علق السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، على التصعيد العسكري الإسرائيلي تجاه إيران، مؤكدًا أن المنطقة تدخل مرحلة غير مسبوقة من التوتر، قد تترتب عليها تداعيات خطيرة، خاصة في ظل غياب قواعد اشتباك واضحة كما كان الحال في فترات سابقة.

سفير تل أبيب السابق بواشنطن: صواريخ إيران تزلزل إسرائيل

وأوضح العرابي في مداخلة هاتفية ببرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم،  أن الهجوم الإسرائيلي الأخير يستهدف إنهاك إيران عسكريًا واستراتيجياً، في محاولة لإعادتها سنوات إلى الوراء، مؤكدًا أن طبيعة الرد الإيراني ستكون العامل الحاسم في رسم ملامح المرحلة المقبلة.

وأشار إلى أن المشهد الآن يختلف جذريًا عن الماضي، حيث لم تعد هناك حسابات دقيقة أو إنذارات مسبقة كما كان متبعًا في الاشتباكات السابقة، بل باتت العمليات مفتوحة ومتصاعدة، وهو ما يشبه لعبة "التنس" تضرب فيها إسرائيل باستمرار دون توقف واضح.

ولفت إلى أن إيران تحرص على الحفاظ على هيبتها أمام شعبها والإقليم، ما قد يدفعها للرد في وقت قريب، لكن الملاحظ حتى الآن أن ردودها لا تزال في إطار التصريحات، دون تحرك عسكري فعّال، وهو ما يُذكّر بتكرار سيناريو اغتيال قائد فيلق القدس سابقًا.

وأكد العرابي أن الضربات الإسرائيلية اتسمت بالتدرج والتخطيط الدقيق، حيث بدأت بتقويض أذرع إيران الإقليمية كحزب الله، ثم انتقلت إلى استهداف القيادات، تلاها قصف مباشر للمنشآت النووية والصاروخية والمطارات، وهو ما أسهم في تقليص قدرات طهران الدفاعية والهجومية بشكل ملحوظ.

وأضاف أن اغتيال القيادات الإيرانية له أثر بالغ على عملية اتخاذ القرار داخل إيران، وقد يؤدي إلى حالة من الارتباك وإعادة ترتيب الصفوف، مشددًا على أن الرد الإيراني إن حدث، سيُحدد مستقبل المواجهة ومصير الاشتباك الذي لم تعد تحكمه أي قواعد أو توازنات تقليدية.

طباعة شارك الرد الإيراني إسرائيل مستقبل النزاع الشرق الأوسط السفير محمد العرابي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرد الإيراني إسرائيل مستقبل النزاع الشرق الأوسط السفير محمد العرابي الرد الإیرانی

إقرأ أيضاً:

صحفي يهودي: مشروع إسرائيل الكبرى هدفه محو الشرق الأوسط

قال الصحفي اليهودي المقيم في ألمانيا مارتن جاك إن الهجمات التي تنفذها إسرائيل في المنطقة غالبا ما تكون غير شرعية، وحذر من أن مشروع إسرائيل الكبرى يهدف إلى محو منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع جاك، تناول فيها سياسات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأسلوبها في خلق الفوضى، بالإضافة إلى اتساع نطاق التهديدات الإسرائيلية في المنطقة.

مخطط توسعي

وفي معرض تعليقه على الهجمات الإسرائيلية على عدة دول بالمنطقة، قال جاك إن ما يجري لا يمكن وصفه بأنه دفاع مشروع، بل لا يمكن حتى تسميته بهجوم وقائي، إنه "ببساطة تدمير واستئصال وقائي، يهدف إلى محو المنطقة (الشرق الأوسط) بأكملها ومنع أي إمكانية للرد أو الدفاع" وفق قوله.

وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشنت حربا واسعة على لبنان بين سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، فيما قصفت عددا من المواقع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، وتواصل تنفيذ هجمات على اليمن، وبدأت مؤخرا عدوانا على إيران.

وأكد جاك أن ممارسات إسرائيل تزرع مشاعر العداء تجاه إسرائيل، حتى وإن لم تكن معادية لليهود أنفسهم.

وعبر عن اعتقاده بأن نتنياهو وتحالفه واليمين المتطرف في إسرائيل يسعون لتوسيع الأراضي الإسرائيلية.

وأضاف "لأكون صريحًا، فإن هذا المخطط يتجاوز حتى التصورات الدينية التقليدية لما يسمى بإسرائيل الكبرى".

الإفلات من العقاب

وشبّه جاك ما تقوم به إسرائيل في الشرق الأوسط بالنهج الذي اتبعته روسيا في عدد من البلدان، قائلا: عندما تنظر إلى ما حدث في غزة وجنوب لبنان، فإن المشاهد تذكّر بما جرى في مدينة غروزني خلال الحرب الشيشانية الثانية، أو ما ارتكبه الروس في حلب بعد تدخلهم إلى جانب نظام الأسد، (..) ما نشهده الآن هو إستراتيجية تدمير شاملة على النمط الروسي.

إعلان

وقال إنّ تمكّن الإسرائيليين من التجول بحرية في أماكن مختلفة في وضح النهار، وإبراز قوتهم أثناء ارتكابهم مجازر بحق آلاف الأطفال والنساء وكبار السن، دون أن يعترضهم أحد، يُظهر أنهم يمتلكون قوة مطلقة لا رادع لها.

وشدد على أن هذه الحالة تمثل عرضًا فجًا لواقع الإفلات من العقاب.

مركز قوة

وأوضح جاك أن إسرائيل لم تعد تسعى فقط إلى تحقيق ما ورد في التوراة من حدود إسرائيل الكبرى، بل تجاوزت ذلك إلى ما هو أبعد.

وقال إن الهدف اليوم هو بناء إسرائيل كمركز قوة مشابه للولايات المتحدة، من حيث القدرات العملياتية والنفوذ السياسي، مشيرا إلى أن ما نشهده اليوم (العدوان الإسرائيلي في المنطقة) هو ما رأيناه لعقود في أفغانستان، والعراق، وأميركا اللاتينية.

وأكد أن هذه القوة تمارس عملها بلا أي احترام للقانون الدولي، أو للأسس القانونية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية.

قومية توسعية متطرفة

وتطرق جاك إلى الدور الذي يلعبه يمينيون متطرفون بالحكومة الإسرائيلية مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، قائلًا: هؤلاء لا يخفون نيتهم بشأن مشروع إسرائيل الكبرى، بل يصرّحون بها علنا.

وقال إن نتنياهو يضع مصلحته الشخصية فوق كل اعتبار، وهو بحاجة إلى إنقاذ نفسه، كما يوجد في ائتلافه الحالي، أشخاص ينادون منذ زمن طويل بإقامة إسرائيل الكبرى.

وأشار إلى أنهم لا يتحدثون فقط عن جنوب لبنان، بل عن أجزاء من سوريا ومصر أيضا، وهم في الواقع يشكلون جزءًا من الحكومة الإسرائيلية ويتولون مواقع صنع القرار.

شكل من الجنون

وحذّر جاك من خطورة مجموعة من السياسيين في إسرائيل ترى أنه من المشروع مهاجمة كل ما تعتبره تهديدا، مشيرا إلى أن هناك حديثًا متزايدًا هذه الأيام في إسرائيل عن أن الدور نصف النهائي سيكون مع إيران، أما النهائي فمع تركيا.

وقال إن هذه المجموعة مستعدة لإثارة الحروب حتى في الأماكن التي تعتبرها مجرد احتمال لخطر أو ثغرة أمنية، وهي في غاية التطرف والتهور، مؤكدا أن ما يُمارس باسم التوسع الإسرائيلي، لا يمت بصلة لليهودية.

مقالات مشابهة

  • الرد الإيراني: السعودية تدين، وواشنطن تؤكد غياب الضحايا
  • صافرات الإنذار تدوي في 3 دول عربية خلال الرد الإيراني على أمريكا
  • تحذير أميركي "عالمي" لمواطنيها بسبب النزاع في الشرق الأوسط
  • أخطار أمنية.. الولايات المتحدة تحذر مواطنيها على مستوى العالم
  • استدرجتها للمعركة.. السفير محمد حجازي: إسرائيل ورطت أمريكا في ضرب إيران
  • صحفي يهودي: مشروع إسرائيل الكبرى هدفه محو الشرق الأوسط
  • نتنياهو بعد الضربة الأميركية لإيران: لحظة فارقة قد تغيّر مستقبل الشرق الأوسط .. فيديو
  • «الرئيس السيسي» يؤكد لـ نظيره الإيراني رفض مصر الكامل للتصعيد الإسرائيلي ضد إيران
  • لماذا على الشرق الأوسط عدم السماح بانتصار إسرائيل؟
  • تركيا: إسرائيل تجر الشرق الأوسط إلى "كارثة تامة" بمهاجمة إيران