الصادق الرضي

(1)
أول قراءة شعرية شاركت فيها الشاعر محمد الحسن حسن سالم حميد، كانت في إتحاد الشباب السوداني- فرع الشجرة، في الخرطوم سنة 1986م، كنت أتعثر وقتها في بداياتي الشعرية الأولى محاولاتي الدائبة لتلمس الطريق وكان هو وقتها علما على (اسمه) نار.

“يا صاحي قبل الطير
والدنيا شتوية
خاتي العمر للغير
وردية وردية
شان يمشي مدرستو
زي كل ولاد الناس”

بهذا المقطع ابتدر قراءاته الشعرية في تلك الأمسية، كانت أول مرة استمع فيها لصوته بلا وسيط، وكنت احفظ من خرائد أشعاره “نادوس- من الشمال لليمين سودان” وآخريات كنت أستمع لها من تسجيلات “شرايط الكاسيت” المنتشرة وقتها، في بيوت الصديقات والأصدقاء، وكانت تلك أول مرة أصافحه يدا بيد وأتعرف عليه شخصيا، وأنعم بعدها بدفء صداقته وفيض إنسانه الحميم!

(2)
أكرمنا الأصدقاء والصديقات في “جمعية نادوس الأدبية” في الإمارات العربية المتحدة، بدعوة لتقديم قراءت شعرية في “النادي الثقافي العربي” في إمارة الشارقة، منتصف فبراير سنة 2010م وكنا قبلها أمضينا نحو شهر في مدينة الدوحة، العاصمة القطرية (شخصي وحميد والمبدع شرحبيل أحمد) نقدم قراءات شعرية وحفلات غنائية ومعارض تشكيلية، مشاركة للجالية السودانية هناك، بدعوة كريمة منهم، في احتفالاتهم بأعياد الإستقلال.


تلك الأمسية في “النادي الثقافي العربي”، في الشارقة، كانت آخر قراءت شعرية، شاركت فيها الشاعر محمد الحسن حسن سالم حميد، منصة واحدة!

(3)
مطلع سنة 2012م، في فعالية تدشتن كتابه الشعري “أرضا سلاح” في قاعة الصداقة، كنت حضورا من وقت مبكر، بعد أن هاتفني من “نوري” ووجه لي الدعوة، لكن لم احظ، رغم حضوري المبكر، بلقائه شخصيا، بالكاد حصلت على مقعد في الصفوف الخلفية وكان معي صديقي الشاعر بابكر الوسيلة، من تدافع الجمهور وكانت أمسية شعرية غير مسبوقة من حيث عدد الحضور، بعضهم ظل خارج القاعة حتى نهاية الأمسية.
هاتفته بعد نهاية الأمسية وعاتبني لأنني لم أشاركه القراءات في المسرح كما فعل الراحل العزيز محمد طه القدال والشاعر الجميل عبد القادر الكتيابي وآخرين وأخريات!

للأسف كنت حاضرا في مشرحة مستشفى أمدرمان، حين وصول جثمانه من مستشفى أمبدة بعد تعرضه للحادث المرير، في رحلته من نوري لأمدرمان، وكنت من ضمن مشييعيه إلى مثواه الأخير في مقابر البنداري في الحاج يوسف، يوم 20 مارس 2012م، مجاورا لقبر حبيبنا المبدع الراحل مجدي النور، الذي رحل عنا في 5 ديسمبر سنة 2006م.

الوسومالصادق الرضي حميد محمد الحسن سالم حميد

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: حميد

إقرأ أيضاً:

ذكرى رحيل يحيي حقي.. أيقونة الأدب العربي وصاحب البصمة الأعمق في مسيرة القصة والرواية والمقال

تحل اليوم الثلاثاء ذكرى رحيل الأديب يحيي حقي، أحد أعمدة الإبداع العربي في القرن العشرين، وصاحب البصمة الأعمق في مسيرة القصة والرواية والمقال.. ويستعيد الوسط الثقافي في هذه المناسبة إرثا أدبيا ظل حاضرا في الوجدان الجمعي، لما اتسم به من صدق التعبير وعمق الرؤية وقدرته الفائقة على تصوير المجتمع المصري في تحولاته المختلفة.

الأديب يحيي حقي أبرز المعلومات عن الأديب يحيي حقي

ولد يحيى حقي في حي السيدة زينب بالقاهرة لأسرة ذات جذور تركية، وبدأ مسيرته التعليمية في الكتاب قبل أن ينتقل إلى عدد من المدارس حتى حصوله على البكالوريا عام 1921.

التحق بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، وتخرج عام 1925، ليبدأ رحلة مهنية شملت النيابة والمحاماة والإدارة المحلية، قبل أن يشق طريقه إلى السلك الدبلوماسي.

خدم حقي دبلوماسيا في جدة وإسطنبول وروما، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عاد إلى القاهرة حيث تدرج في مناصب وزارة الخارجية حتى أصبح مديرا لمكتب وزير الخارجية عام 1949، كما عمل سكرتيرا أول في سفارتي مصر بباريس وأنقرة، ثم وزيرا مفوضا لمصر في ليبيا.

ومع زواجه من الفنانة التشكيلية الفرنسية جان ميري، اتخذ مساره تدريجيا نحو العمل الثقافي، فعمل بوزارة التجارة، ثم مستشارا بدار الكتب المصرية، قبل أن يتولى رئاسة تحرير مجلة «المجلة» التي شكلت في ذلك الوقت منصة رئيسية للحراك الفكري والأدبي.

أبرز أعمال الأديب يحيي حقي

ترك يحيي حقي إرثا أدبيا ثريا اتسم ببساطة الأسلوب وعمق الفكرة، مما وضعه في طليعة رواد القصة العربية الحديثة، ومن أبرز أعماله التالي:

- رواية «قنديل أم هاشم» الصادرة عام 1944، والتي ترجمت إلى لغات عدة،

- إلى جانب أعماله الخالدة مثل، «البوسطجي، وسارق الكحل، وأم العواجز، وفكرة وابتسامة، وصح النوم، وعنتر وجولييت، ويا ليل يا عين، وحقيبة في يد مسافر»، وقد تحول عدد من هذه الأعمال إلى أفلام ومسلسلات رسخت حضوره في وجدان الجمهور، وفي مقدمتها «البوسطجي وقنديل أم هاشم».

جوائز حصل عليها حقي

حظى حقي خلال مسيرته الإبداعية بتكريمات وجوائز رفيعة، تعبيرا عن تقدير المؤسسات الثقافية والأكاديمية لعطائه المتميز، من أبرزها:

- جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، ووسام الفارس من الطبقة الأولى من الحكومة الفرنسية عام 1983.

- والدكتوراه الفخرية من جامعة المنيا، قبل أن يتوج مسيرته بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1990، تقديرا لريادته وإسهامه في تطوير فن القصة.

الأديب يحيي حقي رحيل الأديب يحيي حقي

رحل يحيى حقي عن عالمنا عام 1992، غير أن أعماله ما زالت تتردد أصداؤها في وجدان قرائه، شاهدة على عبقرية أدبية فريدة تجدد حضورها مع كل قراءة، ليظل اسمه واحدا من العلامات الخالدة في تاريخ الأدب العربي.

اقرأ أيضاًذكرى رحيل «قديس المسرح المصري».. كرم مطاوع صاحب الموهبة الاستثنائية

مراد عمار الشريعي: والدي أهلني إني أكون لوحدي وأكمل حياتي من غيره

مقالات مشابهة

  • في ذكرى رحيل محمود القلعاوي.. فنان منح الكوميديا بريقا خاصا
  • ذكرى رحيل كروان الإذاعة المصرية والإنشاد الديني الشيخ طه الفشني
  • ذكرى رحيل يحيى حقي .. أيقونة الأدب العربي التي لا تغيب
  • ذكرى رحيل يحيي حقي.. أيقونة الأدب العربي وصاحب البصمة الأعمق في مسيرة القصة والرواية والمقال
  • ذكرى رحيل المخرج والممثل الكبير كرم مطاوع.. أحد أبرز رواد التجديد في المسرح المصري والعربي
  • ذكرى رحيل «قديس المسرح المصري».. كرم مطاوع صاحب الموهبة الاستثنائية
  • جمع بين الموهبة والعلم.. ذكرى رحيل سمير سيف أحد أبرز صناع السينما المصرية
  • ذكرى رحيل مفتي البسطاء.. العالم الفقيه الشيخ عطية صقر
  • ذكرى رحيل القارئ الرزيقي.. أحد أعلام التلاوة في العالم الإسلامي
  • فى ذكرى رحيل الرزيقي .. تعرف على أبرز المحطات فى حياته وكيف أنصفه السادات