيرا من البيوت التي ابتليت بهذا البلاء، تعيش كاتمة ما امتحنها الله به، إلى أن يضطرها موقف معين، فيخرج الخبر، أو يعلن به، وكم من البيوت والأسر في مصر مفجوعة بذويها، وعائلها، وكثيرا ما نظن أشخاصا خارج أسوار السجن الصغير (المعتقل)، وأنهم فقط في السجن الكبير (مصر)، فنفاجأ بأن من تسأل عنه معتقل منذ سنوات.

الأمر اللافت في موضوع ابن الحويني، أن السجين السابق الذي ذكر تفاصيل اعتقاله وسجنه، شخص ليس من التيار الإسلامي، بل وضع معهم في زنزانة واحدة، ربما من باب تكديره وتنغيص حياته في السجن، وهو سلوك تتعمده السلطة، من باب زيادة جرعة الإيذاء للمعتقل، ولكن السجن كان ساحة لتغير أفكار الكثيرين، فمن خلال معاشرته لابن الحويني، رأى نموذجا لم يتصوره، ثم رأى إسلاميين رغم ضيقهم بالتدخين، سمحوا له به، لأنه عادة لديه.

وهذا المشهد تكرر من مسجونين سابقين، عند حكاية تجربتهم، وكيف تغيرت المواقف والرؤى، وهو شيء يحمل خبرا سارا، ويحمل آخر غير سار، إذ من المؤسف أن أفكارنا وتصوراتنا عن بعضنا البعض، لا تتضح، ولا تكون صحيحة، إلا في محنة وسجن واعتقال، في ظل ظالم وطاغية، وكان حريا بالحوار الجاد، والعمل السياسي المفتوح، أن يكون ساحة للتعارف الصحيح، لكنها التجارب التي تصقل الإنسان، وتنضج رؤيته وتصوره.

فك الله أسر همام الحويني، ورحم والده، وفك أسر كل سجين، وألقى على قلب كل سجين الصبر حين يفقد أحبابه، فهو شعور صعب، وثقيل على النفس.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه وفاة مصر رأي مصر وفاة رأي داعية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی السجن لم یعد وهو ما

إقرأ أيضاً:

البرازيل تطالب بالإفراج الفوري عن ناشطها المعتقل ضمن “أسطول الحرية”

الثورة نت /..

طالبت الحكومة البرازيلية، بالإفراج الفوري عن الناشط وعضو تحالف “أسطول الحرية”، تياغو أفيلا، الذي تحتجزه سلطات العدو الإسرائيلي منذ الإثنين الماضي، بعد أن اعترضت قوات العدو سفينة المساعدات الإنسانية “مادلين” في المياه الدولية أثناء توجهها إلى قطاع غزة المحاصر.

وقالت وزارة الخارجية البرازيلية، في بيان، اليوم الأربعاء، إن اعتراض السفينة “يشكل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي”، مؤكدة أن السفينة كانت تؤدي مهمة إنسانية لنقل مساعدات عاجلة إلى المدنيين في غزة، وفق وكالة “قدس برس”.

وأشارت إلى أن السفارات البرازيلية في المنطقة كانت على استعداد لتقديم الدعم القنصلي، وأن طواقمها تتابع القضية عن كثب منذ اللحظة الأولى للاعتقال.

وتوجه ممثلون عن السفارة البرازيلية في يافا (تل أبيب) إلى مركز احتجاز “غيفون”، حيث يُحتجز أفيلا وسبعة نشطاء دوليين آخرين، ورافقوا جزءاً من الإجراءات القانونية.

وبحسب مركز “عدالة” الذي يتولى التمثيل القانوني لثمانية من نشطاء “أسطول الحرية”، بينهم أفيلا، فإن الناشط البرازيلي ينفذ إضرابًا عن الطعام والماء منذ الساعة الرابعة فجر يوم الإثنين، احتجاجًا على احتجازه التعسفي ورفضه التوقيع على وثيقة ترحيل تتضمن ما وُصف بأنه “إقرار غير مشروع بالذنب”، رغم اقتياده قسرًا من المياه الدولية إلى داخل الأراضي المحتلة.

وفي السياق ذاته، وصفت لارا سوزا، زوجة الناشط المعتقل، احتجازه بأنه “اعتقال سياسي تعسفي”، مؤكدة أن زوجها “رفض التوقيع على وثيقة ترحيل تتضمن اعترافًا بارتكاب جريمة لم تحدث، وهي الدخول غير القانوني إلى إسرائيل”، مشيرة إلى أنه “تم اختطافه في المياه الدولية من قبل الجيش “الإسرائيلي”، ثم اقتيد إلى منشأة عسكرية دون علم السفارة أو الجهات المعنية”.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل حكم السجن المشدد 7 سنوات لمدرس وطالب هتكا عرض طالبتين بالمنوفية
  • السجن 7 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه عقوبة سرقة الآثار بالقانون
  • أحكام بين البراءة و3 سنوات حبسا للمتهمين بالتلاعب بسكنات “السوسيال”
  • عائلة علاء عبد الفتاح: عداء شخصي من السيسي وراء إبقائه في السجن
  • السجن 7 سنوات وغرامة مليون جنيه عقوبة نقل الآثار بدون إذن كتابي
  • البرازيل تطالب بالإفراج الفوري عن ناشطها المعتقل ضمن “أسطول الحرية”
  • واشنطن بوست: إدارة ترامب تستعد لترحيل آلاف الأجانب لغوانتانامو دون إبلاغ دولهم
  • أحكام بين البراءة و5 سنوات حبساً لـ9 أشخاص عن تُهم الانخراط في عصابة أحياء بالشراڨة
  • أحكام بين البراءة و5 سنوات حبسا لـ9 أشخاص عن تهم الإنخراط في عصابة أحياء بالشراڨة
  • بعد 14 عاما على وفاته.. حقيقة تعاون حسن الأسمر مع نجله في دويتو «أغلى من عنيا»