سودانايل:
2025-06-13@15:31:23 GMT

حين تصبح كراهية الكيزان وقوداً لدعايتهم

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

في خضم الفوضى التي تعيشها بلادنا، وفي ظل الحرب التي فتكت بنا، برزت مفارقة غريبة ومؤسفة: بعض السودانيين الذين يكرهون الكيزان بشدة أصبحوا، دون أن يشعروا، هم الداعم الأكبر لدعايتهم. لقد ساهموا، بوعي أو بغير وعي، في ترسيخ فكرة أن الجيش السوداني بالكامل هو كتيبة كيزانية، وبالطبع يكون أي إنتصار له هو إنتصار حصري للكيزان، وبل يتمادون بأن كل من حمل السلاح، من المدنيين، ضد الغزو الجنجويدي, هو كوز, متجاهلين ومُنكرين حقيقة أن قرابة المليون من المواطنين العاديين حملوا السلاح ليس طمعاً في سلطة، ولا خدمةً لأجندة سياسية، بل دفاعاً عن أنفسهم وانتقاماً لكرامتهم التي استبيحت، وأعراضهم التي هُتكت، ومنازلهم التي دُمِّرت، وأسرهم التي قُتلت وشُرِّدت.

إنكار هذا الدور الشعبي، وحصر الحرب في صراع بين الكيزان والجنجويد، هو اختزال خطير، بل وخيانة ضمنية لتضحيات أناس قاوموا من أجل بقائهم، حتى أن هناك مئات الآلاف من المقاتلين الديسمبربين الثوريين

هذه الدعاية، التي بدأت في الأصل كخطاب معادٍ للكيزان، انتهت إلى أن أصبحت هدية ثمينة لهم، إذ عززت لديهم الوهم بأنهم هم القوة الوحيدة التي تدافع عن السودان، وأنهم أصحاب الفضل في التحرير. وبهذا، يجد الكيزان أنفسهم أمام فرصة ذهبية لإعادة إنتاج أنفسهم، مستخدمين تلك الدعاية التي صنعها خصومهم، لتقديم أنفسهم كأبطال الحرب والتحرير ودحر الجنجويد، في حين أنهم هم من صنعوا هذا الوحش الجنجويدي لحمايتهم.

حين أوشك البرهان على توقيع الإتفاق الإطاري مع حميدتي، كفّره الكيزان وأهدَروا دمه وبل أدانوا الجيش كله لتهاونه مع الثورة وعدم القضاء عليها، لكن ما إن اندلعت الحرب، حتى أصبح البرهان في نظرهم القائد الملهم والبطل الفذ. هذه الازدواجية في المواقف تكشف أن المبدأ لم يكن هو الذي يحكمهم، بل المصالح السياسية الخاصة بهم وحماية ثرواتهم ومكاسبهم. أما عن الاتفاق الإطاري نفسه، فرغم أنه لم يكن خياراً مثالياً، إلا أنه قد يكون أفضل من هذه الحرب الكارثية، التي أصر الكيزان على نشوبها

في كل دول العالم، الشعوب تقف إلى جانب جيوشها في لحظات الخطر، حتى لو كانت هناك خلافات سياسية معها. إلا أن بعض الحمقى، وبدافع كراهيتهم للكيزان، ارتكبوا الخطأ الإستراتيجي الفادح بوقوفهم على الضفة الأخرى، متوهمين أن إسقاط الجيش انتصار لهم، بينما الحقيقة أن ذلك لا يخدم إلا العدو الحقيقي، الجنجويد ومن يقف خلفهم.

ولذا، أقول لأولئك الذين دعموا أو لا يزالون يدعمون الجنجويد بحجة كراهيتهم للكيزان: لقد خاب فألكم. فالوطن ليس معروضاً للمساومة، ولا يمكن أن تكون كراهيتكم لطرفٍ مجرم سبباً في تمكين طرف أكثر إجراماً منه. السودان أكبر من صراعاتكم، وأعظم من أن يُختزل في حرب بين الكيزان والجنجويد. إنها معركة وجود شعّب وليست معركة سياسة وأيديولوجيا. الجيش جيش الشعب وسيظل جيش الشعب والإنتصار هو إنتصار الشعب

٢١ مارس ٢٠٢٥
sfamtaha@msn.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية

اتهم الجيش السوداني قوات تابعة لخليفة بمهاجمة مواقع حدودية سودانية ومساندة الدعم السريع اليوم الثلاثاء.

وقال الجيش في بيان "هاجمت اليوم مليشيا آل دقلو الإرهابية مسنودة بقوات خليفة حفتر الليبية ( كتيبة السلفية) نقاطنا الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بغرض الاستيلاء على المنطقة"، والتي تقع إلى الشمال من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إحدى أهم خطوط المواجهة في الحرب.

وأضاف الجيش السوداني في بيانه "سندافع عن بلدنا وسيادتنا الوطنية وسننتصر مهما بلغ حجم التآمر والعدوان المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها بالمنطقة".

وتعد هذه المرة الأولى التي يتهم فيها الجيش السوداني قوات اللواء خليفة حفتر بالضلوع المباشر في الحرب الدائرة منذ عامين بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

ومطلع العام الجاري، قال ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني، إن 25 بالمئة من قوات الدعم السريع هم من ليبياتحت قيادة خليفة حفتر، والمرتزقة من التشاد، وبعض الإثيوبيين، وأفراد من كولومبيا وأفريقيا الوسطى، وبقايا فاغنر، ومقاتلين من سوريا، بينما 65 بالمئة من القوة المتبقية من أبناء جنوب السودان، للأسف، في حين أن 5% فقط هم من الجنجويد الأصليين كقادة لبعض المجموعات.

وأشار العطا من مدينة بوط بولاية النيل الأزرق إلى أنهم تحدثوا مع المسؤولين في جنوب السودان خلال سنتين من الحرب حول هذا الموضوع، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء، حتى على مستوى الإعلام، لتجريم مثل هذه الأفعال.

وأضاف أنه كان بالإمكان القول في الإعلام إن جنوب السودان يشن حربا ضدهم.



وفي وقت سابق، أكد رئيس جيش تحرير السودان، مني اركومناوي، أن الدعم الأجنبي يتواصل عبر محور ليبيا، ويدخل تعزيزات جديدة بقوة قوامها 400 آلية عسكرية متنوعة عن طريق ليبيا إلى دارفور الآن، حسب قوله.

وسبق أن تحدثت تقارير أن  كتيبة طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر قد توجهت مؤخراً نحو “معطن السارة”؛ لتأمين المنطقة، وحماية الطرق المؤدية إلى السودان، بما في ذلك إمدادات الأسلحة والوقود التي تنطلق من ميناء طبرق وتصل إلى السودان.

وشهدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اتهمها الجيش أيضا بالضلوع في الهجوم، تدخل العديد من الدول بينما لم تنجح المحاولات الدولية بعد في إحلال السلام.

وفي بداية الحرب اتهم السودان حفتر بمساندة قوات الدعم السريع عبر مدها بالأسلحة، واتهم الإمارات، حليفة قائد قوات شرق ليبيا، بدعمها أيضا، عبر وسائل منها غارات جوية مباشرة بطائرات مسيرة الشهر الماضي. وتنفي الإمارات تلك المزاعم.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو يوثّق الضربات التي استهدفت مواقع داخل إيران.. فيديو
  • الجيش الإيراني يهدد: مصير إسرائيل سيكون مؤلما
  • دراسة :المرأة تصبح أكثر ثرثرة في منتصف العمر
  • الجيش الإسرائيلي يوجه تحذيرًا عاجلا لسكان عدة مناطق في غزة
  • صحف عالمية: تزايد المعارضة داخل الجيش الإسرائيلي لاستمرار الحرب على غزة
  • حكومة المساومات،،، كامل إدريس بين سطوة المليشيات وفوضي الكيزان
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: إصابة جنديين جراء قنصهما في خانيونس
  • الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية
  • من أين يصرف النشطاء السياسين على أنفسهم واهاليهم في فترة العطالة السياسية
  • هل تصبح ثماني دول صغيرة ركيزة أوروبا ؟